شاهد العالم كله باستغراب شديد ما حدث أمام مبنى الكونغرس الأمريكي، المكان الذي يشهد مراسم تسلُّم السلطة للرئيس الجديد كل 4 سنوات، حيث تجمَّع متظاهرون من أنصار الرئيس دونالد ترامب للاحتجاج وحاصروا المبنى وأجبروا السلطات على إقفاله وتأمين كل من كان بداخله من مسؤولين حكوميين، وجعل هذا المشهد الجميع يتساءلون ما إذا كانت هذه المرة الأولى في تاريخ أمريكا، والبعض ذهب لأبعد من هذا وتساءل إذا كان هذا هو الشكل المتبع عند تسليم السلطة في الإمبراطوريات التاريخية.
تُعد مسألة تسليم السلطة أمراً مسلياً. فالطبيعي الذي نعرفه أنه بمجرد الإعلان عن المنتصر واستقرار الأمور بعد المنافسة المحتدمة، يعود غالبية الأشخاص إلى حياتهم العادية. لكن في بعض المناطق الجغرافية والمراحل التاريخية على بعض المؤيدين للطرف الخاسر أن يقلقوا بشأن حياتهم المهنية ومصادر رزقهم وعيشهم.
في مثل هذه المواقف، تُعد اللباقة والدبلوماسية وأغصان الزيتون من الاستراتيجيات السياسية النافعة المجربة، لكن في العالم القديم، كان الخاسرون لا يتظاهرون بل يتوارون عن الأنظار، أو يدفعون الكثير من الأموال ليعيشوا بسلام بعد خسارتها، إذ تشير أدلة جديدة من بلغاريا القديمة، أن المبالغ المالية الضخمة هي السبيل الوحيد أحياناً للخاسر للمضي قدماً في الإمبراطورية الرومانية.
الخاسر في الإمبراطورية الرومانية يدفع الرشاوى.. بل الكثير منها
يتمثل الاكتشاف- قيد النقاش- في نقش يوناني يعود إلى القرن الثاني من مدينة نيكوبوليس آد إستروم (بلغاريا المعاصرة). إذ نُقب عن لوح الحجر الجيري المكتوب عليه النقش في أوائل القرن العشرين، والنقش نفسه عبارة عن رسالة شكر من الإمبراطور الجديد سيبتيموس سيفيروس، وفي الرسالة، يقر سيفيروس بتسلم تبرع سخي بقيمة 700 ألف قطعة نقدية فضية.
ومثلما كانت الممارسة المعتادة في هذا الوقت، كان يتلقى الأشخاص الرسالة منقوشة على لوح صخري كبير (كان يبلغ طول اللوح ثلاثة أمتار تقريباً وعرضه نحو المتر الواحد)، وكانت تُعرض بعد ذلك على العامة حتى يتمكن الجميع من قراءة كلمات الإمبراطور الجديد، وفق السرد الذي قدمه موقع The Daily Beast الأمريكي.
لكن السؤال الأكبر يتمثل في سبب شعور سكان المدينة بأنهم مضطرون إلى دفع هذا التبرع السخي للإمبراطور. فقد كانت هناك ضرائب مفروضة بالطبع على مستوى الإمبراطورية، لكن هذا شيء مختلف. إذ يرجع تاريخ رسالة سيفيروس إلى 198 م، ووفقاً لترجمة شارانكوف تنص على أنه يقبل "مساهمتهم النقدية". وعلى مناحٍ كثيرة، يبدو هذا وكأنه رشوة.
حيث بدت ظروف التبرع وكأنها منافسة على السلطة استمرت على مدار العقد الأخير من القرن الثاني. إذ ترك اغتيال الإمبراطور كومودوس، الذي يصعب التنبؤ بأفعاله بدرجة كبيرة ويقول البعض عنه إنه مجنون، في ليلة رأس السنة عام 192 م، فجوةً في السلطة في قلب الإمبراطورية، وفي السنة التالية تنافس خمسة قادة عسكريين وسياسيين على السلطة.
