حاكم الكون لدى “الفايكينج”.. لماذا أودين كبير الآلهة الأسطوريين بعين واحدة؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/15 الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/15 الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش
أودين حاكم الكون لدى الفايكنج في الأساطير الإسكندنافية/ Istock

أودين هو كبير الآلهة وحاكم الكون في ميثولوجي الشمال (الفايكينج)، ويعد من أهم وأشهر شخصيات الميثولوجي القديمة على الإطلاق، لكن بعيداً عن قوته وقدراته، أو مغامراته العديدة بين العوالم التسعة في أساطير الشمال، فإن سعيه الدائم للحكمة وتحصيل العلم يعتبر أهم مميزاته، حيث لم يبخل في التضحية بعينه في سبيل الحكمة، ولم يتردد في شنق نفسه من قبل في مقابل المعرفة.

في يوم من الأيام، انطلق الشاب أودين في رحلة محفوفة بالمخاطر، عبر أراضي "يوتنهايم" بلاد العمالقة أعداء الآلهة، متخفياً في زي تاجر أو مجرد رحالة غريب، على أمل الوصول إلى بئر الحكمة في أسفل شجرة الحياة Yggdrasil، التي تربط بين العوالم التسعة وتمتد في كل مكان، ويمدها البئر بالمياه، ويحرس البئر خال أودين "ميمير Mimir"، وهو حارس الذاكرة وأكثر الكائنات معرفة وحكمة في الوجود، بسبب شربه من البئر يومياً.

عندما وصل أودين أخيراً طلب من ميمير أن يشرب من البئر، لكن طلبه قوبل بالرفض مرات عديدة، حتى طلب منه ميمير أن يدفع ثمناً غالياً من أجل الحكمة، عين من عيون كبير الآلهة، نظراً لأهمية مياه البئر كونها تحمل المعرفة في داخلها، وبعد تخطيه عقبة تلك الرحلة الطويلة المرهقة، لم تكن أي عقبة لتقف في وجه أودين.

بالفعل لم يتردد وأخذ سكيناً، وأخرج إحدى عيونه من تجويفها، وألقاها في البئر وبعدما حدقت فيه العين، تناول قرناً أو بوقاً يسمى Gjallerhorn، ووضع فيه الماء وشربه، حينها شعر ببرودة المياه الشديدة، ومع نزولها في جوفه بدأت الحكمة في السريان داخله، وأصبح يرى بعين واحدة أفضل من 100، وامتلك بُعد النظر والحصافة أكثر من أي كائن آخر في الوجود.

أما العين، فلم تنجُ قصة كاملة لتوضح أي عين بالضبط ضحى بها أودين، لكنها على أي حال ظلت في البئر للأبد، ترى كل شيء ولا شيء، وتتابع أحداث الكون والمستقبل والماضي والحاضر.

ومن بعدها اكتسب أودين ألقاب Blindr أو الإله الأعمى، وHoarr الإله ذو العين الواحدة، وBaleyg صاحب العين المشتعلة، وأصبح يرى المستقبل ويدرك ما سوف يحدث، ويمكنه أيضاً قراءة الأفكار والاطلاع على ما بداخل أي عقل، كما مكنته الحكمة المكتسبة من التسليم بواقع "راجناروك" ونهاية العالم، كونه لا يستطيع فعل أي شيء لتجنبها.

بالنسبة لميمير، فقد وقع ضحية لخلاف وحروب بين الآلهة، وبعض أعدائهم من الأجناس الأخرى، وانتهى به الأمر بقطع رأسه من بعض الحاقدين على حكمته، وتم إرسال الرأس لكبير الآلهة أودين، الذي قام بدوره بوضعها في مياه البئر، حفاظاً عليها من الاختفاء، وأعطي القرن المقدس Gjallerhorn الذي شرب به المياه، لـ"هايمدايل"، على أن ينفخ فيه مرة واحدة فقط بعد هذا، عندها تكون نهاية العالم، حيث يقوم صوت القرن أو البوق بإيقاظ جميع الآلهة، أياً كانوا وفي أي مكان، استعداداً للمعركة الأخيرة وفناء الآلهة، في واقعة راجناروك.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عمرو عدوي
مدون مصري مهتم بالتاريخ
مدون مصري مهتم بالتاريخ الأوروبي والعصور الوسطى، والاساطير القديمة والميثولوجي
تحميل المزيد