ملايين ستربحها الدولة كل شهر.. ما الذي يجب على المصريين فعله بعد انتهاء مسلسل ممالك النار؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/12 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/13 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش
مسلسل ممالك النار

بعد انتهاء مسلسل "ممالك النار"، وبعيداً عن الجدال المتعلق بالمسلسل وهل أحداثه التاريخية حقيقة أم لا، وبعيداً عن الاختلاف او الاتفاق معه، مما لا شك فيه أنه جذب فئة كبيرة جداً من مصر والشرق الأوسط من متابعي قناة MBC، ليتعرفوا على شخصيات تاريخية مهمة مثل طومان باي والريدانية وإلى آخره، ويتشوقوا كذلك إلى زيارة هذه الأماكن التاريخية.

فمثلاً، باب زويلة أو بوابة المتولي اكتسبا شهرة كبيرة جداً بين شريحة واسعة من سكان الخليج، والمصريين الذين كانوا يمرون عليه بالمواصلات العامة في منطقة السيدة لا أكثر، وهذا المسلسل أعتقد أنه سيجذب سياحاً كثراً من الشرق، يريدون رؤية وزيارة المكان الذي أُعدم فيه طومان باي أو الذي عُلِّقت عليه رؤوس رسل المغول، فأصبح هذا الباب مكاناً تاريخياً ارتبط بعمل درامي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً.
أبسط شيء يجب أن يتم عمله هو التعامل مع هذا المكان معاملة السلالم التي ظهرت في فيلم الجوكر 2019 والتي رقص عليها، أو أماكن تصوير مسلسل Game Of Thrones، الذي تمتلأ كل زاوية فيه بصور الممثلين، مع استخدام بعض العمال في ارتداء ملابس الشمال أو حمل السيوف.

باب زويلة الذي أُعدم عنده طومان باي في مسلسل ممالك النار

ما الذي نتعلمه من كل هذا؟

أننا في مصر يجب أن نستغل هذا الظرف الجميل -لو كنا دولة تقدر السياحة والتاريخ- في تجميل المنطقة كمزار سياحي منتظر، ونضع هناك صور كبيرة من مشاهد المسلسل بجانب السور، ونصدّر الممثل خالد النبوي في الصور، ولوحات إرشادية، ونرمم البوابة والسور.

لا أرى أية مشكلة لو علَّقنا عدداً من السلاسل الحديدية فوق الباب "كنوع من التشويق"، ولا مشكلة كذلك لو أخلينا المنطقة من البائعين والمتجولين من حول السور، ونضع مكانهم عدداً من الممثلين بملابس المماليك والعثمانيين، ليقدموا عرضاً صغيراً مثلاً كل خميس، كأنه "اعادة تمثيل" للريدانية أو إعدام طومان باي.

ما الذي سنخسره لو أضفنا هذه البوابة إلى البروشورز السياحية من لوحات المستشرقين مثلاً؟ ماذا لو نظفنا المنطقة هناك بشكل محترف، ولا أقصد هنا "الدهان الأبيض الروتيني وأمين الشرطة الذي يقطع تذاكر بالخارج وبيده كاسة الشاي المعتادة"؟
ما الذي سنخسره لو أحضرنا فرقة موسيقية شعبية تزف وتطبّل بجانب هذا الباب؟ أو اهتممنا بالإضاءة، وأخلينا المكان من النفايات، سواء النفاية أو الزيوت التي تسبب هناك رائحة مقززة على قواعد السور؟ وماذا لو قمنا بتغيير البلاط الموجود حول المكان بشكل تاريخي وسياحي فعلاً؟

وماذا لو جعلنا المحلات الموجودة بجانب المكان تظهر بشكل أقدم وتاريخي أكثر؟ تخيَّل مثلاً ستار باكس  وسيلنترو وكوفي شوب كومباني، تخيَّل هذه البراندات الكبيرة موجودة هناك للسياح بجانب باب زويلة أو القلعة ولكن على طرزا مبانٍ مملوكية، وتخيلوا لو أحضرنا عدداً من العاملين ليرتدوا لباس المغول ويظهروا في المنطقة بين ساعة وأخرى أمام السياح، وعدد من الشباب يتحدثون بالإنجليزية ويرتدون ملابس من صالح بوسط البلد؟

قصر السلطان قانصوه الغوري التي تحولت إلى مدرسة 

لو نظرت مثلاً إلى ضريح تاج محل بالهند، كيف كان قبل عدة سنوات؟ عبارة عن نفايات ومستنقعات، انظر الآن إلى شكله وكيف اهتمت الهند به، حتى أصبح كأنه قصر من الجنة، هل تعرف عدد الزيارات السياحية الخرافية التي تصل إلى هذا المكان كل عام؟ تخيَّل تكرار هذا الشيء نفسه لدينا في القاهرة، واأارباح الهائلة التي ستصل إلى بلادنا؟

تاج محل بالهند


حتى لو وصل الأمر فقط إلى عدد من  الخوذات والدروع والسيوف، يلتقط بها السياح صوراً لهم بجانب الباب مع هؤلاء الممثلين، مع قهوة بلدي "حديثة" بطراز قديم في المنطقة بجانب الباب والسور بـstaff مختلف ومتميز، سيتحول الباب إلى مننطقة  فوتوسيشنز وجلسات تصوير وسياحة، ومزارات ، وستستطيع أن تكسب ملايين من هذه  السياحة فقط.


هناك دول غنية كثيرة واعتمادهم الكلي على السياحة فقط، بورتوريكو على سبيل المثال ودول شرق آسيا، ويعيشون هناك.

ماذا لو اهتم المسؤولون في مصر بهذا الاقتراح واستغلوا المسلسل وشهرته، وحوَّلوا السور والباب إلى لوكيشين تصوير عالمي بتجميله وتأمينه فقط؟ دولة المغرب تقوم بهذا الشيء، لدرجة أن نصف أفلام هوليوود تقريباً لا تخلو من مشاهد يتم تصويرها هناك؟
في النهاية هذه خيالات وطموحات أتمنى أن تصل إلى المسؤولين في مصر، ليأخذوها على محمل الجد حتى أرها حقيقة يوماً ما.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد أمير
كاتب مصري
تحميل المزيد