حظيت معظم الانتخابات الرئاسية الحديثة في الولايات المتحدة بنسبة مشاركة بين 50 و60%. ومع ذلك، فقد تذبذبت معدلات إقبال الناخبين على مدار تاريخ البلاد بناءً على من له الحق في التصويت، وما إذا كان الأشخاص الذين لديهم الحق في التصويت قادرين بالفعل على التصويت، ومدى إدراك الناخبين لمخاطر الانتخابات.
يبدو أن انتخابات 2020 قد تحظى بأكبر نسبة مشاركة للناخبين منذ أكثر من قرن -وهو ما توقعه المرشح الديمقراطي جو بايدن-، كما أن عدد من يحق لهم التصويت فيها بلغ 239,247,182 شخصاً، وهو الأعلى في تاريخ أمريكا.
ما هي الانتخابات التي حصلت على أعلى معدل إقبال؟
كان أدنى معدل إقبال للناخبين في السباق الرئاسي في عام 1792 عندما صوت ناخبون من 15 ولاية بالإجماع لإعادة انتخاب جورج واشنطن لولاية ثانية.
اختلفت الولايات في كيفية اختيار الناخبين للتصويت للرئيس؛ ففي الولايات التي تم فيها اختيار الناخبين عن طريق التصويت الشعبي، كان الأشخاص الوحيدون المؤهلون للتصويت هم من الرجال البيض، وفي بعض الحالات، فقط الرجال البيض أصحاب العقارات.
في ذلك العام، صوت 6.3% من هذا المجال الضيق من الناخبين المؤهلين، أو ما يقرب من 28000 شخص.
كانت المرة الأولى التي تجاوز فيها إقبال الناخبين الرئاسيين 50% في عام 1828عندما تغلب أندرو جاكسون على شاغل المنصب جون كوينسي آدامز.
بعد ذلك اتجهت نحو الأعلى، وبلغت ذروتها في أواخر القرن التاسع عشر.
كانت أعلى نسبة إقبال الناخبين في السباق الرئاسي في عام 1876، عندما أدلى 82.6% من الناخبين المؤهلين (رجال بيض وسود) بأصواتهم في السباق بين الجمهوري روثرفورد هايز والديمقراطي صمويل تيلدن.
على الرغم من الإقبال الكبير- بسبب فوز السود بحق التصويت مع التعديل الخامس عشر- كان الديمقراطيون الجنوبيون يقمعون بنشاط هذا الحق.
وقتها كان الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري أوليسيس س. جرانت، وهو جنرال سابق في الاتحاد نجح في تفكيك التنظيم العنصري كو كلوكس كلان، لكن إدارته كانت مليئة بالفضائح.
خلال هذه الحقبة، فضل الناخبون الشماليون والناخبون الجنوبيون من السود الحزب الجمهوري عموماً، بينما غضب الرجال البيض الجنوبيون من إصلاحات إعادة الإعمار التي أعطت السلطة السياسية للرجال السود، لذا فضلوا الحزب الديمقراطي.
وقال المؤرخ إريك فونر لموقع History إنه بدون قمع الناخبين، ربما كان المرشح الجمهوري هايز سيفوز بسهولة في التصويت الشعبي.
وبدلاً من ذلك، أظهرت نتائج الانتخابات أنه خسر التصويت الشعبي بنسبة 47.9% مقارنة بـ 50.9% لتيلد، لكنه فاز بالهيئة الانتخابية من خلال ناخب واحد فقط.
عندما عارض الديمقراطيون 19 من أصوات هايز الانتخابية، تدخل الكونغرس الأمريكي. تمكن هايز من الاحتفاظ بهؤلاء الناخبين وأصبح رئيساً من خلال وعد الديمقراطيين بإنهاء إعادة الإعمار.
بعد أن أنهى هايز إعادة الإعمار في عام 1877، بدأت الولايات الجنوبية على الفور في تمرير قوانين تمنع الرجال السود من التصويت وبناء نظام الفصل العنصري الذي أصبح يعرف باسم جيم كرو.
انخفاض معدلات إقبال الناخبين في القرن العشرين
جرت كل انتخابات رئاسية بلغ معدل إقبال الناخبين عليها 80% أو أعلى في منتصف القرن التاسع عشر وحتى أواخره، بحسب ما يوضح موقع Presidencu الإحصائي.
وهي تشمل انتخاب ويليام هنري هاريسون عام 1840 وانتخاب أبراهام لنكولن عام 1860 وانتخاب يوليسيس إس جرانت عام 1868 وانتخاب جيمس أ. جارفيلد عام 1880 وانتخاب بنيامين هاريسون عام 1888.
شهدت هذه السنوات انقساماً حزبياً شديداً، خاصة حول العبودية والحقوق المدنية للأمريكيين السود.
