من أفغانستان إلى السودان مروراً بلبنان.. أكثر 10 حروب أهلية دمويةً

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/09 الساعة 02:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/09 الساعة 02:03 بتوقيت غرينتش
الحروب الأهلية وصمة عار في تاريخ الشعوب / Istock

هناك أنواعٌ عديدة من الحروب الأهلية؛ فإما يريد جزءٌ من السكان ببساطة الانفصال وإنشاء دولة، أو تنجر الدولة إلى جحيم ثمن رغبة فصيل سياسي مغرور في السيطرة على البلاد، وقد تحاول المصالح الخارجية تقسيم الدولة لإضعافها أو استغلال مواردها. 

كانت الحروب الأهلية شائعةً إلى حدٍّ ما بعد انسحاب الاستعمار وخلال الحرب الباردة. انقسم الشعب الواحد إلى دول منفصلة، وحاولت جماعةٌ واحدة فرض دولة واحدة على البقية بدعم من "القوى الإقليمية" أو "القوى العظمى".

ولكن عندما تشن دولة ما حرباً ضد دولة أخرى، فإن هوية المعتدي واضحة تماماً، ولكن أن يتقاتل أبناء الشعب الواحد، فيمكن أن تتخذ الأمور مساراً وحشياً أكثر إيلاماً، وتتحول الحرب إلى وصمة عار في تاريخ هذه الأمم، خاصةً للمدنيين الذين يحاولون الهروب من ساحة المعركة. 

نستعرض في هذا التقرير 10 حروب أهلية غيرت معالم الجغرافيا والسياسة في القرن الفائت.

1- الحرب الأهلية في السودان

حروب أهلية
استمرت الحرب الأولى لنحو 17 عاماً / Wikimedia


تعد الحرب الأهلية السودانية من أقسى الحروب الأهلية وأطولها مدة، إذ شهدت السودان حربين أهليتين في العام 1955 ومرة أخرى 1983 كامتداد للأولى.

استمرت الحرب الأولى لنحو 17 عاماً ذهب ضحيتها أكثر من نصف مليون سوداني. انقسمت إلى 3 مراحل:

  • الأولى: حرب العصابات.
  • الثانية: الأنانيا.
  • الثالثة: حركة تحرير جنوب السودان.

يعود أصل النزاع للعام 1956، بعد نيل السودان استقلاله عن بريطانيا، فطالب السودانيون في الجنوب (غير المسلمين) بالحكم الذاتي تحت غطاء نظام فدرالي، فرفضت الحكومة في الشمال هذه المطالب.

شهد الجنوب حركات تمردية وحروب عصابات، إلى أن تشكل جيش عصابات الأنانيا، والذي كان مؤلفاً من عدة عرقيات. وعندما تشكلت أول حكومة مستقلة في السودان، سرعان ما أُطيح بها في انقلاب عسكري (بقيادة الجنرال إبراهيم عبود)، ما أشعل موجة احتجاج شعبية وتشكيل حكومة مؤقتة. لم تصمد هي الأخرى أمام انقلاب عسكري ثان (بقيادة العقيد جعفر نميري) الذي حظر الأحزاب السياسية.

غير جنوب السودان اسمه إلى جمهورية نهر النيل لاستكمال الحرب ضد الشمال بدعم من أوغندا وإسرائيل والإمبراطورية الإثيوبية حتى تدخل المجلس العالمي للكنائس ومجلس كنائس إفريقيا لعقد المفاوضات التي تُوجت بالتوقيع على اتفاق أديس أبابا في 1972.

الخلافات السياسية في الشمال ومع الجنوب في تلك الفترة أدت لمقتل نصف مليون شخص، ولم تتمكن اتفاقية أديس أبابا من الصمود إلا 11 عاماً فقط.

وعندما حل العام 1983 اندلعت الحرب الأهلية الثانية في جنوب السودان كإحدى أطول وأعنف حروب القرن. ذهب ضحيتها نحو مليوني شخص ونزح أكثر من 4 ملايين.

