أَسَرت عجائب الدنيا السبع خيال الناس منذ آلاف السنين رغم تشييدها في زمن لم تكن فيه الآلات الثقيلة أو أجهزة الكمبيوتر والكهرباء موجودة، ولكن هل كنتم تعلمون من قبل أنّ هناك 7 عجائب غير معروفة من العالم القديم؟
تعالوا لنتعرف إلى هذه العجائب التي أوردتها مجلة History الأمريكية.
1- غوبيكلي تيبي في تركيا
يقع أثر غوبيكلي تيبي الغامض في منطقة الأناضول بتركيا، ويتكون من سلسلةٍ من الغرف مستطيلة الشكل، وحلقاتٍ من الصخور، وعشرات الحجارة الجيرية المتخذة شكل حرف T في اللغة الإنجليزية، نُحت على معظمها رموزٌ مجردةٌ، وصور وحوشٍ متربصةٍ مثل العقارب، والأسود، والأفاعي.
يمكن لكل تلك العناصر أن تكون مبهرةً في أي عصرٍ، لكن ما يجعلها استثنائيةً هو قدمها: بُني الأثر في الألفية التاسعة أو العاشرة قبل الميلاد، ما يجعله أقدم بنحو 6500 عامٍ من هرم الجيزة الكبير، وقبل استخدام الفخار، والأدوات المعدنية، وحتى الزراعة.
تظل أسئلة كثيرة حول غوبيكلي تيبي بلا إجابةٍ إلى الآن، لكن علماء الآثار يعتقدون أنه كان موقعاً دينياً، أو مكاناً كان يعقد فيه بُناته من الصيادين وجامعي الثمار تجمعاتهم الشعائرية، ما يجعله أقدم معبدٍ معروفٍ في العالم.
2- مدينة سيغيريا القديمة في سيريلانكا
بُنيت القلعة المذهلة لمدينة سيغيريا القديمة حول صخرةٍ بارزةٍ على جزيرة سريلانكا الواقعة في المحيط الهندي. وكانت قديماً معقل الملك كاسابا الأول، الذي كان ملكاً مغروراً اغتصب العرش في القرن الخامس بعد الميلاد، بعد أن قتل والده بدفنه في حائط. وخوفاً من انتقام أخيه، نقل الملك كاسابا قصره وأسس عاصمةً جديدةً مترفةً محاطةً بحدائق طبيعيةٍ وينابيع مياهٍ وسرادقاتٍ.
أما التحفة الفنية للمدينة فكانت "صخرة الأسد" وهي هضبةٌ من الغرانيت يبلغ طولها 201 متر ويعلوها قصر كان يمثل متعة للملك.
كان الوصول إلى القلعة الواقعة أعلى الجبل مُتاحاً عبر درجٍ يحرسه تمثالٌ حجريٌّ ضخمٌ على شكل أسدٍ -لم يتبق منه الآن سوى كفوفه- وقد زُخرفت القلعة بحدائق ذات شُرفاتٍ، وبحيراتٍ، ولوحاتٍ جداريةٍ لنساء جميلاتٍ.
أما قصر السماء فقد كان بمثابة مقر الإقامة الرئيسي للملك "كاسابا" لعدة سنواتٍ، غير أن منطقته قد انحسرت لاحقاً عام 495 للميلاد، عندما انتحر بعد أن هُزم على يد أخيه. وبعد موته تحولت قلعة سيغيريا إلى ديرٍ بوذيٍّ.
3- قصر التيه في مصر
يُزعم أن المعبد الجنائزي المعروف بـ "قصر التيه" بناه الفرعون المصري القديم أمنمحات الثالث في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وكان مقره مجمع الأهرام الخاص به في هوارة.
أكثر السجلات تفصيلاً لتصميمه تأتي من كُتاب يونان ورومان، وصفوه بأنه هيكل يشبه متاهة مكونٍ من طابقين مكتظين بعشرات الغرف الرخامية، وآلاف الغرف الفردية المزخرفة بكتابات الهيلوغريفية والرسومات الفنية.
كانت الغرف المختلفة متصلةً بسلاسل من الممرات والطرقات الملتوية، زعم المؤرخ ديودور الصقلي أنها متداخلة إلى حد أنه لا يمكن التجوال فيها إلا بمساعدة دليلٍ.
ولم يتبق أي أثرٍ من أسطورة قصر التيه إلى اليوم تقريباً -على الأرجح أنه هُدم ونهب من أجل مشروعات بنائيةٍ أخرى- لكن إذا كنا سنصدق المؤرخين القدامى، فقد كان في يومٍ من الأيام أحد أعظم كنوز العصور القديمة. كان هيرودوتس مثلاً يعتبره عملاً "يفوق الوصف"، ويتفوق "حتى على الأهرامات".
4- زقورة أور في العراق
بناه الملك أور نمو وابنه شولغي في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد. كان هذا الهرم مترامي الأطراف بمثابة النصب الديني والمعماري الرئيسي لمدينة أور، وهي مدينةٌ سومريةٌ قديمةٌ تقع بالقرب من مدينة الناصرية حالياً في العراق. ومثل أغلب الزقورات، وهي معابد هرميةٌ مدرجةٌ كانت تبنى قديماً في العراق وسوريا، فقد اتخذت زقورة أور شكل برجٍ مدرج مبنيٍ من الطوب الطيني، بطوابق تضيق مساحاتها صعوداً. أما مركزها فكان مجموعة من سلالم مضخمة كلٌ منها مكون من 100 درجةٍ، توصل جميعها إلى منصةً علويةً تضم مزاراً مقدساً لمعبود المدينة إله القمر نانار.
