في 30 أبريل/نيسان من العام 1945، أطلق الزعيم النازي أدولف هتلر، النار على نفسه بينما عضت زوجته إيفا براون كبسولة سيانيد لينتحرا معاً، بينما كانت القوات السوفييتية تقتحم مباني مستشارية الرايخ في برلين، وتعلن انتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا.
في ذلك اليوم التاريخي، تم نقل جثتيهما إلى حفرة في حديقة خلف مستشارية الرايخ، حيث صبت القوات السوفييتية الوقود عليهما وأضرمت النيران مع استمرار قصف الجيش الأحمر. ثم تولى الأدميرال كارل دونيتز وجوزيف جوبلز دور هتلر كرئيس للدولة والمستشار على التوالي.
وما هي إلا أيام حتى وقّعت ألمانيا على وثيقة الاستسلام في الساعة الـ02:41 في 7 مايو/أيار 1945، ثم تم تعديل الوثيقة في 8 مايو/أيار في برلين، وجاء فيها حرفياً:
تصدر القيادة العليا الألمانية على الفور أوامر لجميع السلطات العسكرية والبحرية والجوية الألمانية وجميع القوات الخاضعة للسيطرة الألمانية بوقف العمليات النشطة في الساعة 23.01 بتوقيت وسط أوروبا في 8 مايو/أيار 1945.
– صك الاستسلام الألماني، المادة 2
ومع وثيقة إعلان هزيمة ألمانيا، أُعلن يوم النصر بأوروبا في 8 مايو/أيار، وفي الـ9 منه داخل الاتحاد السوفييتي، بسبب فارق التوقيت.
اندلعت الاحتفالات في جميع أنحاء العالم الغربي، خاصة في المملكة المتحدة وأمريكا الشمالية.
واحتفل أكثر من مليون شخص في الشوارع بجميع أنحاء المملكة المتحدة بمناسبة نهاية الدور الأوروبي من الحرب. في لندن، احتشد الناس في ميدان ترافالغار واتجهت نحو قصر باكنغهام، حيث ظهر الملك جورج السادس والملكة إليزابيث برفقة رئيس الوزراء ونستون تشرشل على شرفة القصر قبل الحشود المبتهجة.
اقرأ أيضاً
أوروبا تحتفل بيوم النصر
وحالياً، يتم الاحتفال بيوم النصر في جميع أنحاء الدول الأوروبية كعطلة رسمية تشهد احتفالات وطنية.
حتى في ألمانيا، يتم الاحتفال باليوم لإحياء ذكرى أولئك الذين حاربوا النازية ضمن قوات المقاومة الألمانية.
وفي عام 2020، أقرت الدول اليوم عطلة وطنية للاحتفال بالذكرى الـ75 للاستسلام.
اقرأ أيضاً
وروسيا تحتفل على طريقتها
يعد يوم النصر عطلة رسمية ووطنية في روسيا، تغلق فيها القطاعات العامة والمدارس أبوابها ومعظم الشركات الخاصة.
كما تبث شبكات التلفزيون أفلاماً مستوحاة من الحرب العالمية الثانية والمعارك الأخيرة، التي تُعرف أيضاً باسم الحرب الوطنية العظمى. تتكرر هذه الأفلام كل عام ولكن يبدو أن الجمهور لا يتعب منها أبداً.
تكرم هذه الأعمال الفنية والأدبيات المحاربين القدامى عبر تأريخ بطولاتهم، وتتوج الاحتفالات باستعراض عسكري مهيب في الميدان الأحمر بموسكو، احتفالاً بقوة روسيا ونصرها على ألمانيا، لكن احتفالات هذا العام تأتي في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا والضغط العسكري نحو إعلان النصر في اليوم نفسه.
وجرت العادة بأن يبدأ موكب يوم النصر بوزير الدفاع الروسي متفقداً وحدات العرض، ثم موجهاً التحية للقائد العام، رئيس الاتحاد الروسي.
وغالباً ما يضم العرض نحو 13000 فرد عسكري و234 مركبة مدرعة و75 طائرة تقوم بأداء الطيران التقليدي، حسب شبكة BBC.
يحضر كثير من الناس عرضاً عسكرياً محلياً ويشاهدون الألعاب النارية ليلاً، كما يرتدي معظم المحاربين القدامى ميدالياتهم أثناء توجههم إلى العرض أو الحدث الذي تنظمه منظمة محلية مخضرمة.
تقليد آخر هو إعطاء الزهور، وعادةً القرنفل الأحمر، للمحاربين القدامى في الشوارع، ووضع أكاليل الزهور بمواقع النصب التذكاري للحرب.
بدورها، تنظم المدارس برنامجاً يتضمن مشاركة الطلاب بأغان وأشعار من زمن الحرب.
أما في المنزل، فتتجمع العائلات حول وليمة احتفالية؛ لتكريم الشهود الناجين من الحرب العالمية الثانية وتذكر أولئك الذين ماتوا.
رموز وشعارات
ويرتدي الروس بعض الرموز الشائعة ليوم النصر أو يزينون سياراتهم بما يلي:
1-شريط سانت جورج: يرتدي الناس هذا الشريط الأسود والأصفر على ملابسهم أو يربطونه بهوائيات السيارة كعلامة على الاحترام والذكرى.
2- القرنفل الأحمر: الدم الأحمر هو لون العلم السوفييتي الذي حارب تحته المحاربون القدامى. وضع وردتين من القرنفل الأحمر في مواقع النصب التذكاري للحرب يدل على الحداد والذكرى.
3- ميدالية النجمة الحمراء: وسام عسكري للشجاعة.
أما بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن هذا اليوم يحمل في طياته ذكريات شخصية، إذ أصيب والده بجروح خطيرة في الحرب، بينما توفي شقيقه الرضيع فيكتور في حصار لينينغراد، أو ما بات يعرف بـ"سان بطرسبرغ".