بتخلّيه عن رئاسة الجمهورية السورية في العام 1958، أصبح شكري القوتلي أول وآخر رئيس عربي يتنازل عن الحكم بكامل إرادته لصالح رئيس آخر، فمن هو شكري القوتلي؟ وما الذي تعرض له خلال مسيرته السياسية، ولماذا يوصف بأنه رئيس مثيرٌ للجدل؟
من هو شكري القوتلي؟
في 21 أكتوبر/تشرين الأول 1891 وفي حي الشاغور بدمشق القديمة، وُلد شكري بن محمود بن عبد الغني القوتلي، أول رئيس لسوريا بعد الاستقلال، لعائلة من التجار ومُلاك الأراضي الذين فروا من العراق إلى سوريا.
وكانت لهذه العائلة مكانة مرموقة في المجتمع العربي، حيث كان "محمد سعيد القوتلي"، شقيق جد القوتلي، ضمن الشخصيات التي دعاها الخديوي إسماعيل لحضور حفل افتتاح قناة السويس.
نشأ القوتلي على حبّه للغة العربية، فالتحق بمدرسة "الآباء الآزريين" في باب توما بدمشق؛ لاهتمامها بدراسة اللغتين العربية والفرنسية، وبعد أن أكمل دراسته هناك التحق بثانوية "مكتبة عنبر" في دمشق.
وبعد أن أكمل دراسته شارك في مسابقة كلية "شاهاني" بإسطنبول، وهي أفضل مدرسة للعلوم السياسية والإدارية بالدولة العثمانية في ذلك الوقت.
كانت المسابقة امتحاناً لاختبار الطالب قبل قبوله في الجامعة، وتقدم للمسابقة 350 طالباً، نجح 40 منهم، وكان ترتيب القوتلي الخامسَ بينهم وذلك في العام 1908، وهو العام ذاته الذي أُعلن فيه الدستور العثماني، وهي المحطة التي ميزت بداية القوتلي في العمل السياسي.
حياة شكري القوتلي السياسية
بعد عام من إعلان الدستور، أسس القوتلي ومجموعة من رفاقه "المنتدى الأدبي" في إسطنبول، والذي ضم مجموعة من الشباب العربي، وكان هدفهم الدفاع عن مصالح العرب، وتكوين دولة عربية واحدة ذات كيان واحد.
كما عارض المنتدى سياسة حكم السلطان عبد الحميد الثاني، واستطاع أن يثبت قدميه في العمل السياسي، وانضم إليه العديد من الشباب من مختلف الدول العربية.
البداية الجريئة في مجال العمل السياسي كادت تودي بحياته
عاد القوتلي إلى دمشق عام 1913 بعد تخرجه في كلية شاهاني، والتحق بديوان "الدولة"، حيث طُلب من خريجي الكلية التدرب لمدة 3 سنوات على أعمال الإدارة هناك.
ولكن سرعان ما قدَّم القوتلي استقالته بعد أن رفض تقبيل يد المحافظ، حيث كان هذا البروتوكول يُفرض على الموظفين في ذلك الوقت.
الجمعية العربية الفتاة
الجمعية العربية الفتاة هي جمعية سياسية قومية عربية سرية أنشأها مجموعة من الطلاب العرب في مدينة باريس عام 1911 ومهدت للمؤتمر العربي في باريس عام 1913، وأسهمت الجمعية في التمهيد للثورة العربية التي انطلقت في الحجاز عام 1916.
بدأت فكرة الجمعية في الأستانة بعد ثورة "الاتحاد والترقي" التي قادها حزب تركيا الفتاة في عام 1908 والتي همشت العرب ودعت إلى القومية التركية وإعلاء العرق التركي في الدولة.
عقدت الجمعية اجتماعها الأول في دمشق خلال الحرب العالمية الأولى بهدف التعارف، ثم انتخبوا هيئة إدارية جديدة وكان المقر الأول للجمعية في باريس ثم نقل إلى بيروت، وافتُتح فرعان لها بدمشق ونابلس.
