استضاف منتدى الشرق الشبابي في إسطنبول اللقاء التأسيسي لمبادرة "جسور من أجل المواطنة" التي عُقدت بين يومي 17-18 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وتسعى لمخاطبة الشباب الفاعلين وتجسير الهوة بين مختلف مكونات الشرق في المجالات الثقافية والمدنية والسياسية.
تحت دائرة الآفاق، ينطلق اللقاء التأسيسي لمبادرة "جسور من أجل المواطنة"، والتي تحمل 25 شاب وشابة لمناقشة واقع حالة المنطقة وصياغة مشاريع عملية مشتركة#جسور_المواطنة pic.twitter.com/Fv9eK3aZvQ
— الشرق الشبابي (@SharqYouthAr) November 17, 2018
وتهدف المبادرة إلى عمل توافق وحوار في القضايا التي تثير النزاع والاختلاف وتجاوزها إلى القيم الجامعة، وتحويلها إلى شغل يهم الكتلة الحرجة في مجتمعات الشرق الأوسط.
واقعنا مؤلم ونحتاج مشروعاً على الأرض
وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس منتدى الشرق، وضّاح خنفر، إن واقعنا العربي المؤلم "لا يجعلنا خير أمة أُخرجت للناس"، مضيفاً: "أُتخمنا فلسفة، وحان وقت التنفيذ والعمل لإنقاذ مجتمعاتنا وبلداننا".
@khanfarw :"منتدى الشرق بدأ كنقطة التقاء بين الأفكار والثقافات المختلفة، ولذلك هذه المبادرة تسعى لتخرج بمبادرة تنفيذية تطبق على أرض والواقع وتعكس هذه الرؤية".#جسور_المواطنة
— الشرق الشبابي (@SharqYouthAr) November 17, 2018
وقال خنفر إن الهدف النهائي للمشروعات الإصلاحية هو بناء "ازدهار اقتصادي واستقرار سياسي"، وهو ما يحتاج لعمل جاد وليس فقط بناء "قصور من الوعي وآلاف المعابد الفكرية".
رئيس منتدى الشرق @khanfarw :"الواقع الذي نمر به الآن يبنغي علينا أنّ نعرفه وأنّ نخرج من واقع التبرير والتعليل"#جسور_المواطنة pic.twitter.com/de57VN3NCf
— الشرق الشبابي (@SharqYouthAr) November 17, 2018
وأضاف خنفر: "لدينا مصيبة كبيرة في موضوع النخب، ولهذا نشأ منتدى الشرق كنقطة تجمّع للأمم الأربع في الشرق"، واستدرك: "يجب الانتقال إلى مشروع حقيقي وتنفيذي على الأرض، بوضوح رؤية وإخلاص بعيد عن صراعات السلطة؛ فالشعوب تحتاج الخبز والحرية والحياة الكريمة".
البث المباشر للقاء التأسيسي الأول لمبادرة "جسور من أجل المواطنة".#جسور_المواطنة
Gepostet von Al Sharq Youth الشرق الشبابي am Freitag, 16. November 2018
وفي كلمته تساءل محمد عفان، مدير التدريب في منتدى الشرق، عن صيغ المواطَنة المختلفة، مضيفاً: "نريد الحديث عن المواطنة ليس باعتبارها علاقات الدم، بل علاقات مع الأرض، بهدف تحويل النمط القديم إلى نمط حديث مرتبط بحقوق وواجبات".
مدير قسم التدريب في @SharqForum الأستاذ @Mohammad_Affan:"قضية المواطنة وكيف نصل إلى مجتمعات سياسية مستقرة ليست قضية تناقش في الشرق الأوسط فقط وإنما قضية عالميّة"#جسور_المواطنة pic.twitter.com/ZrBtipHCYp
— الشرق الشبابي (@SharqYouthAr) November 17, 2018
@Mohammad_Affan "علينا أنّ نفكر في صيّغ خاصة بالمواطنة، كقضية المهاجرين أو قضايا العولمة والخصوصية الثقافية"#جسور_المواطنة
— الشرق الشبابي (@SharqYouthAr) November 17, 2018
نقاشات حول المواطَنة في العالم العربي
تناقَش المشاركون، على مدى يومين، حول فكرة المواطَنة وواقعها في العالم العربي.
واستعرضت إحدى الجلسات تجربتي جنوب إفريقيا وماليزيا، في تحقيق المصالحة المجتمعية والنهضة الاقتصادية، وبناء نظام مواطنة بعد تجارب قاسية.
واتفق المشاركون على تنظيم ندوات خاصة بالقضايا التي توحد مختلف الأطراف بكل الأقطار، وفي صلب تلك القضايا قيم الحرية والمواطَنة والديمقراطية، بمقدار ندوتين أو لقاءين بالسنة.
وإضافة إلى ذلك، تنظيم لقاء سنوي بين مختلف الفاعلين في مبادرة "جسور من أجل المواطَنة"، وإنشاء منصة خاصة بالمبادرة، يتم فيها استقبال كتابات من أقلام ترسخ روح التوافق على قيم الحرية والمواطنة، وتؤسس للقبول بالاختلاف والتعدد.
ومنتدى الشرق هو مؤسسة عالمية مستقلة، تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية في الوطن العربي، وتم تأسيس المنتدى يوم الخميس 12 يناير/كانون الأول 2012، في تونس، من بين مؤسسيها وضاح خنفر وفهمي هويدي.
عمل طويل لا يزال منتظراً
منسق المبادرة أسامة المرابط، قال لـ "عربي بوست"، إنهم تمكنوا خلال اللقاء التأسيسي، "من التعريف بفكرة المبادرة وراهنيتها في خضم واقع التشظي والانقسام الحالي"، مضيفاً أنهم حاولوا "ما أمكن، التقريب بين وجهات النظر والآراء المرتبطة بتنزيل المبادرة وآليات عملها".
أسامة المرابط منسق دائرة الآفاق: "قناعتنا بأنّ اللحظة تستعدي مطلبين: الجامعية في التفكير والجامعية في الحركة"#جسور_المواطنة pic.twitter.com/4BiBzN2jCl
— الشرق الشبابي (@SharqYouthAr) November 17, 2018
لكنه أقر بأن المسار طويل وشاق، وأن الأفكار والآراء الحالية بحاجة إلى عمل طويل واستمرارية.
وبخصوص التوافق والعمل المشترك، قال المرابط إنه يؤمن بأن "تحقيق التعاون التواصلي هو ما يبدد المخاوف والأحكام المسبقة بين مختلف التيارات".
واختتم بأنهم ينوون ترجمة الحوار والآراء إلى أفكار عملية، "نشاركها مع كل مَن قاسمُه المشترك رفض الفساد والاستبداد، ودافعه حب الوطن، وهدفه إقامة الحكم الراشد المبني على العدل والعقل والعلم".