لو وصفنا الأمور بأنها كانت غير مستقرة ومحفوفة بالمخاطر من الناحية السياسية لوجدنا في الوصف استهانة بالوضع. فبعد وفاة كومودوس، أُطلق على برتيناكس لقب الإمبراطور، لكنه أثار سخط الحرس البريتوري (الحرس الشخصي للإمبراطور/الخدمة السرية) عندما حاول الشروع في برنامج إصلاحات ألغى امتيازاتهم.
لكن المفاوضات بين الطرفين فشلت، واغتال الحراس برتيناكس، وبيعت الإمبراطورية بالمزاد العلني لمن يدفع أكثر. وكان الفائز هو ديديوس جوليانوس الذي لا يحظى بشعبية إلى حد ما، لكن في غضون شهرين تعرض هو أيضاً للقتل وتولى الجنرال سيبتيموس سيفيروس السلطة. لكن سيفيروس قتل باقي منافسيه سريعاً.
كان سيبتيموس من أصول إفريقية وولد في لبدى العظمى (داخل ليبيا المعاصرة) لأسرة ثرية وترقى في الرتب السياسية، وبعد توليه السلطة، لم يضع أي وقت للقضاء على المنافسين وإخضاع مؤيديهم. وخرج أخيراً منتصراً في معركة لوجدونوم (داخل فرنسا المعاصرة) في فبراير/شباط عام 197 م، ثم واصل الحكم لما يقارب العقدين من الزمن.
وفي ظل هذه الخلفية المضطربة، من السهل معرفة سبب حرص شعب نيكوبوليس آد إستروم على إظهار الولاء لحاكمهم الجديد. لكن الأمر استحق أكثر من مجرد كلمات للتودد للديكتاتور الجديد. إذ أخبر شكاروف موقع Live Science أن نجاح سيفيروس العسكري هو ما دفع المواطنين إلى "كتابة رسالة إلى الإمبراطور يتوسلون إليه أن يرحمهم ويقدموا له 700 ألف دينار هديةً لولائهم".
كان الولاء أو حسن النية هو أكبر جائزة قيمة يحصدها الحكام الرومان من الشعب. وكان سيفيروس يرد بشهامة بأنه سعيد بقبول الهدية من أولئك الذين اتخذوا "الجانب الصحيح". حتى إنه امتدح الناس على حماسهم وكتاباتهم التي تجلى من خلالها "ولاؤهم وأنهم رجال ذوو نوايا حسنة ويتوقون لأن يحظوا بمكانة أفضل في سلطتنا".
وفي مزيد من التأكيد على مطالبته للسلطة، يصف سيفيروس نفسه في رسالة بصفته وريثاً لماركوس أوريليوس، الإمبراطور الفيلسوف الذي حكم قبل كومودوس. ورغم أن سيفيروس لم يكن له في الواقع أي رابط بيولوجي بماركوس، ولكن كان من الشائع أن يتبنى الأباطرة الرومان نهج سلفهم، وكان سيفيروس يميل إلى هذا التقليد. ومثلما قد يربط اليوم المرشحون السياسيون أنفسهم بالرؤساء السابقين المحبوبين، بنى الأباطرة الرومان سلطتهم ومكانتهم عن طريق التأكيد على صلاتهم (الحقيقية أو المبتكرة) بالحكام الجيدين الراحلين.
