الجميع حول العالم ينظر الآن إلى ثروة الملياردير الأمريكيجيف بيزوس، التي تنمو وتتضاعف بمتوسط سنوي بلغ 34% على مدى السنوات الخمس الماضية، ثم ارتفعت أسهم شركة "أمازون" 80% في هذا العام وحده في خضم انتشار وباء كورونا، إلى أن وصلت ثروته إلى 200 مليار دولار، وهذه الأرقام تخبرنا أن صاحبها قد يصبح أول "تريليونير" في العالم بحلول عام 2026، وبذلك نشهد أكبر ثروة في التاريخ الحديث يملكها شخص واحد.
لكن، هل هذا يعني أن مالك "أمازون" هو أغنى شخص على الإطلاق؟ لا، فقد سجَّل التاريخ أشخاصاً أكثر ثراءً من بيزوس، وأكثر رجل ثراءً عرفه التاريخ كان ملكاً مسلماً حَكَم إفريقيا. وهنا نستعرض أبرز 7 أثرياء عرفهم التاريخ:
1- ملك إفريقيا المسلم.. أغنى أغنياء التاريخ
الثروة: لم تُحصَ
الزمن: القرن الـ13 الميلادي
المكان: مالي – إفريقيا
نعود بالزمن إلى القرن الـ13 الميلادي، حيث بدأ مانسا موسى (1280: 1337)، مشواره بحكم مالي بعد تنازل شقيقه مانسا أبوبكر عن حكم الإمبراطورية عام 1312، للذهاب لاستكشاف العالم، فوسّع مانسا إمبراطورية بشكل هائل لأكثر من 3000 كم، واستولى على 24 مدينة، بينها مدينة تمبكتو التي سُميت بـ"عاصمة الذهب" في عهده.
امتدت إمبراطوريته من المحيط الأطلنطي وصولاً إلى مكان دولة النيجر حالياً، وضمّت أجزاء من السنغال المعاصرة وموريتانيا ومالي وبوركينافاسو والنيجر وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا وساحل العاج بمواردها العظيمة مثل الذهب والملح. وبحسب المتحف البريطاني، فقد ضمّت إمبراطورية مالي خلال حكم مانسا موسى قرابة نصف الذهب الموجود في العالم القديم، وفقاً لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
ومن شدة ثرائه، عندما ذهب للحج، كونه كان مسلماً متديناً، غادر مالي مع قافلة تضم 60 ألف رجل. وقد أخذ معه كلَّ بلاطه الملكيّ والمسؤولين والجنود ورواة القصص (الفنانين الترفيهيين) والتجار، وقادة الجمال، و12 ألف عبد، فضلاً عن قطارٍ طويل من الماعز والخراف للطعام، لقد كانت مدينة تتحرك في الصحراء. وفي رحلته للحج مر بمصر، وأقام 3 أشهر وأغدق على أهلها بالذهب والعطايا، حتى سبَّب ذلك انخفاض سعر الذهب في المنطقة لمدة 10 سنوات، ما أضعف الاقتصاد، وقدّرت شركة SmartAsset.com الأمريكية للتكنولوجيا الخسائر الاقتصادية بنحو 1.5 مليار دولار في أنحاء الشرق الأوسط.
كما كان يُغدق على العلم والعلماء، فيقال إنه دفع للشاعر والمهندس المعماري الأندلسي أبو إسحاق الساحلي، الذي يُنسب إليه الفضل في تصميم جامع دجينغاربير الشهير في تمبكتو 200 كلغ من الذهب، وهو ما يساوي بثمن اليوم 8.2 مليون دولار تقريباً، كما موَّل أيضاً الأدب وبناء المدارس والمكتبات والمساجد. وسرعان ما أصبحت تمبكتو مركزاً للتعليم، وسافر الناس من جميع أنحاء العالم للدراسة فيما أصبح فيما بعد جامعة سانكوري.
لكن بعد وفاة مانسا بعمر 57 عاماً، ورث ابنه الإمبراطورية، لكنه لم يستطع الحفاظ عليها موحَّدة، فبدأت المدن الأصغر في الانقسام، ثم وصل إليها الأوروبيون لاحقاً، وكان ذلك هو المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية.
2- الإمبراطور الروماني الذي تجاوز التريليون
الثروة: 4.6 تريليون دولار
الزمن: القرن الأول الميلادي
المكان: روما – أوروبا
الإمبراطور الروماني أوغسطس قيصر (63 ق.م- 14 ميلادي) كان أغنى رجل في الإمبراطورية الرومانية، وأحد أثرياء التاريخ القديم بعد توليه الحكم وهو بعمر الـ16عاماً، إذ قُدرت ثروته بـ4.6 تريليون دولار من دولارات اليوم، فقد امتلك ثروة شخصية تعادل خُمس اقتصاد إمبراطوريته، كما وصفته كتب التاريخ بأنه "امتلك مصر حرفياً" بسيطرته على ثرواتها.
3- الإمبراطور الصيني الذي ملك ثلث ثروتها
الثروة: 25%: 30% من ناتج الاقتصاد العالمي
الزمن: فترة حكمه بين 1067: 1085
المكان: الصين
إمبراطور شينزينج، تشاو شو (عاش بين عامي 1048: 1085)، كانت أسرته الحاكمة "سونغ" واحدة من أقوى الإمبراطوريات الاقتصادية على الإطلاق. وقد نقلت مجلة Mony عن المؤرخ الاقتصادي الصيني لأسرة سونغ في جامعة تامكانج، رونالد أ. إدواردز، وصفه أن الصين وقتها حققت اقتصاداً وصل بين 25%: 30% من الناتج الاقتصادي العالمي خلال ذروتها.
ولأن سلالة سونغ كانت شديدة المركزية، كان الإمبراطور يسيطر بشكل كبير على اقتصاد البلاد بالكامل، ما يعني أن ثلث الاقتصاد العالمي وقتها كان ملك يمينه. وخلال فترة حكمه أيضاً برعت حكومته في تحصيل الضرائب من المواطنين بكل الطرق لزيادة ثروة الإمبراطور.
4- ربع الاقتصاد العالمي في جيب حاكم هندي
الثروة: 25% من ناتج الاقتصاد العالمي
الزمن: فترة حكمه بين 1556: 1605
المكان: الهند
إمبراطور الهند المغولي، أبو الفتح جلال الدين محمد أكبر، أو أكبر الأول (1542: 1605)، حكم إمبراطورية شكلت حوالي ربع الناتج الاقتصادي العالمي، فقد كان ثالث سلاطين دولة المغول الهندية الذين حكموا شبه القارة الهندية طيلة 300 عام، وحكم الإمبراطور المسلم الهند طوال 50 عاماً؛ منذ كان في سن 13 عاماً حتى وفاته، وقد قضى معظم فترة حكمه في توسيع إمبراطوريته وخوض الحروب.
الإمبراطور الذي كان يروّض الفيلة منذ كان بعمر الـ14 اعتنى بتجهيز جيوش دولته وتدريبها لتوسيع حدود دولته جغرافياً، كما اهتم بتعزيز قوة اقتصادها، كما اهتم بالعلم رغم أنه كان أمياً، إذ أسَّس مكتبةً ضخمةً ضمَّت حوالي 24,000 مُجلَّد بِاللُّغات السنسكريتيَّة والفارسيَّة والعربيَّة والروميَّة واللاتينيَّة والكشميريَّة. لكن أكبر، المسلم السني، ابتكر ديناً جديداً سماه "الدين الإلهي" عبارة عن مزيجٍ من المُعتقدات الإسلاميَّة والهندوسيَّة وبعض المسيحيَّة والمجوسيَّة، التي اهتم بمعرفة تعاليمها، ثم أمر حاشيته وأتباعه باعتناقه.
5- سيد الحرب في العصر الحديث
الثروة: 9.6% من ناتج الاقتصاد العالمي
الزمن: القرن العشرين
المكان: الدولة السوفييتية
جوزيف ستالين، ديكتاتور يتمتع بسلطة مطلقة يسيطر أيضاً على واحد من أكبر الاقتصادات في العالم، وفي حين أنه من المستحيل عملياً فصل ثروة ستالين عن ثروة الاتحاد السوفييتي، وكان يستفيد منها بشكل شخصي، إلا أنه دفع باقتصاد الدولة السوفييتية لتشكّل حوالي 9.5% من الناتج الاقتصادي العالمي، إذ ذكرت بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية العالمية أنه في عام 1950، أي قبل وفاة ستالين بثلاث سنوات، كان اقتصاد الاتحاد السوفييتي يُحقّق ما يقرُب من 7.5 تريليون دولار، فضلاً عن سيطرته على سُدس مساحة الأرض.
6- رجل الصناعة.. ملياردير العصر الحديث
الثروة: 372 مليار دولار
الزمن: القرن الـ19
المكان: الولايات المتحدة
رجل الصناعة الأمريكي الاسكتلندي أندرو كارنيغي (1835: 1919) يعد أغنى رجل في أمريكا على الإطلاق، بثروته التي اقتربت من الـ380 مليار دولار، ولإظهار مدى قوته الاقتصادية في الاقتصاد الأمريكي فقد باع المهاجر الاسكتلندي شركته US Steel في عام 1901 مقابل 480 مليون دولار، وهو رقم عادل وقتها أكثر بقليل من 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
7- رجل النفط في أمريكا
الثروة: 341 مليار دولار
الزمن: القرن الـ19
المكان: الولايات المتحدة
قدرت ثروة قطب الأعمال الأمريكي جون دي روكفلر (1839: 1937) بـ341 مليار دولار. إذ بدأ روكفلر الاستثمار في صناعة البترول عام 1863، وبحلول عام 1880 سيطرت شركته ستاندرد أويل على 90% من إنتاج النفط الأمريكي، وفق موقع History الأمريكي، ووفقاً لنعي صحيفة نيويورك تايمز عند وفاته، فقد وصلت ثروته لـ2% من الناتج الاقتصادي الأمريكي في ذلك العام.
ولأن قوائم الأثرياء تطول، سنضيف أيضاً هذه الأسماء التي سجّلها التاريخ على أنها أكثر ثراءً من جيف بيزوس -حتى الآن- حسب قائمة BBC:
8- نيكولاي أليكساندروفيتش رومانوف (1868-1918، القيصر الروسي) بثروة بلغت 300 مليار دولار.
9- مير عثمان علي خان (1886-1967، ملكيٌّ هندي) بثروة بلغت 230 مليار دولار.
10- وليام الفاتح (1028-1087) بثروة تُقدَّر بـ229.5 مليار دولار.
11- معمر القذافي (1969-2011، حاكم ليبيا لفترة طويلة) بثروة بلغت 200 مليار دولار.