رغم انطباعنا عن الأسلحة القديمة بأنها تنحصر في الأقواس والرماح والسيوف، فإن صناع السلاح وأرباب الحروب تمكنوا من اختراع أسلحة فتاكة تشبه الليزر، بهدف إشعال الحرائق، وأخرى بمخالب لإغراق السفن بطريقة مذهلة.
ولم يتغير تطور تلك الأسلحة القديمة بشكلٍ جذري، ودمج الكثيرون أشكال أسلحة معروفة لصناعة أنواع هجينة. وصُنعت تلك الأسلحة غالباً على أيدي بعض أشهر المخترعين في التاريخ مثل أرشميدس.
ومع ذلك أثبتت بعض التصميمات القديمة أنها مبتكرة للغاية وفعالة بدرجة كبيرة.
نتعرف في هذا التقرير على 7 أسلحة قديمة فريدة سبقت أسلحة العصور الوسطى، وكانت طامحةً للغاية وقتها، حسب ما عدده موقع The Collector.
أسلحة قديمة من الصين
- تشو-كو-نو: القوس والنشاب الصيني القديم
يُعد القوس والنشاب المتكرر الصيني المعروف بتشو كو نو أحد أشهر الأسلحة القديمة، التي تسبق حتى الأقواس الأوروبية في العصور الوسطى.
يعود تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد، عندما تمكن المهندسون من صنع قوس ونشاب متكرر يمكنه إطلاق ما يصل إلى 10 أسهم فولاذية، في فترة قصيرة لا تتجاوز الـ15 ثانية.
وهناك اسمٌ آخر يستخدم على نطاق واسع في المجتمعات العلمية والتاريخية وهو تشوغ نو، الذي سمي على اسم تشوغ ليانغ، الذي يزعم الكثير من المؤرخين أنه أول مخترع للسلاح.
ومع ذلك، تزعم الاكتشافات الأثرية البديلة أنّ القوس قد صُنع قبلها بقرونٍ طويلة.
وأنتج هذا المستوى من البراعة الصينية قوساً أكثر حداثة من قوس أقرانهم الأوروبيين، إذ كان يعمل وكأنه سلاحٌ شبه آلي، وبالمقارنة كان لا بد من إعادة تلقيم الأقواس الأوروبية لتلك الفترة بعد كل ضربة.
ويعمل السلاح عن طريق الإمساك بالسهم في اليد اليسرى، ثم تحريك الذراع المستطيلة باليد اليمنى.
إذاً، على عكس القوس التقليدي الذي عادةً ما كان يدعمه الكتف، كان توازن تشو كو نو يُحفظ باستخدام اليدين فقط، وكان يطلق الضربات بشكل أسرع.
- هو لونغ شو شي: صاروخ صيني قديم
كان اسم السلاح، الذي تُرجم إلى "تنين النار الخارج من الماء"، يبث الرعب في نفوس مشاة العدو، إضافةً إلى تأثيره المدمر.
كان سلاح هو لونغ شو شي أول شكل من أشكال الصواريخ متعددة المراحل والقذائف الانسيابية الباليستية التي استخدمت في الصين في عهد مينغ.
وكان يحتوي على مخزن مكون من ثلاثة أسهم مدفوعة بالصاروخ، وموجودة في فم القذيفة، وتُطلَق على سفن العدو في المعارك البحرية، وعلى الأرض ضد المشاة.
وكان مفيداً بصفته سلاحاً للحصار طويل المدى ومدفعية دفاع ساحلي. وكان يشعل تلقائياً فتيل صواريخ الأسهم المخبأة داخل خلفية التنين، والتي تنطلق من فمه مدفوعةً بالبارود لتدمير العدو.
أسلحة يونانية قديمة صممها أرشميدس
- مخلب أرشميدس
كان مخلب أرشميدس من أشهر الأسلحة القديمة التي صممها المخترع اليوناني أرشميدس.
تم تركيب هذه الآلة القديمة على الخطوط الدفاعية البحرية لمدينة سرقوسة للدفاع عن المدينة ضد الهجمات البرمائية.
واستناداً إلى روايات المؤرخين القدامى، يُوصف السلاح بأنه نوع من الرافعات المزودة بخطافٍ كماش.
وكانت فكرة السلاح غير تقليديةٍ تماماً، إذ كانت آليته مشابهةً تماماً لرافعة ذات حبل ومخلب في النهاية.
وعندما يُرفع هذا المخلب (ربما برافعة) قبل اقتراب السفن المهاجمة، كان يعلق بقاع السفن ويرفعها بالقوة الجسدية، ما يُتلفها بدرجةٍ كبيرة. وقد يؤدي إلى غرق أي سفينة تعلق في الخطاف بنهاية المطاف.
واستناداً إلى الروايات، بإمكان المخلب رفع سفينة بأكملها من الماء، لدرجة إخراج كل الرجال من الهيكل ورميهم في اتجاهات مختلفة كما لو كانوا مثل النمل.
4. شعاع الموت لأرشميدس
يُعد شعاع الموت لأرشميدس أحد أكثر الأسلحة القديمة إثارةً للجدل في التاريخ، إذ كانت أصالته وحتى وجوده محل نزاعٍ عبر التاريخ.