بدأت الاضطرابات حين أسس جون قرنق الحركة الشعبية لتحرير السودان 1983. وعلى مدى 20 عاماً، تقاتلت الحركة مع الحكومات المركزية في السودان والرئيس السابق عمر البشير، لتنتهي بتوقيع اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل في 2005، والتي نصت على إجراء استفتاء لتقرير شعب جنوب السودان مصيره.

حصلت جنوب السودان على السيادة والاستقلال في 9 يونيو/حزيران 2011، وأصبحت الحركة الشعبية لتحرير السودان هي الحزب الحاكم للدولة الجديدة ورئيسها سلفاكير.

2- الحرب الأهلية اللبنانية

حروب أهلية
ساحة الشهداء في وسط بيروت شاهدة على الدمار/ Wikimedia

150 ألف شخص هي الحصيلة التقديرية لضحايا الحرب الأهلية في لبنان والتي امتدت على مدى 25 عاماً في بلد لا يتعدى عدد سكانه وقتها 4 ملايين. تسببت بتهجير مليون لبناني وما يقارب 200 ألف بين مصاب أو معاق.

اشتعل فتيل الحرب في لبنان عام 1975 نتيجة احتقان ديني وطائفي بين الأطياف اللبنانية يعود للعام 1958، عندما رفض الرئيس اللبناني كميل شمعون- الماروني الموالي للغرب- قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الغربية التي هاجمت مصر خلال العدوان الثلاثي. 

انقسم اللبنانيون بين دعم رئيس الوزراء اللبناني السني رشيد كرامي لعبد الناصر في عامي 1956 و1958، وعند قيام الوحدة بين مصر وسوريا، طالب اللبنانيون المسلمون بالانضمام للوحدة، بينما أراد المسيحيون التحالف مع الدول الغربية. 

كما أدى الانقسام السياسي لاحقاً لدعم فصائل المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل إلى تكوين ميليشيات ستتقاتل فيما بعد ضد الفلسطينيين تارة، وبين بعضها تارة أخرى وبين أبناء الطائفة الواحدة. 

يعتبر اللبنانيون أن 13 أبريل/نيسان 1975 هو يوم اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، عندما هاجم مسلحون مسيحيون حافلة تنقل عمالاً فلسطينيين (حادثة عين الرمانة)، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً، وذلك رداً على محاولة اغتيال فاشلة للقائد الماروني بيار جميل.

حروب أهلية
بنايات بيروت تحت النيران/ Istock

انقسم اللبنانيون حسب طوائفهم وتشكلت 3 جبهات رئيسية: 

  1. الجبهة اللبنانية بزعامة كميل شمعون من قبل المسيحيين الموارنة. وسرعان ما حصلوا على المعونة من سوريا ثم من إسرائيل لاحقاً. 
  2. مجموعات الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط، السياسي الدرزي البارز.
  3. منظمة التحرير الفلسطينية بجميع قواها وأطيافها والتي تحالفت مع الحركة الوطنية اللبنانية

في العام 1977 دخل الجيش السوري طرفاً مباشراً في الصراع، أتبعه الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، الذي نفذ مجازر بحق الفلسطينيين، أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا (3500 ضحية)، بتعاون مع ميليشيا القوات اللبنانية.

ثم سرعان ما تصادمت الأحزاب السياسية داخل الطوائف نفسها لإحكام سيطرتها على المناطق، وصولاً إلى حرب التحرير التي شنها قائد الجيش آنذاك ميشال عون ضد الجيش السوري.

إذ رفضت الكتل الوطنية والإسلامية تسلم عون الرئاسة اللبنانية من الرئيس السابق دون انتخابات، فانقسم البلد بين جيشين وحكومتين، وشهدت بيروت تدميراً كبيراً، انتصرت في نهايته سوريا على عون.

