عثر عمال البناء، أثناء الحفر لمد خطوط صرف صحي في مدينة طما بمحافظة سوهاج المصرية على شيء مذهل؛ معبد منحوت بدقة متقنة عمره 2,200 عام يرجع إلى عهد الملك بطليموس الرابع.
ووفقاً لوزارة الآثار المصرية، توقفت أعمال الحفر واستُدعي علماء الآثار لاستكشاف الأمر. وحتى الآن، اكتشف الفريق الجدار الشرقي-الغربي، والجدار الشمالي-الجنوبي، والزاوية الجنوبية الغربية من المعبد، المزينة بزخارف ونقوش للإله "حابي"، إله الخصوبة وفيضانات النيل، وفق موقع Live Science الأمريكي.
وتُظهر النقوش الإله حابي يحمل العطايا محاطاً بالطيور والحيوانات الأخرى. بينما تشير أجزاء من كتابة مطموسة إلى بطليموس الرابع، الفرعون الرابع من سلالة البطالمة في مصر.
كان البطالمة مقدونيين يونانيين حكموا مصر منذ عام 305 قبل الميلاد إلى عام 30 قبل الميلاد، واعتمدوا كثيراً على الرموز الملكية والدينية للحكام المصريين الأصليين. (كانت الملكة الشهيرة كليوباترا، التي حكمت مصر منذ عام 51 قبل الميلاد إلى عام 30 قبل الميلاد، آخر ملوك البطالمة).
وقد كان هذا الاكتشاف في مدينة طما، شمال سوهاج، على الضفة الغربية لنهر النيل. في منطقة تُعرف الآن بمدينة "كوم اشقاو"، التي كانت قديماً عاصمة المقاطعة العاشرة بصعيد مصر، يُطلق على هذه المنطقة قديماً "واجيت".
حكم بطليموس الرابع مصر من عام 221 قبل الميلاد إلى عام 204 قبل الميلاد. كان ابن الملك بطليموس الثالث والملكة برنيكي الثانية، التي قُتلت بالسم بناء على طلب ابنها لينفرد دونها بحكم البلاد.
ووفقاً للتاريخ القديم، كان للملكة برنيكي ماضٍ عنيف أيضاً، فقد قتلت زوجها الأول "ديميتريوس"، بعدما أقام علاقة مع أمها، وتشير الحكايات أنها قتلت زوجها في مخدع أمها.
لم تتسم فترة حكم بطليموس الرابع بالنجاح. وفقاً للمؤرخين، كان الفرعون أكثر اهتماماً بشرب الخمر والتظاهر بأنه فنان عن إدارة شؤون البلاد، ويُقال أنه أوكل معظم المهام الملكية إلى وزير طموح اسمه "سوسيبيوس".
وفي عهد البطالمة، تجنبت مصر بالكاد خسارة "سوريا الجوفاء" (المنطقة الممتدة الآن على أراضي لبنان وسوريا)، لصالح أعدائها، السلوقيين. وبعد وقت قصيرة من انتهاء تلك الأزمة، بدأ المصريون في الثورة على حكم بطليموس الرابع، ما خلق حالة من عدم الاستقرار والقتال المميت خلال السنوات الخمس الأخيرة من حكمه.
وأنجبت زوجة بطليموس (وأخته)، آرسينوي الثالثة، بطليموس الخامس (أبيفانس)، وريث بطليموس الرابع، عام 210 قبل الميلاد.
وفي عام 204 قبل الميلاد، مات بطليموس الرابع، الأمر الذي أبقاه سوسيبيوس وأعوانه سراً لمدة عام. ثم اغتالوا آرسينوي الثالثة، ليتمكنوا من السيطرة على حكم البلاد من خلال الوصاية على بطليموس الخامس، البالغ وقتها خمس سنوات.
وقد قضى بطليموس الخامس معظم فترة حكمه خاضعاً للأوصياء الذين استولوا على شؤون الحكم إلى أن توفي فجأة عام 181 قبل الميلاد، ولكن يبقى أهم إنجازاته مرسوم حجر رشيد الشهير، الذي مكّن علماء الآثار في العصر الحديث من فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية.