عالم مصريات يستخدم ميكروبات الخميرة الفرعونية لإعداد الخبز

كانت ميكروبات الخميرة خامدة لأكثر من خمسة آلاف سنة ومدفونة عميقاً في مسامات الخزف المصري، وذلك عندما جاء شيموس بلاكلي وقرر استخدامها ليخبز رغيفاً من الخبز.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/07 الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/07 الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش
تكمن الفكرة في جمع عينات خميرة من ممالك قديمة ووسطى وحديثة/ رويترز

كانت ميكروبات الخميرة الفرعونية خامدة لأكثر من خمسة آلاف سنة ومدفونة عميقاً في مسامات الخزف المصري، وذلك عندما جاء شيموس بلاكلي وقرر استخدامها ليخبز رغيفاً من الخبز.

وقالت شبكة BBC البريطانية، الأربعاء 7 أغسطس/آب 2019، إنه فضلاً عن أنه عالم مصريات هاوٍ، وأحد مخترعي جهاز Xbox للألعاب، ويهوى الخبز بشدة؛ لذلك ينشر باستمرار صوراً لمشاريع إنتاج الخبز الخاصة به على منصات التواصل الاجتماعي.

إذ يقر بنفسه بأنه حظي بنصيبه من خبز "الأرغفة الرهيبة التي تشبه للحجارة"، بحسب كلماته. لكن هذه التجربة كانت على مستوى مختلفٍ تماماً.

صعوبة استخراج الخميرة الفرعونية من الأواني

كان استخراج الخميرة دون تدمير الأواني التي حُفظت فيها أولى الخطوات لإتمام هذه التجربة. ومع مساعدة عالمة الآثار الدكتورة سيرينا لاف، حاز بلاكلي إمكانية الوصول إلى مجموعة من أواني إعداد الخبز والجعة المصرية المحفوظة في متحفين بمدينة بوسطن الأمريكية.

وقد استفاد من مساعدة ريتشارد بومان، عالم الأحياء الدقيقة وطالب الدكتوراة في جامعة لوا، من أجل استخراج سلالات الخميرة والتعرف عليها.

وبعد ذلك، حقن بومان عناصر غذائية في الأواني الخزفية ليُغذي الخمائر الخاملة ويستخرج السائل الناتج. وقد أُرسلت أغلب العينات إلى التحليل المعملي؛ غير أن بلاكلي احتفظ بواحدة لنفسه.

باستخدام الماء والحبوب القديمة والحاويات المعقمة، زرع الخليط لمدة أسبوع.

ومن أجل الاقتراب بأقصى ما يمكن مما كان المصريون يعتبرونه خبزاً، غذى بلاكلي الخميرة بالحبوب التي طحنها بنفسه من الشعير وقمح إيمر (ثنائي الحبة)، وهو الشكل البدائي للقمح الذي كان يُحضر منزلياً عليه قبل ما يقارب 10 آلاف سنة.

وفسر بلاكلي قائلاً: "بينما كان هذا الاستنبات خامداً، اختُرع الدقيق الحديث". بُني أقدم أهرامات الجيزة قبل 4500 عام تقريباً، وفي هذا التوقيت كانت سلالات الخميرة تلك قد بلغت من العمر 700 عام تقريباً.

وأضاف: "كانت رائحتها مختلفة جداً عن الخليط الحديث. كانت الفقاعات أصغر، وأقل قوة، ولكن أكثر نشاطاً".

وأجريت عليها العديد من التجارب قبل استعمالها

ولكن كما سيخبرك أي خبَّاز يستخدم العجين المخمر: ضع الخميرة في الهواء وكل ما تحتاجه هو مضيف أو خليط مناسب لتبدأ في التضخم. فكيف إذاً تتأكد من أن هذه كانت فعلاً خميرة مصرية، وليست أحد الطفيليات الحديثة.

استخدمت التجارب السابقة عينات من الخميرة المكشوطة عن أسطح الأواني، لكن هذه العينات يمكن أن تتلوث بسهولة. وقد نجحت تجربة إسرائيلية في استخراج الخميرة من الداخل، ولكن من خلال استخدام طرق مدمرة للأواني نفسها.

ولاستبعاد التلوث، أُرسلت عينات الخميرة لتحديد تسلسل الجينوم الخاص بها. وحددت أيضاً بالفعل في السابق تسلسلات سلالات الخمائر الحديثة، مما يسهل التعرف على علامات الحداثة إن وجدت.

يعترف بومان بأنه تفاجأ من الحصول على نتائج سريعة من أول عينة، ولكن قدرة الخميرة على البقاء كامنة أمر معروف. 

وقد صرَّح بومان لشبكة BBC البريطانية: "يمكن لهذا الاستنبات أن يخمد، ويمكن أن يُبعث إلى الحياة مرة أخرى". وأضاف: "الخمائر مخلوقات قوية جداً".

وطهي الخبز بنفس طريقة الفراعنة

تزداد صعوبة خَبز الحبوب القديمة لأنها تحتوي على غلوتين أقل. لكن بلاكلي يقول إن الخميرة "أحبتها"، و"شكلوا قواماً رائعاً وكعكة ناعمة جداً تشبه كسرة الخبز".

وفاحت من الخبز رائحة الكراميل، وكان حلواً أكثر من الخمائر المختمرة حديثاً. قطَّع بلاكلي العجينة الصاعدة على شكل حروف هيروغليفية تمثل رغيف الخبز.

خُبز هذا الرغيف في فرن مطبخي تقليدي، ولكن بحسب تفسير سيرينا، كان المصريون القدماء يخبزون في الأواني الخزفية المُسخَّنة.

وفي المرحلة التالية من المشروع، سوف تعمل هي وبلاكلي بالتعاون مع خبراء الخزف لإعادة تصنيع أوانٍ على الطراز المصري القديم، ثم سيبدأون عملية الخبز فيها.

علامات:
تحميل المزيد