وفي العام 1990 اجتمع زعماء الطوائف اللبنانية في مدينة الطائف بالسعودية وتوصلوا لاتفاق الطائف. انتخب النواب عند عودتهم رينيه معوض، ثم تم اغتياله بعد 16 يوم من انتخابه، ليخلفه إلياس الهراوي، رغم رفض عون الاعتراف بكليهما.

وفي أواخر عام 1990، تم إقصاء عون من القصر الرئاسي، كما أعدم المئات من أنصاره بينما فر إلى باريس. وأخيراً في العام 1991، أصدر البرلمان اللبناني قانون عفو عن كل الجرائم التي حصلت منذ 1975، وحلت جميع الميليشيات باستثناء حزب الله.

3- الحرب الأهلية الباكستانية

حروب أهلية
لحظة انتهاء الحرب لصالح بنغلادش وبدعم من الهند/ Wikipedia

على امتداد 9 شهور في العام 1971، اندلعت حرب أهلية باكستانية بين باكستان الغربية وباكستان الشرقية التي يقطنها البنغال.

ولكن رغم قصر مدتها، إلا أن عدد الضحايا كان مأساوياً؛ قتل ما يقارب 3 ملايين مدني في باكستان الشرقية وهاجر نحو 10 ملايين نحو الهند، بينما اغتصب ما يقرب من 400 ألف امرأة بنغالية.

اندلعت الحرب عندما شنت وحدات الجيش التابعة لدولة باكستان الغربية عملية عسكرية سمتها "الضوء الكاشف" ضد مدنيي بنغال وطلابها ومثقفيها، الذين طالبوا باحترام نتائج أول انتخابات ديمقراطية عام 1970 والسماح بانفصال شرق باكستان عن غربها.

عاملت السلطة الباكستانية قاطني إقليم بنغال على أنهم مواطنون من درجة ثانية، واعتقلت زعيمهم الشيخ مجيب الرحمن، رغم فوز حزبه بالانتخابات العام 1970، فما كان منه إلا أن أعلن استقلال بنغلادش قبل أن يتم القبض عليه.

ورداً على عملية الضوء الكاشف، أسس البنغاليون جيش التحرير (موكتي باهيني) بعدما شكلوا حكومة في المنفى بالهند، ولجأوا لحرب العصابات ضد باكستان بدعم من الهند.

وكلما نجح جيش التحرير في ضرب أهداف حدودية أو عسكرية، اشتد انتقام الباكستانيين من السكان المدنيين.

وأعلنت فتوى صادرة من باكستان خلال الحرب أن مقاتلي حرب التحرير البنغلاديشيين "هندوس" (رغم أن أغلبيتهم مسلمون)، وأن نساءهم "غنيمة حرب"، ما أدى لاغتصاب نحو 400 ألف فتاة وامرأة.

دعم الهند عبر تنظيم وتدريب وتسليح جيش التحرير أدى لشن باكستان غارة استباقية على قواعد الهند الجوية في ديسمبر/كانون الأول 1971. مثلت الضربة البداية الرسمية للحرب الهندية الباكستانية، وسرعان ما اجتاحت الهند البلاد ليستسلم الباكستانيون.

انتهى الصراع المسلح في 16 من ديسمبر/كانون الأول 1971م وأسفر عن انفصال باكستان الشرقية، التي أصبحت دولة مستقلة هي بنغلاديش عاصمتها دكا.

4- الحرب الأهلية الأفغانية

حروب أهلية
أفغانستان في العام 1992/ Wikipedia

وقعت الحرب الأهلية الأفغانية عام 1996 بين فصائل المجاهدين المتعددة، وانتهت عام 2001 رسمياً بالغزو الأمريكي وتنصيب حكومة مدعومة أمريكياً.

