قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إنه حين أتت كنوز مقبرة توت عنخ آمون إلى المملكة المتحدة قبل نصف قرن، اصطف 1.7 مليون شخص وانتظروا ساعاتٍ لرؤيتها في المتحف البريطاني.
وفي الشهر المقبل نوفمبر/تشرين الثاني، من المنتظر أن يعود الملك الصبي إلى البلاد، ومن المتوقع أن تكون الحشود هائلةً مرة أخرى.
هذا وتُعرَض مجموعة آثار المقبرة ضِمن معرضٍ متجول، ومن المقرر أن تنتقل إلى المتحف المصري الكبير الجديد الشاسع بالقرب من أهرامات الجيزة لتُعرَض هناك إلى الأبد، وتضم 150 قطعة أثرية لم يسبق أن شاهدها الكثيرون، من بينها سلاح الكيد أو الخذوف.
"كنوز الفرعون الذهبي" في لندن باستثناء "قناع الموت"
من المقرر أن تفتتح الجولة القادمة من المعرض -الذي يتجول عبر عشر مدن والذي أصبح في الشهر الماضي سبتمبر/أيلول المعرض الأكثر زيارة في التاريخ الفرنسي- في معرض ساتشي بالعاصمة البريطانية لندن في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وسيضم المعرض الذي يحمل اسم Treasures Of The Golden Pharaoh أو "كنوز الفرعون الذهبي" أكبر عددٍ من القطع الأثرية لتوت عنخ آمون التي غادرت مصر، بما في ذلك خواتم وأساور عثر عليها هوارد كارتر في اللاءات الكتانية داخل المقبرة في عام 1922.
غير أنَّ قناع الموت الذهبي الذي كان التحفة الرئيسية في معرض المتحف البريطاني الشهير في عام 1972 لن يعود إلى بريطانيا مع بقية المجموعة، إذ أعلِن رمزاً رسمياً لمصر، ويجب أن يبقى فيها.
وقالت الجهات المنظمة للمعرض الجديد، التي تضم وزارة الآثار المصرية، إنَّ المعرض سيكون الفرصة الأخيرة لرؤية هذه الكنوز خارج مصر.
فيما قال عالم الآثار زاهي حواس، أحد مستشاري المعرض: "لا توجد حضارة لديها هذا القدر من الثروة. ولذلك فهي ما زالت حضارةً مُبهِرة".
بينما ستعرض حُلي للملك توت عنخ آمون
ومن المقرر أن تُعرَض أربعة من الخواتم الذهبية الخمسة التي وُجِدَت على ظهر يدي الملك وأربع من الأساور الثلاث عشرة التي وُجِدَت على ذراعيه على المنصة الرئيسية في المعرض.
وليس من المعروف ما إذا كان الملك قد ارتدى هذه الحُلِي في حياته -إذ حكم البلاد عشر سنوات فقط بعد صعوده إلى العرش في سن الثامنة أو التاسعة في عام 1332 قبل الميلاد- أو ما إذا كانت قد صُمِّمَت لارتدائها في الحياة الآخرة.
غير أنَّ بعض الخبراء متيقنون من أنَّ بعض المواد الأخرى صُمِّمت خصيصاً لحماية الملك بعد وفاته. وتتضمَّن هذه المواد أربعة أسلحة كيد، وهي أسلحة كانت تُستخدَم في عهد توت عنخ آمون للصيد والحرب.
ويُعتقد أنَّها دُفِنت مع الملك حتى يتمكن من استخدامها "للقضاء" على قوى "الشر" التي كانت تنتظره في الحياة الآخرة.
وكذلك فالقلادة المصنوعة من الذهب الأصفر التي وُجِدَت حول رقبة الملك رقيقةٌ للغاية، ولا يمكن ارتداؤها في الحياة اليومية. ومن أكثر القطع الأثرية إبهاراً في المعرض تمثالٌ بالحجم الطبيعي للملك، وهو واحدٌ من تمثالين كانا يقفان على جانبي حجرة الدفن.
من المنتظر أن يُفتتح المعرض في معرض غاليري ساتشي في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ويستمر حتى 3 مايو/أيار من العام المقبل. وتصل قيمة التذكرة وقت الذروة إلى 35 دولاراً للبالغين و24 دولاراً للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أقل.