في 18 رمضان حدثت أحداث تاريخية مهمة، أهمها بيعة الحسن بن علي بالخلافة عام 40هـ، ووفاة خالد بن الوليد 21هـ، ومولد العالم والمتصوف ابن عربي في 560هـ
بيعة الحسن بن علي
في 18 رمضان 40هـ، تمت مبايعة الحسن بن علي بالخلافة بعد مقتل الخليفة علي بن أبي طالب.
كتب ابن كثير: (إن علياً -رضي الله عنه- لما ضربه ابن ملجم قالوا له: استخلف يا أمير المؤمنين فقال: لا، لكن أدعكم كما ترككم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني بغير استخلاف. فإن يرد الله بكم خيراً يجمعكم كما جمعكم على خيركم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما توفي وصلى عليه ابنه الحسن.
لأنه أكبر بنيه -رضي الله عنهم- ودفن بدار الإمارة على الصحيح من أقوال الناس، فلما فرغ من شأنه كان أول من تقدم إلى الحسن بن علي -رضي الله عنه- قيس بن سعد بن عبادة، فقال له: ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه، فسكت الحسن، فبايعه، ثم بايعه الناس بعده).
لكن الحسن بن علي لم يكن يريد استمرار القتال، وكان يكره الحرب، فكتب إلى معاوية ليصالحه ويترك له الخلافة ويتنازل عنها، وبالفعل تجنَّب الحرب، وتنازل عن الخلافة في ربيع الأول من عام 41هـ، وسُمي بـ"عام الجماعة".
ذكر ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ، أن الحسن سلَّم الأمر إلى معاوية، لأنه لمّا راسله معاوية في تسليم الخلافة إليه خطب في الناس، فحمد الله وأثنى عليه وقال:
"إنّا والله ما يثنينا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فشِيبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع، وكنتم في مسيركم إلى صفين، ودينكم أمام دنياكم، وأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبكون له، وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره، وأما الباقي فخاذل، وأما الباكي فثائر، ألا وإن معاوية دعانا لأمر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عز وجل، بظُبي السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا".
وفاة خالد بن الوليد
في 18 رمضان 21هـ توفي خالد بن الوليد، صحابي وقائد عسكري وفاتح الشام.
كان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي معروفاً بتخطيطه العسكري وقوته القتالية، وبرع في قيادة جيوش حروب الردة وفتح العراق والشام في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر، خاصة في السنوات من عام 632 حتى عام 636. وقيل إنه لم يهزم في أكثر من مائة معركة، بينها معارك مع الإمبراطورية الفارسية والبيزنطية وحلفائهما، وظهرت عبقريته في اليرموك واليمامة.
وقبل إسلامه كان خالد بن الوليد أحد أسباب انتصار قريش على المسلمين في أحد، لكنه أسلم بعد صلح الحديبية، وشارك مع النبي في غزوة مؤتة وفتح مكة.
وفي عام 638، وهو في أوج انتصاراته العسكرية، عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش، لأنه خاف أن يفتتن الناس به، فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه، ثم انتقل إلى حمص، حيث عاش لأقل من أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها.
مولد ابن عربي
في 18 رمضان 560هـ، ولد الفيلسوف والمتصوّف الشهير محيي الدين بن عربي.
ولد "بالشيخ الأكبر" في مرسية في الأندلس، وتوفي في دمشق عام 638هـ، الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون.
وبين الأندلس ودمشق كان ابن عربي يعيش حياة العالم المتصوف والفيلسوف الزاهد، فقد كان جده من علماء وقضاة الأندلس، وبعد ان انتقل والده إلى إشبيلية حتى قرأ فيها القرآن وتعلم الحديث والفقه على علمائها.
وتزوج بفتاة فارسية تدعى نظام، وهي ابنة شيخه الأصفهاني، ومدحها كثيراً، وكان يحبها ويثني عليها.
توقف جريدتي اللواء والجريدة عن الصدور
في 18 رمضان 1330هـ، توقفت جريدة "اللواء" المصرية التي يصدرها "الحزب الوطني" الذي كان يتزعمه مصطفى كامل عن الصدور، بعد مقالاتها التي تهاجم فيها الحكومة والاحتلال البريطاني.
ففي عام (1316هـ-1898م) ظهر أول كتاب سياسي لمصطفى كامل، بعنوان "كتاب المسألة الشرقية"، يشرح فيه أفكاره الوطنية عن مصر وعلاقتها بمحيطها الإقليمي والثقافي، ويدافع فيه عن "الجامعة الإسلامية"، ولاحقاً ولنفس الغرض أصدر جريدة اللواء اليومية في عام(1318هـ، الموافق 1900م)، واهتم فيها بالتعليم والتربية أيضاً، وكان يؤيد الدولة العثمانية، ويدعو للتمسك بها، ويفضلها على الاحتلال البريطاني.
وبعد 12 عاماً من الصدور توقفت الجريدة بعد أن صعدت خطابها تجاه الإنكليز والحكومات الموالية لهم.
وفي 18 رمضان 1333هـ، توقفت عن الصدور أيضاً صحيفة "الجريدة"، التي رأس تحريرها أحمد لطفي السيد. وخلافاً لجريدة اللواء التي تؤيد الجامعة الإسلامية والخلافة العثمانية، كانت الجريدة تدعو إلى "المصرية"، وتعارض الاتجاه المؤيد لدولة الخلافة العثمانية، مثل أفكار مصطفى كامل.