في الوقت الذي ينشغل فيه الأطفال في سن مبكرة باختيار هوايات من بين الرياضة والفن والموسيقى التي يرغبون في القيام بها، هناك أطفال يقررون ممارسة هوايات من نوع آخر، مثل القتل والسرقة والاغتصاب مثلاً.
أصغر 10 مجرمين في التاريخ
في ما يلي أصغر 10 مجرمين في التاريخ، والأسباب التي دفعتهم للقيام بجرائمهم.
هارفي ميغيل روبنسون (17 عاماً)
يعتبر الطفل هارفي روبنسون في ولاية بنسلفانيا الأمريكية واحداً من أصغر القتلة المتسلسلين الذين وضِعوا على قائمة عقوبة الإعدام؛ إذ كان يبلغ من العمر 17 عاماً حين ارتكب أول جريمة قتل في 1992.
ووفقاً لموقع Listverse، فقد ألقت الشرطة القبض على روبنسون في 31 يوليو/تموز 1993 بعدما اغتصب فتاة تدعى دينيس كالي وفشل في قتلها في 28 يونيو/حزيران من نفس العام.
واستطاعت الشرطة الإيقاع به بعدما عضت كالي ذراعه خلال الهجوم الأولي قبل أن يلوذ بالفرار، ثم طابقت الشرطة آثار العضة بهارفي لتشكيل دليل إدانة.
ولكن المفاجئ فيما بعد أن التحقيقات أدت إلى اعتراف روبنسون باغتصاب وقتل 3 فتيات أخريات هنّ:
- جوان بورغهارت: مساعدة ممرضة تبلغ من العمر 29 عاماً، اغتصبها وقتلها في أغسطس/آب 1992.
- تشارلوت شموير: عاملة توزيع لصحيفة The Morning Call تبلغ من العمر 15 عاماً أغتصبها وقتلها في يونيو/حزيران 1993.
- جيسيكا فورتني: جدة تبلغ من العمر 47 عاماً، اغتصبها وقتلها في يوليو/تموز 1993.
بعد اعتراف روبنسون بتلك القضايا أدانه القضاء في 1994 وحكم عليه بالإعدام في جميع القضايا، وفي أبريل/نيسان 1995 أدانه القضاء مجدداً باغتصاب فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات وحكم عليه بالسجن 57 عاماً إضافية.
وفي أبريل/نيسان 2006، عُدل الحكم بحق هارفي إلى السجن مدى الحياة بتهمة قتل جوان بورغهارت، لأنه كان يبلغ من العمر 17 عاماً فقط في ذلك الوقت.
ولا يزال حتى العام 2021 ينتظر تنفيذ عقوبة الإعدام.
كريغ برايس (13 عاماً)
أما كريغ تشاندلر برايس، من ولاية رود آيلاند، فقد كان يبلغ من العمر 13 عاماً فقط عندما ارتكب أول جريمة قتل بعدما طعن جارته ريبيكا سبنسر، 27 عاماً، بنحو 58 طعنة، وهو لا يزال مسجوناً إلى الآن في سجن ولاية فلوريدا.
في البداية لم يكن برايس من المشتبه بهم، لكنه اعترف بجريمته لاحقاً عندما ألقت الشرطة القبض عليه بعد عامين لقتله 3 جيران آخرين، بينما كان منتشياً بالمخدرات في عام 1989، وفقاً لما ذكره موقع Criminalminds.
والضحايا هنّ جوان هيتون البالغة من العمر 39 عاماً، وابنتاها جينيفر وميليسا، البالغتان من العمر 10 و8 سنوات، وطعنهن أكثر من 30 مرة بجروح عميقة حتى انخلعت مقابض السكاكين.
ولم يُبدِ كريغ أية علامات ندم على قتل آل هيتون، حتى أنه كان يقلد أصوات صرخاتهن.
وبسبب سنه الصغيرة، لم يتمكن كريغ برايس من المثول أمام المحكمة، وأُرسِل إلى مؤسسة إصلاحية للأحداث تسمى مدرسة رود آيلاند للتدريب.
ومع ذلك، في عام 2004، انتقل كريغ من رود آيلاند إلى فلوريدا بسبب ميوله العنيفة، وحُرِم من الإفراج المشروط في مارس/آذار 2009.
