قد لا يثير دهشتنا أن نسمع عن سرقة مكتب أو محل أو بنك؛ إذ نتفهم الاستفادة المادية المباشرة التي يحصلها السارقون، لكن عندما نسمع عن عمليات سرقة لمتاحف، قد يبدو الأمر غريباً أن نفهم اهتمام أشخاص بسرقة أعمال فنية، ورغم أنها أحياناً لا تقدر بثمن، لكن قد تثير استغراباً أن يسرق أشخاص قطعاً سيعرف الجميع قطعاً أنها مسروقة، والمخاطرة بدخول متاحف غالباً ما تكون مؤمنة جيداً.
لكن أفلام "How to Steal a Million- كيف تسرق مليوناً"، أو "The Thomas Crown Affair- علاقة توماس كراون" جعلت عمليات سرقات المتاحف تبدو مثيرة وحماسية لدرجة لا تُصدَّق، خصوصاً أن بعض القطع المستهدفة تصل قيمتها بمئات الآلاف، إن لم تكن بالملايين من الدولارات.
هنا؛ أبرز عمليات سرقة لمتاحف في الألفينيات
سرقة 12 لوحة من المتحف الوطني للفنون الجميلة – باراغواي عام 2002
في يوليو/تموز 2002، استضافت باراغواي أكبر معرض فني في تاريخها. لكن لسوء الحظ، رأت مجموعة من اللصوص أنَّ المعرض فرصة لتحقيق ربح كبير. وقد كانت عملية سرقة متقنة، استغرقت شهرين للتنفيذ.
وبحسب التقارير، استأجر اللصوص واجهة محل قريبة وتظاهروا بأنهم رجال أعمال. وخلف الكواليس، كانوا يحفرون نفقاً تحت الأرض يؤدي إلى المتحف الوطني للفنون الجميلة في أسونسيون، مكان المعرض.
وفي غضون شهرين، سرقوا 12 لوحة قيل إنَّ قيمتها مليون دولار. وكان من بين الأعمال المسروقة: "رأس امرأة-Woman's Head" للرسامة الفرنسية أدولف بيو، و"مريم العذراء ويسوع – The Virgin Mary and Jesus" للرسام الإسباني إستيبان موريلو، و"مناظر- Landscape" للرسام الفرنسي غوستاف كوربيه، ولوحة شخصية للرسام الإيطالي تينتوريتو.
وفي عام 2008، استعاد الإنتربول لوحة واحدة من السوق السوداء في الأرجنتين بعد عرضها للبيع.
سرقة منحوتة ضخمة – إنجلترا عام 2005
قد يكون من الصعب تخيل أنَّ هناك لصوصاً جريئين بما يكفي لسرقة تمثال من البرونز يبلغ ارتفاعه 3.7 متر ويزن 1814 كيلوغراماً. ومع ذلك، كان هذا بالضبط ما فعله 3 لصوص في المنحوتة المعروفة باسم "مستلقي الشكل Reclining Figure"، التي كانت ترقد في ملكية مؤسسة هنري مور الخيرية. وكانت هذه هي القطعة الأصلية للفنان، مع 6 منحوتات أخرى معروضة في متاحف حول العالم.
ورغم الحجم الضخم للمنحوتة، لم يُعثَر عليها مرة أخرى بعد أن سُرِقَت في منتصف إحدى الليالي في ديسمبر/كانون الأول 2005. وصورت كاميرات الأمن اللصوص مع التمثال البالغة قيمته 4 ملايين دولار، لكنهم ظلوا مجهولي الهوية. ومن المحتمل ألا يُستعَاد التمثال أبداً؛ إذ تعتقد السلطات أنَّ اللصوص صهروه على الأرجح واستخدموه كخردة معدنية.
