الأسرى يقيمون المتاريس: لماذا هُتف لعبدالناصر في معسكر عتليت؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/18 الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/18 الساعة 10:06 بتوقيت غرينتش

يروي الأديب المصري فؤاد حجازي تجربة الأسر في معسكر "عتليت" إبان حرب يونيو/حزيران 1967، كان ضمن مئة ألف جندي حشدوا على الجبهة بخيالات نصر يحلق في الأفق القريب، على صدى تأكيد الصحف والإعلام أن الجيش مستعد لمعركة الحسم، وآن وقت تحرير فلسطين. 

أسُر حجازي نحو تسعة أشهر، وثَّقها بعد عودته في رواية قصيرة بعنوان "الأسرى يقيمون المتاريس" كُتبت عام 1968 ونُشرت للمرة الأولى في 1976.

يقدم فؤاد حجازي صورة لواقع الأسير، من داخل تناقضاتها، التي تتشابك مع تناقضات الوضع السياسي وما آلت له من ارتباك وتناقض بين الخطاب السياسي وواقع الأرض. 

في "الأسرى يقيمون المتاريس" نتابع جسد جندي دُوّن عليه أثر المرحلة، يخبرنا من خلال قراءته شيئاً عن نتائج الممارسات والسياسات المرسومة للجنود. لكنه أثر رسم على رمل، يقول إن أحداً مر من هنا، ولا يمكن استنطاقه أكثر فليقدم إجابات حاسمة عن هوية المجهول المارّ من هنا، إنما يجيب عن كيف حدث الانهيار، وكيف تعاملنا معه.

يقول المخرج المسرحي الشهير بريتون بريخت إن القارئ يناضل مع الكاتب إن تم تحفيزه للنضال. لو تعلق النضال بعملية البحث عن الأسئلة التي لم يجبها النص، ملء النقاط والفجوات الصامتة داخل النص المقروء. 

الأسرى يقيمون المتاريس
غلاف الأسرى يقيمون المتاريس

الأمر صعب في حالة "الأسرى يقيمون المتاريس"، ويكاد يستحيل تقديم سردية مغلفة بهالة الحقيقة؛ لأن الرواية تتشابك مع الواقع الملتبس والمخفي عن رغبة الباحث؛ لذلك النص عبارة عن رغبة في "سرد ما حدث" وينتظر في المستقبل أن يأتي مَن يحول العقد التي نسجتها الرواية إلى أسئلة يجري البحث داخلها عن الحقيقة.

الأسرى يقيمون المتاريس

يحيل اسم الرواية إلى دلالة المقاومة؛ فالأسرى أقاموا حواجز للمواجهة، الفعل المناقض للاستسلام ويعني التجهيز لمعركة جديدة. عنوان لا يتناسب مع مواقع السجين والسجان، فكيف للمهزوم أن يقاوم داخل أسره ويحوّل من السقوط نقطة ارتكاز للمواجهة؟! أينما وجدت السلطة توجد مقاومة، على حد تعبير ميشيل فوكو. لكن يجدر بنا التساؤل عن شكل تلك المقاومة: هل قامت في شكل إضرابات وأعمال شغب واعتراضات عنيفة أم هناك أوجه أخرى يمكن وصفها بالمقاومة كفن للعيش؟

يفتتح فؤاد حجازي "الأسرى يقيمون المتاريس" بمشهد انهيار السلطة ممثلة في تدمير دبابات العدو لكشك الشرطة العسكرية، بعد أن كان يقوم بتنظيم مسيرة الجنود إلى الجبهة ويمنع أي تقهقر إلى العريش مهما كانت رتبة من يريد السير في غير طريق المواجهة. ظل يمرر الجنود العابرين إلى رفح حتى تجاوزت الساعة الرابعة، حيث دُمر وسادت الفوضى.

