عثر علماء آثار على بقايا " طفل مصّاص دماء " منذ أكثر من 1600 عاماً، ولم يكن هذا هو الاكتشاف المُذهل الوحيد، حيث تبيّن لهم أن الجثمان خضع لـ ممارسات جنائزية غريبة خوفاً من عودته للحياة بعد الموت.
وبحسب ما نقلت صحيفة Daily Mail البريطانية، 13 أكتوبر/تشرين الأوّل 2018، عُثِرَ على أدلّة تشير إلى طقوس الدفن، حين قام فريق في العاصمة الإيطالية روما بالتنقيب عن بقايا الطفل، الذي توفّي في العاشرة من عمره، وتبيّن وجود حجر في فمه.
وقال خبراء إن ذلك الطقس الجنائزي القديم كان يحدث عندما يخشى الناس أن يعود أحد الأشخاص إلى الحياة بعد الموت ويُصيب الناس بالعدوى.
ولكن، ذكرت صحيفة Independent أن الاختبارات التي أجريت على الهيكل العظمي، الذي أُطلق عليه اسم "مصاص دماء بلدة لونيانو"، قد كشفت عن أن الطفل الذي لا يمكن تحديد جنسه كان مُصاباً بالملاريا في وقت وفاته.
وقال أستاذ علم الآثار في جامعة أريزونا، ديفيد سورين: "أنا لم أرَ شيئاً كهذا أبداً، إنه مُخيف وغريب للغاية".
وقال الذين حضروا عملية التنقيب إن الحجر كان محشوراً بين فكّي الطفل، مما يدل على أنه وُضِع في فمه عن عمد.
وفي ساحة دفن الأطفال التي شهدت الاكتشاف الأخير، عُثِر أيضاً على اكتشافات غريبة أخرى.
ففي مكان آخر، عُثِر على طفل آخر، يُعتقد أنه كان في الثالثة من عمره، وكان مُغطّى بالحجارة.
وتشير الاختبارات التي أُجريت حتّى الآن إلى أن الجثّمان قد دُفِن على الأرجح في القرن الخامس، بالتزامن مع تفشّي مرض الملاريا هناك.
وعثرت فِرق تُحقق في عملية الدفن على أدلّة يعتقدون أنها تشير إلى السحر، حيث اكتشفوا مخالب غربان سوداء، وأوعية برونزية.
وقد تكون المقبرة مُخصصة للأطفال المُصابين بالأمراض.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال فصل الصيف عُثِر على 5 مدافن جديدة تحت قبر من القرميد في الساحة المُشار إليها.
قال عالم الأحياء جوردون ويلسون، وهو طالب بدرجة الدكتوراه وقام بفحص الجثة إن "هذا طقس جنائزي غير مُعتاد للغاية، وبإمكانك أن تراه في أشكال مُختلفة في ثقافات مختلفة، خاصة في العالم الروماني، وهو ما يشير إلى الخوف من أن يعود هذا الشخص من الموت ويحاول نشر المرض بين الأحياء".
أمّا ديفيد بيكيل، وهو طالب بدرجة الدكتوراه في جامعة ستانفورد قاد عملية التنقيب، فقال إنه عرف أنه عثر على شيء نادر حين توصّل إلى المقبرة.
وخلال العصور الوسطى، كانت هناك طرق أخرى يُعتقد أنها تمنع "مصاصي الدماء" من العودة إلى الحياة، ومن بينها دفن الميت بينما تخترق عصا قلبه.
وأشارت الصحيفة إلى أن مثل تلك الحالات قد عُثر عليها في أنحاء أوروبا وفي بريطانيا.
ويُعتقد أن هذا هو أحد طقوس الدفن المُنحرفة التي اتّبعها الناس مع "الموتى الخطرين" مثل مصاصي الدماء لمنعهم من العودة للحياة وإصابة الأحياء بالضرر.
وفي حين أنه لم تُكتشف الكثير من طقوس الدفن المشابهة في المملكة المُتحدة. عثر علماء آثار في بلغاريا على بقايا في مقبرة ثالثة بوسط البلاد تشمل علامات على تلك الممارسة.
وفي تلك المقبرة، التي اكتُشِفت عام 2012، كان الهيكل العظمي مربوطاً في الأرض بأربعة مشابك حديدية، بينما وُضِعَ جمر حارق فوق قبره.
ويُعتقد أن العظام كانت لرجلٍ ثلاثيني وأنه قد دفن قبل عدّة قرون، واعتقد الخبراء أنه تعرّض لطقوس قائمة على الخرافات لتمنعه من الحياة بعد الموت.
وبعد ذلك بعامين عُثِر على المزيد من تلك القبور المروّعة في معبد بربريون القديم الواقع جنوب غرب العاصمة البلغارية صوفيا.