أدَّى اكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون، أو الملك توت كما هو معروف، في عام 1922 إلى جلب الاهتمام الواسع بحضارة مصر القديمة.
وحسب موقع Express البريطاني، فقد أعلنت عالِمة مصريات بجامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) بكندا، أنَّها توصلت إلى اكتشافٍ كبير يُلقي مزيداً من الضوء ويكشف عن السنوات الأولى من حياة الملك توت.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن مكان دفن الملك توت عنخ آمون يضم مكان دفنه الذي لم يُمس تابوته الذهبي المكتظ، والذي لا يزال حتى يومنا هذا يُعد رمزاً جلياً للتراث المصري الثري.
ورُغم ذلك فُقِدت تفاصيل كثيرة عن الحياة الغامضة للفرعون الذي توفي صغيراً في عمر 19 عاماً في سجلات التاريخ.
ملكات حكمن مصر قبل "توت"
اتفق المؤرخون والباحثون حتى وقتٍ قريب، على أنَّ ثمة ملكة كانت تعتلي عرش مصر حين كان توت غنخ آمون هو نفسه أصغر سناً من أن يحكم. لكن لم يُتَّفق بنسبة كبيرة على هوية هذه الملكة وما علاقتها بتوت غنخ آمون.
حين تُوفي إخناتون، والد الملك توت، كان عمر فرعون مصر المستقبلي يتراوح ما بين أربع وخمس سنوات فقط آنذاك. وتشير بعض النظريات إلى أنَّ نفرتيتي، زوجة إخناتون، انتزعت العرش وأعلنت نفسها ملكة مصر.
افترض مؤرخون آخرون أنَّ ابنة إخناتون الكبرى، الأميرة ميريت آتون، اعتلت العرش لملء فراغ السلطة.
ولكن عوضاً عن ذلك، اقترحت فاليري أنغنوت، من جامعة كيبيك، نظرية جذرية بخصوص اثنتين من أخوات توت غنخ آمون الست.
إذ تقول الباحثة الكندية إنَّ تحليل الرموز القديمة يُشير إلى أنَّ العرش كان يحكمه ملكتان قبل حكم توت عنخ آمون.
وقالت عالِمة المصريات: "يُعد علم المصريات تخصصاً حذراً ومتحفظاً للغاية، لكنَّ فكرتي لاقت ترحيباً مُدهشاً، باستثناء زميلين عارضاها بشدة".
خلال فترة ازدهار "المملكة المصرية الحديثة"
تُشير الفرضية الحديثة إلى أنَّ الملك إخناتون جهَّز الأميرة ميريت آتون ونفر نفرو آتون تاشيريت، من بين بناته الست، لتولّي العرش يوماً ما. ذكرت أنغنوت أنَّ الحاكمتين ارتقتا العرش تحت اسمٍ واحد مشترك.
عُرِضت تلك الفرضية في مؤتمر سنوي تابع لمركز البحوث الأمريكي بمصر في مدينة الإسكندرية الواقعة في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة.
كان الملك توت عنخ آمون فرعوناً مصرياً من الأسرة الـ18 حكم مصر خلال فترة ازدهارٍ معروفة باسم المملكة المصرية الحديثة. ويُعتقد أنَّ الفرعون الصغير كان يعاني مرضاً حاداً في طفولته، ومن المحتمل أنَّه كان مُعاقاً بدرجاتٍ متفاوتة.
توصلت اختبارات الحمض النووي DNA التي أُجريت على مومياء الملك توت في عام 2005، إلى أمثلةٍ جديدة الآن على إصابته بالملاريا، والتي تجتمع مع بنيته الضعيفة، إذ من المحتمل أنَّها تسببت في موته.
دُفِنَ الفرعون في وادي الملوك، حيث كانت تُدفن الفراعنة لما يُقارب 500 عام.