تعود أصول الخلاف السياسي إلى عام 1989، عند انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان. تنافس المجاهدون للصعود إلى سدة الحكم، وكان كل فصيل يحاول إقصاء الآخر، إلى أن برزت حركة طالبان، التي تمكنت من السيطرة على كابول وأعلنت حكومتها باعتراف السعودية وباكستان والإمارات.

وبعدما كان أحمد شاه مسعود وزيراً للدفاع في عام 1992 في عهد حكومة برهان الدين رباني، تزعم المعارضة المسلحة بعد حكم طالبان، وشغل منصب القائد العسكري للجبهة الإسلامية المتحدة، والتي عارضت بشدة تفسيرات طالبان للإسلام.

كان أطراف النزاع مسعود (عن الجبهة المتحدة والتحالف الشمالي) والملا محمد عمر (عن طالبان) وأسامة بن لادن (عن تنظيم القاعدة).

تقاتل الطرفان الأفغانيان على مدى سنوات، بينما تلقت طالبان دعماً من باكستان وتنظيم القاعدة في عدة أقاليم ومدن منها بنجشير وقندوز وغيرها.

كان العداء الشديد بين الفصائل يؤدي أحياناً للاقتتال بين الحلفاء من الجبهة الواحدة، ومع أواخر التسعينات توسعت طالبان ميدانياً، وكادت أن تندلع حرب إيرانية أفغانية بعد قتل طالبان دبلوماسيين إيرانيين، أخمدت شرارتها وساطات الأمم المتحدة.

ولكن في بداية العام 2001، ألقى شاه مسعود خطاباً أمام البرلمان الأوروبي، وذكر أن تصور طالبان عن الإسلام خاطئ وأنها قائمة فقط بدعم باكستان وبن لادن، كما حذر من هجوم وشيك على أمريكا.

وفي 9 سبتمبر/أيلول 2001، اغتيل شاه مسعود في عملية انتحارية بكاميرا مفخخة، ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر/أيلول في أمريكا، والتي تبناها تنظيم القاعدة.

لم يتوقف النزاع بين الفصائل المتناحرة إلا عندما شنت أمريكا وبريطانيا هجوماً جوياً على أفغانستان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001 استهدف البنية التحتية لطالبان (التي رفضت تسليم بن لادن).

تسلمت قوات التحالف الشمالي الأفغانية السلطة فيما بعد لنحو 20 عاماً، حتى صيف 2021، الذي شهد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

5- الحرب الأهلية في رواندا

استمرت هذه الحرب من عام 1990 حتى 1993، دارت بين القوات المسلحة الرواندية التابعة للحكومة وبين الجبهة الوطنية الرواندية المتمردة.

ويعود أصل النزاع لخلاف بين جماعات الهوتو والتوتسي، فجماعات التوتسي تنتهج نظاماً ملكياً، أردات جماعات الهوتو استبداله بنظام جمهوري.

ويعد الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1990 أول يوم لاندلاع الحرب عندما غزت الجبهة الوطنية شمال شرق رواندا.

تلقى الجيش مساعدة عسكرية من فرنسا مكنته من تحقيق هزائم قاسية ضد الجبهة الوطنية.

ومن خلال أسلوب الكر والفر وحرب العصابات، استمرت الجبهة الوطنية تنفذ هجوماً تلو الآخر قبل أن تنسحب إلى جبال فيرونغا دون أن يحقق أي من الطرفين انتصاراً على الأرض.

إلا أن سلسلة من الاحتجاجات أجبرت الرئيس جوفينال هابياريمانا على بدء مفاوضات سلام مع الجبهة الوطنية الرواندية وأحزاب المعارضة المحلية.

استمرت المناوشات العسكرية من جهة والمفاوضات من جهة أخرى حتى شهر أغسطس/آب 1993، عندما وقع الطرفان اتفاقات أروشا، بمعارضة حركة "هوتو باور" وهي مجموعة من المعارضين المتطرفين.

أتبع الاتفاق سلام غير مستقر وانتشار لقوات حفظ السلام، لكن حركة هوتو باور كانت مصرة على إبادة التوتسي.

وفي أبريل/نيسان 1994، تم اغتيال الرئيس هابياريمانا، وعلى مدى 100 يوم قُتِل نحو مليون من التوتسي والهوتو المعتدلين دون توقف، أو ما يعرف دولياً 

بـ"الإبادة الجماعية في رواندا". 

استمر الاقتتال الداخلي إلى أن سيطرت الجبهة الوطنية الرواندية على البلاد مممثلة ببول كاجامي زعيماً ثم الرئيس.

6- الحرب الأهلية الصينية 

حروب أهلية
جيش التحرير الشعبي الشيوعي يتقدم نحو أسوار مدينة جينتشو تحت غطاء نيران المدفعية الثقيلة/ Wikimedia

استمرت الحرب الأهلية الصينية، التي دارت رحاها بين القوميين الصينيين والحركة الشيوعية الثورية، من عام 1927 إلى عام 1950. وفي النهاية، أُجلِيَ القوميون بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى جزيرة تايوان للاستمرار تحت اسم جمهورية الصين، في حين أسَّسَ الشيوعيون في عهد ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية في البرِّ الرئيسي للصين. 

قُتل أكثر من 8 ملايين شخص خلال الحرب، معظمهم من المدنيين، بسبب المرض والجوع والأعمال الانتقامية. 

كانت المرحلة الأولى من الحرب الأهلية عبارة عن تمرُّدٍ من قِبَلِ القوات الشيوعية الصينية ضد الحكومة القومية الصينية. ومع ذلك، كان أداء الشيوعيين ضعيفاً، ولم يفلتوا من الدمار الكامل إلا بعد ما يُسمَّى "المسيرة الطويلة" إلى الملاذ بمقاطعة شنشي. 

جاء الانطلاق الكبير للقوات الشيوعية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما سلمت القوات السوفييتية في منشوريا وكوريا الأسلحة اليابانية التي استولوا عليها- والأسلحة السوفييتية الفائضة- إلى جيوش ماو. 

انقلبت الأمور، وأُجبِرَ القوميون الصينيون في النهاية على مغادرة البرِّ الرئيسي. 

7- الحرب الكورية 

حروب أهلية
دبابة أمريكية تتبع صفاً من أسرى الحرب في العام 1950/ Archive Boston

في نهاية الحرب العالمية الثانية، قُسِّمَت كوريا إلى دولتين منفصلتين، حيث يُدعَم الجنوب من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ويُدعَم الشمال من الصين والاتحاد السوفييتي. عبر الجيش الشعبي الكوري الشمالي تحت قيادة الديكتاتور كيم إيل سونغ الحدود الدولية في 25 يونيو/حزيران 1950 بهدف توحيد البلاد. وأثارت الحرب تدخُّلاتٍ من قبل القوات الأمريكية والصينية والسوفييتية. 

وبينما قُتِلَ عدة ملايين في شبه الجزيرة الكورية، بلغت الخسائر العسكرية 70 ألفاً على الجانب الكوري، و46 ألفاً من جانب الولايات المتحدة، علاوة على مقتل مليون جندي كوري شمالي وصيني- 600 ألف في المعركة، و400 ألف بسبب المرض. 

مات ما يقرب من مليون كوري جنوبي خلال الحرب، أو أقل بقليل من 5% من السكَّان. 

تكبَّدَت كوريا الشمالية، التي تعرَّضَت لقصفٍ جوي كثيف من قِبَلِ قوات الحلفاء، ما يُقدَّر بنحو 1.5 مليون قتيل- 10% إلى 15% من إجمالي السكَّان.

