يعيشون في العام 6770.. طوائف مسيحية تحتفل بـ«أكيتو» أقدم عيد عرفته البشرية

يصادف الأول من أبريل/نيسان من كل عام عيد رأس السنة الآشورية، أو كما يسمى "أكيتو"، الذي يحتفل به كلٌّ من الآشوريين والسريانيين والكلدانيين.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/01 الساعة 09:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/01 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
عيد رأس السنة الآشورية

يصادف الأول من أبريل/نيسان من كل عام عيد رأس السنة الآشورية، أو كما يسمى "أكيتو"، الذي يحتفل به كلٌّ من الآشوريين والسريانيين والكلدانيين.

عيد رأس السنة الآشورية

يستمر الاحتفال بعيد رأس السنة الآشورية لمدة اثني عشر يوماً. ويعود أصل الاحتفال به إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، حيث وصلنا إلى العام 6770.

إذ تمَّ على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي، في حياة سكان بلاد ما بين النهرين، سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.

وكان تحديد يوم رأس السنة يعتمد على عدة عناصر طبيعية، وأهمها القمر، فقد كان معلوماً أن شهر "نيسانو" (نيسان) يبدأ بحسب التقويم الآشوري بليلة الاعتدال الربيعي.

إلا أنّ المدوّنات الأثرية تبقى المرجع الأوّل والأخير، ومنها الألواح المسمارية في متحف لندن.

أكيتو أقدم عيد عرفته البشريّة

أكيتو هو أحد أقدم الأعياد التي عرفتها الحضارة الإنسانية، حيث استخدمه الأكاديون والعموريون والآشوريون والكلدان والبابليون والسريان في سوريا والعراق، منذ العام 4747 قبل الميلاد حتى العام 100 ميلادياً.

ولا يزال مستخدَماً كتقويم قومي لدى بعض الآشوريين في العراق وسوريا.

انتقل عيد أكيتو من بابل إلى آشور، ومنها انتقل إلى الكرد والفرس والشعوب الأخرى ليمثل الاحتفال بعيد الربيع.

بعد أن اتَّخذ مسميات أخرى مثل النوروز والنيروز، الذي يقام في الحادي والعشرين من مارس/آذار، الذي يتزامن مع الأول من أبريل/نيسان البابلي، بينما بقيت بعض الطوائف المسيحية في العراق وسوريا تحتفل برأس السنة البابلية والآشورية في الأول من أبريل/نيسان.

وأكيتو كلمة سومرية لم يتوصل الباحثون إلى معناها بدقة، فأشاروا إلى أنها تعني بداية أو عتبة، بل إن البعض رأى أنها كلمة دخيلة على السومرية، وغير موجودة لا في اللغة السومرية ولا البابلية.

 أكيتو أقدم عيد عرفته البشريّة
أكيتو أقدم عيد عرفته البشريّة

الأشهر الآشورية

الأشهر الآشورية تبدأ بشهر أبريل/نيسان وتنتهي بشهر مارس/آذار، وتمت تسميتها نسبة إلى الآلهة التي كانوا يعبدونها في ذلك الحين وهي:

الإسمالشهر
شهر الإله (أنوو انليل)نيسان
شهر الإله (ايا) سيد الشعوبأيار
شهر الإله (نتورتو) البطل الكبيرتمّوز
شهر الإله (عشتار) سيدة الشعوبأيلول
شهر الإله (شمش) بطل كل العالمتشرين الأول
شهر اراه ساحين شهر الإله (مردوخ) أكثر الآلهة حكمةتشرين الثاني
شهر كسلق شهر الإله (نركال) البطل الكبيركانون الأول
شهر تبت شهر الإله بابسوكال وزير الإله انو والإله عشتاركانون الثاني
شهر الإله (ادد) سيد المياه والسماء والأرضشباط
شهر الآلهة السبعة (الآلهة العظامأذار

من هم الآشور والسريان الكلدان؟

هم مجموعة عرقية دينية ساميّة مسيحية تسكن في شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وتركيا وبأعداد أقل في إيران.

كما توجد أعداد أخرى في المهجر في الولايات المتحدة ودول أوروبا وخاصة بالسويد وألمانيا.

ينتمي أفراد هذه المجموعة العرقية إلى كنائس مسيحية سريانية متعددة ككنيسة السريان الأرثوذكس والكاثوليك والكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق.

كما يتميزون بلغتهم الأم السريانية، وهي لغة سامية شمالية شرقية نشأت كإحدى لهجات الآرامية في مدينة الرها.

يعتقد الآشوريون/الكلدان/السريان بانحدارهم من عدة حضارات قديمة في الشرق الأوسط، أهمها الآشورية والآرامية.

كما يُعتبرون من أقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحية، وذلك ابتداءً من القرن الأول الميلادي، فساهموا في تطور هذه الديانة لاهوتيا ونشرها في مناطق آسيا الوسطى والهند والصين.

وعملت الانقسامات الكنسية التي حلَّت بهم على انفصالهم إلى شرقيين (آشوريون وكلدان) وغربيين (سريان) كما حدثت اختلافات لغوية بين السريانية الخاصة بالمشارقة وتلك الغربية.

