لم يُسمح لهم بالعودة إلا بعد عشرات السنوات.. ماذا تعرف عن قصة نفي أتاتورك لأفراد السلالة العثمانية

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/21 الساعة 16:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/21 الساعة 16:45 بتوقيت غرينتش
Shutterstock/ الإمبراطورية العثمانية

كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة واحدة من أقوى وأطول السلالات التي حكمت في تاريخ العالم، ففي أوج قوتها حكمت الكثير من المناطق الممتدة من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية حتى شمال إفريقيا.

وقدّمت خلال نحو 600 عام من حكمها الكثير من الإنجازات المهمة في الفنون والعلوم والدين والثقافة.

وقد انهارت الإمبراطورية العثمانية بعد خسارتها في الحرب العالمية الأولى التي خاضتها إلى جانب دول المركز المؤلفة من الإمبراطورية الألمانية والنمساوية والمجريّة.

وفي العام 1922 تم تفكيك الإمبراطورية عندما أُسقط آخر السلاطين العثمانيين وهو محمد السادس الذي تم نفيه من البلاد، ومن ثم إنشاء دولة تركيا الحديثة وفقاً لما ذكره موقع History.

Shutterstock/ كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة واحدة من أقوى وأطول السلالات التي حكمت في تاريخ العالم، ففي أوج قوتها حكمت الكثير من المناطق الممتدة من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية حتى شمال إفريقيا.
Shutterstock/ كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة واحدة من أقوى وأطول السلالات التي حكمت في تاريخ العالم، ففي أوج قوتها حكمت الكثير من المناطق الممتدة من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية حتى شمال إفريقيا.

تأسيس الإمبراطورية العثمانية

أسس عثمان الأول وهو زعيم القبائل التركية في الأناضول الإمبراطورية العثمانية حوالي عام 1299، ومن اسمه اشتق مصطلح العثمانيين، ومن ثم أنشأ العثمانيون حكومة رسمية وقاموا بتوسيع أراضيهم تحت قيادة عثمان الأول أورخان غازي ومراد الأول وبيازيد الأول.

في عام 1453 قاد محمد الثاني الفاتح الأتراك العثمانيين للسيطرة على مدينة القسطنطينية القديمة، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، واضعاً نهاية لحكم الإمبراطورية البيزنطية الذي استمر 1000 عام.

ومن ثمّ أعاد السلطان الفاتح تسمية المدينة إلى إسطنبول، وجعلها العاصمة الجديدة للإمبراطورية العثمانية بدلاً من أدرنة، وباتت مركزاً دولياً مهيمناً للتجارة والثقافة، وبعد وفاة الفاتح في العام 1481 أصبح ابنه الأكبر بايزيد الثاني السلطان الجديد للعثمانيين.

صعود الإمبراطورية العثمانية

بحلول عام 1517 تمكّن السلطان سليم الأول وهو ابن بيازيد من ضمّ كل من سوريا والجزيرة العربية وفلسطين ومصر إلى السيطرة العثمانية.

في حين بلغت الإمبراطورية العثمانية ذروتها بين 1520 و1566، في عهد السلطان سليمان القانوني، وقد تميزت هذه الفترة بالقوة العظمى والاستقرار والثروة.

فقد أنشأ سليمان نظاماً قانونياً موحداً ورحب بمختلف أشكال الفنون والآداب، كما  توسعت الإمبراطورية وشملت مناطق من أوروبا الشرقية. 

انحدار الإمبراطورية العثمانية

ابتداءً من القرن الـ17 بدأت الإمبراطورية العثمانية تفقد هيمنتها الاقتصادية والعسكرية لصالح أوروبا، وفي هذا الوقت تقريباً عززت أوروبا قوتها بسرعة مع عصر النهضة وبدء الثورة الصناعية.

كما أدت عوامل أخرى مثل ضعف القيادة والاضطرار إلى التنافس مع التجارة من الأمريكتين والهند إلى إضعاف الإمبراطورية العثمانية.

وعلى مدى الـ100 عام التالية بدأت الإمبراطورية تفقد شيئاً فشيئاً مناطق رئيسية من سيطرتها، كانت بدايتها بحصول اليونان على استقلالها في العام 1830، وفي العام 1878 أعلن مؤتمر برلين استقلال رومانيا وصربيا وبلغاريا.

وخلال حروب البلقان، التي وقعت في عامي 1912 و1913، فقدت الإمبراطورية العثمانية جميع أراضيها تقريباً في أوروبا.

Shutterstock/ السلطان عبد الحميد الثاني
Shutterstock/ السلطان عبد الحميد الثاني

سقوط الإمبراطورية العثمانية

في بداية الحرب العالمية الأولى كانت الإمبراطورية العثمانية في حالة تدهور بالفعل، فقد دخل الجيش العثماني الحرب في عام 1914 إلى جانب القوى المركزية (بما في ذلك ألمانيا والنمسا والمجر) وهُزم في أكتوبر/تشرين الأول 1918.

بعد هدنة مودروس تم تقسيم معظم الأراضي العثمانية بين بريطانيا وفرنسا واليونان وروسيا.

وقد انتهت الإمبراطورية العثمانية رسمياً في عام 1922 عندما تم إلغاء لقب السلطان العثماني.

إعلان قيام الجمهورية التركية ونفي أفراد السلالة العثمانية

بعد انتهاء الإمبراطورية العثمانية تم إنشاء جمهورية تركيا، في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923، عندما أعلن المجلس الوطني الكبير في أنقرة أن تركيا جمهورية وانتخب مصطفى كمال كأول رئيس لها، الذي بقي في منصبه حتى وفاته في عام 1938.

كما اعتمد دستور جمهوري كامل في 20 أبريل/نيسان 1924، احتفظت فيه تركيا بالإسلام كدين للدولة، ولكن في أبريل/نيسان 1928 تم حذف هذا البند وأصبحت تركيا جمهورية علمانية بحتة.

وعقب تسلم مصطفى كمال أتاتورك حكم البلاد كان يفكّر في طرد الذكور من أنجال السلاطين الذين يعرفون باسم "الشهزادة" من البلاد، لكنّ بسبب موقف البرلمان ورئيس الوزراء عصمت إينونو الصارم تم إصدار قانون لطرد جميع أفراد الأسرة العثمانية نساء ورجالاً من تركيا، وفقاً لما ذكره موقع Britannic.

ومن ثمّ أصدر المجلس الوطني الكبير في أنقرة قراراً برقم 431 في 3 مارس/آذار 1924 ينصّ على سحب الجنسية التركية من الأسرة العثمانية ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، ومنع أفراد السلالة من العيش فوق الأراضي التركية، وإرسالهم إلى المنفى، وأيضاً حظر دفن جثثهم في التراب التركي.

وبحسب صحيفة  Hurriyet التركيّة فقد شمل قرار الطرد 164 فرداً بينهم 79 طفلاً من السلاطين و106 أفراد من المنتسبين للأسرة بينهم 15 سيدة من زوجات السلاطين و20 صهراً و 40 سيدة.

ومن بين المهجرين كان السلطان عبدالمجيد وابنته خديجة خيرية عائشة، المعروفة باسم درر الشهوار التي تم تهجيرها وهي بعمر الـ10 سنوات.

إذ هاجرت رفقة عائلتها إلى نيس الفرنسية، ومن ثم إلى الهند، حيث تزوجت من الأمير حمايت علي خان نظام، الذي كان آخر حكام إمارة حيدر آباد قبل أن تتوفى في لندن في العام 2006.

Shutterstock/بعد انتهاء الإمبراطورية العثمانية تم إنشاء جمهورية تركيا، في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923، عندما أعلن المجلس الوطني الكبير في أنقرة أن تركيا جمهورية وانتخب مصطفى كمال كأول رئيس لها، الذي بقي في منصبه حتى وفاته في عام 1938.
Shutterstock/بعد انتهاء الإمبراطورية العثمانية تم إنشاء جمهورية تركيا، في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923، عندما أعلن المجلس الوطني الكبير في أنقرة أن تركيا جمهورية وانتخب مصطفى كمال كأول رئيس لها، الذي بقي في منصبه حتى وفاته في عام 1938.

استمر نفي النساء 28 عاماً والرجال 50 عاماً

لم يُسمح للعثمانيين المنفيين بالرجوع إلى تركيا إلا بعد مرور عشرات السنوات، حين سعى نواب الحزب الديمقراطي لتمرير قانون في البرلمان التركي، بتاريخ 25 مارس/آذار 1949، يسمح بعودة زوجات أنجال السلاطين المتوفى أزواجهن واللاتي لا أولاد لهن، أو الأصهار المتوفيات زوجاتهم والذين لا أولاد لهم.

وتم البدء بالسماح للنساء العثمانيات بالدخول إلى تركيا بدءاً من العام 1952 أي بعد نحو 28 عاماً من النفي.

في حين تمّ السماح للذكور بالعودة في العام 1976 أي بعد 50 عاماً من نفيهم.

ورغم هذا القانون فقد فضل معظمهم البقاء في دول المنفى التي نفي إليها في سوريا ولبنان والأردن ومصر والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

ومن بين هؤلاء كان دوندار علي عثمان أوغلو، الحفيد الرابع للسلطان عبدالحميد الثاني، وآخر رؤساء السلالة العثمانية الذي توفي في 19 يناير/كانون الثاني 2021، في العاصمة السورية دمشق عن عمر ناهز 90 عاماً.

الإرث العثماني من الفنون والعلوم

لطالما عُرف العثمانيون بإنجازاتهم الكبيرة لاسيما في مجالات الفنون والعلوم والطب، لاسيما أن مدينة بإسطنبول وحلب والمدن الكبرى الأخرى في الإمبراطورية قد عُرفت بأنها مراكز فنية وثقافية.

ومن أشهر أشكال الفن الخط والرسم والشعر والمنسوجات ونسج السجاد والسيراميك.

كما اشتهر العثمانيون في ذلك الوقت بالعمارة، خاصة تلك التي صممها المعماري الشهير معمار سنان، مثل جامع السليمانية في إسطنبول وجامع ومدرسة الخسروية في حلب وجامع التكية في دمشق، وجميعها لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

كان تعلم العثمانيون ومارسوا الرياضيات المتقدمة وعلم الفلك والفلسفة والفيزياء والجغرافيا والكيمياء، بالإضافة إلى ذلك حقق العثمانيون بعض أعظم التطورات في الطب عندما اخترعوا العديد من الأدوات الجراحية التي لا تزال تستخدم حتى اليوم، مثل الملاقط والقسطرة والكماشة والمشارط.

تحميل المزيد