طرق مجنونة عثر من خلالها أشخاص عاديون على اكتشافات تاريخية مهمة

اكتشافات تاريخية مهمة وجدت طريقها للنور عن طريق أشخاص عاديين بالصدفة، عثروا فيها على ما أفنى علماء أعمارهم بحثاً عنه، إثنان منها في مصر.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/14 الساعة 04:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/14 الساعة 01:28 بتوقيت غرينتش
مزارع صيني يحفر بئراً اكتشف بالصدفة جيش الصين العظيم من الطين، بأكثر من 8 آلاف تمثال!/ Istock


يكرس علماء الآثار حياتهم لمحاولة العثور على اكتشافات حتى لو كانت صغيرة عن التاريخ، إلا أنه في بعض الأحيان، يعثر على أعظم الاكتشافات الأثرية أشخاص عاديون بالصدفة البحتة.

ومن المفارقات أنهم يكتشفون أسراراً عن الماضي أكبر مما يمكن أن يقضيه متخصص طوال حياته المهنية.

إليك بعض الطرق الغريبة التي عثر من خلالها أشخاص عاديون على اكتشافات مهمة:

جندي فرنسي اكتشف حجر رشيد بالصدفة

في عام 1799، كان الجيش الفرنسي يسير باتجاه مصر في غزو عسكري للبلاد، ولم يكن قائد الجيش الفرنسي نابليون ينظر إلى مصر على أنها مجرد أرض فقط، وإنما كان ينظر إليها على أنها بلد ذو حضارة وتاريخ.

ولذلك أحضر معه 167 عالماً وفناناً، لاستكشاف الآثار القديمة ودراستها.

كانت بعض القوات الفرنسية قد وصلت إلى مدينة رشيد، حيث استعدوا لبناء حصن.

عثر أحد الجنود على لوح حجري قديم، كان يستخدمه لبناء جدار، عندما لاحظ وجود بعض الكتابة الغريبة بثلاث لغات على الحجر.

أرسل الملازم أول الحجر إلى معهد نابليون العلمي. حددوا اللغات على أنها اليونانية والهيروغليفية المصرية، والديموطيقية.

باستخدام معرفتهم لليونانية، عملت الفرق على مدى سنوات، على ترجمة حجر رشيد، واكتشفوا مفتاح ترجمة اللغة الهيروغليفية المصرية.

سيدة أيرلندية ساعدت علماء الآثار بسبب أحلامها الفرعونية

في سن الثالثة، سقطت الطفلة الأيرلندية "دوروثي لويز إيدي"، وتدحرجت على درجات سلم طويل.

ولأن الحادثة كانت صعبة وخطيرة، فقد أعلن الطبيب وفاتها، إلا أنها فاقت بعد فترة ليست بالطويلة. وفي تلك الأثناء، عاشت أحلاماً متكررة في مبنى ضخم محاط بالأعمدة.

في عام 1908، عندما أصبحت في الرابعة من عمرها اصطحبها والدها إلى المتحف البريطاني، وهناك خاصة في قسم الآثار المصرية، امتلأت الفتاة بالحيوية، كأنها وُجدت في مكانٍ كانت تائهة منه.

راحت تركض في الصالة وتقبّل أقدام التماثيل القديمة، وجلست تحت أقدام مومياء واقفة داخل واقٍ زجاجي، خلفه صورة "معبد سيتي الأول في أبيدوس"، وقالت لأبيها: "هذا هو منزلى السابق، حيث كنت أعيش سابقاً".

عند بلوغها سن الرشد، انتقلت دوروثي إلى مصر، حيث أطلقت على نفسها اسم "أم سيتى"، وأخبرت الناس بأنها كانت حبيبة فرعون سيتى الأول.

وكان علماء الآثار هناك يتجاهلون عادةً هذه المرأة الغريبة، إلا أنها اعتادت أن تكون على حق.

اكتشفت إيدي حديقة معبد سيتي الأول من خلال إخبار علماء الآثار، "أتذكر أن الحديقة القديمة كانت موجودة هنا".