عودة إلى الزمن الحالي، ماذا فعل رؤساء أمريكا بعد الخسارة؟
لنعد إلى نقطة البداية، من البيت الأبيض. على عكس ترامب، شهد العصر الحديث أموراً أخرى أكثر سلمية واحتراماً للخسارة مما فعله ترامب الذي لم يقبل بخسارته هو وأنصاره. إذاً، ما الذي فعله رؤساء الولايات المتحدة بعد ترك مناصبهم؟
1– الذهاب للصيد
كانت الحيوانات في إفريقيا في حالة استنفار شديدة عندما غادر الرئيس الأمريكي السادس والعشرون ثيودور روزفلت منصبه عام 1909. في ذلك العام شرع ثيودور في رحلة صيد وجمع طويلة لمدة عام مع ابنه كيرميت، وعلماء من مؤسسة سميثسونيان وأكثر من 200 حمال.
كان اسم تيدي روزفلت قد أُطلق على لعبة محشوة شهيرة (دببة تيدي) بعد أن رفض قتل دبّ في عام 1902 أثناء رحلة صيد، لكنه كان أقل خجلاً في اصطياد الحيوانات بعد سبع سنوات من تلك الحادثة.
قام الرئيس الأسبق ورفاقه، الذين سافروا بالقوارب والقطار والقافلة في جميع أنحاء شمال شرق القارة، بصيد الأفيال ووحيد القرن وأفراس النهر والثعابين والحمار الوحشي والقرود ومخلوقات أخرى مختلفة، وأحضروا العديد من جثثها المحنطة إلى أمريكا للدراسة العلمية. في أواخر عام 1913، شرع المغامر روزفلت في رحلة استكشافية أخرى، هذه المرة لمدة سبعة أشهر في أمريكا الجنوبية.
2- العمل في المزرعة
لم يكن الرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن يحب شيئاً أفضل من الاعتناء بمزرعته ماونت فيرنون في فيرجينيا. بعد تحقيق النصر في حرب الاستقلال عام 1783، كان جورج واشنطن يأمل في أن يعيش بقية حياته كمزارع نبيل.
وبعدها بست سنوات، تولى منصب الرئاسة ببعض التردد. حتى خلال الفترة التي قضاها في المنصب، نادراً ما كانت الزراعة بعيدة عن ذهنه، ففي إحدى رسائله التي تعود لعام 1795 إلى توماس جيفرسون، على سبيل المثال، ناقش كيف "يمكن استخدام الحنطة السوداء بشكل مفيد كسماد".
وعند تقاعده من الرئاسة عام 1797، سارع واشنطن بالعودة إلى مزرعة ماونت فيرنون، التي كانت مهملة إلى حد ما في غيابه. توفي جورج واشنطن بعد ذلك بعامين على إثر قيامه بجولة حول مزرعته أثناء عاصفة ثلجية بعد فترة من مرضه.
3- محاربة العبودية
كان جون كوينسي آدامز الرئيس الأمريكي الوحيد الذي دخل مجلس النواب، حيث اُنتخب في عام 1830، بعد عام من انتهاء فترة ولايته. أمضى جون آدامز الرئيس الأمريكي السادس السنوات الـ17 التالية في المنزل، وحصل في النهاية على لقب "العجوز الفصيح".
كانت القضية الأكثر ارتباطاً به هي محاربة العبودية. من المعروف أن آدامز تحدى قاعدة الحجر سيئة السمعة التي كانت تحظر على الكونغرس مناقشة أي التماسات تتعلق بالعبودية والاسترقاق عام 1836. استمر آدامز في تقديم المزيد والمزيد من الالتماسات، المرسلة إليه من قبل دعاة إلغاء الرقّ، حتى استسلم الكونغرس وألغى القاعدة في عام 1844. ذهب آدامز أيضاً إلى المحكمة العليا في عام 1841 للدفاع عن العبيد الأفارقة الذين تمردوا ضد أسيادهم في سفينة الأميستاد. بفضل تدخل الرئيس السابق جزئياً، حصل المتهمون على حريتهم.
4- الوقوع في الحب
وصف ثيودور روزفلت الرئيس الأمريكي الثالث والعشرين بنجامين هاريسون بأنه "سياسي من إنديانابوليس قاس وضيق الأفق ومتحيز وعنيد ومتردد وخجول". ومع ذلك، لا بد أن هاريسون كان يتمتع ببعض السحر لأنه في عام 1896، بعد ثلاث سنوات من تركه للرئاسة، تزوج ماري ديميك التي كانت أصغر منه بـ25 عاماً.