وعلى الرغم من أنَّ القضاء حدد موعد الإفراج عنه في مايو/أيار 2020، حُكِم عليه بالسجن 25 عاماً إضافية في 18 يناير/كانون الثاني 2019، بتهمة طعن النزيل جوشوا ديفيس في 4 أبريل/نيسان 2017.
جاسمين ريتشاردسون (12 عاماً)
في سن الـ12 بدأت جاسمين ريتشاردسون مواعدة جيريمي ستينكي البالغ من العمر 27 عاماً بعد لقائها في حفل لموسيقى الروك في عام 2006، في مقاطعة ألبرتا بكندا، لكنّ والديها رفضا هذه العلاقة بسبب فرق العمر بينهما.
ولذلك قررت جاسمين وحبيبها قتل والديها مارك وديبرا، وشقيقها جايكوب البالغ من العمر 8 سنوات فقط.
وبعد التحقيق معهما، اعترف جيريمي للشرطة بأنَّ جاسمين أرادت موت والديها حتى تتحرر منهما، حتى أنه قال لوالدها: "هذا ما تريده ابنتك" بينما يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجروحه.
أما جاسمين ريتشاردسون فكانت هي من طعنت شقيقها جايكوب في رقبته.
وفي 9 يوليو/حزيران 2007، أدانت المحكمة جاسمين وجيريمي بثلاث تهم بالقتل من الدرجة الأولى، حكم فيها على جيريمي بالسجن مدى الحياة وعلى جاسمين بالسجن 10 سنوات لأنها دون سنّ الـ 14.
ماري بيل (10 سنوات)
عاشت ماري بيل السنوات الأولى من حياتها بفقر مدقع ومع أم حاولت قتلها مرات عديدة، وفقاً لما ذكره موقع Filmdaily، وربما قد يكون هو السبب وراء سيرها في هذه الطريق المظلمة عندما كانت بعمر الـ10 سنوات.
في 25 مايو/أيار 1968 سرقت ماري طفلاً يبلغ من العمر 4 سنوات، ويُدعى مارتن براون، إلى منزلٍ مهجور في نيوكاسل، بالمملكة المتحدة وقتلته خنقاً.
وعلى الرغم من أنها تركت لاحقاً ملاحظات مكتوبة تعترف فيها بجريمتها، فإن الشرطة لم تأخذها على محمل الجد.
ومن ثم، بعد شهرين، قتلت ماري مرةً أخرى، وتركت جثة الطفل براين هاو، الذي كان يبلغ من العمر 3 سنوات، في المنطقة ذاتها التي تركت فيها جثة ضحيتها الأولى براون، لكن هذه المرة، ألقت الشرطة القبضَ عليها.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1968، أدانتها المحكمة بتهمة القتل غير العمد المخففة لدواعي ضعف المسؤولية الجنائية، إذ شخَّص الطبيب النفسي الذي عينته المحكمة حالتها بأنها تعاني الأعراض الكلاسيكية للاعتلال النفسي.
وأشارت تقارير الشرطة إلى أنها حفرت حرف "M" في جسد ضحيتها هاو وشوَّهته، وتضمن ذلك قطع أعضائه التناسلية بواسطة مقص.
أمضت بيل 12 عاماً في السجن، وأُطلق سراحها عام 1980، وكانت وقتها لم تزل في الثالثة والعشرين من عمرها، وهي تعيش الآن مع ابنتها بهويةٍ جديدة.
جوزيف مكفاي (10 سنوات)
في الثاني من يناير/كانون الثاني 2011، وبمنزله في ولاية أوهايو الأمريكية، أطلقَ جوزيف مكفاي، الذي كان في العاشرة من عمره وقتها، النارَ على والدته، ديبورا مكفاي، التي كانت تبلغ من العمر 46 عاماً.
تقول أخته، شونا مكفاي، إن جوزيف كان قد ضاق ذراعاً بالشجار الدائم مع والدته، فما كان منه إلا أن أخذ بندقية طويلة من عيار 22 وأطلق النار عليها. ثم ذهب إلى منزل جيرانه، واتصل برقم الطوارئ 911، وقاله لهم: "لقد أطلقت النار على أمي. لقد أطلقت عليها الرصاص بسلاح".