وفي القرن العشرين بلغت نسبة المشاركة ذروتها خلال أول انتخابات رئاسية؛ أي في عام 1900، وهو العام الذي أعيد فيه انتخاب الجمهوري ويليام ماكينلي.
كان إقبال الناخبين 73.7%، ولكن بعد ذلك، لم ترتفع نسبة الإقبال أبداً فوق
%65.7 وهو معدل انتخابات 1908 التي فاز فيها الجمهوري ويليام هوارد تافت.
يرجع هذا الاتجاه التنازلي جزئياً على الأقل إلى حقيقة أنه حتى مع زيادة عدد الناخبين المؤهلين خلال القرن العشرين، فإن القواعد والقيود الجديدة جعلت التصويت أكثر صعوبة بالنسبة للعديد منهم.
ففي عام 1920 فازت النساء البيض في جميع أنحاء البلاد والنساء السود اللائي يعشن في الولايات الشمالية بحق التصويت مع التعديل التاسع عشر للدستور.
ومع ذلك في الجنوب، منع الأمريكيون البيض النساء السود من ممارسة حقهن الدستوري في التصويت بنفس الطريقة التي منعوا بها الرجال السود من القيام بذلك.
بالإضافة إلى ذلك فإن التعديل التاسع عشر لم يتطرق إلى حقيقة أن الآسيويين والأمريكيين الأصليين لا يمكنهم التصويت.
وعلى مدى العقود العديدة التالية، سعى النشطاء لتغيير هذا.
بحلول الستينات من القرن الماضي، انتصر السود والآسيويون والأمريكيون الأصليون في سلسلة من المعارك الفيدرالية والخاصة بالولاية لتأمين حقهم في التصويت.
وفي عام 1961 فاز سكان واشنطن العاصمة بحق التصويت لمنصب الرئيس بالتعديل الثالث والعشرين؛ ثم في عام 1971 خفض التعديل السادس والعشرون سن التصويت الفيدرالي من 21 إلى 18، مما سمح لمزيد من الشباب بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
وفي عام 2013 ألغى حكم أصدرته المحكمة العليا الأمريكية في قضية شيلبي كاونتي ضد هولدر حكماً رئيسياً من قانون حقوق التصويت التاريخي لعام 1965، والذي منح الحكومة الفيدرالية سلطة مراجعة قوانين وممارسات التصويت في الولايات التي لها تاريخ في قمع الناخبين.
ونتيجة لذلك أدخلت العديد من الولايات ممارسات وصلاحيات جديدة مثل طرد الناخبين من قوائم التصويت، وإغلاق أماكن الاقتراع وتمرير قوانين هوية الناخبين.
ما هو عدد إقبال الناخبين في الانتخابات الأمريكية المعاصرة؟
على الرغم من هذه التغييرات، بلغت نسبة السكان المؤهلين للتصويت الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات اللاحقة لعام 2016 60.2% – وهي ثالث أعلى نسبة منذ عام 1972.
وإذا ما قارناها بانتخابات عام 2012 نجدها أعلى، حيث سجل ذلك العلم نسبة إقبال 58.6% من الناخبين المؤهلين، لكنها أقل من 62.2% الذين صوتوا في عام 2008 عندما فاز باراك أوباما بولايته الأولى في المنصب.
أما في عام 2016 عندما فاز دونالد ترامب، فكانت نسبة المشاركة 60.1%، أي أقل من النسبة التي أوصلت أوباما للبيت الأبيض.
ما هي الولايات الأكثر مشاركة؟
بناء على أرقام الانتخابات الاخيرة في العام 2016، كان لهذه الولايات أعلى نسبة تصويت مقارنة بنسبة المواطنين الذين يحق لهم التصويت:
- مينيسوتا (74.10%).
- نيو هامبشاير (71.40%).
- مين (70.70%).
- كولورادو (70.00%).
- ويسكونسن (69.50%).
- أيوا (68.40%).
- ماساتشوستس (67.20%).
- ميريلاند (66.40%).
- أوريغون (66.20%).
- فيرجينيا (66.10%).
وما هي الولايات الأكثر كثافة سكانية؟
- كاليفورنيا (39.747.267 نسمة).
- تكساس (عدد السكان: 29.087.070).
- فلوريدا (عدد السكان: 21.646.155).
- نيويورك (عدد السكان: 19،491،339).
- بنسلفانيا (عدد السكان: 12.813.969).
- إلينوي (عدد السكان: 12.700.381).
- أوهايو (عدد السكان: 11.718.568).
- جورجيا (10.627.767 عدد السكان).
- ولاية كارولينا الشمالية (عدد السكان: 10.497.741).
- ميشيغان (عدد السكان: 10.020.472).