بجوار موقع الكتيبة وقف قطار محمل بالذخائر وطلقات المدافع في محطة الأبطال، دمرته القذائف الإسرائيلية وتحول الليل بعدها إلى جهنم الحمراء، تتطاير من النيران المشتعلة طلقات ومقذوفات ظل دويها مستمراً حتى انتقلت الكتيبة إلى رفح لتقديم الدعم. عند منتصف المسافة حلقت طائرات إسرائيلية فوقهم، تشتتوا في الصحراء لتفادي الضربات، وعقب انتهاء القصف تجمعت الكتيبة ولم يبقَ منها إلا عدد قليل. بحثوا عن موقع يتحصنون فيه حتى الصباح، وبمجرد وصولهم وجدوا صف دبابات لا يقل عن مئتين، ظل قصفهم مستمراً حتى اليوم التالي، والجنود داخل المحطة، بلا مضادات للطائرات أو الدبابات، بأسلحة خفيفة، والأسوأ من ذلك جميعهم مصابون. احتل الموقع، نصبت قوات العدو مدافعهم فوق رؤوس الكتيبة. يستمع فؤاد حجازي لدجاجات مذعورة تصدر أصواتاً يائسة، فيرسم مشهداً مؤثراً عن الحرب التي لا تفرق بين إنسان أو حيوان أو جماد، ولا تعترف إلا بالدمار والموت. بعد ذلك جرت عملية تطهير للجنود المصريين المختبئين داخل المحطة، ولم يبقَ إلا فؤاد حجازي ليروي ما حدث.

تتناول الفصول الأربعة الأولى الطريق نحو الأسر، منذ اليوم الأول في 5 يونيو/حزيران إلى أن وصلوا المعسكر في اليوم التاسع من نفس الشهر، كما أخبره بالتاريخ أحد الأسرى. في الطريق عبر المدن، نقلوا بالقطار في مشهد يدمي القلب ويبعث على الحزن والأسى حتى بعد مرور أكثر من نصف قرن. مشهد أعاد لذهني ترحيل اليهود بالقطار بعد احتلال بولندا الذي رأيته في فيلم ذا بيانيست. ويبدو أن السم تسرب من ألمانيا النازية إلى اليهود فتملكتهم رغبة الانتقام والتشفي بإعادة محاكاة الماضي وهم في موضع الجلاد.

في معسكر الاعتقال يتعرض الأسرى إلى ممارسات تعذيب وترويع وإهانات مستمرة، سيرورة تهدف إلى تجريدهم من إنسانيتهم، حيث تُنفى الشخصية القانونية للأسرى. كما يُحكم على الأسرى بالقتل البطيء، الماء غير متوافر؛ لأن الجنود يفتحونه لساعة أو ساعتين خلال النهار، الطعام شحيح، رغيف خبز بحجم الكف وحبة طماطم وبصلة يتقاسمها عشرة جنود، وصابونة –حصلوا عليها بعد وقت طويل- يتقاسمها خمسة عشر جندياً. لم تعالج جروحهم وتركوا في دمائهم لمدة أسبوع حتى توفر لهم أدوات بسيطة، الأمر الذي أدى إلى معالجة الجروح الخطيرة أولاً، وعدم التغيير على الجرح بشكل دوري، مما أدى لتعفن الجسد واستيطان الديدان للجروح والمصاب على قيد الحياة، بترت عديد من الأطراف بدون مسكنات حيث لم تكن متوفرة أيضاً. من لم يمت في الحرب، ولم يقتله هوى أحد الضباط، خضعوا لظروف مميتة، على أفضل تقدير إن لم تقتلهم، يفترض أن تكسر صمودهم لينهار تماسكهم النفسي ولا يعودوا نافعين في شيء فلا يشكلون خطراً طوال سجنهم.