كما ساهموا في ازدهار الحضارة العربية الإسلامية في بلاد المشرق، وخاصةً في عهد الدولة الأموية والعباسية.

غير أن المجازر التي حلَّت بهم ابتداءً بتيمورلنك في القرن الرابع عشر مروراً ببدر خان بداية القرن التاسع عشر أدت إلى تناقص أعدادهم، كما تقلص عددهم بأكثر من النصف بسبب المذابح الآشورية عشية الحرب العالمية الأولى.

وشهد النصف الثاني من القرن العشرين هجرة العديد منهم إلى دول أوروبا وأمريكا، كما أدت حرب الخليج الثالثة والانفلات الأمني الذي تبعها إلى تقلص أعدادهم بشكل كبير في العراق، بعد نزوح مئات الآلاف منهم إلى دول الجوار وخاصة سوريا.

أسباب تسميتهم

الآشوريون

بالسريانية: آشورايي، وهذه التسمية مأخوذة مباشرةً من الآشوريين القدماء الذين عاشوا شمال ما بين النهرين وأسسوا الإمبراطورية الآشورية.

وبحسب التوراة فقد كان آشور أحد أبناء سام الذي استقر شمال ما بين النهرين. ويرى الباحثون أن أصل الكلمة يعود إلى تسمية الإله آشور، الذي كان يعبد في المدينة المعروفة بنفس الاسم منذ أواخر الألف الثالث قبل الميلاد.

وبالرغم من وجود بعض الباحثين المعارضين لفكرة أن الآشوريين الحاليين هم أحفاد الآشوريين القدماء، فإن أغلبهم يسلمون بهذه الفرضية.

السريان

بالسريانية: سُريويي، وتلفظ أحياناً سورايي بالسريانية الشرقية.

وهناك خلاف بين الباحثين حول أصل تسمية سريان (التي اشتقت منها كلمة سوريا).

فمعظمهم يعتقد أنها أصلاً تحريف يوناني للفظة آشور باليونانية أسيريا، لتصبح سيريا بعد حذف الألف في بداية الكلمة.

هناك فرضية أخرى مفادها أن أصل الكلمة يأتي من اللفظة الحورية صور أو صبر وهي تحريف للفظة سوبارتو الأكدية.

علم السريان
علم السريان

الكلدان

بالسريانية: كلدايي؛ ويعود أصل التسمية إلى كلمة "كسدوم" الأكادية بمعنى "يسرق" أو "يقبض".

حيث أطلقت هذه التسمية على أقوام سامية بدوية قام الآشوريون بسبيهم إلى بابل وازدهروا فيها، فتحوَّلت تسميتهم بمرور الوقت إلى "كلدو".

والكلدان الحاليون هم أصلاً أتباع كنيسة المشرق، الذين انشقوا عنها في القرن السادس عشر في إثر نشوب خلاف على كرسي البطريركية بين أساقفة كنيسة المشرق.

فقامت مجموعة من الأساقفة بالاتصال بالبابا يوليوس الثالث، وتم الاتفاق على تنصيب شمعون الثامن يوحنان سولاقا كأول "بطريرك على كنيسة الكلدان الكاثوليك في الموصل وآثور"، في 20 فبراير/شباط 1553.

كما حصل أحد خلفته، يوسف الثالث معروف، على لقب بطريرك بابل للكلدان من قبل البابا كلمنت الحادي عشر سنة 1701.

وتسمية الكلدان كانت قد اختيرت للتفريق بينهم وبين الآشوريين، فالتسمية لا علاقة بها بالسلالة الكلدانية التي حكمت بابل والهلال الخصيب بين 626 ق.م. و-533 ق.م.

هناك من بين أبناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية مَن يتخذ لفظة آشوري تسمية له، بينما يتسمى آخرون بالكلدان.

الآراميون

بالسريانية: آرامآيي، تعني كلمة آرام "المرتفع" أو "العلو" في اللغات السامية البدائية، وذلك لتفريقهم عن كنعان، التي تعني "منخفض".

والآراميون شعب سامٍ سكن في منطقة امتدت من البحر الأبيض المتوسط غرباً وحتى بلاد ما بين النهرين شرقاً.

فانصهرت العديد من الشعوب القاطنة في تلك المناطق كالحثيين والفينيقيين معهم.

كما أسسوا عدة ممالك في سوريا، غير أن الآشوريين تمكنوا من إسقاطها جميعاً، ثم قاموا بسبي أعداد كبيرة منهم إلى آشور، لمنع قيام أي عصيان ضدهم.

غير أن لغة الآراميين طغت على اللغة الآشورية الأكادية، فحلَّت محلها كلغة رسمية للإمبراطورية الآشورية الحديثة.

وخلال القرون المسيحية الأولى أصبح المتحدثون بالآرامية يطلقون على أنفسهم لقب آراميين، فغالباً ما سميت الرها بـ "بنت الآراميين" في الأدبيات السريانية، كما لقب ملوك الرها بـ "أبناء الآراميين".

غير أن لفظة "السريان" أصبحت المفضلة لمن اعتنق المسيحية، وذلك كوسيلة للتفريق بينهم وبين الآراميين الوثنيين، ويتبنى هذه التسمية بعض السريان الأرثوذكس والموارنة.

تحميل المزيد