حفر علماء الآثار المكان الذي كانت تشير إليه، ليجدوا الحديقة بالفعل.

وترجمت دوروثي ما كُتب على الأحجار المصرية القديمة، وكتبت مقالات علمية أسهمت في فهمنا للشعب المصري القديم.

فيلا رومانية تحت الأرض باستخدام Google Earth

في عام 2005، اكتشف مبرمج الكمبيوتر الإيطالي Luca Mori بقايا فيلا رومانية قديمة عندما كان يتصفح خرائط Google Earth التي تعرض صور الأقمار الاصطناعية لمنطقته المحلية، بهدف التسلية.

وجد الرجل  شكلاً بيضاوياً على الأرض يبلغ طوله 500 متر (1640 قدماً) مع ظلال غريبة بجواره.

عندما تتبَّع الرجل أشكال الظلال، بدت كأنها أشكال لمبانٍ مدفونة في الأرض.

وبحكم الفضولية، كتب عن اكتشافه في مدونته على الإنترنت، ثم اتصل ببعض علماء الآثار المحليين، ليعرف رأيهم في الأمر.

بناءً على ما وجده الرجل، بدأ علماء الآثار بالحفر، ووجدوا فيلا رومانية قديمة بأكملها مدفونة تحت الأرض!

قبر الملك توت عنخ آمون وجَدَه صبي المياه

لم يكن عالِم الآثار هوارد كارتر قد وجد قبر الملك توت، لسوء حظه.

قضى كارتر بالفعل سنوات في البحث دون جدوى، عن قبر يُشاع أنه بالمنطقة. لكن الأمر كان سيئاً، لدرجة أن التمويل كان سيُقطع عنه في غضون بضعة أشهر أخرى.

كان معه فتى، مهمته الوحيدة هي جلب الماء. عندما شعر الصبي بالملل، بدأ يلعب بعصا في الرمال، ليكتشف تجمعاً حجرياً.

أخبر الصبي كارتر، الذي هرع وبدأ بالحفر. استغرق الأمر 22 يوماً كي يُنهي كارتر ورجاله الحفر، وعندما نزلوا إلى أسفل من خلال الدرج، وجدوا باباً مغلقاً وراءه مقبرة ضخمة مليئة بالذهب وكنوزٍ أكثرَ من أي مقبرة أخرى في مصر، كل ذلك بفضل الصبي الصغير!

جيش الطين وجَدَه مزارعون وهم يحفرون

جيش الطين هو جيش يضم آلاف الجنود، لكنهم من الطين.

أنشأه الإمبراطور الصيني "تشين شي هوانغ"، الذي جمع أجزاء الصين ووحّدها بين فترة حكمه في 259 وحتى 210 ق.

وبدا جيش التماثيل هذا كأنه متأهب للحرب منذ أكثر من 22 قرناً.

في عام 1974، كان مزارع صيني يسمى "يانغ زييفا"، من إقليم شانسكي، يحفر بئراً. وفي اليوم الثاني من الحفر، اصطدم بشيء ما على الأرض.

نظر إلى الأسفل وعثر على قطعة من الفخار، كانت تشبه فتحة وعاء.

أخبره صديقه بأنها جرَّة قديمة، واقترح عليه أن يحفر بحذر، حتى يتمكنا من الحصول على الجرة، للتخزين والاستخدام الشخصي في المنزل.

ومع استمرار عملية الحفر، اكتشف المزارعان أنها لم تكن آنية فخار، وإنما كانا يصطدمان برقبة تمثال من الطين.

ثم توصّلا إلى أن جسم التمثال مكتمل باستثناء الرأس الذي حاد عن مكانه، والساق المنفصلة.

أخذ الرجلان اكتشافهما إلى المتحف، حيث أدرك الخبراء بسرعةٍ أن هذه الآثار من سلالة تشين.

في النهاية، اكتشف علماء الآثار جيش الطين الأسطوري.

قررت السلطات بناء متحف في الموقع، وأجبرت بعض السكان على مغادرة محل سكناهم، وكان من بينهم هذا المزارع الذي حصل على تعويض بقيمة 5000 يوان مقابل قطعة أرض تبلغ مساحتها 167 متراً مربّعاً.

حصل  المزارع على شقة مكونة من ثلاث غرف، مثله مثل بقية المشرّدين في قرية جديدة تسمّى شين-يونغ أو (جيش الإمبراطور تشين)، وتم اختياره لوظيفة جديدة وهي إرشاد زوار المتحف بشأن القطع الأثرية.

رجل هدم جداراً ليجد مدينة تحت الأرض

في عام 1963، قرر رجل يعيش وسط ولاية نيفشهير بمنطقة كابادوكيا في تركيا القيام بعملية ترميم لمنزله.

هدم الحائط، ليجد غرفة غريبة على الجانب الآخر. من خلال هذه الغرفة يمكن الوصول إلى ما تحت الأرض.

واصل الرجل التنقيب، واكتشف نظام أنفاق معقداً يمر بمدينة تحت الأرض على بُعد 85 متراً.

كانت المدينة هي "ديرينكويو"، وهي مدينة قديمة ذات بناء متقن وحفر دقيق، بُنيت بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر قبل الميلاد.

تم استخدامها كمخبأ سري من قِبل الحثيين، لحماية ما يصل إلى 20.000 شخص من غارات العدو.

اليوم، بإمكان السياح استكشاف الكهوف ومشاهدة مدينة بأكملها كانت مختبئة على الجانب الآخر من جدار الرجل.

يبلغ عمق المدينة 18 مستوى أو طابقاً تحت الأرض، وما زالت تحتفظ بالمنازل والمطابخ والكنائس والمدارس؛ كما أنها محفوظة داخل الممرات والقنوات كما كانت وقتما عاش فيها سكانها.

وُصف تصميم تلك المدينة بالمعجزة الحضارية التي لا تقل أهمية عن تصميم الأهرام في الحضارة الفرعونية بمصر.

مخطوطات البحر الميت من قبل رعاة

تم اكتشاف مخطوطات البحر الميت التي تحتوي على معلومات وكتابات خاصة بالمعتقدات اليهودية، في أحد عشر كهفاً تمتد على طول الشاطئ الشمالي الغربي للبحر الميت، بين عامي 1947 و1956.

وهي عبارة عن أكثر من 850 قطعة من المخطوطات، التي حُفظ أغلبها بشكل جيد؛ نظراً إلى أنها خُبِّئت في جِرار فخارية داخل الكهوف بالمناخ الصحراوي الحار الجاف.

في عام 1947، ذهبت مجموعة من رعاة البدو للبحث عن عنزة ضائعة، وفي أثناء بحثهم ظنوا أن النعجة ربما تكون قد دخلت أحد الكهوف، فالتقط أحدهم حجراً ورماه بالداخل بدلاً من أن يتسلق الكهف.

لكنهم سمعوا صوتاً معدنياً غريباً، ودفعهم فضولهم إلى دخول الكهف، ليجدوا 7 جِرار أسطوانية طويلة كانت تحوي وثائق لم يرها إنسان منذ قرابة 2000 عام، وهي مخطوطات البحر الميت.

لم يكن لدى الرعاة أي فكرة عن أنهم عثروا على مخطوطات البحر الميت. أمسكوا المخطوطات وأخذوها إلى بلدتهم وباعوها إلى تاجر بمبلغ 60 دولاراً.

ونُقلت المخطوطات وبيعت بعضها في الولايات المتحدة مقابل 250.000 دولار.

بعدما فهم البدو أهمية المخطوطات، فبدأوا العمل مع علماء الآثار، وساعدوهم في العثور على 981 نصاً قديماً، أصبحت أدوات دراسة رئيسية للعلماء.

هذه المرة، كسب الرعاة 300000 دولار لعملهم!

تحميل المزيد