ولو كان موجوداً بالفعل، فلا بد أنّه كان شديد الفاعلية، وبالنظر إلى الحقيقة السابقة توجد مصادر من المؤرخ المشهور غالينوس، الذي ذكر وجوده بعد 350 عاماً من حصار سرقوسة.
وهذا هو المصدر الوحيد المعروف الذي ذكر وجوده.
وفيما يتعلق بالتصميم، كان السلاح عبارةً عن مجموعة من المرايا التي تركز أشعة الشمس في اتجاهٍ واحد. ويشبه العدسات المكبرة الموجودة في يومنا هذا، لكنها أكبر بمئات المرات.
وكانت النتيجة هي تركيز عالٍ لضوء الشمس، فترتفع درجة حرارة سطح السفن، ما يؤدي إلى احتراقها.
وحتى يومنا هذا يتعرض هذا السلاح للتشكيك في قدرته، حتى من جانب معدّي برنامج Mythbusters، الذين جرّبوه مرتين وأثبتوا عدم فاعليته.
وما يستعبد فرصة استخدام مثل هذا السلاح هو ضرورة الدقة الشديدة، وهو أمرٌ مستحيل في المعارك البحرية.
إذ كان يجب أن تظل السفن التي يوجه ضدها السلاح ثابتة ولا تحركها الأمواج.
5. المدفع البخاري
كان المدفع البخاري لأرشميدس من الأسلحة القديمة الأكثر إثارة للجدل. ولم يصدق معظم المؤرخين السابقين كيف تمكن الإنسان من صنع مثل هذا السلاح المتقدم عام 200 قبل الميلاد.
ومع ذلك، يؤمن الكثير من المؤرخين المعاصرين بأصالة هذا السلاح، حتى إن المؤثر ليوناردو دافنشي آمن بأنّ هذا المدفع موجود، لأنه كان أول من أعاد تصميم مدفع بخار أرشميدس.
والسلاح هو اسمٌ على مُسمى، إذ كان عبارةً عن مدفع يعمل بالبخار. وتميز هذا السلاح بوجود غلاية معدنية أسطوانية الشكل متصلة بوعاء مغلق فيه ماء، وفي اللحظة الحاسمة، يُفتح صمام السلاح ليسمح بمرور بعض الماء، ثم تطير الكرة إلى مسافة 300 متر، فيتحكم بمسارها انحناء السلاح.
أسلحة قديمة من روما
6. المقص الروماني
كان هذا أحد الأسلحة القديمة الكثيرة التي استخدمها المصارعون في روما القديمة. وهو سلاحٌ غير عادي للغاية، إذ يشبه بشكلٍ غامض خطاف القراصنة، ولكنه لغرضٍ مختلف.
يتألف المقص من شفرة ذات جانبين على نهاية أنبوبة معدنية طويلة، يرتديها الشخص فوق الذراع اليمنى لحمايته، ولتمكينه من الدفاع عن نفسه ضد السيوف والأسلحة المعدنية الأخرى.
ويسمح مقبض داخل الأنبوب لمستخدمه بالاحتفاظ بالسلاح في خضم المعركة، أي أنّ أيّ شخص يحمله بالكاد تفلت قبضته، ما جعله فعالاً للغاية في القتال المباشر.
وكان هذا السلاح قاتلاً ومتعدد الاستخدامات، ما كان يسمح لمرتديه بصدّ الهجمات بشكلٍ فعال أثناء الهجوم.
أسلحة قديمة بيزنطية
7. النيران الإغريقية
كان النظير القديم للنابالم هو سلاح النيران الإغريقية، الذي تطور في الإمبراطورية البيزنطية في القرن السابع، وكان واحداً من أكثر الأسلحة فتكاً في أوروبا.
ومن الأمثلة البارزة على استخدام النيران الإغريقية في عام 730، عندما حاصر العرب القسطنطينية.
هزم الأسطول البيزنطي، الأصغر بعشر مرات تقريباً، الأسطول العربي بفضل النيران الإغريقية فقط، التي كانت تتمتع بإحدى الخصائص الفريدة للغاية، وهي الإحراق في المياه.
وعلى الأرجح كان هذا السلاح يستخدم في أغلب الأحيان خلال المعارك البحرية، بسبب قوته التدميرية لسفن العدو، وبمجرد إضرام النيران فيها يفشل كل شيء في إنقاذها، حتى المياه.
ولا تزال الوصفة الحقيقية لهذه المادة غير معروفة حتى يومنا هذا، ولكن يتكهّن البعض بأن النيران الإغريقية ربما كانت عبارة عن خليط من البترول والزفت والكبريت وخشب الصنوبر أو خشب الأرز والجير والبيتومين.
ولم يُعرف سوى القليل عن الوصفة في العصور الوسطى، ولم يكن يعرفها سوى الإمبراطور البيزنطي.
ويمكننا القول إنّ النيران الإغريقية كانت أحد الأسلحة التي أبقت الإمبراطورية البيزنطية على قيد الحياة في القرن الـ15.
ولهذا السبب، كانت من أسرار الدولة الخاضعة للحراسة المشددة، ولم يكن يعرف سوى عدد قليل من الأشخاص تركيبتها الحقيقية.