8- الحرب الأهلية الفيتنامية  

حروب أهلية
الحرب الأهلية الفيتنامية / أرشيف

جعل تقسيم فيتنام عام 1954 إلى دولتين محاولة إعادة التوحيد أمراً لا مفر منه. كانت فيتنام الشمالية بقيادة هو تشي منه، الرجل الذي أجبر فرنسا على الخروج من بلاده، فيما كان السكَّان الفيتناميون الجنوبيون بقيادة حكومةٍ فاسدة، وقد هيَّأ ذلك الظروف لحربٍ أهلية. 

حتى عام 1968، خاضت فيتنام الجنوبية والولايات المتحدة وحلفاء آخرون الحرب ضد مقاتلي فيت كونغ والقوات النظامية الفيتنامية الشمالية. 

واصلت فيتنام الشمالية خوض الحرب حتى النصر في 1975، وأدَّى القتال إلى زعزعة الاستقرار في لاوس وكمبوديا المجاورتين، حسب مجلة National Interest

بلغ عدد القتلى العسكريين 1.5 مليون من جميع الجوانب: 300 ألف فرد عسكري فيتنامي جنوبي، وما يصل إلى 1.1 مليون فيتنامي شمالي. بالإضافة إلى ذلك، قُتِلَ 58.307 أمريكياً، و5.099 فيتنامي جنوبي، وألف عسكري صيني. أما المدنيون، فقُتِلَ ما يصل إلى 2.5 مليون ضحية.

9- الحرب الأهلية في الكونغو 

حروب أهلية
الحرب الأهلية في الكونغو / أرشيف

يُطلق على الحرب الأهلية في الكونغو اسم "أوسع حرب بين الدول في تاريخ إفريقيا". 

ومن المفارقات أن الحرب بدأت عندما حاولت رواندا السيطرة على القوات المناهضة للحكومة العاملة من جمهورية الكونغو الديمقراطية (التي كانت تُعرف آنذاك باسم زائير). 

توسَّعَ القتال ليشمل في النهاية 9 دول و20 جماعةً مسلَّحة، ولم يقتصر القتال على وحدة أراضي الكونغو فقط، بل أيضاً للسيطرة على الموارد الطبيعية للبلاد المُقدَّرة بـ24 تريليون دولار. 

كانت هذه الحرب من أكثر الحروب فتكاً في القرن الماضي (1998- 2003)، إذ أودت بحياة 5.4 مليون شخص على مدار خمس سنوات، أي حوالي 3 آلاف قتيل في اليوم. مثل معظم الحروب الأهلية- والحروب الإفريقية- كان معظم القتلى في الحرب الأهلية في الكونغو من المدنيين الذين قُتِلوا بسبب الجوع والمرض والفظائع التي ارتكبتها الجماعات المسلَّحة، بما في ذلك بحقِّ الأطفال. 

10- الحرب الأهلية النيجيرية 

حروب أهلية
قُتِلَ حوالي 30 ألف شخص / أرشيف

اندلعت الحرب الأهلية النيجيرية التي استمرَّت أربع سنوات في 6 يوليو/تموز 1967، حتى عام 1970. وانفَصَلَ شعب الإيغبو، الذين وُضِعوا في الدرجة الثانية في المجتمع النيجيري، وشكَّلوا دولة بيافرا المستقلة. 

دَعَمَ معظم المجتمع الدولي نيجيريا، وبمساعدتهم تمكنت الحكومة العسكرية من الاستيلاء على بورت هاركورت- منفذ بيافرا للعالم الخارجي- واستعادة المناطق المنتجة للنفط التي ربما جعلت بيافرا دولةً قابلةً للحياة. 

قُتِلَ حوالي 30 ألف شخص من بيافرا أثناء النزاع. وبسبب العزلة والفقر نتيجة نقص عائدات النفط، مات حوالي 2 مليون آخرين من الجوع والمرض، حسب موقع BBC.

في 11 يناير/كانون الثاني 1970، أُجبِرَت بيافرا على الاستسلام وأُعيدَ ضمها إلى نيجيريا. 

تحميل المزيد