متخصصون في علم فيزياء الجسيمات.. تعرَّف على أهم 5 علماء في العالم العربي لعام 2021

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/27 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/27 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش
العلماء في العالم العربي - صورة تعبيرية من iStock

عندما يُذكر أسماء علماء أسسوا لعلوم واكتشافات جديدة تذهب أذهان بعضنا إما إلى علماء غربيين وإما إلى علماء قدامى مروا في تاريخ الحضارة الإسلامية، وإما إلى بعض العلماء الحاليين المشهورين مثل أحمد زويل وعصام حجي، رغم أن العلماء في العالم العربي المتصدرة أسمائهم حالياً في المجال العلمي عربياً وغربياً كثر.

مؤشر AD العلمي (Alper-Doger Scientific Index) صنف قوائم بالعلماء الأشهر في أكثر من 12 مجالاً بين الهندسة والعلوم والاقتصاد والتكنولوجيا والتاريخ والفنون، وخصص المؤشر العالمي قائمة لأهم 50 عالماً في العالم العربي بناء على الأداء العلمي والقيمة المضافة للإنتاجية العلمية للعلماء، كما وفر تصنيفات للمؤسسات بناءً على الجهود العلمية للعلماء المنتسبين لهذه المؤسسات.

في هذا التقرير نتناول سيرة علماء في العالم العربي تصدرت أسماؤهم قائمة المؤشر العلمي في العام 2021. 

أهم 5 علماء في العالم العربي لعام 2021

1- رجاء المرسلي ــ المغرب – أحد أكبر اكتشافات الفيزياء بالعصر الحديث

التصنيف العالمي: 110 

تصدرت قائمة علماء العالم العربي السيدة المغربية رجاء المرسلي، التي ولدت في مدينة سلا المغربية في 12 مايو/أيار 1954، وقد حصلت رجاء على البكالوريوس في الرياضيات من مدرسة الليسيه في الرباط، ثم حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة جوزيف فورييه الفرنسية في الفيزياء. 

في إطار عملها على رسالة الدكتوراه التي كانت تدور حول الأيونات الثقيلة، عملت رجاء في مختبر الفيزياء "دون" الذرية في فرنسا، وهو مختبر متعدد الاختصاصات يستضيف تجارب في فيزياء الجسيمات، والفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات الفضائية، إضافة لعلوم البيئة والبيولوجيا، وإلكترونيات النانو والإلكترونيات الدقيقة.

في العام 1982 أصبحت رجاء المرسلي أستاذاً في كلية العلوم بجامعة محمد الخامس، وفي العام 1996 أصبحت المرسلي رئيسة مختبر الفيزياء النووية في المغرب، وهو ما جعلها تقوم بعدة خطوات كان من أهمها اشتراك المختبر في "مشروع أطلس" أحد أكبر البرامج في "سيرن" – أضخم مختبر في العالم في فيزياء الجسيمات – وهو ما قاد رجاء إلى أكبر إنجازاتها. 

كانت رجاء المرسلي – بسبب مشاركتها في مشروع أطلس – أحد المشاركين في اكتشاف "بوزون هيجز" أحد أكبر الاكتشافات في فيزياء الكم في العصر الحديث، وهو ما قادها للحصول على جائزة "لوريال يونسكو" في العام 2015، وهي إحدى أكبر الجوائز المقدمة للنساء في مجال العلوم في العالم، والتي تُقدم سنوياً لخمس عالمات في 5 مناطق عالمية من بينها إفريقيا والعالم العربي.

يُذكر أن حصول رجاء المرسلي على تلك الجائزة قد ساعد في تطوير وتحسين مستوى البحث العلمي في المغرب؛ ما جعلها على رأس قائمة مؤشر AD العلمي لعام 2021، والذي جاء ترتيبها عالمياً في المركز 

الـ110 بين أقوى 500 عالم حول العالم طبقاً للمؤشر. 

2- فريدة فاسي ــ المغرب والفيزياء مرة ثانية

التصنيف العالمي: 137 

بجانب المغربية رجاء المرسلي، جاءت في المرتبة الثانية المغربية أيضاً فريدة فاسي الأستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط، والمشاركة في مشروع أطلس في "سيرن" أيضاً. كانت البداية في جامعة عبد المالك السعدي في المغرب بالعام 1994 حيث حصلت فريدة فاسي على درجة البكالوريوس في الفيزياء، ثم تبعت ذلك بالماجستير والدكتوراه في فيزياء الجسيمات من جامعة فالنسيا بإسبانيا. 