سرقة الصين العظمى – بين عامي 2010 و2015
الرابط الوحيد بين العديد من عمليات السطو التي وقعت في مدن أوروبية مختلفة بين عامي 2010 و2015 هو أنَّ العناصر المنهوبة كانت أعمالاً فنية وكنوزاً صينية. وقد جعل ذلك بعض الناس يفكرون: هل يمكن أن تكون الحكومة الصينية وراء سرقة الصين العظمى؟
بدأت هذه العملية في عام 2010 في ستوكهولم، عاصمة السويد، بحرق السيارات في الشوارع. ومع تركيز انتباه السلطات على الحريق المتعمد، هرعت مجموعة من اللصوص إلى المقر الملكي السويدي، وأخذت التحف الصينية من الجناح الصيني. وبعد شهر، سرق اللصوص عناصر مختلفة من المجموعة الصينية لمتحف KODE في بيرغن بالنرويج.
وكانت المدينة التالية دورهام في إنجلترا، حيث استهدف اللصوص المتحف الشرقي في جامعة دورهام، وبعدها متحفاً في جامعة كامبريدج.
وفي عام 2013، اقتحم اللصوص، الذين لم يتضح ما إذا كانوا هم الأشخاص نفسهم، متحف KODE مرة أخرى، وسرقوا 22 قطعة أثرية صينية أخرى. وبعد ذلك بعامين، هاجمت مجموعة من اللصوص المتحف الصيني في قصر فونتينبلو في باريس.
وكانت معظم الأشياء هناك عبارة عن قطع سرقها الجنود الفرنسيون أثناء نهب القصر الصيفي القديم في بكين عام 1860. ومن بين البضائع المسروقة كانت المزهريات الخزفية والماندالا المصنوعة من الذهب والفيروز والمرجان. وعززت هذه العملية النظرية القائلة إنَّ الحكومة الصينية تريد فقط استعادة كنوزها.
واستمرت عمليات السطو في أوروبا بعد ذلك، وكانت الأهداف متشابهة: العناصر الصينية التي نهبتها الجيوش الأجنبية منذ سنوات عديدة، كما أشار موقع Listverse النيوزيلندي.
سرقة مجوهرات تعود للقرن 18 – ألمانيا عام 2019
يُحاكَم 6 رجال في اتهامات بسرقة مجوهرات من القرن الثامن عشر من متحف ألماني في عام 2019. لكن أين المجوهرات؟ سُرِقَت حوالي 21 قطعة تحتوي على آلاف الماسات بقيمة تقارب 120 مليون دولار خلال عملية سرقة في مدينة دريسدن في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام. والمتهمون هم إخوة وأبناء عم، تتراوح أعمارهم بين 23 و28 عاماً، ويقال إنهم أعضاء في عشيرة برلين سيئة السمعة المتورطة في العديد من السرقات.
وأُدِينوا باقتحام متحف غرين فولت في مدينة دريسدن الألمانية عن طريق إشعال حريق أدى إلى قطع التيار الكهربائي في قلعة دريسدن. عندما دخلوا المبنى بأقنعة، لم تعمل أجهزة الإنذار الأمنية بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وتشمل العناصر المسروقة كتّافة وسيفاً ذا حدين، ودبابيس زينة، وأزرار التنورة جميعها مرصعة بالجواهر.
سرقة لوحة حديقة القسيس في نيونيين لفان جوخ – هولندا عام 2020
أصبح فينسنت ويليم فان جوخ بعد وفاته أحد أشهر الفنانين في العالم. لذا فليس من المفاجئ أن تصبح لوحته "حديقة بيت القسيس في نوينين في الربيع – The Parsonage Garden at Nuenen in Spring" هدف سرقة سريعة في متحف سينغر لارين في موطنه هولندا في مارس/آذار 2020.
اقتحم اللصوص المتحف فجراً عند إغلاقه مؤقتاً بسبب الوباء. واختفوا قبل وصول السلطات. ومن المثير للاهتمام، أنَّ الخاسر الأكبر من السرقة كان متحف غرونينغر، الذي كان يمتلك اللوحة بالفعل، والذي أعارها لمتحف سينغر لارين في ذلك الوقت. وقيل إنَّ قيمتها الآن تبلغ 6 ملايين دولار.