كانت أهداف الجمعية في البدء هي المطالبة بالحقوق العربية في الدول التي تحت سيطرة الدولة العثمانية آنذاك ومنها حقوق اجتماعية وقومية، ولقد نشأت الجمعية رداً على جمعية الاتحاد والترقي التركية التي كانت تدعو إلى سياسة التتريك.
وبعد الإعدامات التي طالت أعضاءها في سوريا على يد الوالي العثماني جمال باشا السفاح، طالبت الجمعية بالحكم الذاتي في الأقاليم العربية ثم ما لبثت أن طالبت بالاستقلال التام لكافة الأقاليم العربية.
حكم أول بالإعدام ومحاولة انتحار فاشلة!
ومن ثمّ بايع القوتلي الشريفَ حسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية عام 1916، وقام بنقل السلاح والمال إلى ثوار الحجاز، فتم اعتقاله بأمر من جمال باشا، الحاكم العسكري لولاية سوريا.
في المُعتقل، طَلب القوتلي من أحد الحراس إحضار شفرة صغيرة ضمن رغيف خبز، وقام بقطع شرايين يده اليسرى؛ في محاولة انتحار لكيلا يفشي أسماء رفاقه في الحركة الوطنية، وقد شوهدت دماؤه تسيل من غرفته بالسجن.
نُقل القوتلي إلى المستشفى الحميدي في حي البرامكة، حيث قضى فيه 25 يوماً، ليعاد فوراً إلى سجن خان باشا حتى انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الحكم العثماني بدمشق في نهاية سبتمبر/أيلول 1918، فتم الإفراج عنه وعن ورفاقه وإسقاط حكم الإعدام عنه.
حكمٌ ثانٍ بالإعدام بعد تأسيس حزب الاستقلال ومقاومة الفرنسيين
في غضون ذلك نجحت الثورة العربية الكبرى في إسقاط الحكم العثماني بسوريا، وأصبح الملك فيصل حاكماً لمنطقة سوريا، وأمر القوتلي بتشكيل حكومة ولاية دمشق.
في غضون ذلك، وقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الدول العربية، وسقطت سوريا في يد فرنسا، التي أنهت حكم الملك فيصل في سوريا وحكمت مكانه.
خلال فترة العامين التي جاءت ما بين نهاية الحكم العثماني لسوريا 1918 واحتلال الفرنسيين 1920، كان القوتلي قد أسس حزب الاستقلال الذي كان استمراراً للجمعية العربية الفتاة واستغله من أجل التوحيد في محاربة الاحتلال الفرنسي لسوريا.
في 26 أبريل/نيسان 1920، انعقد مؤتمر سان ريمو، الذي حصلت فيه فرنسا على انتدابها على سوريا، وفي العام نفسه وقعت معركة ميسلون بين جيش الثورة الكبرى بقيادة وزير الحرب السوري يوسف العظمة، وفرنسا.
استشهد وزير الحرب السوري وانتصرت فرنسا في المعركة وبدأت احتلالها لسوريا، كما بدأت تلاحق خصومها، من خلال إصدار أحكام غيابية بالإعدام على 34 شخصاً كان القوتلي من بينهم، لكنّه تمكن هو ورفاقه من الفرار من سوريا.
تنقّل القوتلي بين مصر وفلسطين والعديد من الدول الأوروبية، قام خلال تلك الفترة بالتنديد بشرور الاحتلال الفرنسي.
عودته إلى سوريا وحصوله على حكم ثالث بالإعدام!
ولدى وصوله إلى ألمانيا أسس شكري "المؤتمر السوري الفلسطيني" للدعوة إلى تحرير المنطقة العربية من الاحتلال الأجنبي.
ونتيجة لذلك، أصدرت فرنسا عفواً سياسياً عن القوتلي والسجناء السياسيين المحكوم عليهم بالإعدام.
عاد القوتلي إلى سوريا عام 1924، لكنه رفض التفاوض مع فرنسا قبل أن تحصل سوريا على الجلاء.
