غالباً ما يتبع القتلة المتسلسلون نمطاً واحداً في ارتكاب جرائمهم والترصد لضحاياهم، مثل القاتل المتسلسل لواين نانس، الذي أرعب ولاية مونتانا الأمريكية، إذ كان هذا القاتل الذي ارتكب أول جريمة قتل وهو مراهق يقوم باغتصاب ضحاياه من معارفه تحت تهديد السلاح ثم يقتلهن، وحوادث أخرى قام بقتل الزوج قبل أن يغتصب زوجته تحت تهديد السلاح، ويُلحقها به، ورغم أنه هرب من الشرطة وأدلة الإدانة فإنه نال عقاباً يستحقه حينما حاول ارتكاب جريمة مماثلة مع زوجين من معارفه.
القاتل المتسلسل لواين نانس.. الجريمة الأولى ضد سيدة بعمر والدته
وُلد نانس في العام 1955 في مدينة ميسولا بولاية مونتانا، وتربّى في منزل متنقل خارج المدينة، إذ كان أبوه يعمل سائق شاحنة، بينما كانت أمه تعمل نادلة، وكانا منشغلين لدرجة أنه يعتبر من الأطفال الذين يُطلق عليهم "أطفال المفاتيح-Latchkey kid"، أي الطفل الذي يحمل مفتاح منزله معه لأنه يعود من المدرسة وحده دون أن يستقبله أو يرعاه أحد أبويه، ورغم ذلك كان نانس طالباً مجتهداً في المدرسة.
اعتاد واين نانس، الذي عُرف باسم "مطرقة ميسولا" أو "ذا ميسولا مولر"، إطلاق النار على ضحاياه وطعنهم، بل واغتصابهم أحياناً قبل قتلهم. وقد اقتحم منازل في أنحاء ولاية مونتانا (بين عامي 1974 و 1986،) ولا يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يقتل شخصاً ثم يفر بسرعة ويختفي.
بدأت حياة نانس الإجرامية في عمر الـ18 دون أن تكون دوافع ذلك واضحةً، إذ يُعتقد أن نانس اغتصب وقتل امرأة في منتصف العمر تدعى دونا باوندز، بعد أن قام باقتحام منزلها (11 أبريل/نيسان عام 1974) في غياب زوجها.
علم نانس أين يُخفي زوجها هارفي باوندز مسدسه (من نوع "ستوغر لوغر" عيار 22)، فتسلل إلى غرفة النوم وجلب السلاح وقيّد دونا واغتصبها تحت تهديد السلاح، ثم قادها إلى القبو وأطلق 5 رصاصات على رأسها.
أحد الجيران شاهد المراهق في الفناء الخلفي للمنزل وقت الحادث، لكن الشرطة لم تعثر على دليل قاطع يربطه بالجريمة، خصوصاً أنه كان زئراً اعتيادياً وصديقاً للعائلة. فقد وجدت الشرطة ملابس داخلية عليها آثار دماء في المنزل، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد أصلها نظراً إلى أنها كانت قد غُسلت.
ثم اتُّهم الزوج نفسه باغتيال زوجته، في ظل الشكوك التي أحاطت به، بسبب أنه كان على علاقة بامرأة أخرى، لكن حُفظت القضية لعدم كفاية الأدلة ضد باوندز ونانس.
ثم حبيبته التي غادرت المدينة لأجله
بعد عدة سنوات من اغتيال دونا عُثر على جثة مراهقة تعرضت للاغتصاب والطعن والضرب بـ3 طلقات نارية في الرأس، بالقرب من حديقة بالمدينة، وذلك بعد اكتشاف جثتها المتحللة بالصدفة من أحد الزوار.
إذ كان نانس يعمل حارس ملهى في المدينة، وكان يواعد مراهقة (تبلغ من العمر 16 عاماً)، وتدعى مارسيلا باخمان، وعُرفت كذلك باسم "روبين". أعلن الحبيبان أنهما سيغادران المدينة (في سبتمبر/أيلول 1984) ليبدآ حياة جديدة في مكان آخر، وبعد ثلاثة أشهر من إعلانهما عُثر على جثتها متحللة وغير واضحة المعالم.
لم تكن هناك أدلة أيضاً تُثبت علاقة نانس بها، لأنه بالأساس لم يجر تحديد ملامح المراهقة، بسبب تشوه جثتها وتحللها قبل 3 أشهر من العثور عليها. وعرفت الضحية باسم "كريستي كريستال كريك"، إذ استخدمت اسماً مستعاراً، خصوصاً أنها لم تكن على وفاق مع عائلتها، حيث تركت منزلها. ولم يعرف أنها باخمان سوى في العام 2006، وذلك بعد إجراء اختبار الحمض النووي.
عودة لاقتحام منازل العائلات
ديسمبر/كانون الأول 1984، عاد نانس إلى عمليات اقتحام المنازل، إذ كان الزوجان مايك وتيريزا شوك قد تناولا للتو وجبة العشاء مع أطفالهما الثلاثة الصغار، حينما قرع نانس الباب.
عندما فتح مايك الباب تعرّض للطعن حتى الموت بسكين، فيما جُرَّت زوجته إلى غرفة النوم واغتُصبت ثم طعنها حتى الموت، وأضرم النيران في المنزل كي يقتل الأطفال، لكن الشرطة أنقذتهم، وكالعادة لم يترك القاتل أي أدلة، وفق موقع Morbidology المتابع لأخبار الجريمة.
محاولة اقتحام كَتبت نهايته!
القاتل الذي حافظ على أناقته ووسامته اختفى عن الأنظار فترة عمل خلالها بشركة أثاث أمريكية شهيرة (Conlin's Furniture)، ثم عاد لارتكاب جرائمه بالطريقة نفسها باقتحام المنازل، لكن هذه المرة تم إيقافه للأبد.
إذ حاول في 3 سبتمبر/أيلول من العام 1986 اقتحام منزل رئيسه في العمل دوغ ويلز، وغرز شفرة طولها 20 سم في صدره وضربه على رأسه ثم قيده، وترك مديره ينزف حتى الموت ظناً منه أن الطعنة وصلت قلبه، ثم أجبر زوجته كريس ويلز على الصعود للطابق الثاني، حيث قام باغتصابها.
في الأثناء استطاع الرجل تحرير نفسه والحصول على بندقيته والصعود إلى الطابق الثاني رغم جرحه النازف، وهناك تشاجر مع الموظف قبل أن يطلق النار عليه. نقل دوغ ونانس إلى المستشفى، لكن القاتل الشاب (30 عاماً) فارق الحياة في اليوم التالي، وفق موقع All That's Interesting الأمريكي.
وفاة نانس هي التي سمحت للسلطات بربطه بجرائمه، وقد نال عقابه قبل أن تتم محاكمته ويُعرف عدد ضحاياه الحقيقي أو السبب وراء ارتكاب جرائمه.
قد يهمك أيضاً: أندريا يتيس: الأم التي أغرقت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من الشيطان!