نقطة التحول

قُتل أحد السجناء دون ارتكاب مخالفة تستدعي ذلك، اتفق باقي الأسرى على الاعتراض بالإضراب عن الطعام لكي لا يتكرر الفعل مجدداً فيصبحوا أرانب داخل ساحة مغلقة للصيد. تحول الطعام من وسيلة لتدجينهم وكسر شوكتهم إلى سلاح في أيديهم، والنزر القليل أصبح فعل مقاومة، كسبت معركتهم الأولى. وتوالت بعد ذلك التظاهرات كلما حدث ما يحيل دون الحفاظ على كرامتهم. يقطع جندي المياه، فيحدث تظاهر وشغب. فمعركة المحبس كما سماها الأسرى أحيت مجدداً شبح المقاومة. وحدثت مشادات أراد على إثرها "ميخا" أحد قادة المعسكر معاقبتهم عن طريق حلق رؤوسهم، فرفضوا وأصروا على أن يقوم واحد منهم بذلك، عقب مشادة كلامية قال ميخا: "أنتم يا جماعة نسيتم أنكم أسرى، وجاء الرد ليزيد عجبه: نحن لسنا أسرى يا ميخا.. نحن مقدمة للجيش المصري في عتليت".

تسيطر جملة واحدة على وجدانهم، رغم أنها لم تقل صراحةً إلا أنها حاضرة، تبني جسراً مشتركاً في فضاء صامت، توصل رسالة مفادها مهما حدث لا تسمح لهم بكسرك.

المقاومة في حالة الأسرى كما تقدمها "الأسرى يقيمون المتاريس" لم تتخذ طابع الإضراب أو التظاهر فقط، وإنما تمثلت في البقاء على قيد الحياة، ليس بالتمسك بالأمل فقط وإنما برفض ومقاومة آليات التدمير وألاعيب العدو. الذي لا يتوقف عن إطلاق النار طوال الليل في اتجاه العنابر مما تسبب في إصابات متعددة، ناهيك عن الخوف من إصابة المنبطحين أرضاً داخل العنبر بطلقة طائشة. بجانب استهداف العدو جعل الأسرى يشعرون بأنهم لا شيء، نسيوا، ولا يكترث لهم أحد. حيث قُطع الاتصال بين الأسرى ومصر، لا رسائل ولا هدايا تصلهم، وقد تسرب الإحساس بالعزلة والقطيعة إليهم. بعد وقت سُمح بإنشاء مطبخ في كُل عنبر، وحصل الأسرى على بعض الطعام الذي استولى عليه الإسرائيليون بعد نهب مخازن الغذاء من سيناء المحتلة.

لم نعر التفاتاً للأشياء التي أخذوها من الهدايا. وحتى لو أخذوها كلها ما أثر ذلك علينا. ما كان يهمنا أن مصر تذكرتنا، وكان مما زاد في سعادتنا أن الهدايا أرسلت عقب أسرنا مباشرةً. وأن تأخير وصولها إلينا كان من الإسرائيليين

 الصفحة الثالثة، في الفصل العاشر، نسخة دار الشروق

ينطلق من عمق القهر طاقة خلاقة، إبداعية، تتجلى في إنشاء الأسرى مجلة حائط، وتنظيم مسابقات لكرة القدم، ولعب شطرنج وطاولة، وقدم زكريا نشرات إخبارية عن اللوزن، البراغيث كما كان يسميها. أيضاً ساعدوا ثلاثة على الهرب بتكتيك خداع معقد، وتلك الأشياء لا تنشأ إلا عن ذهن حي وحر لم ينجح السجن في قتله.

قدم فؤاد حجازي مجموعة شخصيات غنية تعكس تكوين المجتمع المصري باختلافه وتنوعه، كما تعكس خلفية الجنود الذين اقتيدوا إلى الحرب. كان هناك أحد الأشخاص يتساءل عن موقع إسرائيل على الخريطة، سافر وقطع تلك المسافة ولا يعرف مكان عدوه من الأساس، وبسببه أقيمت –شبه ندوات- يلقي فيها الأسرى الفلسطينيون –شبه محاضرات- عن تاريخ فلسطين منذ القدم حتى عام النكبة. مشروع تثقيفي لجندي ذكرني بفقرة قرأتها في وقت سابق، تتحدث عن التعبئة العامة التي تمت بعشوائية وسوء تنظيم أدت إلى ذهاب جنود للمعركة دون ملابس عسكرية، بالجلباب. وقد جاء في موضع من الرواية على لسان أحد الشخصيات، أنهم أخذوه من فرحه بالبدلة ورفضوا تركه "يكمل ليلته" ويلحق بهم في الصباح، ولقد أسر بتلك الملابس.

أقرب للواقع

اتسمت الرواية بالإيجاز، جمل قصيرة محملة بالدلالات، استخدمت الفصحى في السرد بينما الحوار بالعامية، وقد أضاف ذلك نوعاً من الحميمية وساعد في تأكيد صدق الصورة في ذهن القارئ، كما اتسم بالشفافية والوضوح بعد تنقية الحوار من الزوائد. والراوي عليم بالحدث، يروي ما جرى في الماضي من منظور رؤيته، ولا يتوانى عن وصف المشاعر المشتركة بينهم. كما يتداخل سرده لقصص الآخرين مع حكمه ودوره وموقفه من الحدث، لكنه لا يؤكد أحكامه؛ فيستخدم مصطلحات مثل "يشاع عنه، يقال، أظن". وهو ما يجعل الرواية أقرب للواقع فما يقوله ليس قوانين راسخة وإنما مجرد ظنون وإشاعات يسمعها. فلا يتناول السرد مصر إلا من خلال الذكريات، فلا أخبار تصل من القاهرة ليروى لنا شيئاً عنها.

فؤاد حجازي برع في نثر البذور، وجعل القارئ ينتظرها حتى تظهر كإرهاصات متقدمة، فالأسير الذي قدم له الخبز في القطار، يكتشف أنه الحلاق الذي يستطيع ابتكار أدوات تساعدهم من اللاشيء. والعسكري الذي أصيب في إحدى خصيتيه يعود ليظهر بعد صفحات كثيرة بسبب أغنية لفريد الأطرش.

تبدأ الرواية مع انهيار رمزية السلطة، وتنتهي بمحاسبتها على تركهم في الأسر تسعة أشهر، خمسة آلاف جندي تركوا مقابل رفض تسليم خمسة متهمين بالتخابر ضد مصر. لأنهم ليسوا أسرى لا يمكن السماح بمغادرتهم مما يخالف القانون، "أي قانون!" هكذا يتحدث الراوي بتهكم مسائلاً القيادة السياسية.

يحضر الاستلاب بشكل مستتر يهدد الأسرى المعزولين عن أسرهم ووطنهم، بعضهم فقد النطق، الظاهرة التي لم يستطع أطباء المعسكر تفسيرها. ويظهر أيضاً في الحوارات بين الشخصيات، لكنه يمثل دافعاً للبقاء وتهديداً في نفس اللحظة، مما يبعث الارتباك في القارئ نفسه ويدخله مع الأسرى في علاقة خوف وقلق مشتركة.

أسئلة ورسائل

تندرج الرواية تحت العنوان العريض لأدب الحرب، وإن كنت أفضل وضعها في مجال أوسع هو المقاومة. ونظراً لأننا لا نملك وثائق نعرف منها حقيقة ما حدث في فترة تعد الأهم في تاريخ مصر الحديث، حيث لا يزال أثرها ممتداً حتى الآن على المنطقة العربية برمتها. يراد من الرواية الإجابة على أسئلة حول ماذا حدث بالضبط؟ وكيف انهزم جيش كان يظن بأنه الأقوى في الشرق الأوسط؟ كيف تم حشد هؤلاء الجنود من كل صوب؟ ولماذا تركوا لمواجهة هذا المصير المأساوي؟ من المسؤول؟ أسئلة هامة يعجز أي عمل أدبي عن إجابتها، لكنها توضح الكارثة التي حلت بمئة ألف مصري.

تبدأ الرواية مع انهيار رمزية السلطة، وتنتهي بمحاسبتها على تركهم في الأسر تسعة أشهر، خمسة آلاف جندي تركوا مقابل رفض تسليم خمسة متهمين بالتخابر ضد مصر. لأنهم ليسوا أسرى لا يمكن السماح بمغادرتهم مما يخالف القانون، "أي قانون!" هكذا يتحدث الراوي بتهكم مسائلاً القيادة السياسية.