وفي عام 1926 أصدرت فرنسا للمرة الثانية حكماً جديداً بالإعدام على القوتلي؛ لتقديمه مساعدات ودعم مالي للثورة السورية، فكان عليه فقط مغادرة سوريا والتنقل بين مصر والقدس والرياض للعودة مرة أخرى للتنديد بجرائم الاحتلال، مما أدى إلى إصدار فرنسا قراراً بإلغاء عقوبة الإعدام مجدداً، لتدعه يعود إلى سوريا في 1930.
في العام ذاته، وقع الملك فيصل الذي دعمه القوتلي في إنهاء الحكم العثماني على سوريا، على المعاهدة الأنجلو-عراقية التي أعطت بريطانيا حق إدارة الشؤون الخارجية والعسكرية للعراق.
ليفقد القوتلي حليفه الأكبر، لذلك لم يكن أمامه سوى خيار واحد وهو محاربة الاحتلال بنفسه.
بدأ القوتلي إسهاماته من خلال دعم الكتلة الوطنية التي تأسست مسبقاً في العام 1927 من خلال التفاف العديد من السياسيين القدامى حول الرئيس هاشم الأتاسي، زعيم مدينة حمص، من خلال إنشاء معمل "الكونسيروة" لتمويل أعمال "الكتلة الوطنية" ودفع رواتب شهرية لعائلات المعتقلين والجرحى.
شاركت الكتلة الوطنية في تأسيس "مجلس تأسيسي" وافق عليه الشعب السوري؛ للتواصل مع سلطة الانتداب الفرنسي لصياغة دستور للبلاد، و إقامة "حكومة نيابية ودستور ليبرالي".
في نهاية عام 1931، بدأ شكري القوتلي يفرض زعامته ونفوذه على كثير من الأحياء القديمة، مثل الشاغور والقيمرية والقنوات، وقد جنّد العديد من قبضايات الأحياء لصالحه، مما أدى إلى نشوب خلاف وتنافس شديد على زعامة المدينة بينه وبين زميله في الكتلة الوطنية جميل مردم بك.
وعندما قرر مردم بك المشاركة في حكومة الرئيس حقي العظم المحسوبة على الفرنسيين عام 1932، وقف شكري القوتلي في وجهه وقاد معارضة شعبية ضده، وطالبه بالاستقالة، وهو ما حصل بالفعل لتعود الأمور إلى مجاريها بين الطرفين.
مفاوضات باريس وانضمام القوتلي إلى حكومة مردم بك
في العام 1936 ذهبت الكتلة الوطنية إلى باريس للمشاركة في مفاوضات مع الاحتلال، وتزامنت هذه الرحلة مع سقوط حكومة إدوار دلادييه وخلافتها من قبل حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي ليون بلوم.
استطاعت الكتلة الوطنية خلال مفاوضاتها تلك أن توقع على اتفاق تاريخي مع الفرنسيين ينص على إعطاء السوريين حق الاستقلال التدريجي على مدى 25 عاماً، وأن يسمح لها بإنشاء جيش وطني على أن تتولى فرنسا تدريبه وتسليحه، وإعادة ضم الدولتين العلوية والدرزية إلى أراضي سوريا.
هذا إضافة إلى توقيع اتفاقية دفاع مشترك تعطي الجيش الفرنسي حق الانتفاع من البر والجو والبحر السوري في حال نشوء حرب عالمية جديدة.
في العام ذاته أقيمت انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، فاز فيها هاشم الأتاسي برئاسة للجمهورية، وجميل مردم بك برئاسة الوزراء، وتم تعيين شكري القوتلي وزيراً للمالية والدفاع.
في هذه الفترة أنشأ القوتلي وزارة الدفاع ونظم موازنة الدولة وحقق فائضاً فيها، كما أبرم اتفاقية مع السعودية لبناء خط سكة حديدية يربط دمشق بالحجاز.
