في 30 مايو/أيار عام 2020، وللمرة الأولى بالتاريخ، أرسلت شركة طيران تجارية خاصةٌ رواد فضاء إلى مدار الأرض. يملك الشركة رجل الأعمال إيلون ماسك، وقد أرسلت صاروخاً على متنه رائدا فضاء ناسا روبرت بينكن ودوغلاس هيرلي إلى الفضاء، وبهذا الإنجاز يمكن القول إن إيلون ماسك واحد من أهم رجال الأعمال المبتكرين في العالم.
لكن ابتكاراته لا تقتصر على المركبات المخصصة للسفر إلى الفضاء فحسب، بل تشمل السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي وأشياء أخرى.
وتقدَّر قيمة ثروة إيلون ماسك بنحو 38.7 مليار دولار، علماً أن من رؤيته وأحلامه المستقبلية إرسال نحو مليون شخص إلى كوكب المريخ بحلول عام 2050.
في العام 2016، اختارته مجلة فوربس ليكون على لائحة أقوى الشخصيات العالمية بالمرتبة الـ21.
بدايات متواضعة
وُلد ماسك في 28 يونيو/حزيران العام 1971، وهو مهندس ومصمم صناعي ورجل أعمال في مجال التكنولوجيا.
يملك ماسك 3 جنسيات هي الكندية (جنسية والدته)، وجنوب إفريقيا (جنسية والده)، والأمريكية.
قبل عيد ميلاده الثامن عشر مباشرة، هاجرت عائلة ماسك إلى كندا وشغل عدة أعمال شاقة، من ضمنها جرف الحبوب وقطع الأشجار وتنظيف مطحنة خشبية مقابل 18 دولاراً في الساعة، وهو أجر جيد جداً لشاب في عام 1989، بحسب ما نشرته مجلة Business Insider.
وفي العام 1995، التحق بكلية الدراسات العليا في الفيزياء بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا، لكنه غادر بعد يومين فقط، لأنه شعر بأن مستقبل الإنترنت واعد أكثر من الفيزياء.
في ذلك العام أسس شركة Zip2، وهي شركة متخصصة بتقديم الخرائط والأدلة التجارية للصحف على الإنترنت. وفي عام 1999، اشترت شركة الكمبيوتر Compaq شركة Zip2 مقابل 307 ملايين دولار.
ثم أسس ماسك شركة خدمات مالية عبر الإنترنت تدعى X.com، والتي أصبحت فيما بعد PayPal، المتخصصة في تحويل الأموال عبر الإنترنت.
وفي العام 2002، اشترى موقع eBay المزادي عبر الإنترنت شركة PayPal مقابل 1.5 مليار دولار.
الشركات التي أسسها إيلون ماسك
شركة SpaceX
هي الشركة التي صنعت صاروخ فالكون 9، الذي أرسل رائدذي الفضاء، حيث التحم في النهاية بمحطة الفضاء الدولية (ISS).
كما صنعت هذه الشركة المركبة الفضائية التي كانت تحمل رائدي الفضاء المعروفة باسم The Dragon، بحسب ما نشره موقع World Atlas.
وفضلاً عن أنها المرة الأولى التي ترسل فيها مركبة فضائية تجاريةٌ البشرَ إلى الفضاء حول الأرض، كانت أيضاً المرة الأولى منذ عام 2011 التي تستخدم فيها الولايات المتحدة مركبة فضائية من صنعها لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.
ففي السابق، كان على رواد الفضاء الأمريكيين الاعتماد على المركبات الفضائية الروسية لنقلهم من وإلى المحطة، بعد توقف أسطول مكوك الفضاء التابع لـ"ناسا".
ويرغب إيلون ماسك في استخدام SpaceX لتصنيع المركبات الفضائية التي يمكن أن ترسل البشر يوماً إلى كوكب المريخ.
The Boring Company "الشركة المملة"
لا، ليست شركة تجعلك تشعر بالملل، بل هي شركة تبني الأنفاق، وترغب في أن تكون هذه الأنفاق حلاً للصُّداع المتنامي الذي تسببه حركة المرور في المدن.
والهدف الأكبر للشركة هو إنشاء شبكات من الأنفاق في المدن الكبرى؛ لتخفيف حركة المرور على السطح.
وعلى موقعها بشبكة الإنترنت، تذكر الشركة أن الأنفاق حل جيد للمدن، لأنها غير مرئية، ولا تُقسِّم الأحياء كما تفعل الطرق والحواجز على السطح، وهي مقاوِمة للعوامل الجوية، ويبدو أنه من الممكن بناؤها بأعداد لا محدودة.
وفضلاً عن ذلك، نظراً إلى أن هذه الأنفاق تحت الأرض، يمكن بناؤها وتشغيلها دون أن يشعر الناس على السطح بأي تأثير.
شركة Neuralink
ماذا لو لم تحتج إلى فأرة أو لوحة مفاتيح أو شاشة تعمل باللمس لاستخدام الحاسوب أو الاتصال به؟ ماذا لو كنت تستطيع فعل كل ذلك بعقلك؟
لو كان يبدو الاقتراح ضرباً من الخيال العلمي، فهو جوهر ما يعمل عليه موظفو شركة Neuralink.
تتخصص هذه الشركة في تطوير أجهزة التفاعل بين الدماغ والآلة (BMIs).
وتتلخص الفكرة في أنه بإمكان هذه الأجهزة علاج الاضطرابات العصبية، مثل فقدان الوظائف الحسية أو الحركية.
وتزعم الشركة أنها صنعت روبوتاً "لجراحة الأعصاب" بإمكانه إدخال المواد اللازمة لضمان عمل أجهزة التفاعل بين الدماغ والآلة.
شركة OpenAI
تتخصص هذه الشركة، كما يوحي اسمها Artificial Intelligence، في الذكاء الاصطناعي. ومن ضمن ابتكاراتها، حتى الآن، أيدي الروبوت التي يمكنها حل مكعب روبيك وتعلّم كيفية التعامل مع شيء مماثل للمكعب في اتجاهات مختلفة.
ورغم أن إيلون ماسك من المشاركين في تأسيس الشركة، فقد قرر تركها عام 2019، حتى يتمكن من التركيز على مشاريعه الأخرى.
شركة تسلا
يمكن القول إن شركة تسلا هي جوهرة تاج شركات إيلون ماسك.
تشتهر الشركة بصناعة السيارات الكهربائية، رغم أن لها فروعاً أيضاً في تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية وتكنولوجيا الشحن.
تنتج الشركة الآن عديداً من المركبات الكهربائية المختلفة، مثل سيارات الدفع الرباعي ونموذج شاحنة، يُعرف باسم Cybertruck.
وجميع سيارات تسلا مزودة بنظام الطيار الآلي Autopilot، الذي يسمح للسيارة بقيادة نفسها في مواقف معينة.
وتأمل الشركة تصنيع سيارات ذاتية القيادة بالكامل في المستقبل.
وبالإضافة إلى مشاريعه وشركاته التجارية، تصوَّر ماسك نظام نقل عالي السرعة يُعرف باسم هايبر لوب أو Hyperloop، والذي تبنَّته أكثر من جهة لتطبيق التكنولوجيا في أكثر من ولاية أمريكية، وما زال رهن التطوير.