بصفته مكان العمل الرسمي ومحل الإقامة التنفيذي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، يُعتبر البيت الأبيض واحداً من أشهر المباني وأكثرها تميزاً في العالم. ولكن وراء واجهته الكلاسيكية الحديثة المهيبة، نجد أنّ التفاصيل حول بنائه وتاريخه أقل شهرة بكثير. ويُمكنك العثور أدناه على أجوبة ستة أسئلة شائعة حول الهيكل الأيقوني الذي كان منزلاً لجميع رؤساء الولايات المتحدة- باستثناء واحد، كما ورد في موقع History البريطاني.
هل بنى العبيد البيت الأبيض؟
لم تمتلك حكومة الولايات المتحدة أي عبيد وفقاً للأرشيف الوطني، لكنّها كانت تدفع لملاك العبيد من أجل توظيفهم للمساعدة في بناء البيت الأبيض. ووفقاً لجمعية البيت الأبيض التاريخية، خطّط مفوضو واشنطن العاصمة لاستقدام عمالٍ من أوروبا لأعمال البناء التي انطلقت عام 1792 واستغرق إتمامها ثماني سنوات. وحين لم يلقوا تجاوباً كبيراً، قاموا بتجنيد عمال من الأمريكيين ذوي الأصل الإفريقي الأحرار والعبيد من أجل العمل إلى جانب العمال والحرفيين البيض المحليين، بالإضافة إلى حفنةٍ من الأوروبيين لبناء منزل الرئيس ومباني الحكومة مثل الكابيتول أيضاً.
وعكف جيمس هوبان، المهاجر الأيرلندي والمهندس المعماري الذي اختاره الرئيس جورج واشنطن بنفسه، على تصميم البناء. وبعد أن أشعل فيه البريطانيون النار عام 1814، خلال حرب عام 1812، قاد هوبان جهود إعادة البناء.
أين يقع البيت الأبيض؟
يقع البيت الأبيض في عقار رقم 1600 بجادة بنسلفانيا في واشنطن العاصمة، وهو عنوان المنزل الأشهر على الإطلاق في البلاد. وبفضل قانون الإقامة لعام 1790، اختار الرئيس جورج واشنطن الموقع المحدد للعاصمة على مساحة 16 كيلومتراً مربعاً على الضفة الشرقية لنهر بوتوماك وبالقرب من مبنى الكابيتول. ووضع البناؤون حجر أساس البيت الأبيض في 13 أكتوبر/تشرين الأول عام 1792، ليعقبه حجر أساس الكابيتول في 18 أغسطس/آب عام 1793.
وعلى مرّ السنوات شهد القصر الرئاسي عدة عمليات تجديد، شملت الأعمال المكثفة من جانب الرئيس ثيودور روزفيلت عام 1902، التي تضمّنت تركيب المصابيح الكهربائية. وفي عام 1948 بعد اكتشاف المهندسين أنّ المبنى غير سليم وغير آمن للسكن من الناحية الهيكلية، أمر هاري ترومان بحفر المبنى كاملاً وتنفيذ إصلاحٍ شامل لهيكل وأساسات المبنى. وعاش ترومان وعائلته في منزل بلير على الناحية الأخرى من الشارع أثناء التجديدات.
من كان أول رئيس يعيش في البيت الأبيض؟
رغم اختيار واشنطن للموقع والهندسة المعمارية، كان هو الرئيس الوحيد الذي لم يتسنّ له العيش داخل البيت الأبيض مطلقاً. إذ كان جون آدامز هو أول من انتقل إلى محل الإقامة عام 1800، قبل انتهاء بنائه. ومنذ ذلك الحين، عاش جميع الرؤساء الأمريكيين وعائلاتهم داخل البيت الأبيض. ومات في داخله أيضاً رئيسان: ويليام هنري هاريسون عام 1841، وزاكاري تايلور عام 1850. بالإضافة إلى ثلاث من السيدات الأوليات: ليتيتيا تايلر، وكارولين هاريسون، وإلين ويلسون.
كم عدد الغرف في البيت الأبيض؟
تبلغ مساحة البيت الأبيض 55 ألف قدم مربعة (5110 آلاف متر مربع)، ويضم 6 طوابق و132 غرفة (منها 16 غرفة عائلية للضيوف)، إلى جانب 35 حماماً. ووفقاً للموقع الرسمي للبيت الأبيض، فهو يضم 28 موقد تدفئة و8 سلالم و3 مصاعد و412 باباً و147 نافذة، ويملك مطبخاً مجهزاً لتقديم عشاء كامل لما يصل إلى 140 ضيفاً، أو مقبِّلات لأكثر من ألف زائر. وحين يُجدد لونه مرة كل أربع أو ست سنوات؟ يستهلك 570 غالوناً (2,158 لتر) لطلاء الواجهة.
