يطغى جو من التوتر على الانتخابات الأمريكية الحالية بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، الأمر الذي جعل البعض يرجحون ألا تحسم نتائج الانتخابات في موعدها المحدد.
لكن بطبيعة الأحوال ليس من الغريب أن تشهد نتائج الانتخابات الأميركية تأخيراً، ففي عام 1800 لم تظهر نتائج الانتخابات إلا بعد 9 أشهر من التاريخ المحدد لها، كما أدخلت المنافسة بين جورج بوش الابن وآل جور العالم بأجمعه في تردد وحيرة، ولم تظهر النتائج إلا بعد سلسلة من الدعاوى القضائية التي لم تنتهِ إلا بعد 5 أسابيع.
عندما خسر جورج بوش التصويت الشعبي في الانتخابات الأمريكية وأصبح رئيساً مع ذلك
كانت أجواء الانتخابات بين المرشح الديمقراطي آل جور ومنافسه الجمهوري جورج بوش الابن متوترة للغاية في عام 2000، إذ لم تحسم نتيجة هذه الانتخابات إلا بعد مرور 5 أسابيع على الموعد المحدد لصدورها.
ولم يكن التوتر سائداً في الولايات المتحدة فحسب، بل امتد إلى الساحة الدولية كذلك، فعلى سبيل المثال قام الرئيس الألماني بتهنئة بوش في البداية ثم سحب التهنئة لاحقاً بانتظار حسم النتائج.
كانت ولاية فلوريدا نقطة حسم هامة بين المرشحين، فمع تقارب أعداد الأصوات، أعلنت جميع شبكات الأخبار التلفزيونية الرئيسية (CNN و NBC و FOX و CBS و ABC) فوز غور بولاية فلوريدا استناداً إلى استطلاعات الرأي، لكن في عملية فرز الأصوات بدأ بوش بالتقدم ثانية، مما جعل الشبكات تتراجع عن تصريحاتها، وأصدر بوش تقدماً واضحاً، لكن في ذلك الوقت كانت معظم الأصوات التي لم يتم فرزها ذات غالبية ديمقراطية.
وقد طالب غور بإعادة فرز الأصوات، الأمر الذي رفضته المحكمة العليا، ثم أعيد الطعن في قرارها مرة أخرى وبعد معارك ضارية بين الطرفين كانت النتيجة في النهاية حصول آل جور على 50 مليوناً و999 ألف صوت مقابل 50 مليوناً و456 ألف صوت لجورج دبليو بوش.
بمعنى أن جورج بوش خسر أمام منافسه في التصويت الشعبي، لكن مع ذلك أصبح بوش الذي قاد حرب العراق عام 2003 رئيساً للولايات المتحدة فكيف حدث ذلك؟
المجمع الانتخابي حسم النتيجة
يختلف نظام الانتخابات في الولايات المتحدة عن الأنظمة المعمول بها في كافة الدول الديمقراطية الأخرى، إذ لا يحسم عدد أصوات الناخبين نتيجة الانتخابات الرئاسية ولا بد من تدخل المجمع الانتخابي.
هذا المجمع مكون من 538 مندوباً يمثلون كافة الولايات يتم ترشيحهم عن طريق التصويت الشعبي أو يختارهم الكونغرس المحلي لكل ولاية.
وبما أنّ كل ولاية من هذه الولايات تمثل بحسب عدد أعضائها في مجلسي الشيوخ والنواب، يلجأ المرشحون إلى التركيز على بعض الولايات التي تمتلك عدداً أكبر من الأصوات في المجمع الانتخابي مثل ولاية كاليفورنيا التي تمتلك 55 صوتاً، وتكساس 32 صوتاً، وفلوريدا التي كانت نقطة الفصل في حالة جورج بوش الابن، 29 صوتاً.
وبمجرد حصول أحد المرشحين على 270 صوتاً انتخابياً سيتم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية مدة 4 سنوات.
وبعد أخذ أصوات أعضاء المجمع الانتخابي أصبح جورج بوش رئيساً للولايات المتحدة رغم خسارته العدد الأكبر من أصوات الناخبين، وبعد تأجيل دام حوالي 5 أسابيع.
عندما استمرت المعركة الانتخابية 9 أشهر
تأجيل نتائج الانتخابات لمدة ما يزيد عن شهر لا تقارن بتأجيلها لمدة قاربت الـ9 أشهر.
كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1800 هي الانتخابات الرئاسية الرابعة، ويشير إليها بعض المؤرخين باسم "ثورة 1800″، إذ تعتبر امتحاناً هاماً للديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت المنافسة ما بين المرشح الجمهوري توماس جيفرسون ومرشح الحزب الفيدرالي، آرون بور، وقد تعادل الحزبان في نتيجة الانتخابات، الأمر الذي أدى في النهاية إلى الاحتكام لمجلس النواب الأمريكي.
لم يكن القرار النهائي سهلاً فكل من المرشحين الرئاسيين يملك داعمين أقوياء، وبعد 36 جولة من عد أصوات الناخبين استمرت 9 أشهر كاملة، حسمت النتيجة النهائية لصالح جيفرسون الذي شهد عهده نهاية الحزب الفيدرالي وظهور الحزب الجمهوري.