وبدخول المغرب كشريك في مشروع أطلس في "سيرن"، قامت فريدة فاسي بالانخراط في المجموعة المغربية لفيزياء الطاقة العالية في العام 1996 والتي كانت معنية بتحسين التدريب العلمي المتاح للشباب في المغرب والتي تهدف لدفع التقدم في "المعرفة العلمية" كما أوضحت فريدة فاسي. كما شاركت فريدة في أبحاث فيزياء الطاقة العالية وشبكة حوسبة مختبر "سيرن"، والتي تهدف إلى حل مشكلة تخزين البيانات لمصادم الهادرونات الكبير.

وبهذا، قررت فريدة فاسي نشر العلم والمعرفة الفيزيائية في المغرب والتي تؤمن أن لها دوراً في التنمية؛ إذ تقول: "أنا واثقة من أنني سأكون رصيداً قيماً لإقناع المجتمع بأهمية الفيزياء في التنمية الاقتصادية المغربية". وفي خطوة تخطت بلادها المغرب إلى نظرة أكبر نحو إفريقيا؛ أطلقت فريدة فاسي مشروع "الاستراتيجية الإفريقية للفيزياء الأساسية والتطبيقية". 

وتؤكد فريدة أن إفريقيا تتمتع "بفرص مذهلة للعلوم"، وتضيف أن لديها طموحاً كبيراً لتعزيز الفيزياء في أرجاء القارة الإفريقية المختلفة لبناء نموذج تنمية مستدام في البلاد الإفريقية والتي ترى أن الفيزياء هي إحدى الوسائل التي يمكن تحقيق هذا الهدف من خلالها. 

ولأن الفيزياء غالباً ما تعمل كأساس للتخصصات الأخرى، وتلعب دوراً مهماً في مجموعة متنوعة من القطاعات الصناعية، تؤمن فريدة أن "المعرفة العلمية هي التي تساعد المغرب في تحديد التقنيات اللازمة لحل المشكلات". وفي هذا الإطار تسعى فريدة لـ"إقناع الحكومات لتشجيع ودعم البحوث في العلوم التي تعتبر حيوية لاحتياجات الأمة"، وهو ما جعل فريدة فاسي أحد أهم العلماء في العالم العربي وإفريقيا، وصُنفت طبقاً لجهودها في المركز الثاني عربياً والمركز 137 عالمياً. 

3- أحمد عبد العليم ــ مصر – دراسة الأشعة الكونية والفضاء

التصنيف العالمي: 326

في العام 1999 كان أحمد عبد العليم قد حصل على درجة الماجستير في الفيزياء والتي كانت عن أشعة جاما من جامعة حلوان بالقاهرة ثم أصبح بعدها مدرساً بها. وفي العام 2006 بدأ عبد العليم في رحلة الحصول على الدكتوراه من جامعة جنيف في سويسرا في فيزياء الكم، وفي نفس العام عُين عبد العليم باحثاً في مختبر "سيرن" العالمي. 

منذ العام 2006 وحتى العام 2011 كان أحمد عبد العليم جزءاً من مشروع أطلس، ومنذ العام 2011 وإلى الآن، أصبح عبد العليم جزءاً من أحد أهم مشاريع "سيرن" الخاصة بالكشف عن الجسيمات الأولية، وخاصة شيء يدعى "الميونات" المهمة في دراسة الأشعة الكونية وتفاعلاتها في الفضاء الخارجي. 

وبسبب جهوده في علم فيزياء الكم، عُين أحمد عبد العليم في العام 2012 أستاذاً في قسم الفيزياء في جامعة حلوان التي يدرس فيها ميكانيكا الكم والفيزياء الإشعاعية، كما يعمل في جامعة زويل على بعض الأبحاث الخاصة بمشروع "سيرن" الذي يعمل فيه إلى الآن. ويأتي أحمد عبد العليم وفقاً لجهوده العلمية تلك في التصنيف العربي في المركز الثالث، وبمركز عالمي يحتل المرتبة الـ326، وفي المركز الأول في مصر. 

4- شعبان خليل ــ مصر – فيزياء الكم

التصنيف العالمي: 517

بدأ شعبان خليل حياته العلمية بالحصول على البكالوريوس في الرياضيات من جامعة عين شمس في العام 1988، ثم انتقل بعد ذلك إلى إيطاليا لإكمال دراساته العليا حيث حصل على الدكتوراه في العام 1997 في فيزياء الكم من المركز الدولي للفيزياء النظرية. 

التحق شعبان خليل بعد ذلك بجامعة "دورهام" وجامعة "ساسكس" في المملكة المتحدة ليصبح باحثاً فيهما، وكذلك التحق بجامعة "مدريد" ليعمل فيها باحثاً أيضاً في معهد فيزياء الجسيمات، وفي العام 2006 عاد خليل إلى مصر ليلتحق بجامعة زويل ويؤسس مركز الفيزياء النظرية فيها، حيث رأس المركز منذ تأسيسه في 2006 وحتى العام 2012، كما أصبح خليل أستاذاً في الجامعة البريطانية في مصر أيضاً.

