لم يقسها الإنسان بنفسه من شدة البرودة.. ما أبرد مكان على وجه الأرض؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/06 الساعة 16:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/31 الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش
أبرد مكان على وجه الأرض - صورة تعبيرية - iStock

إذا سُئلت ما هو أبرد مكان على وجه الأرض؟ ستجيب غالباً بأنه القارتان القطبيتان، لكن هل تعرف أن هناك مناطق أبرد من غيرها في هذه الأرض البيضاء المكسوة بالثلج والبرد؟ وإلى أي درجة قد يصل انخفاض الحرارة هناك؟

ما هو أبرد مكان على وجه الأرض؟ ومتى كان ذلك؟

في يوم 21 يوليو/تموز 1983، قاس الباحثون العاملون بمحطة فوستوك وهي أحد أكثر المرافق النائية في القارة القطبية الجنوبية، وتديرها الحكومة الروسية -وسابقاً كان الاتحاد السوفييتي- أدنى درجة حرارة للهواء بالقرب من السطح، وكانت -89.2 درجة مئوية، وهي أدنى درجة حرارة سُجِّلَت على الإطلاق.

هذا يعني أن المحطة الواقعة على الصفيحة الجليدية في شرق أنتاركتيكا، على بُعدِ 800 ميل (1300 كيلومتر) فقط من القطب الجنوبي الجغرافي، سجلت في ذلك اليوم التاريخي أقل درجة حرارة ممكنة على وجه الأرض.

لكن هذا الرقم انخفض أكثر بعد سنوات

في دراسة أُجرِيَت عام 2018 نُشِرَت في دورية Geophysical Research Letters، وتناوَلَت "درجات حرارة منخفضة للغاية للسطح"، في شرق القارة القطبية الجنوبية، قام عالم الجيوفيزيائي القطبي، بجامعة كولورادو الأمريكية، تيد سكامبوس، وعالم الجيوفيزياء القطبية في جامعة تمبل الأمريكية، أتسوهيرو موتو، وزملاؤهما باستخدام أجهزة استشعار الأقمار الصناعية للتحقيق في أنماط الطقس بهضبة شرق أنتاركتيكا. 

تقع هضبة شرق أنتاركتيكا، التي يوجد بها القطب الجنوبي الجغرافي المذكور أعلاه، في وسط القارة. لكن هذا ليس عامل الجذب الوحيد، إذ تقع دوم أرغوس، أعلى نقطة ارتفاعٍ في شرق القارة القطبية الجنوبية، على الهضبة نفسها. تلوح هذه البقعة الجليدية في الأفق على ارتفاع 4.093 متراً فوق سطح البحر. 

ولعقودٍ من الزمن، راقبت الأقمار الصناعية -وضمنها بعض الأقمار الصناعية التي صنعتها وكالة ناسا وعملت على صيانتها- الظروف القاسية في هضبة شرق أنتاركتيكا. 

عاد سكامبوس وموتو وزملاؤهما وراجعوا البيانات المتعلِّقة بالهضبة التي جمعتها الأقمار الصناعية خلال فصول الشتاء من عام 2004 وحتى عام 2016. 

في ذلك الوقت، رصدت الأقمار الصناعية درجات حرارة سطحية تبلغ -98 درجة مئوية فيما يقرب من 100 منحدر منخفض عميق على الهضبة، وكلُّ المنحدرات منتشرة عبر منطقةٍ واسعة تشمل دوم أرغوس، ولكنها تقع على ارتفاعٍ أعلى من محطة فوستوك. كانت هذه أعلى درجة حرارة سطحية سُجِّلَت على الإطلاق في أيِّ مكانٍ على الأرض. 

لكن هذه البيانات قد جُمِعَت بواسطة أقمار صناعية، فـ"ما مِن إنسانٍ شهد درجات الحرارة المنخفضة هذه بنفسه"، عكس عام 1983، حيث قيست درجة الحرارة في محطة فوستوك بواسطة مقياس حرارة فيزيائي وشهدها البشر بأنفسهم.

ليل قطبي لا يرى الشمس

في كلِّ عام، يمرُّ القطب الجنوبي الجغرافي والمناطق المجاورة بـ"ليلٍ قطبي"، وهي فترةٌ طويلة لا ترتفع فيها الشمس أبداً في الأفق، وقد سجلت درجات الحرارة الرقم القياسي الثاني في هذه الفترة التي تأتي عادةً في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب. 

لهذا تعتبر هضبة شرق أنتاركتيكا شديدة البرودة، بسبب الارتفاع العالي والثلج على السطح الذي يعكس معظم الطاقة الشمسية (90% أو أكثر) تجاه الغلاف الجوي، فضلاً عن عدم وجود طاقة شمسية على الإطلاق في بعض الأشهر، ومع المسافة الكبيرة لساحل الهضبة، تجعل من النادر حصول الهضبة على كتلٍ هوائية ساحلية أدفأ لتجلب الحرارة، وفق موقع How Stuff Works الأمريكي. 

تحميل المزيد