اعترف جوزيف بأنه مذنب بالجريمة في نفس يوم الحادث، غير أن المحكمة وجدته غير مؤهل للمحاكمة حتى أوائل عام 2013، عندما حكمت عليه محكمة الأحداث بالسجن في سن 13.
كايتانو سانتوس جودينو (9 سنوات)
كان كايتانو سانتوس جودينو، الذي عُرف كذلك باسم إل بيتيسو أوريخودو، سفاحاً ومفتعل حرائق من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، وقد بدأ رحلته الإجرامية هذه في سنّ مبكرة.
ضرب جودينو طفلاً عمره عامان وتركه في حفرة عندما كان في السابعة من عمره، وضرب طفلاً آخر بحجرٍ عندما كان في الثامنة من عمره، وبسبب صغر سنه، أطلقت الشرطة سراحه من السجن.
لكن هذه الاعتداءات لم تكن إلا بداية، إذ بعد عام من تلك الأحداث، وتحديداً في عام 1906، قتل جودينو طفلة تبلغ من العمر 3 أعوام وتدعى ماريا روسا فيس، ونجا بفعلته.
ولم يُكتشف ارتباطه بالجريمة إلا عندما اعترف أمام الشرطة بعد سنوات بأنه خنقها ودفنها في حفرة وهي لا تزال على قيد الحياة.
وفي عام 1912، قبل أن يتم 16 عاماً في شهر أكتوبر/تشرين الأول، بدأ جودينو سلسلة جرائمه الوحشية:
- قتل صبياً يدعى أرتورو لورونا يبلغ من العمر 13 عاماً، وتركه في منزل مهجور في 26 يناير/كانون الثاني.
- قتل طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام وتدعى رينا فاينيكوف، عن طريق إشعال النار في فستانها في 7 مارس/آذار.
- خنق طفلاً يبلغ من العمر 8 أعوام ويدعى روبرتو روسو في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن الطفل نجا.
- اختطف طفلة تبلغ من العمر عامين وتدعى كارولينا نيولينر في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، لكنها أُنقذت بعد ذلك.
وفي 4 ديسمبر/كانون الأول عام 1912، ألقت الشرطة أخيراً القبض على جودينو وسجنته بعد أن قتل طفلاً يدعى جيسوالدو جيوردانو، اصطحبه إلى منزل ريفي، وحاول خنقه، وضربه، وقتله في النهاية بعد أن ضربه بمسار اخترق جانب جمجمته.
في أعقاب هذا الحادث، دخل جودينو سجن الأحداث في 4 يناير/كانون الثاني عام 1913، وأقرت التقارير الطبية بأنه مجنون بعد أن حاول قتل بعض النزلاء، ونُقل جودينو لاحقاً إلى سجن أوشوايا في 28 مارس/آذار عام 1923، حيث توفي فيه عام 1944.
كريستيان روميرو (8 سنوات)
في 5 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2008، ارتكب كريستيان روميرو، في ولاية أريزونا الأمريكية، جريمة قتل مزدوجة وهو في الثامنة من عمره.
اتُهم روميرو بقتل أبيه فينسنت روميرو، بمسدس عيار 22 قبل أن يطلق النار على صديق للعائلة كان يستأجر غرفة في منزلهم، ويدعى تيم رومانز.
اعترف روميرو بالذنب في اتهامه بقتل رومانز في عام 2009، لكن المحكمة لم تتهمه في وفاة أبيه، برغم الشكوك من أنها جريمة قتل مع سبق الإصرار.
عاش روميرو تحت إشراف المحكمة العليا وتضمنت شروط تأهيله تلقي العلاج والخضوع لتقييم الصحة العقلية بدلاً من العقاب.
كارول كول (8 سنوات)
ولد كارول كول في 9 مايو/أيار عام 1938 في مدينة سيوكس سيتي بولاية آيوا، وكان سفاحاً بدأ جرائمه في سن مبكر، وتحديداً في الثامنة من عمره.
بعد انتقال عائلته إلى مدينة ريتشموند بولاية كاليفورنيا، تعرض كول لإيذاء عاطفي من أخته الصغرى في المنزل وتعرض لمضايقات في كثير من الأحيان بالمدرسة.
وفي عام 1947، انتقم من زميل له في الصف يبلغ من العمر 8 أعوام ويدعى دوان، عن طريق إغراقه في بحيرة.
