توفير مُبالغ فيه.. كيف فقدت «ناسا» شرائط فيديو صعود أول إنسان على سطح القمر؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/10 الساعة 08:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/10 الساعة 08:27 بتوقيت غرينتش

في 20 يوليو/تمّوز 1969، بثت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) فيلماً مباشراً لأحد أهم أحداث القرن العشرين على الإطلاق: صعود أول إنسان على سطح القمر.

أُرسلت الإشارة إلى أجهزة التلفزيون المنتشرة في جميع أنحاء العالم، والتي وزعت الصور عبر الأقمار الصناعية أو الكابلات أو الموجات الهرتزية.

لكن ما يجهله البعض هو أن الأشرطة الأصلية التي سجلت عليها (ناسا) هذه اللحظة التاريخية فقدت بسبب الإهمال.

توفير مُبالغ فيه 

وفقاً لموقع ABC الإسباني كانت الأشرطة المسجل عليها هذه اللحظة التاريخية في أرشيف الأفلام الخاص بالوكالة، وفي حرص مبالغ على التوفير قرر أحد العاملين أنه بدلاً من شراء أشرطة فيديو جديدة، يمكن أن يسجلوا على تلك الشرائط المستخدمة توفيراً للمال، كإعادة تدوير.

لسوء الحظ كان من بين الأشرطة، تلك التي سجلت هذه اللحظة الفارقة في حياة البشر وللأسف فقدت الصور الأصلية. 

يُقال إن الصور فقدت في الثمانينيات من القرن الحالي، لكن (ناسا) اعترفت بذلك في عام 2006 وأكدت أن التسجيل على الشرائط الأصلية قد حدث بالفعل.

استعانت (ناسا) باللقطات التي بثتها محطات التلفزيون الأمريكية وقت إذاعة الخبر لاستعادة جزء من هذه اللقطات، فقد تم تحويل الصور المرسلة من القمر إلى نظام تسجيل وتشغيل الفيديو الذي تستخدمه محطات التلفزيون الأمريكية، NTSC.

نسخ احتياطية

وفقاً لما كتبه مؤلفو كتاب Viaje a la Luna: curiosidades y hechos fascinantes que todavía no conoces (رحلة إلى القمر: الغرائب والحقائق الرائعة التي لا تعرفها حتى الآن)، أنه نظراً لأن البث التلفزيوني تم بنجاح، فقد تضاعف عدد النسخ الاحتياطية، بحيث فقدت المحافظة على هذا المقطع أولويتها.

كانت ناسا قد استخدمت برنامج Landsat لرصد الأرض بدقة عالية وتصوير اللقطات على 200 ألف شريط لتسجيل صوره.

بعد اكتشاف الخطأ، قررت ناسا استعادة التسجيلات، وحددت بعض اللقطات الأصلية التي تحتفظ بها شبكة CBS ومركز باركس للفضاء في أستراليا، وشرعت في رقمنتها.

واستعانت الوكالة بخدمات شركة Lowry Digital في هوليوود، والتي ساعدتها في تحسين دقّة ووضوح المشاهد. لدرجة أنها كانت أفضل من الأصل!

لماذا لديهم هذه الجودة الرديئة؟

ومن المثير للاهتمام أن الجودة المنخفضة لتسجيلات القمر لا تعود إلى الكاميرات المستخدمة على القمر الصناعي، بل إلى السجلات المغناطيسية التي خزنت الصور.

لذلك كانت جودة التصوير الذي جاء من القمر عالية، لكن كان يجب إعادة تحويلها وفقاً لمعايير التلفزيون في ذلك الوقت.

ولا يزال من الممكن اليوم مشاهدة الصور الأصلية للقمر بجودتها الأصلية وهي متاحة في صيغة SSTV عالية الجودة، والتي سُجِّلت على أشرطة مغناطيسية بحجم بوصة واحدة.

حُفظت هذه الأشرطة في الأرشيف الوطني للولايات المتحدة، واليوم، يمكن إعادة إنتاجها وتحويلها إلى مختبر تقييم البيانات، في مركز Goddard للفضاء.

إذا كنت ترغب في رؤية تلك الصور بجودة أكبر، فلا يزال بإمكانك مشاهدة الفيلم الوثائقي الرائع Apollo 11 في دور العرض، إذ يعيد تود دوغلاس ميلر إعادة صياغة هذه الملحمة من الصور غير المنشورة في أكثر من 11 ألف ساعة من التسجيلات الصوتية غير المُصنّفة.

علامات:
تحميل المزيد