توفيت زوجة هاريسون الأولى كارولين بسبب مرض السل قبل أسبوعين من محاولته الفاشلة لتأمين فترة ولاية رئاسية ثانية في عام 1892، ولم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ علاقة عاطفية مع ماري، التي كانت مساعدة كارولين وابنة أخيها. أصيب طفلا الرئيس الأسبق البالغ من العمر 62 عاماً وقتئذ بالرعب من من خبر زواج الأب، ورفضا حضور حفل الزفاف في نيويورك.
عند وفاة هاريسون عام 1901، أعطى الجزء الأكبر من ممتلكاته البالغة 400 ألف دولار لزوجته وابنتهما إليزابيث (من مواليد 1897)، تاركاً القليل لنسله الأكبر. بقت ماري على قيد الحياة بعد وفاة زوجها لما يقرب من نصف قرن وتوفيت في عام 1948 في عهد هاري ترومان أثناء بدء الحرب الباردة.
5- تأسيس جامعة
كانت المساعي العلمية تمثل "مصدر بهجة كبرى" للرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون، لكن "فظائع العصر" التي عاش فيها أجبرته على الدخول في الساحة السياسية. بعد أن ترك منصب الرئاسة عام 1809 تمكن جيفرسون من تكريس حياته بشكل كامل للتعليم.
كان أفضل إنجاز له هو تأسيس جامعة فيرجينيا عام 1819، وقد صمم جيفرسون كلاً من المناهج الدراسية ومباني الجامعة، والتي تضمنت قاعة مستديرة كبيرة على غرار مبنى البانثيون في روما.
6- معالجة مشاكل العالم والحصول على جائزة نوبل
قال الرئيس الأمريكي التاسع والثلاثون جيمي كارتر في عام 2005، بعد ربع قرن من هزيمته الشديدة على يد رونالد ريغان "لا أستطيع أن أنكر أن أدائي كرئيس أسبق أفضل مما كنت رئيساً فعلياً للولايات المتحدة".
ثم بخيبة أمل بسبب الفشل النسبي في الفترة التي قضاها في منصبه، ألقى كارتر بنفسه في العمل الدبلوماسي والإنساني من خلال مركز كارتر الذي أنشأه في عام 1982.
منذ ذلك الحين، توسط كارتر في النزاعات في جميع أنحاء العالم وحصل على جائزة نوبل للسلام لجهوده. ربما كان أعظم إنجازاته هو القضاء على داء دودة غينيا، الذي أصاب ذات يوم ملايين الأفارقة. لم يكن عمله بعد الرئاسة خالياً من الجدل، لكن كارتر كان من بين قلة من القادة السابقين الذين تباهوا بمهنتهم بعد منصب الرئاسة.
7- كتابة مذكراته
كانت رئاسة جيمس بوكانان بمثابة كارثة. فشل الرئيس الأمريكي الخامس عشر في التوفيق بين الشمال والجنوب المتناحرين وفي الأشهر الأربعة بين انتخاب أبراهام لينكولن ورحيل بوكانان في مارس 1861، انفصلت عدة ولايات جنوبية، ما مهد الطريق للحرب الأهلية. كتب بوكانان لخلفه في الرئاسة قائلاً: "سيدي العزيز، إذا كنت سعيداً بدخول البيت الأبيض مثلما أنا سعيد بمغادرته، فأنت رجل سعيد جداً حقاً".
