متحف اللوفر يرفض لوحة يُعتقد أنها لمايكل أنغلو وتُقدر بنحو 132 مليون دولار

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/01 الساعة 17:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/01 الساعة 17:03 بتوقيت غرينتش
متحف اللوفر يرفض لوحة يُعتقد أنها لمايكل أنغلو وتُقدر بنحو 132 مليون دولار

أعلن بائعو لوحة، يصرون على أنها لوحة منسيَّة للرسام الإيطالي مايكل أنغلو ميريزي، المعروف باسم كارافاجيو نسبة إلى المدينة التي وُلد بها، وتقدَّر بما يفوق 100 مليون جنيه إسترليني (132 مليون دولار)، أنها ستُباع هذا الصيف دون حجز مسبق، وستكون عملية بيع حقيقية، بلا ضمانات، ولا شيء فقط سوى مزاد حقيقي.

وعُثر على اللوحة الكبيرة، التي تظهر الأرملة اليهودية جوديث في أثناء ذبحها هولوفرنس القائد الآشوري، على سبيل المصادفة في سقفية منزل بمدينة تولوز الفرنسية عام 2014. وخضعت اللوحة للفحص على يد خبراء تاريخ، وجرى تحليلها علمياً، وتشكلت حجة مقنعة للغاية بأنها تعود لعام 1607 ورسمها كارافاجيو، نقلاً عن صحيفة The Guardian  البريطانية.

لكنها كانت حُجة مقنعة وليست دامغة، وهو ما مَثَّل معضلةً. وقال إريك توركان، وهو خبير في فن كارافاجيو يقيم بباريس: "المشتري البائس لهذه اللوحة لن يستمتع بها، سينبغي له تخصيص عنوان بريد إلكتروني لكل الرسائل التي ستنهال عليه" من جرائها.

كان توركان في لندن، بصحبة اللوحة، ليثبت أنها عمل أصلي لكارافاجيو في أثناء عرضها بلندن.

وعَثر على اللوحة بائع المزاد مارك لاباربي عام 2014، في أثناء إخلاء سقفية راشحة لمنزل كبير بمدينة تولوز. وكان توركان يحتفظ باللوحة باعتبارها سراً عامين، إذ علقها في غرفة نومه بغض النظر عمن وصفها بأنها "زوجته البائسة".

 

وفي عام 2016، فرضت الحكومة الفرنسية حظراً على نقل اللوحة إلى الخارج، للسماح بالتحقيق في أمرها وإعطاء متحف اللوفر الوقت ليفصل فيما إذا كان يجب شراؤها من عدمه. وقرر المتحف عدم شراء اللوحة، لكن توركان قال إنَّ هذا لا يعني بالضرورة أنها لم تكن من أعمال كارافاجيو. وأضاف أنَّ سعر 100 مليون جنيه إسترليني يمثل 15 عاماً من ميزانية متحف اللوفر المخصصة لشراء اللوحات في صفقة واحدة، مشيراً إلى أن المتحف لديه بالفعل 3 لوحات استثنائية لكارافاجيو.

ويفتح قرار متحف اللوفر رفض شراء اللوحة الباب أمام طرحها بمزاد، في تولوز، يوم 27 يونيو/تموز 2049، والتي تقدر قيمتها بما يتراوح بين 90 مليون إسترليني (119 مليون دولار) و140 مليون إسترليني (185 مليون دولار).

وهناك 68 لوحة معروفة لكارافاجيو، منها 4 فقط بحوزة أناس عاديين. وقال توركان إنها لم "تكن لوحة لتوضع في حجرة رسم أو غرفة طعام"، ورجح أن يكون متحف هو المشتري المحتمل.

 تصور اللوحة القصة الواردة بالإنجيل لجوديث، وهي أرملة شابة في مدينة بتولية (Bethulia)، تضع نهاية لحياة الحصار الآشوري لمدينتها، بإغراء وذبح القائد هولوفرنس. وكانت خادمتها أبرا العجوز والمريضة بوضوح تشاهد عملية الذبح.

قال لاباربي إن اللصوص اقتحموا المنزل الذي عُثر على اللوحة فيه، قبل عدة سنوات، لكنهم تركوا اللوحة معتقدين أنها بلا قيمة.

توجد أجزاء مفقودة من قصة اللوحة، لكن توركان قال إنَّ سبباً وجيهاً لذلك يعود إلى أن "كارافاجيو باعتباره رساماً لم يكن معروفاً في الفترة بين 1650 وحتى 1950. وكانت لوحاته بلا قيمة، ولم يكن أحد يبحث عنها".

واستشهد توركان بالمزاد الأخير لكارافاجيو في عام 1971، حين عرضت دار كريستيز لمزادات الفنون الرائدة لوحة Martha and Mary Magdalene  للبيع، عُثر عليها في جنوب أمريكا. وقال توركان إن مايكل ليفي، مدير المعرض الوطني في لندن، لم يصدِّق أنها كانت من أعمال كارافاجيو وفشلت عملية بيعها. وبعدها، سرعان ما بيعت سراً لمعهد ديترويت للفنون الجميلة. وأضاف: "واليوم لا يقام معرض لكارافاجيو دون إرسال خطاب إلى (معهد) ديترويت".

ومن المقرر عرض اللوحة، التي تظهر ذبح جوديث لهولوفرنس، بمعرض Colnaghi في مايفير بلندن في الفترة بين 1 و9 مارس/آذار 2019.

تحميل المزيد