لا شك أن تصنيف الرعب قد حصل على قبلة الحياة مؤخراً في عالمنا العربي، ومعه استطاع تصنيف الفانتازيا والخيال العلمي الصعود للقمة، لتبدأو جميعاً فصلاً جديداً في رحلة الأدب العربي.
وذلك بالطبع يرجع للتجربة الاستثنائية التي يقدمها الرعب بالنسبة للقارئ، فهو التصنيف الوحيد الذي يمكنه دفعك للخوف والقلق وتجربة مشاعر ربما لم تكن لتقترب منها يوماً في حياتك، وربما تستمر هذه المشاعر معك بعد الانتهاء من القراءة، وذلك يعتمد على جودة الرواية وقوة التجربة التي ستجعلك تعيشها.
لذا ولكي تحصل على بعض التجارب الاستثنائية في الرعب، أقترح لك قائمة ببعض أفضل روايات الرعب التي ستقدم لك تجارب عظيمة، وتذكر أن الترتيب لا يعني الأفضلية، وبالتأكيد لا يسعنا ذكر كل الأعمال العظيمة في المقالة:
1- بؤس
أرى أن بؤس هي واحدة من أفضل تجارب الرعب النفسي التي قدمها ستيفن كينغ للجمهور عام 1987، حيث تحكي لنا عن الكاتب الأكثر شهرة بول شيلدون والذي علق في عاصفة ثلجية وسط منطقة نائية في كولورادو قبل أن تصطدم سيارته بكومة ثلج ويفقد الوعي، ثم يستيقظ بول ليجد نفسه في السرير، فاقداً قدميه، وتجلس معه آني ويلكس، ممرضة سابقة ومجنونة وقاتلة، وأكثر معجبيه هوساً به، ليعيش بول بعدها حلقة لا نهائية من الجحيم المستمر.
2- رواية فضائي
بعد صدور سلسلة أفلام الرعب Alien قرر رائد الخيال العلمي ومؤلفها آلان دين فوستر تحويل الأفلام إلى مجموعة من روايات الرعب المخيفة، حيث يسرد لنا في الرواية الأولى، والتي ترجمها كاتب الرعب العظيم محمد عصمت إلى "فضائي"، قصة طاقم السفينة الفضائية نوسترومو، والذين يخرجون من حالة النوم العميق بالتبريد للتحقيق في بث فضائي غامض على كوكب قريب، وهناك يكتشفون مركبة فضائية مهجورة وغرفة مليئة بالبيض الملقى على مرمى البصر، وحين يعودون لمركبتهم الأم، سيجلبون معهم مخلوقاً سيعلمهم المعنى الحقيقي للخوف، وسيدفعهم للبحث عن سبيل للنجاة إلى أن يفقدوا حياتهم بأكثر الطرق بشاعة وألماً.
3- رواية سارق الأبد
في عام 1992 صدرت رواية سارق الأبد لكاتب الرعب العظيم كليف باركر، قد تبدو لك الرواية من الوهلة الأولى رواية للأطفال، لكنها ليست كذلك؛ إذ تتحدث الرواية عن ولد صغير يشعر بالملل من حياته اليومية، وناقم على أبويه، ويتعطش لبعض التغيير، وفي إحدى الليالي يظهر مخلوق غريب للولد في غرفته، وهناك يقنعه أن يأخذه معه إلى عالمه حيث كل يوم في ذلك العالم يضم فصول السنة الأربعة، وهناك سيحصل الصبي على كل ما يتمنى ولن يمل أبداً، ولكن ذلك العالم يتحكم فيه شيء مرعب في الخفاء.
4- رواية طارد الأرواح
صدرت رواية طارد الأرواح عام 1971، للمؤلف الراحل ويليام بيتر بلاتي، وتحكي لنا القصة عن حالة المس الشيطاني التي مرت بها الطفلة ريجال ماكنيل ذات الأحد عشر ربيعاً فقط، وكيف حاول قسيسان تحريرها من يد الشيطان في تجربة مؤلمة وبشعة تم تحويلها للعديد من الأفلام، وسلسلة من أفلام الرعب الكلاسيكية تحت اسم The Exorcist.
وتمتاز تجربة طارد الأرواح، بأنها قائمة على قصة حقيقية، بل إحدى أشهر قصص المس الشيطاني رعباً وهي قصة مس لولد صغير يقال إن اسمه هورولاند دو تم إيداعه مصحة الأمراض النفسية في مدينة كوتاج خلال عام 1949 مما جعل القصة إحدى أشهر قصص الرعب في العالم.
5- طفل روزماري
صدرت عام 1967 من تأليف إيرا ليفن، باعت أكثر من أربعة ملايين نسخة؛ فأصبحت أكثر روايات الرعب مبيعاً خلال الستينات، وتسرد لنا قصة روزماري وزوجها الممثل المغمور بعدما سكنا منزلاً يحمل تاريخاً مرعباً من حوادث القتل والانتحار وممارسة السحر الأسود.
ورغم معارضة الزوج، تقرر روزماري إنجاب طفل كي يحصلوا على عائلة تناسب حياتهما الجديدة، ولكن كل شيء يتغير بعد ظهور جيران غامضين، واكتشاف روزماري لمؤامرة تحاك حولها وحول جنينها الذي لم يولد بعد.
6- رواية يوتوبيا
صدرت يوتوبيا عام 2008 لأحد أشهر الكتاب العرب أحمد خالد توفيق، ورغم تصنيفها كرواية اجتماعية وفانتازيا، فإنها لا يمكن أن تخرج عن تصنيف أدب الرعب والديستوبيا، حيث تقدم لنا الرواية رؤية مأساوية مرعبة عن العالم المصري المستقبلي، فهناك انقسم الشعب لطبقتين فقط، يعيش أغنياؤه في حصون مشيدة وبين جدرانها نعيم كامل مقيم، أما الفقراء فيعيشون في جحيم لا نهائي، وغابة يحكم فيها القوي المتوحش فقط، وتأخذنا الرواية في رحلة مع شاب غني يحاول صيد إنسان فقير؛ فيقرر اقتحام الجحيم خلف جدران جنته.
7- رواية الجانب المظلم
صدرت رواية الجانب المظلم عام 2018 لكاتب الرعب محمد عصمت، وكانت واحدة من أهم أعمال تلك السنة والتي جعلتني أمر بتجربة لا أستطيع نسيانها حتى الآن، تحكي قصة الرواية عن درويش تم قتله وسط حارة شعبية وشهد عملية القتل ثلاثة أفراد، فتاة يتيمة، ومحاسب عقيم، وممرض فاسد، وجميعهم يقررون الصمت، لكن جانبهم المظلم وماضيهم يطاردهم بين صفحات الرواية، ويرغمهم على المرور بأسوأ كوابيسهم وأكثرها رعباً.
تمتاز الرواية بأنها قادرة على إظهار الجانب الأسوأ من البشر، جانب مظلم كنا نظنه لا وجود له، ولكنه هناك، ينتظر فقط أن يظهر لأعيننا.
8- رواية صانع الظلام
تعد رواية صانع الظلام أهم أعمال الكاتب تامر إبراهيم، وتحكي لنا قصة يوسف الصحفي الذي يتم تكليفه بإجراء حوار مع أستاذ جامعي قام بقتل طفله قبل إعدامه، ولكن بدلاً من أن يحصل يوسف على حواره المراد، يجد نفسه سقط في شبكة من الأحداث الغريبة المرعبة، وسط لعبة يقودها شيء مخيف، وطفل لا يموت.
تعتبر رواية صانع الظلام إحدى رواياتي المفضلة، وكذلك إحدى التجارب التي لا يمكن نسيانها.
9- رواية الجثة الخامسة
أحد أهم أعمال الكاتب حسين السيد وأكثرها أيقونية، على الأقل بالنسبة لي، تأخذك رواية الجثة الخامسة في رحلة داخل المشرحة، حيث يجد زوارها المعتادون جثة خامسة لا يعلمون عنها شيئاً، جثة تحمل داخلها شراً مقيماً وقديماً، ولغزاً لا يمكن حله.
تعتبر رواية الجثة الخامسة أول أعمال حسين السيد كذلك، وبالتأكيد من أفضل تجاربه التي لا يمكن نسيانها.
10- رواية صندوق الدمى
صندوق الدمى حيث تأخذنا الكاتبة شيرين هنائي في رحلة داخل تفاصيل عائلة مصرية، وتجول بنا داخل مذكرات الزوجة التي تروي لنا تفاصيل حياتها اليومية، ولكن تبدأ الأحداث تتصاعد شيئاً فشيئاً، مسببة شعوراً بالغرائبية والخوف، قبل أن نجد أن الشيطان يحرك كل شيء كالدمى.
هذه الأعمال التي ذكرناها، كانت وما زالت تجارب شخصية في القراءة لا تنسى، قصص تأسرك في محيط من الخوف والرعب، وستضمن لك لياليَ من القلق؛ لأن هذا ما يدور حوله الرعب، يدور فقط حول التجربة، وكيف يمنحك شعوراً لا يمكن نسيانه.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.