ولم يبق اليوم من المبنى سوى الأدوار السفلية، لكن الزقورة العظيمة كانت في أيام مجدها على الأغلب كان يصل ارتفاع رأسياً إلى نحو 30 متراً ويُقارب طولها نحو 64 متراً وعرضها 45 متراً.
وخلال عمره البالغ 4 آلاف عامٍ خضع المبنى لتغييرين شاملين. كان الأول في القرن السادس قبل الميلاد، حين جدد الملك البابلي نابونيدوس أساساته المتهالكة واستبدل درجاته العلوية.
5- كهوف لونغمن في الصين
كهوف لونغمن هي مجموعةٌ من نحو 110 آلاف تمثالٍ حجريٍ منحوتٍ بدقةٍ ضمن 2300 كهفٍ من الحجارة الجيرية في مقاطعة خنان في الصين. يرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الخامس الميلادي وأسرة جين الشمالية، غير أن أعمالاً جديدةً ظلت تُضاف إليها حتى القرن العاشر، بفضل عطايا من الأباطرة ومن الأثرياء.
أغلب تماثيل الكهوف تمثل شخصياتٍ من الديانة البوذية. ويتضمن كهف فنغ شيان المهول تمثالاً لبوذا جالساً يبلغ ارتفاعه نحو 17 متراً يُحيط به ثمانيةٌ من تلاميذه وحراسه السماويون، بينما يضم كهف وان فو تونغ 15 ألف تمثالٍ لبوذا بعضها لا يزيد طوله على 10 سنتيمتراتٍ.
وتزدان كهوفٌ أخرى بمنحوتات احتفاليةٍ، ومواكب إمبراطوريةٍ، ونحو 2800 نقشٍ محفورٍة على ألواحٍ حجريةٍ. حتى أنه يوجد "كهفٌ للوصفات الطبية" منقوشٌ على جدرانه نحو 140 وصفةً طبيةً وعلاجاً لأمراضٍ.
6- تيكال في غواتيمالا
في سهول غابات غواتيمالا المطيرة تقع آثار تيكال، وهي مدينة تعود لحضارة المايا القديم التي ازدهرت بين القرنين الثالث والتاسع قبل الميلاد.
يُزين المركز الحضري للمدينة كساءٌ من ممرات المشي، والساحات العامة الممهدة وملاعب الكرة، بالإضافة إلى أكثر من 3 آلاف بنية معمارية مختلفٍ هي ضمن أفضل آثار أمريكا الوسطى المحتفظة بحالتها.
وتلك الآثار تتضمن عدة معابد هرميةٍ مدرجةٍ مهيبةٍ، يرتفع أحدها فوق ظلال الغابة ليبلغ ارتفاعه 64 متراً، ليكون على الأغلب أطول من أي مبنى آخر في الأمريكتين قبل وصول كولومبوس.
يزدان هرمٌ آخر اسمه ببساطةٍ المعبد 1 بتسعة طوابق من الحجارة الجيرية ويضم قبر حاكم المايا جاساو تشان كاويل الأول. وخلال القرنين السابع والثامن قبل الميلاد بلغ تعداد سكان المدينة نحو 7 آلاف نسمةٍ، حين كانت إحدى القوى العُظمى في حضارة المايا، لكنها تعرضت في ما بعد لانهيارٍ غامضٍ قبل أن تُهجر في وقتٍ ما قرب العام 900 قبل الميلاد.
زحفت الغابة على المدينة بعد ذلك، ولم تُكتشف مرة أخرى إلا عام 1848 ميلادي.
7- نيوغرانغ في إيرلندا
يُسمى نيوغرانغ عادةً "ستونهنغ" وهو نصبٌ على شكل قبةٍ بعرض 76 متراً تقريباً بناه نحو العام 3200 قبل الميلاد سكان العصر الحجري الحديث الذي كانوا يقطنون في ما يُعرف الآن بمقاطعة ميث بأيرلندا.
يتميز نيوغرانغ وهو مقبرة ذات ممرات بنفقٍ بطول 20 متراً تتلوه غرفةٌ مركزيةٌ مجوفة تضم أحواضاً حجريةً مملوءةً بالعظام المحروقة. يشتهر الموقع بخصائصه الفلكية.
وقد صممه بُناته القدامى بحيث تُضيؤه الشمس المشرقة من خلال ما يعرف بـ"صندوق السقفٍ" الموجود بالقرب من المدخل لتغمر الممر الرئيسي والغرفة الداخلية بالنور، كل انقلابٍ شتويٍ، أي في أقصر يومٍ في السنة.
وفي حين تشير المقابر داخل نيوغرانغ إلى أنه كان مقبرةً لدفن الموتى من ذوي المكانة المرتفعة، فقد دفعت الطبيعة الدقيقة لبنائه علماء الآثار إلى التكهن بأنه كان أيضاً موقعاً مهماً للطقوس الشعائرية، أو حتى آلية تقويمٍ شمسيٍ للاحتفال ببداية سنةٍ جديدةٍ.
وأي ما كان الغرض الأساسي منه، فقد خرجت التلة في نهاية المطاف من الخدمة، وهُجرت لآلاف السنين. ولم تُكتشف وتُفتتح مرة أخرى حتى أواخر القرن السابع عشر، عندما حاول مالك أرضٍ محلي استخراج حجارة أساسها لاستخدامها كمواد بناء.