يبدأ الزوار في التدفق، الخميس 28 مارس/آذار 2019، على متحف قطر الوطني أحد أفخم المشاريع الثقافية المحلية حتى الآن، والذي صممه المهندس الفرنسي جان نوفيل ليحكي قصة نشأة الدولة الخليجية الصغيرة وصعودها بفضل الغاز الطبيعي إلى مصاف الدول الغنية.
والمتحف هو أحدث خطوة في حملة الدوحة للهيمنة الإقليمية على الفنون والثقافة، والتي شهدت عمليات استحواذ كبيرة، وإقامة معارض جديدة ومهرجانات للسينما، واستضافة معارض دولية لفنانين مثل دميان هيرست وريشار سيرا.
"وردة الصحراء" متحف قطر الوطني
وامتنع المسؤولون القطريون عن الإفصاح عن تكلفة مبنى المتحف، الذي يضم مساحات عرض تبلغ 52 ألف متر مربع، وبحيرة اصطناعية، وقصر الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، الذي حكم البلاد حتى عام 1949، بعد ترميمه.
ويطل المتحف على البحر في الدوحة، وقد استغرق بناؤه نحو 10 أعوام، وشكله الخارجي عبارة عن شبكة من الألواح المتداخلة، تستلهم شكل وردة الصحراء المحلية، وهو تصميم يقول نوفيل إنه يمثل تحدياً تكنولوجيّاً كبيراً.
وقال نوفيل في حفل أقيم الأربعاء 27 مارس/آذار 2019، بمناسبة الافتتاح: "إنه يُوجِد اختلافاً في المساحة ومساحات غير متوقعة ونسباً غير متوقعة. أعتقد أن الزائر سيصاب بالذهول".
ويضم بداخله جدراناً تُعرض عليها تسجيلات فيديو لحياة الصحراء في قطر والغوص بحثاً عن اللؤلؤ بالماضي، إضافة إلى أرشيف رقمي عن الحياة في عهد الحكم العثماني والحكم البريطاني.
من تصميم مهندس متحف اللوفر بأبوظبي
ويأتي افتتاح المتحف وسط مقاطعة دبلوماسية وسياسية أعلنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في منتصف عام 2017.
وقالت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة المتحف: "المقاطعة لم تؤثر فينا على الإطلاق". وأضافت: "نرحب بالجميع في هذا المتحف، وما زالت أبوابنا مفتوحة أمام بقية العالم، وما زلنا مستعدين للحوار".
وصمم المعماري الفرنسي نوفيل متحف اللوفر بأبوظبي، الذي افتُتح في 2017، ويضم أكثر من 600 عمل فني من مختلف أرجاء العالم، في إطار جهود الإمارات لتعزيز مكانتها الثقافية بالمنطقة.
والشيخة المياسة شقيقة أمير قطر، وتعتبر واحدة من أشهر مشتري الأعمال الفنية في العالم بعد سلسلة مشتريات لمقتنيات ثمينة بالسنوات التي سبقت تضرُّر قطر من انخفاض أسعار الطاقة في عام 2014.