استقالة القوتلي من الحكومة
خلال إحدى الزيارات التي أجراها شكري القوتلي للسعودية، استغلت فرنسا عدم وجوده، وأبرمت اتفاقية "المصرف السوري والبترول" مع الحكومة الممثلة بجميل مردم بك والتي أعطت الحق للفرنسيين في التدخل بالأمور الاقتصادية للبلاد.
أغضب هذا الاتفاق العديد من الوزراء والبرلمانيين، ولكن أكثر من غضب منهم كان شكري القوتلي الذي قدم استقالته من الوزارة، لكنه بقي ملتزماً بعضوية مجلس النواب.
استقلال سوريا عن فرنسا
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقعت سوريا في العام 1940 تحت سيطرة "حكومة فيشي" الفرنسية الموالية لألمانيا النازية، حينها خرج الجنرال الفرنسي هنري فيرناند دينتز المفوض على سوريا وقال إن فرنسا ستمنح سوريا استقلالها بعد أن تهدأ الأوضاع في العالم.
وفي العام 1941 تمكنت قوات الحلفاء وقوات فرنسا الحرة من طرد فيشي من سوريا، وقامت الطائرات المروحية الفرنسية بإلقاء منشورات على السوريين أعلنت فيها نيتها الانسحاب من سوريا.
في 12 سبتمبر/أيلول من العام ذاته، أعيد العمل بالدستور واختير تاج الدين الحسني رئيساً للجمهورية إلى حين سماح الظروف بإجراء انتخابات.
شكري القوتلي أول رئيس لسوريا بعد الاستقلال
بعد وفاة الرئيس السوري تاج الدين الحسني عام 1943، نُظمت الانتخابات النيابية التي فازت بها الكتلة الوطنية فوزاً ساحقاً، وتم الاتفاق على ترشيح شكري القوتلي لسدة الرئاسة بدلاً من هاشم الأتاسي الذي كان قد تقدمت السن به، وفاز القوتلي بشبه إجماع ليصبح رابع رئيس للجمهورية السورية وأول رئيس لها بعد الاستقلال عن فرنسا التي سحبت آخر جندي لها من البلاد في 17 أبريل/نيسان 1946.
انقلاب حسني الزعيم على شكري القوتلي
في 30 مارس/آذار 1949، طوقت وحدة من الجيش السوري منزل الرئيس شكري القوتلي وقامت باعتقاله رفقة رئيس وزرائه خالد العظم، بأمر من مهندس الانقلاب وقائد الجيش حسني الزعيم، الذي برر انقلابه بأن القوتلي كان يسرق من خزينة الدولة.
بعدها بنحو أسبوع، نُشر كتاب استقالة القوتلي ووجّه للشعب السوري ويقال إنه كُتب بمساعدة فارس الخوري، إذ كان القوتلي رافضاً للاستقالة، وجاء فيه: "أتقدم إلى الشعب السوري الكريم باستقالتي من رئاسة الجمهورية السورية، راجياً له العز والمجد".
قبل أن تتم مصادرة أملاكه وأملاك عائلته، ونفيه إلى مكان يختاره، فتوجه إلى سويسرا ومن ثم مصر.
وبعد سنوات تبيّن أنّ انقلاب الزعيم على القوتلي كان بسبب رفض الأخير توقيع اتفاقية مرور نفط شركة التابلاين الأمريكية عبر الأراضي السورية، ورفض توقيع اتفاقية هدنة مع إسرائيل، وفقاً لما ذكره ضابط الاستخبارات الأمريكية الذي أقام في دمشق مايلز كوبلاند في كتابه "لعبة الأمم".
عودة القوتلي إلى الرئاسة مجدداً
خلال السنوات التي قضاها القوتلي في منفاه توالى على سوريا 4 رؤساء عسكريين هم: حسني الزعيم، وسامي الحناوي، وفوزي سلو، وأخيراً أديب الشيشكلي الذي سقط بانقلاب عسكري في 1954 وأعيد العمل بالدستور ليتولى هاشم الأتاسي الرئاسة.