ويشمل القصر والأراضي أيضاً مسبحاً داخلياً مغطى، أُقيم لفرانكلين روزفلت، ومسبحاً مفتوحاً، أنشأه جيرالد فورد. ومن المرافق الأخرى التي يمكن للرئيس فيها ممارسة بعض الأنشطة: ملعب تنس، وصالة بولينغ بحارة واحدة، ومسرح صغير للسينما، وغرفة ألعاب، ومضمار للجري، ومساحات خضراء.
وهناك شائعات بوجود غرف سرية في المبنى، لكن وفقاً لجمعية البيت الأبيض التاريخية، فإن الممر "السري" الوحيد هو ملجأ طوارئ بُني تحت الجناح الشرقي أثناء رئاسة فرانكلين روزفلت، بعد قصف بيرل هاربور عام 1941. واستخدم نائب الرئيس ديك تشيني الممر خلال
هجمات 11 سبتمبر الإرهابية. ووفقاً لتقارير صحيفة The Washington Post الأمريكية، من المحتمل أن يكون الرئيس دونالد ترامب قد لجأ إليه خلال احتجاج عام 2020 خارج البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة، يوجد ما لا يقل عن نفقين تحت القصر: أحدهما يتصل بمبنى الخزانة، والآخر يؤدي إلى الحديقة الجنوبية.
هل كان اسمه دائماً "البيت الأبيض"؟
طُلي السطح الخارجي الحجري للمبنى لأول مرة بطلاء أبيض معد من الجير في عام 1798؛ لحمايته من العوامل الجوية ودرجات الحرارة المتجمدة. ووفقاً لجمعية البيت الأبيض التاريخية، بدأ لقب "البيت الأبيض" في الظهور في الصحف قبل حرب 1812.
لكن الرئيس ثيودور روزفلت هو الذي عين الاسم الرسمي لمقر إقامة رئيس الولايات المتحدة في عام 1901 ليكون البيت الأبيض (تضمنت الأسماء السابقة: بيت الرؤساء، والقصر التنفيذي، والقصر الرئاسي، والفندق الرئاسي). كذلك، يُعرف عادةً باسم "بيت الشعب".
ماذا يحدث في الجناح الغربي؟
منذ أن نقل ثيودور روزفلت مكان عمله من السكن إلى الجناح الغربي المبني حديثاً حينئذٍ في عام 1902، ظل الجناح الغربي المكوَّن من طابقين محلاً للمكاتب الرئاسية الأمريكية. وبالإضافة إلى المكتب البيضاوي، يضم مجمع الجناح الغربي غرفة العمليات وغرفة مجلس الوزراء وغرفة روزفلت وغرفة الإحاطة الصحفية وغيرها.
ويتَّخذ المكتب البيضاوي، وهو بمثابة مكتب الرئيس منذ عهد الرئيس ويليام هوارد تافت في عام 1909، في الواقع شكلاً بيضاوياً ويتميز بمكتب ريزولوت من خشب البلوط، الذي أهدته الملكة فيكتوريا إلى الرئيس رذرفورد هايز في عام 1880 وصُنع من ألواح السفينة البريطانية إتش إم إس ريزولوت. وقد استخدمه كل الرؤساء تقريباً منذ ذلك الحين، باستثناء ليندون جونسون وريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.
تقع غرفة العمليات المعروفة رسمياً باسم غرفة مؤتمرات جون كينيدي، في الطابق السفلي للجناح الغربي وتتكون بالفعل من عدة غرف. اختيرت في عام 1961 من قبل جون كينيدي باعتبارها مساحة للتعامل مع الأزمات، واستخدمها جونسون خلال حرب فيتنام، وكانت المكان الذي شاهد منه الرئيس باراك أوباما مقتل أسامة بن لادن على يد جنود العمليات الخاصة البحرية.
أما غرفة مجلس الوزراء، كما يوحي اسمها، فهي المكان الذي يلتقي فيه الرئيس بأعضاء حكومته. وتعمل غرفة روزفلت، حيث يقع مكتب ثيودور روزفلت، بوصفها غرفة اجتماعات للأغراض العامة.
أما الجناح الشرقي المكوَّن من طابقين، فيحتوي على مساحة مكتبية للسيدة الأولى وموظفيها ويتميز بمدخل مغطى للضيوف خلال المناسبات الكبيرة.