ومع ذلك، كان بوكانان يكره قبول النقد الموجه إليه بسبب طريقة تعامله مع الأزمة. في عام 1866، أنتج أول مذكرات رئاسية لبوكانان عن "إدارة السيد بوكانان لليلة التمرد"، والتي هدفت للدفاع عنه. لقد كانت المذكرات بمثابة جهد جريء ولكنه فشل إلى حد كبير في استعادة سمعته، حيث أكد استطلاع أجري عام 1962 للمؤرخين والذي صنفه بأنه ثالث أسوأ رئيس حتى الآن.
8- الجمع بين منصب الرئاسة ورئاسة المحكمة العليا
قبل خمس سنوات من انتخابه الرئيس السابع والعشرين في عام 1908، أوضح ويليام تافت وجهات نظره حول إمكانية رئاسة تافت: "لا تسهر الليالي وأنت تفكر في أن تجعلني رئيساً لأن ذلك لن يأتي أبداً وليس لديّ أي طموح في هذا الاتجاه. أي حزب يرشحني سيرتكب خطأ كبيراً". ولقد تحققت تنبؤات تافت، فقد أدت سنواته الأربع غير السعيدة في المنصب إلى حدوث انقسام في الجمهوريين مكّن الديمقراطي وودرو ويلسون من تحقيق نصر مقنع في الانتخابات الرئاسية عام 1912.
تقدم تافت، وهو محام بحكم دراسته للقانون، لمنصب الرئيس من خلال حث زوجته وسلفه ثيودور روزفلت. كان يقول في كثير من الأحيان: "السياسة تجعلني أشعر بالمرض"، وكان سعيداً بالعودة إلى العمل القانوني في السنوات التي أعقبت هزيمته. ربما كانت ذروة مسيرة تافت المهنية هي تعيينه كرئيس للمحكمة العليا للولايات المتحدة في عام 1921. وقد شغل هذا المنصب لمدة تسع سنوات ولا يزال الرئيس الوحيد الذي شغل منصب رئيس المحكمة العليا.
9- الاسترخاء على ضفاف النهر
كان العديد من الرؤساء من الصيادين المتحمسين، ربما ليس أكثر من الرئيس الحادي والثلاثين هربرت هوفر. حتى إن إحدى السير الذاتية لعام 2005 حملت عنوان هوفر، رئيس الصيد. عندما كان في البيت الأبيض، كان يحب تخفيف ضغوط العمل ببعض الساعات الهادئة على النهر وبعد أن حل محله فرانكلين روزفلت في عام 1933، واصل هوفر هوايته، مع مواصلة الشروع في مزيد من العمل السياسي والدبلوماسي.
في حياته المهنية الطويلة التي تلت الرئاسة، كتب هوفر على نطاق واسع عن الشؤون الدولية والمشاكل التي تعصف بأمريكا، لكن الكتاب الأخير الذي أنتجه كان من نوع مختلف تماماً. فقد نشر في عام 1963، قبل عام من وفاته، كتاباً بعنوان "الصيد من أجل المتعة" ليعكس حبه الطويل للصيد، وفي أحد أسطر الكتاب التي لا تنسى، قال هوفر: "كل الرجال متساوين أمام السمك".
10- الترشح وتولي الرئاسة مرة أخرى إذا فشل كل شيء
حاول عدد قليل من الرؤساء السابقين العودة إلى البيت الأبيض بعد هزيمة انتخابية، لكن واحداً منهم فقط، وهو جروفر كليفلاند في عام 1892، نجح في فعل ذلك. في هذه العملية، شغل كليفلاند بالفعل منصب الرئاسة مرتين، الرئيس الثاني والعشرين والرابع والعشرين للولايات المتحدة.
هُزم كليفلاند على يد بنجامين هاريسون بعد ولايته الأولى في عام 1888، لكنه ظل يتمتع بشعبية كافية لدى الديمقراطيين لمنحه فرصة ثانية ضد هاريسون بعد أربع سنوات. في نهاية ولايته الثانية، تقاعد كليفلاند نهائياً وأصبح اسمه يتردد كثيراً في مسابقات الحانات حول أسماء رؤساء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم.