يتجه نادي أتلانتا الإيطالي الملقَّب بـ "نادي القديسين" لكتابة حروف اسمه من الذهب في بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد أن وضع قدماً في الدور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا بفوزه 4-1 على فالنسيا الإسباني في ذهاب ثمن النهائي، وخاصة أنه يشارك فيها لأول مرة في تاريخه.
تأسَّس النادي الإيطالي سنة 1907 أي قبل ما يقارب 113 عاماً، وذلك بعد اندماجه مع نادي بيرغامو الذي يحمل اسم المدينة التي ينتمي إليها، والذي تأسس قبله بثلاث سنوات على يد مهاجرين سويسريين.
وسمّي النادي الذي يشتهر أيضاً بلقب Nerazzurri "الأزرق الأسود" نسبة لألوان قمصانه باسم أتلانتا تيمناً بشخصية أتالانتا رمز القوة والكفاح وإحدى أساطير الميثولوجيا الإغريقية.
فمن هي هذه الأسطورة التي دفعت واحداً من أقدم الأندية الأوروبية إلى أن يستمد اسمه منها؟
أتلانتا التي عاشت طفولتها مع الدببة!
بحسب الموسوعة البريطانية، تقول الأسطورة إن أيازوس ملك منطقة آركاديا (وسط اليونان) تزوج من امرأة تدعى كلوميني، وكان هذا الملك يرغب فقط بإنجاب الذكور، ولكن عندما وُلدت زوجته الفتاة أتلانتا ألقاها من على إحدى قمم الجبال لتموت.
لكن الأقدار لم تكن قاسية معها فساعدتها وأرسلت لها "أرتيميس" وهي أنثى دب لتقوم بإرضاعها، وهكذا عاشت أتلانتا طفولتها برعاية الدببة حتى وجدتها مجموعة من الصيادين ودربوها لتكون صيادة.
أتزوج من يسبقني في الجري فقط!
كما تروي الأساطير الأخرى أن مهارات أتلانتا لم تكن في الصيد فقط، وإنما في الجري، وكان لديها مهارات أخرى نافست فيها الكثير من الرجال.
ففي إحدى الروايات المنقولة عن إحدى اللوحات القديمة تظهر أتلانتا وهي تصارع المقاتل الأسطوري بيليس وتتغلب عليه خلال الألعاب الأولمبية القديمة.
ولأنها لم تكن راغبة في الزواج اشترطت على مَن يريد أن يزوجها أن يسابقها في الركض، إن هزمها تتزوجه وإن هزمته سيتم إعدامه، فحاول كثير من الرجال هزيمتها في سباق الركض للزواج بها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك فكان مصيرهم الموت.
ووفق الأسطورة، كان لأتلانتا ابن عم اسمه هيبومينيز لجأ إلى أفروديت آلهة الحب والجمال لتساعده على الزواج من أتلانتا، فأعطته 3 تفاحات ذهبية وطلبت منه أن يرميها أمامها أثناء السباق.
وبالفعل قام هيبومينيز بذلك وألقى التفاحات الذهبية الثلاث أمام أتلانتا التي انحنت لالتقاطها ما أدى لخسارتها السباق، وزواجها من هيبومينيز في النهاية.
أنقذت مملكة كاليدون من حدوث مجاعة!
تروي الأساطير أنّ مملكة كاليدون في اليونان القديمة بقيادة الملك أوينيوس نعمت في أحد المواسم بحصاد وفير فقدم ملكها القرابين إلى آلهة الأوليمبوس ونسي أن يخص الآلهة آرتميس وهي إلهة الصيد والبرية والإنجاب والخصوبة وحامية الأطفال فلم يقدم لها القرابين أو يطلق لها البخور.
غضبت الإلهة آرتميس بشدة وعزمت على الانتقام من المملكة فأرسلت خنزيراً برياً بحجم هائل ليعيث في الأرض فساداً ويدمر الأراضي الزراعية ويفترس المواشي.
كما أجبر السكان على ترك الأراضي الزراعية والعودة للاختباء خلف أسوار المملكة، ما أنذر بحصول مجاعة إذا لم يتم القضاء على الخنزير.
أرسل الملك أوينيوس رُسلاً إلى جميع أنحاء اليونان للبحث عن أفضل المحاربين والصيادين للتخلص من الخنزير، على أن يقدم لقاتله أنياب الخنزير وجلده كمكافأة.
كان ملياجروس، ابن الملك، أول مَن عرض خدماته وانضم إليه مجموعة كبيرة من المحاربين والصيادين، كانت أتلانتا ابنة أياسيوس ملك أركاديا من بينهم.
لم تكن هناك أي خطة متفق عليها بين المحاربين والصيادين، فتقدموا جميعاً نحو الغابة، وعندما سمع الخنزير أصواتهم فأسرع لمهاجمتهم، ما أسفر عن مقتل الكثير من المشاركين.
إلى أن رأيته أتلانتا وأطلقت عليه سهماً استقر خلف إذنه، وجعله يموت مع سقوط أول قطرة دم منه.
وفي النهاية رغم أنه لا يوجد أي تصريحات رسمية من نادي آتلانتا حول السبب الذي دفعهم لإطلاق هذا الاسم على ناديهم إلا أن شخصية هذه الإسطورية وكونها رمز للقوة والكفاح هو حتماً أحد الأسباب لذلك.