صحيحٌ أن السلطات حكمت بأن وفاته كانت حادثاً عرضياً، لكن كول اعترف بعد سنوات في سيرة ذاتية له بأنه كان قتلاً متعمداً.
وعندما كان مراهقاً، ارتكب كول عدة جرائم صغيرة، وسُرِّح من الجيش لسوء سلوكه، كما حاول خنق عدد من النساء في السنوات اللاحقة، من بينهن فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً بولاية ميزوري، وأدت هذه الجريمة إلى سجنه 5 سنوات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1980 قام بخنق 3 نساء حتى الموت في ولاية تكساس، وعندما ألقت الشرطة القبض عليه بعدها بعام، تم الحكم عليه بالإعدام عن طريق حقنة قاتلة في العام 1985.
وقبل موته، ادّعى كول أنه أفلت بجرائم اغتيال وصلت إلى ما لا يقل عن 14 جريمة قتل أخرى في حق نساء على مدى 9 سنوات قبل عام 1980.
أمارجيت سادا (7 سنوات)
صحيح أنّ القاتل الهندي أمارجيت سادا هو واحد من أصغر المجرمين في العالم، لكنّ ليس ذلك ما يميزه وحسب، وإنما أن ضحاياه كانوا من أصغر ضحايا القتل على الإطلاق.
إذ إن جرائم القتل الثلاث التي ارتكبها في ولاية بهار الهندية كانت جميعها ضد رضع أعمارهم أقل من سنة.
عندما كان سادا في السابعة من عمره وذلك في العام 2006، قتل أخته البالغة من العمر 8 أشهر وابن عمه البالغ من العمر 6 أشهر، لكنه أفلت لأن أبويه ساعدا في التستر على الجريمة.
وعندما علم بعض أهل القرية بجرائم القتل لم يبلغوا الشرطة لأنهم عدّوه شأناً عائلياً.
وبعد عام، في يناير/كانون الثاني 2007، قتل ابنة جيرانهم كاشبو، البالغة من العمر 6 أشهر.
وفي النهاية ألقت الشرطة القبض عليه، واعترف سادا بكل سعادة أنه أَخرج كاشبو من الحضانة وخنقها وضربها بحجر على رأسها.
وبعد التحقيقات والإشراف الطبي تبيّن أنّ سادو يعاني من اختلال كيميائي ويحتاج إلى المساعدة، فأُودع في دار رعاية أطفال حتى يتم الـ 18 من عمره.
كارل نيوتن ماهان (6 سنوات)
أما كارل نيوتن ماهان من ولاية كنتاكي فقد حصل على لقب "أصغر قاتل في تاريخ أمريكا"، وذلك عندما قتل صديقاً له في 18 مايو/أيار عام 1929 عن طريق بندقية من عيار 12.
تشاجر ماهان مع صديقه سيسيل فان هوز، البالغ من العمر 8 أعوام، في مدينة في بلدة مناجم الفحم الفقيرة التي كانوا يعيشون فيها، وكان الشجار حول من منهما يستطيع بيع خردة حديد، انتهى الأمر بأن تعرض ماهان للصفع على وجهه بقطعة حديد خردة.
ركض ماهان إلى منزله وأحضر بندقية والده وأطلق النار على هوز ليرديه قتيلاً في أرضه.
بعد أقل من أسبوع، كان ماهان يُحاكم في جريمة قتل، حيث كان يستلقي أحياناً
فوق طاولة محامي الدفاع أو يغط في النوم، وأدانته هيئة محلفين بارتكاب جريمة قتل غير متعمد، وحكم عليه القاضي بـ 15 سنة في مدرسة إصلاحية.
كان هناك تناقضات في الرأي العام حول ما إذا كانت إدانته بارتكاب جريمة القتل غير المتعمد قاسية للغاية أم أنها ليست كافية للإدانة.
ومن ثمّ ألغى قاضي محكمة الدائرة الحكم، وقال إن قاضي المقاطعة هو المنوط بالحكم في قضايا الأحداث.
وفي نهاية المطاف، صارت النيابة العامة لولاية كنتاكي هي المسؤولة عن اتخاذ القرار النهائي، وأعلن المحامي العام أنه لن يصدر حكماً ضد ماهان، وسُمح للطفل في نهاية المطاف بالبقاء مع أبويه.