هناك ألغاز تاريخية التي قد لا يتم حلها أبداً في بعض الأحيان؛ وذلك بسبب فقدان المواد المحفورة ذات الصلة أو تدمير موقع أثري. في أحيان أخرى، يكون السبب تقديم أدلة جديدة أو أن الأدلة الباقية غامضة للغاية بحيث لا تقود الخبراء إلى توافق في الآراء وحسم الأمر.
اختفاء أحد رؤساء وزراء أستراليا عندما ذهب ليسبح بالمحيط
في 17 ديسمبر/كانون الأول 1967، اختفى رئيس وزراء أستراليا هارولد هولت، في أثناء السباحة بعد الظهر قبالة شاطئ شفيوت بأستراليا.
كان هولت برفقة 6 آخرين، على الرغم من أن شخصاً واحداً فقط انضم إليه في الماء، فيما رفض الآخرون، بحجة ظروف السباحة غير الآمنة، حسب موقع ABC الأسترالي.
يروي الحاضرون أن هولت سبح أعمق وأعمق في البحر حتى سبح تحت الأمواج ولم يطفُ على السطح قط.
بمجرد أن غاب هولت عن رفاقه ولم يسمعوا أي رد على ندائهم، سرعان ما طلبوا المساعدة من شرطة فيكتوريا التي أرسلت عناصر للبحث عنه.
قام أكثر من 340 فرداً بالبحث عن هولت، وضمن ذلك فرق الغوص، إضافة إلى طائرات الهليكوبتر. ولكن في 7 يناير/كانون الثاني عام 1968، تم إلغاء البحث عن جثة هولت وافترض الجمهور أنه مات.
ومع ذلك، لم تتوقف النظريات التي ظهرت في السنوات التي تلت وفاته، وادَّعي البعض أن وفاة هولت كانت في الواقع عملية اغتيال من قِبل وكالة المخابرات المركزية، بسبب شائعة، مفادها أنه كان ينوي سحب أستراليا من حرب فيتنام، فيما استشهد آخرون بأن غياب جثة هولت دليل على أنه لم يمُت بالفعل، وأنه زيَّف موته.
الدقائق المفقودة من شرائط فضيحة ووترغيت
على الرغم من أن فضيحة ووترغيت ركزت على تورُّط إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون في سرقة المعلومات من مكاتب الحزب الديمقراطي، فإن نيكسون كان معروفاً أيضاً بإعداد أجهزة تسجيل حول البيت الأبيض؛ لتسجيل محادثاته ومحادثات الآخرين.
عندما اكتشفت السلطات وجود هذه الأشرطة، أمروا نيكسون بتسليمها، ولكن عندما فعل ذلك، فقد 18 دقيقةً ونصف دقيقة من المحادثة.
بدورها قالت سكرتيرة نيكسون، روز ماري وودز، إنها كانت تقوم بمراجعة الأشرطة وسجلت عن طريق الخطأ خلال هذا الوقت عندما اضطرت إلى الرد على مكالمة هاتفية، وضغطت بطريق الخطأ على زر التسجيل على الشريط.
وبسبب الطبيعة السرية لفضيحة ووترغيت، أمضى كثيرون عقوداً منذ ذلك الحين، في التكهن بأن هذه الدقائق تم محوها عمداً.
استقال نيكسون على أثر ذلك عام 1974، وتمت محاكمته بسبب الفضيحة، ثم أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عفواً بحق نيكسون.
مصير طاقم سفينة ماري سيليست
في 4 ديسمبر/كانون الأول 1872، كان الكابتن مورهاوس، قبطان سفينة دي غراتيا، في رحلة إلى البرتغال، عندما لاحظ سفينة أخرى على مسافة بعيدة، ماري سيليست.
عندما اقتربت سفينة دي غراتيا، لاحظ مورهاوس أنه لم يكن هناك أحد على ظهر السفينة، وعندما صعد طاقمه على متن سفينة ماري سيليست، لم يجدوا أحداً على متنها، حسب موقع Reader's Digest.
ورغم وجود مياه بطول أرضية السفينة التي غمرتها المياه، كانت السفينة في حالة جيدة (بصرف النظر عن حقيقة أنها كانت بلا قبطان في وسط المحيط).
والأغرب من ذلك، لاحظ الطاقم إدخال سجلِّ قبطان من النقيب بنيامين بريجز قبل 9 أيام فقط.
وكان قبطان السفينة الغريبة أبحر في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1872، مع زوجته وطفله و7 من أفراد الطاقم الآخرين، من ميناء نيويورك، ليختفي أي أثر لهم.
يشك البعض في حصول كارثة طبيعية، وهو أمر غير مرجح إلى حد كبير؛ نظراً إلى حالة السفينة شبه المثالية.
يعتقد آخرون أن طاقم ماري سيليست قُتل بالفعل على يد الكابتن مورهاوس، الذي ادَّعى بعد ذلك أنه وجد السفينة مهجورة؛ في محاولة لجمع التأمين.
غرفة العنبر الشهيرة
غرفة العنبر عبارة عن غرفة بقصر كاترين في بلدة روسية كانت عادةً مركز العائلة الإمبراطورية والنبلاء المحيطين بها. اعتبرت الغرفة جمالاً معمارياً مزيَّنة بألواح العنبر والتفاصيل الذهبية، وكانت موطناً لعدد من المنحوتات وقطع الأعمال الفنية.
أثناء غزو الاتحاد السوفييتي في بداية عام 1941، فكك الجيش الألماني غرفة العنبر؛ لإرسالها إلى بروسيا، حيث كانت متاحة للعرض، وبعد نهاية الحرب، لم ير أحدٌ غرفة العنبر مرة أخرى.
يعتقد كثيرون أن غرفة العنبر تم تفكيكها مرة أخرى قبل وضعها في باخرة، ولكن تم إخراجها قبل أن تصل إلى وجهتها، مما يعني أن بقايا غرفة العنبر في قاع المحيط.
يعتقد البعض الآخر أنه قبل القبض على النازيين، فكَّكوا بالفعل غرفة العنبر وأخفوها بالفعل في مكان ما سري.
ولكن في عام 1979، حاولت الحكومة الروسية إعادة بناء غرفة العنبر إلى أن أصبحت متاحة للعرض منذ عام 2003.
ما المعلومات الموجودة في مكتبة الإسكندرية؟
تعتبر مكتبة الإسكندرية واحدة من أكبر المكتبات وأكثرها إثارة للإعجاب في عصرها. لم يقتصر الأمر على احتوائها على مجموعة كبيرة من مواد القراءة، بل كانت أيضاً واحدة من المكتبات القليلة التي احتوت أيضاً على أعمال من خارج مصر، إذ ضمت نصف مليون مخطوطة من بلاد آشور واليونان وبلاد فارس ومصر والهند. سافر علماء من جميع أنحاء العالم إلى هناك للدراسة والعمل، بما في ذلك إقليدس وبطليموس.
بُنيت المكتبة في ظل حكم بطليموس الأول سوتر، وهو جنرال للإسكندر الأكبر ومؤسس مصر البطلمية، في عام 283 قبل الميلاد.
تختلف التفسيرات حول كيفية تدمير المكتبة، على الرغم من أن كثيرين يتفقون على أن يوليوس قيصر كان هو المسؤول عن إحراقها بعدما أحرق أسطول بطليموس الثالث، إلا أن الباحثين غير قادرين على تحديد ما إذا كان قد فعل ذلك عن قصد أو غير قصد، حسب موسوعة Britannica.
على أية حال، بدأ الحريق في البداية بالقرب من الأرصفة وانتشر بسرعة إلى المكتبة، لتتحول إلى أنقاض.