سحبت الجهات المنظِّمة لكأس الأمم الإفريقية في مصر تمثال الإله أنوبيس إله الموت عند الفراعنة، من استاد القاهرة، حيث ستجرى مراسم افتتاح البطولة.
وكان اختيار "أنوبيس" أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بسبب ما يشير إليه الإله الفرعوني.
إله الموت وحارس المقبرة أم نبّاش قبور وسارق.. من هو الإله أنوبيس؟
"أنوبيس" هو الاسم اليوناني لإله الموتى القديم، ذي رأس ابن آوى في الميثولوجيا المصرية، والذي تلفظه الهيروغليفية بالاسم "أنبو".
ويدل تمثال أنوبيس على إله الموت والتحنيط وحارس الدنيا السفلى عند المصريين القدماء.
كما تحكي بعض الروايات أنه كان إله المقبرة، حيث يحمي مقابر الفراعنة والمصريين القدماء.
بينما تذكر روايات أخرى بأنه كان نبّاش قبور ضبطه الإله رع وهو يسرق ثياب الملكة غنمت أمون حتشبسوت أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر، وأقواهن نفوذًا وزوجة الملك تحتمس الثاني.
ويأخذ أنوبيس هيئة حيوان ابن آوى أحد فصائل الكلاب، فيصوَّر في هيئة ابن آوى رابضاً على مقصورة تمثل واجهة المقبرة باللون الأسود، وتبدو أذناه كبيرتين، ويرتدي أحياناً طوقاً حول عنقه، ربما تكون له قوة سحرية.
وقد يصوَّر في هيئة ابن آوى بجسم بشري ورأس حيوان، أو في الهيئة البشرية الكاملة، التي نادراً ما يصوَّر بها.
أنوبيس ابن إله الشمس أم الإلهة ذات شكل البقرة؟
أصل أنوبيس تنوَّع بين الأساطير والأوقات والمصادر، ففي الأساطير ذُكر أن أنوبيس هو ابن رع إله الشمس لدى المصريين القدماء.
أما في نصوص التوابيت، التي كانت مكتوبة في الفترة الانتقالية الأولى من 2181 إلى 2055 قبل الميلاد، فذُكر أن أنوبيس هو ابن الإلهة ذات شكل البقرة "حسّات"، أو ابن الإلهة التي تحمل رأس القط "باسيت".
في حين ذكر تقليدٌ آخر يصور أنوبيس كابن والده رع والأم نفتيس، فاليوناني فلوطرخس (40 إلى 120م) ذكر أن أنوبيس هو ابن غير شرعي من نفتيس وأوزوريس، تبنته إيزيس زوجة أوزوريس.
أنوبيس نبّاش القبور وسارق ثياب حتسبسوت
في إحدى الروايات رأى المصريون فى أنوبيس العدو اللدود لجثث الموتى، حيث يقوم بنبش القبور والعبث بالجثث، ولعل ذلك كان سبب تقديسه كربٍّ للموتى وحامٍ للمقابر، وذلك لاتقاء شره.
وذكرت إحدى الروايات أنّ الإله راع إله الشمس ضبط في يوم من الأيام أنوبيس وهو يسرق ثياب الملكة غنمت أمون حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني.
وقد حظي بهذه المكانة من العبادة والتقديس؛ نظراً إلى الدور الذي أداه في قصة "أوزير"، حيث قام "أنوبيس" بتحنيطه وإقامة الطقوس والشعائر له. وقد اكتسب اللون في هيئته من لون الجسد بعد تحنيطه، فأصبح أيضاً رمزاً لتحضير مومياوات الموتى.
كما ارتبط ابن آوى أو أنوبيس بأبناء حورس الأربعة، الذين أطلقت أسماؤهم على الأواني الكانوبية الخاصة بالتحنيط، وخُص كل واحد منهم بحماية محتويات أحد هذه الأواني.
كما ارتبط كذلك بالإله جحوتى الذي يصاحبه عادة في مشهد محاكمة الموتى.
كما ارتبط بالقمر وصُوِّر في بعض المناظر وهو يدفع قرص القمر أمامه كما في معبد الدير البحري، والأقصر، وماميزي حجرة الولادة بمعبدي دندرة وإدفو.
وذلك كرمز لإعادة الولادة والتجدد، وقد ظهر "أنوبيس" في علاقة مع عديد من المعبودات الأخرى.
هل فعلاً كان يزن قلوب الناس ليحدد من سيعيش في الحياة الأخرة
ذُكر في نصوص كتاب الموتى الجنائزية للكاتب حونفر Hunefer، أن الإله أنوبيس كان يقوم بوزن القلوب في الميزان، فإذا كان قلب الميت أخف من الريشة سمح له بالحياة في الآخرة. وإذا كان قلب الميت أثقل من "ريشة الحقيقة" (ماعت)، فمعنى ذلك أن الميت كان جباراً عصياً وكاذباً في حياته ويفعل في الدنيا المنكرات، عندئذ يُلقى بقلبه ويلتهمه الوحش الخرافي عمعموت المنتظر بجانب الميزان، وتكون هذه هي نهايته الأبدية.
وحونفر هو كاتب مصري من الأسرة التاسعة عشر (نحو 1300 ق.م)، وكان صاحب بردية حونفر، وهي نسخة من نصوص كتاب الموتى الجنائزية، والتي تمثل أحد الأمثلة الكلاسيكية لهذه النصوص، بالإضافة إلى نصوص أخرى مثل بردية آني.
تمثال آله نبش القبور والموت يثير السخرية في مصر
وأثار مجسم تمثال أنوبيس بإستاد القاهرة الدولي من سخرية وتهكم بمواقع التواصل الاجتماعي.
وقال وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، إن "اختيار تمثال أنوبيس كان غير مقصود لعدم العلم من قبل الشركة المنظمة لحفل افتتاح البطولة بتاريخه القديم، أو أنه إله الموتى".
فيما أشار وزير الآثار خالد العناني، إلى ترشيح بعض القطع الأثرية الأخرى محل "أنوبيس"، ومنها تمثال لأحد ملوك الفراعنة، دون تحديده.
وتقام بطولة كأس الأمم في مصر خلال الفترة من 21 يونيو/ حزيران إلى 19 يوليو/ تموز المقبل بمشاركة 24 منتخبًا.