ربما لا تزال الإمارات العربية المتحدة مرتبطة بأموال النفط؛ إلا أنها سجلت رقماً قياسياً لتقليل اعتمادها على النفط.
وبحسب ما نشرته مدونة Engadget الأمريكية، فقد أعلنت شركة مياه وكهرباء الإمارات عن افتتاح مشروع "نور أبوظبي"، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، بطاقة إنتاجية قصوى تبلغ 1.18 غيغاوات، بذلك لا يتفوق عليه سوى الحقول الشمسية "التي تتشارك فيها عدة مشاريع مختلفة، مساحة واحدة"، وتجعل Solar Star، كبرى منشآت الولايات المتحدة بطاقة إنتاجية 560 ميغاوات، تبدو متواضعة أمامها.
مكافحة ظاهرة التغير المناخي العالمي
إنشاء محطة "نور أبوظبي" في منطقة سويحان بأبوظبي بتكلفة إجمالية 3.2 مليار درهم، وهي مشروع مشترك بين حكومة أبوظبي وائتلاف يضم شركة ماروبيني اليابانية وشركة "جينكو سولار" القابضة الصينية.
وبحسب ما صرح به المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، لصحيفة البيان الإماراتية:
"يمثل قطاع الطاقة أحد أهم القطاعات المؤثرة في جهود مكافحة ظاهرة التغير المناخي العالمي، وأداة فعالة لاستشراف مستقبل القطاعات الاقتصادية الحيوية بكل دول العالم. وبدورها تعمل دائرة الطاقة، وفق رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، على تعزيز دور القطاع في تحقيق مستهدفات رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050".
وإضافة إلى ذلك، سيحقق المشروع وفراً كبيراً بمجال الغاز الذي يُستخدم حالياً في محطات توليد التيار الكهربائي، بحسب التصريحات الإماراتية.
ومن غير المفاجئ أن أبوظبي حريصة على إبراز الفوائد البيئية كافة. فبحسب تقديراتها، ستتمكن "نور أبوظبي" بما تملكه من 3.2 مليون لوحة شمسية على إمداد 90 ألف إنسان بالطاقة، وستخفض الانبعاثات الكربونية بمليون طن متري "984.206 أطنان إمبراطورية"، وهو ما يعادل -بحسب الإمارات- سحب 200 ألف سيارة من الطرق.
استخدامات دعائية أم طاقة بديلة؟
يصعُب إنكار أن الإمارات العربية المتحدة تستخدم الحقول الشمسية باعتبارها أداة دعائية. فعلى الرغم من أثرها الملموس على الانبعاثات الغازية، لا تزال الإمارات في الحقيقة معتمدةً بقوة على النفط.
وقد طرحت مؤخراً فكرة خفض مستوى إنتاج النفط لموازنة السوق؛ لا لتجنب استخدام الوقود الأحفوري. لكن هذا لا يلغي كون هذا المشروع تطوراً مهماً على أي حال، ويمكننا أن نتوقع ظهور مشاريع طاقة قياسية جديدة قبل مرور وقت طويل؛ فلدى شركة مياه وكهرباء الإمارات خطط مبكرة لمشروع طاقة شمسية بقدرة 2 ميغاوات.
إلى جانب توقيع المملكة العربية السعودية اتفاقاً مبدئياً لبناء مشروع طاقة شمسية بقدرة 2.6 ميغاوات في مكة المكرمة.
إذاً فقد تزايد لطف هذه المنطقة مع كوكب الأرض بسرعة كبيرة، حتى وإن لم تكن مستعدةً للتخلي عن أثمن مواردها الطبيعية حتى الآن.
استهلاك الطاقة الإماراتي.. ارتفاع متزايد
فبحسب إحصائية لموقع Ceicdata، فإن استخدام النفط في الإمارات منذ عام 2007 إلى نهاية 2018، ارتفع تدريجياً من 576 برميلاً/يوم لعام 2007، إلى 991 برميلاً/يوم، نهاية 2018؛ وبلغ ذروته عام 2016 باستخدام 1022 برميلاً/يوم.
وهو ما يعني بشكل مباشر، أن استهلاك الإمارات للنفط لم ينخفض اعتماداً على موارد أخرى من الطاقة البديلة في الأعوام العشرة الأخيرة؛ ويعني أيضاً أن الإمارات فقط تأمل تحويل الاعتمادية على النفط في الاستهلاك المحلي إلى خطة تطويرية للعقدين -أو ربما الثلاثة- القادمين.
فبحسب إحصائية أخرى لموقع Ceicdata، فإن استهلاك الإمارات المحلي للطاقة الكهربائية ارتفع أيضاً من 62.464 غيغاوات/ساعة عام 2006، إلى 131.031 غيغاوات/ساعة لعام 2017.