من ترشيحات نوبل الغريبة لعام 2021 اسم الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب 2021 لمساهمته في التوسّط لإبرام اتفاق "التطبيع" بين إسرائيل والإمارات، الأمر الذي شكل مفاجأة للرافضين للاتفاق متسارع الخطى.
وحتى قبل اتفاق التطبيع، كان ترامب ألمح في تصريحات العام 2019 بأنه يستحق جائزن نوبل ولكنه على الأرجح لن يحصل عليها.
أما مبرراته فكانت وقتها نظير جهوده بشأن كوريا الشمالية وسوريا، زاعماً أنه أنقذ حياة 3 ملايين شخص يعيشون في محافظة إدلب، بعدما حذر روسيا وإيران والحكومة السورية من هجوم محتمل.
تلك الجائزة اعتادت أن تثير جدلاً منذ لحظة إعلان مرشيحها وحتى لدى إعلانها، وعلى مر التاريخ كانت أسماء المرشحين والفائزين مثاراً للاختلاف.
فلن يتفق العالم على من "يقوم بأفضل الجهود أو الإسهامات لتحقيق الإخاء بين الأمم، وتعزيز جهود السلام وحفظ حقوق الإنسان في العام السابق مباشرة" كما تنص الجائزة، التي لم يُكتب للمهاتما غاندي نفسه الحصول عليها رغم ترشحه لها لخمس مرات.
لذا إليك قائمة بأبرز المرشحين والفائزين ممن اعتُبِرُوا الأكثر إثارة للجدل:
ترشيحات نوبل الغريبة
1- بينيتو موسوليني
في عام 1935 قام مجموعة من أساتذة الحقوق بجامعة غيسن الألمانية بترشيح موسوليني لجائزة السلام، ولم يُعرف فيم كانوا يفكرون حين رأوا ترشيح الرجل الذي تخلص من خصومه السياسيين بمنتهى القسوة، واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد أعدائه، حيث يقدر عدد ضحاياه بعشرات الآلاف من البشر.
2- أدولف هتلر
كان هذا عام 1939 حين تلقَّت لجنة الجوائز ترشيحاً لأدولف هتلر من البرلماني السويدي إي جي سي براندت، حيث أراد بذلك الترشيح التهكُّم، وإثارة مناقشة في البرلمان السويدي لفضح المناخ السياسي المؤيد للنازية حينها، والمثير أنه تم تناول الأمر في البرلمان على محمل الجد وتحقق لبراندت مراده فعلاً في فضح المؤيدين للنازية، قبل أن يسحب ترشيحه.
و رغم ارتباط ترشيح هتلر بالسخرية، إلا أن ما يذكره التاريخ إلى الآن أن هذا القائد تسبب في مقتل 27 مليون ضحية.
3- جوزيف ستالين
تم ترشيح ستالين، أحد قادة الاتحاد السوفيتي، للجائزة مرَّتين، الأولى كانت عام 1945 باقتراحٍ من المؤرخ النرويجي هالفدان كوت لجهوده في وضع نهاية للحرب العالمية الثانية، وكانت الثانية عام 1949 باقتراح من أستاذ تشيكي يُدعى فلاديسلاف ريجر، ولم يذكر أسباباً لترشيحه.
يشار إلى أن ستالين تسبب في مقتل نحو 40 مليون نسمة.
4- مايكل جاكسون وتهمة التحرش بالأطفال
وجد أيقونة البوب مايكل جاكسون نفسه في السباق للنيل بالجائزة العام 1998.
رغم أن العديد من مزاعم الاعتداء الجنسي على الأطفال ضد "ملك البوب" لم تظهر في ذلك الوقت، إلا أن رسالة الفنانة إلى "Heal the World" لم تنل إعجاب اللجنة.
وقال المؤرخ وعضو اللجنة غير لوندستاد لوكالة AFP: "البرلمانيون الرومانيون الذين اقترحوا مايكل جاكسون اعتبروا هذا الترشيح مهماً للغاية، لكن اللجنة لم تنظر فيه أيضاً".
ووضح أن "أسماء الفنانين تأتي بانتظام ، لكنها اتجاه أكثر حداثة".
ورغم أن جاكسون توفي العام 2009، إلا أن قضايا التحرش والاعتداء على الأطفال ما زالت تلاحقه في قبره، عبر الدعاوى القانونية والأفلام الوثائقية لهؤلاء الأطفال بعد شبوا.
وهذه قائمة أخرى للفائزين الذين أثاروا الجدل:
1- ثيودور روزفلت
الرئيس الأميركي الذي تولى الرئاسة بين عامي 1901 و1908، فاز عام 1906 بجائزة نوبل للسلام وكان ذلك عن دوره في التحكيم في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وجهوده كوسيط في إنهاء عددٍ من الصراعات، وتحديداً نجاحه في إنهاء الحرب الروسية اليابانية.
لكنّ فوزه كان مثاراً للجدل بالنظر إلى دوره في الحرب الإسبانية الأميركية التي وقعت على أرض كوبا لـ"تحريرها من الاستعمار الإسباني"، والتي انتهت بسيطرة الولايات المتحدة على المستعمرات الإسبانية، وكان مثار الجدل أيضاً دوره في سحق الثورة في الفلبين حين كانت تحت الاستعمار الإسباني، وتحولت بعد الحرب التي امتد أثرها من كوبا إلى جزر الفلبين إلى مستعمرة أميركية أيضاً.
2- هنري كيسنجر
ربما كان فوز مستشار الأمن القومي الأميركي، ووزير الخارجية 1973-1977، هو الأكثر إثارة للجدل حول الجائزة على مدار تاريخها، فقد جاء فوزه بالجائزة بالتقاسم مع لي دوك ثو ممثل شمال فيتنام عن دورهما في محادثات باريس للسلام التي توصلت لاتفاقٍ بشأن إنهاء الحرب في فيتنام، ما أثار الجدل هو أن الحرب لم تكن قد انتهت واستمرت بعد ذلك عامين آخرين، وقد رفض الجائزة لي دوك ثو لهذا السبب، فيما تسلمها كيسنجر!
وإلى جانب ذلك فقد كان كيسنجر طبقاً لمعارضيه، مسؤولاً عن العملية السرية لقصف كمبوديا بين الأعوام 1969 و1975، وكان منسقاً للخدمات السرية التي قدمتها بلاده للديكتاتوريات العسكرية في الأرجنتين وتشيلي والبرازيل والباراغواي، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المعارضين لحكومات تلك الدول.
كما كان الداعم للانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال بينوشيه ضد الرئيس التشيلي سلفادور الليندي عام 1973، وقد تواصل الجدل خاصة بعد وثائق كشفت عنها وكالة المخابرات المركزية الأميركية أكدت ذلك في العام نفسه.
3- شيمون بيريز وإسحق رابين
مُنحت الجائزة عام 1994 إلى كل من: الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وإسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وشيمون بيريز وزير خارجيته، إشادةً بجهودهم في "عملية السلام في الشرق الأوسط"، من خلال اتفاقية أوسلو التي تم توقيعها عام 1993.
ومن جديد كانت الجائزة مثاراً للجدل من كل الأطراف، فالصراع العميق ظل قائماً، كما لم تكن هناك شواهد للسلام في ظل المعارضة الواسعة والشديدة للاتفاقية بين العرب، واغتيال إسحق رابين في العام التالي على يد متطرف يهودي، حتى أنه لاحقاً عام 2002 كان بين أعضاء الجائزة أنفسهم من تمنّى سحبها من شيمون بيريز.
4- باراك أوباما
كان منح الجائزة للرئيس الأميركي عام 2009، بعد ثمانية أشهر فقط من دخوله إلى البيت الأبيض كما رآه البعض قراراً مسيساً بامتياز أو سابقاً لأوانه في أفضل الآراء، فقد مُنحت له الجائزة عن "جهوده في دعم الديمقراطية وتعزيز السلام، وتطلعه نحو عالم خالٍ من الأسلحة النووية.
"لكن ملفات كثيرة في العراق وأفغانستان كانت تنتظر قرارته وقتها فضلاً عن تنفيذها، ليمكن القول بنجاح هذه الجهود، لهذا لم تُثر الجائزة معارضة بقدر ما أثارت الاستغراب حتى من جانب الفائز نفسه.