في العام ذاته عاد القوتلي إلى البلاد ليعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية، ففاز بها في العام 1955.
العدوان الثلاثي على مصر ودوره في قيام الوحدة مع سوريا
كان للعدوان الثلاثي على مصر في 1956 نتائج بالغة الأثر على سوريا التي أعلنت حالة الطوارئ في البلاد.
وفي العام 1957، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية التدخل في شؤون سوريا لمصلحة إسرائيل، فعرضت على القوتلي مبلغ 400 مليون دولار مقابل إنشاء اتفاق سلام مع إسرائيل ومن أجل التخلي عن فكرة الوحدة مع مصر.
في الوقت ذاته أحبطت القوات السورية محاولة انقلاب على القوتلي؛ ما دفع القوات المصرية إلى إرسال قوات لها إلى ميناء اللاذقية.
لم تكن تلك الأزمات هي الحاضرة وحسب، بل أيضاً جاءت أزمة جديدة من الشمال، عندما هددت تركيا التي كان يرأسها حينها الديمقراطي محمود جلال الدين بايار، بغزو سوريا واحتلال مدينة حلب، متهمةً القوتلي بالتحالف مع الاتحاد السوفييتي.
وفي العام 1958، توجه وفد من الضباط السوريين إلى مصر للمطالبة بالوحدة بين البلدين، وكانت هذه الخطوة دون معرفة الرئيس القوتلي أو رئيس وزرائه العظم.
وعند مقابلتهم الرئيس المصري جمال عبد الناصر سألهم عن موقف الرئيس السوري من الوحدة، وأكد لهم أنه لن تكون هناك أي وحدة دون موافقته، لأنه الوحيد المخول له التحدث باسم الشعب السوري.
من جهته، لم يقم القوتلي بمعاقبة الضباط لتصرفهم دون علمه، بل العكس تماماً أرسل وزير خارجيته صلاح البيطار؛ لإعطاء هؤلاء الضباط الشرعية السياسية للتفاوض على الوحدة باسمه.
خطاب القوتلي الشهير عن الوحدة مع مصر
بعد الاتفاق على خطوات الوحدة، سافر القوتلي إلى القاهرة للتوقيع على ميثاق الوحدة، وتنازل بشكل طوعي عن رئاسة الجمهورية السورية، ليكون أول وآخر رئيس عربي يتنازل عن سلطته طوعياً.
وقال القوتلي حينها في خطابه الشهير: "تنفيذاً لإرادة شعب الجزأين العربيين الغاليين، أرى من واجبي ونحن قادمون على الاستفتاء الشعبي المقرر لانتخاب رئيس الجمهورية العربية المتحدة، يوم الجمعة 21 فبراير/شباط 1958، أن أكون المواطن الأول، في الدولة الجديدة، الذي يرشح سيادة الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً لها".
وفاة شكري القوتلي
بعد نحو عامين ونصف العام من الوحدة بين سوريا ومصر، قام بعض الضباط المنتمين إلى حزب البعث بانقلاب على الوحدة التي انتهت رسمياً في 28 سبتمبر/أيلول 1961.
لم يكن القوتلي من مؤيدي هذا الانقلاب، لكنه كان مؤيداً لانفصال سوريا عن مصر، بسبب احتكار عبد الناصر للسلطة وسيطرته على مقاليد الحكم.
بعد الانقلاب، تمت مصادرة ممتلكات القوتلي، وترحيله إلى بيروت التي عاش فيها حتى 30 يونيو/حزيران 1967، عندما أصيب بذبحة قلبية عند سماعه نبأ سقوط هضبة الجولان بيد إسرائيل، ورحل عن عمر ناهز 75 عاماً، ودُفن في مقبرة "باب صغير" في دمشق، لتنتهي رحلة واحد من أكثر الرؤساء السوريين شعبية في البلاد.
قد يهمك أيضاً: شبّه نفسه بهتلر.. "حسني الزعيم" أول رئيس عربي يصل للحكم بانقلاب عسكري