في الوقت ذاته رغم تناول فشل الإدارة السياسية والعسكرية حينها، بإبراز العشوائية التي اتسم بها توزيع الجنود، وقلة الخبرة والتدريب. يحاسب الراوي على مقتل رفاقه في الكتيبة، لأنه طمأنهم بنفسه وصدق ادعاءات الإعلام عن أن العدو لن يحارب لخشيته من قوتنا، وقد كان الحشد أشبه بمظاهرة عسكرية تستعرض العضلات لا أكثر. وزع القادة الجنود حسب الأهواء، ولم يكن هناك خطة حقيقية، مما يظهر خللاً واضحاً وتناقضاً صارخاً بين الخطاب السياسي والإجراءات المنفذة على الأرض.

هذا التناقض أفضى إلى هزيمة مفجعة، يقول عنها فؤاد حجازي في الرواية: "صال بالكلام وجال وعند النزال صدر أمر بالانسحاب، تم بطريقة غير منظمة، أدت إلى قتل عدة آلاف، وجرح أضعافهم، وأسر الآلاف. وتشرذم باقي الجيش، وضاعت سيناء". وفي ملاحظة عن تلك الفقرة يقول خالد فهمي: "وبعد صفحة واحدة من هذا المقطع يصف لنا كيف قام هو وغيره من أسرى معسكر عتليت في إسرائيل بتنظيم مظاهرة داخل المعسكر تهتف "ناصر.. ناصر".

تلك الحالة تجعل من جمال عبدالناصر شخصية جدلية بامتياز، ملغزة ولا يصلح توصيفها بالجيد أو السيئ فقط. إنما يجب أن يخضع لدراسة؛ لأن يخرج عنه "سير ذاتية نقدية" تحاول تفسير وفهم مرحلته التاريخية. إننا لا نملك سردية واضحة عن هزيمة 1967، لا زلنا نطلع على الوقائع عن طريق شهادات مختلفة تخضع للتوجهات والعاطفة والأدهى من ذلك لأحكام الذاكرة. نلتمس العون من الأدب، لأننا ليس لنا الحق في الاطلاع على تاريخنا والاشتباك معه حتى تخرج سردية مختلفة ومغايرة للتي يقدمها محتكرو الحقيقة. القليل المتاح يعد تعبيراً بسيطاً لالتزام سياسي  أو أخلاقي لكاتبه.

ما أريد توضيحه أن من يسلب حقه في معرفة تاريخه يسقط بسهولة في شَرَك تشوهات وأقنعة الحاضر. فإثارة الجدال التاريخي مهم في الصراعات حول الحقيقة. والأمر لا يتعلق بفصل السلطة عن الحقيقة التي تحتكرها، ما دامت الحقيقة نفسها سلطة، ليست العلاقة بين السلطة والحقيقة شيئاً يمكن فصله، بل أقرب بورقة العملة لا يمكن قطع إحداهما دون الأخرى. ينبغي إزالة سلطة الحقيقة عن أشكال الهيمنة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. إن فهم ما حدث في 67 يساعد في فهم وفك الالتباس حول عبدالناصر كأهم شخصية مؤثرة في واقعنا المحلي والعالمي خلال القرن العشرين. القدرة على إعادة طرح أسئلة الماضي وطرح أسئلة مختلفة، جزء من حركية وصيرورة التغيير ومؤشر على قدرة الشعوب على نقد ماضيها وفهم حاضرها. وأظن أن النكسة أسست جزءاً كبيراً من مضمون الحقيقة اليوم. فترة عبدالناصر حاضرة في خطاب الحقيقة للسلطة الحالية، باعتبار السلطة تبرز عناصر وتخفي عناصر أخرى؛ فالحاضر استعادة للماضي في شكل جديد. 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد أشرف
كاتب وقاص مصري
كاتب وقاص مصري مهتم بالثقافة العربية وعلم الاجتماع وتقاطعاتهما مع عالم الرياضة
تحميل المزيد