وفي العام 2010 أصبحت مصر عضواً في مشروع الميونات في "سيرن"، ممثلة بالشبكة المصرية لفيزياء الطاقة العالية التي كان يقودها شعبان خليل في ذلك الوقت، وهو ما كان بمثابة نواة للتعاون العلمي بين الخبراء المصريين في مجالات فيزياء الطاقة العالية ومختبر "سيرن" العالمي، وهو ما أسس التعاون الدولي بين مصر والمجتمع العلمي العالمي في مجال فيزياء الكم.

تلقى شعبان خليل العديد من الجوائز العلمية والتقديرية على مدار حياته من دول وجامعات حول العالم، وكان أبرز مشاركاته العلمية في العام 2016؛ حيث شارك خليل في الدورة الـ38 من المؤتمر الدولي لفيزياء الطاقة العالية الذي يُعقد بشيكاغو، وقام بإلقاء محاضرة فيها عن التناظر الفائق نظراً لتميزه في ذلك الحقل العلمي وإسهاماته فيه. 

وطبقاً لجامعة زويل يعد المؤتمر الدولي لفيزياء الطاقة العالية هو "أكبر تجمع للعلماء والمهندسين من جميع أنحاء العالم الذين يقومون بإجراء التجارب، وخلق نظريات جديدة، وتطوير نماذج جديدة لتحديد الأساسات الفيزيائية التي يقوم عليها عالمنا".

وفي محاولة منه لنشر المعرفة، وفكرة العلم مفتوح المصدر، الذي تعتمد فكرته على نشر الأبحاث العلمية مجاناً للقراء، قام شعبان خليل بإنشاء منصة "رسائل في فيزياء الطاقة العالية" التي تعمل على توفير ونشر الأبحاث العلمية مفتوحة المصدر في الفيزياء والتي توفر للباحثين البيئة المناسبة للحصول على المعرفة والمساهمة فيها بشكل كبير، وتساهم في تنمية البحث العلمي في مصر والعالم العربي. 

بناءً على تلك الجهود التي يبذلها خليل في نشر العلم والمعرفة، صُنف خليل في المركز الرابع عربياً، و517 عالمياً، فيما جاء في المركز الثاني في مصر بعد أحمد عبد العليم، طبقاً لمؤشر AD العلمي. وفي بداية العام 2021 أصدرت جامعة ستانفورد دراسة أجرتها تحتوي على قائمة بأفضل 2% من علماء العالم، والتي تشمل جميع العلماء الذين هم من بين أفضل 100 ألف في جميع المجالات من 149 دولة، والذين جاء من بينهم شعبان خليل. 

5- راشك صوالحة ــ الإمارات – الفيزياء وعلم الفلك 

التصنيف العالمي: 580 

في المجال نفسه ومن نفس الأماكن، كانت البداية في حياة حامل الجنسية الإماراتية راشك صوالحة، حيث حصل في العام 2005 على دبلومة في المركز الدولي للفيزياء النظرية بإيطاليا، لينتقل بعدها إلى جامعة هايدلبرغ بألمانيا ليقوم فيها بالتدريس ويعمل فيها كباحث، ومن ثم يحصل صوالحة على درجة الدكتوراه من جامعة "هايدلبرغ" في العام 2009. 

في عام 2010 التحق راشك صوالحة بمشروع أطلس التابع لمختبر سيرن في جنيف، ليعمل فيما بعد منذ العام 2014 باحثاً في المختبر لمدة عام واحد، ليعود بعد ذلك إلى بلاده، ويصبح أستاذاً في قسم الفيزياء التطبيقية وعلم الفلك في جامعة الشارقة بالإمارات. 

تتركز جهود صوالحة على دراسة نماذج الكتلة المشعة والمادة المظلمة وبوزون هيجز ومواضيع أخرى متعلقة بعلم ميكانيكا الكم، وقد حصل صوالحة على العديد من الجوائز العالمية من قبل العديد من الجهات تقديراً لجهوده تلك، ليأتي في عام 2021 في المركز الخامس عربياً، والـ580 عالمياً، والمصنف الأول في بلاده الإمارات. 

العلماء في العالم العربي

كما نلاحظ، فإن علماء فيزياء الجسيمات يحتلون المراكز الخمسة الأولى على مستوى العالم العربي، وقد انضموا جميعهم إلى مختبر "سيرن" وعملوا في برامجها، خاصة مشروع "أطلس"، وهو ما يعكس مدى مجهود العلماء العرب في هذا الحقل العلمي، الذي تتطور دراسته بسرعة فائقة حول العالم اليوم، وإسهامهم فيه عالمياً.


قد يهمك أيضاً: عام جديد ورؤساء جدد.. تعرَّف على أهم 3 انتخابات سيشهدها العالم في 2022

تحميل المزيد