اعتادت امرأة أمريكية تمشية كلبها في منطقة هادئة بمدينة ألباكركي في ولاية نيومكسيكو الأمريكية، لكن يوم 2 فبراير/شباط 2009 لم يكن هادئاً مثل باقي الأيام بعد اكتشاف كلب هذه السيدة عظمة تشبه عظمة فخذ الإنسان، حيث تبين أن المنطقة دُفن فيها 11 جثة، في قضية باتت معروفة باسم "جرائم ويست ميسا".
الجثث جميعها كانت لنساء مشتغلات بالجنس – باستثناء واحدة – وتراوحت أعمارهن بين 15 و32 عاماً، وقد استغرق تحديد هوياتهن عاماً من الأطباء الشرعيين، أما بالنسبة لقاتل النساء فلا يزال مجهولاً بعد تحقيقات طويلة من مكتب التحقيقات الفدرالي.
جرائم ويست ميسا
اكتشف كلب السيدة كريستين روس عظمة غريبة، أرسلت صورتها إلى شقيقتها الممرضة، لتخبرها أن العظمة غريبة هذا لأنها عظمة بشرية، وقد كان هذا الحدث بداية خيط قاد الشرطة إلى معرفة أن قاتلاً متسلسلاً قتل مراهقتين و9 سيدات بالغات، واحدة منهن كانت حاملاً في شهرها الرابع، العامل المشترك بين هؤلاء الضحايا أن 10 منهن عملن بالجنس، والفتاة الـ11 لم تعمل بالجنس وكانت مدفونة مع ابنة عمها العاملة بالجنس.
العظام كشفت بالصدفة بعد هذا الحادث بالعام 2009، لكن بعض الفتيات والسيدات كانت الشرطة تلقت بلاغات باختفائهن قبلها بـ5 سنوات، وقد وعدت الشرطة عائلات الضحايا بالوصول إلى القاتل وتحقيق العدالة. ومع ذلك، كل ما حقّقوه هو العثور على العظام وإجراء تحاليل الحمض النووي لتحديد هوية الـ11 ضحية.
كانت جميع هؤلاء النساء المقتولات من ولاية نيومكسيكو وجميعهن من أصل هسباني (أمريكيون لاتينيون)، باستثناء سيلانيا إدواردز البالغة من العمر 15 عاماً، حيث كانت الضحية السوداء الوحيدة التي عُثر على رفاتها في ويست ميسا، وكذلك كانت الضحية الوحيدة من خارج الولاية.
قاتل النساء المجهول يُكشَف بعد 12 عاماً، لكن أدلة إدانته لم تكن كافية
الشرطة رأت أنَّ المشتغلات بالجنس خصوصاً الهاربات من منزلهن مثل معظم الضحايا، يُعتبرن أهدافاً سهلة بعيداً عن عائلاتهن، مع حقيقة أنَّ الشرطة لم تكن قد تلقت أي بلاغات عن اختفاء معظمهن، كما أشار موقع All That's Interesting الأمريكي.
رغم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنشأ ملفات خاصة لعدد من المشتبه بهم، وجمعت شهادات من السكان المحليين، لكن لم يعرف كيف قتلت الضحايا أو ظروف اختفائهن ولا هوية قاتلهم.
في غضون ذلك، ظهر في صور ملتقطة بالأقمار الصناعية لمنطقة ويست ميسا عام 2004، آثار إطارات سيارات مؤدية مباشرةً إلى مكان العثور على رفات الضحايا، لكن بحلول عام 2009، كان هذا الدليل ظاهراً من الأرض، ولم يصل المحققون إلى أي معلومات حتى عن السيارة التي مرت بهذا المكان.
بحلول عام 2016، لم يبق سوى محقق واحد فقط، يُدعى مارك ماراني، متفرّغ للتحقيق في هذه القضية، وقد أجرى مقابلات مع 200 امرأة محلية من خلفيات مماثلة ووضع تسلسلاً زمنياً لخط سير كل مشتبه به حتى انحصرت دائرة الاشتباه في شخصين، واحد منهما فقط كان لا يزال على قيد الحياة.
كان جوزيف بليا مسجوناً عندما عُثر على الجثث، لكنه أصبح مشتبهاً به عندما اتصلت زوجته السابقة بالشرطة بعد عثور ابنتها على ملابس نسائية ومجوهرات في منزلها، كانت بعض عائلات الضحايا قد أفادت في وقتٍ لاحق أنَّ مجوهرات ذويهن مفقودة.
علاوة على ذلك، شاهدت الشرطة جوزيف بليا ما يقرب من 140 مرة بين عامي 1990 و2009 في أوكار للمخدرات كان من المعروف أنَّ الضحايا اعتدن التردد عليها، كما كشف بينما يطارد العاملات بالجنس في فترة لاحقة بعد جرائم القتل في ويست ميسا، كما أشار الموقع المهتم بأخبار الجريمة Crime Junkie Podcast.
زميله في الزنزانة قال إنَّ بليا اعترف بمعرفة معظم النساء اللاتي قتلن، بل إنَّه ضرب إحداهن بزعم محاولتها سرقة أمواله، لكن كل هذا لم يكن أدلة كافية لإثبات جرائم قتل الـ11 سيدة في سجل جوزيف الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 90 عاماً في قضايا اعتداء جنسي تعود إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
أما المشتبه به الثاني، لورينزو مونتويا، فكان معروفاً بالتقاط العاهرات ومهاجمتهن، حتى إنَّه ضرب صديقته وقالت إنَّه هدَّدها بالقتل. لكن واعد مونتويا راقصة في عام 2006 وخنقها حتى الموت، وعندما وصل صديقها، أطلق النار على مونتويا وقتله.
فيما لا يزال القاتل المتسلسل قاتل النساء ومرتكب جرائم ويست ميسا مجهول الهوية ولم يحاسب.
قد يهمك أيضاًَ: تزوّج وأنجب بعد قتل أكثر من 30 امرأة! عن "تيد بوندي" أسوأ قاتل متسلسل في تاريخ أمريكا