نعرف تلك اللقطات الساحرة لأهرامات الجيزة!
في الصور والأفلام والكتب المدرسية، نرى الرمال حول الأهرام ممتدة على مرمى البصر، وربما يوجد شخص في الخلفية محجوباً بالضباب. لعلك تظن أن عليك أن تستقل القطار أو الحافلة للوصول إلى هناك، أو الجمل على الأقل.
حسناً، بالنسبة لأولئك الذين لم يزوروا الآثار الفرعونية من قبل، أو فكَّروا بما قد يحيط بها، قد يكون الخبر مفاجئاً: الأمر ليس كذلك دائما. وكذلك الحال بالنسبة لآثار كثيرة اعتاد الناس أن يتذكروها في صورة نمطية لا تتغير.
إليك حقائق أخرى ليست شهيرة عن بعض أشهر المقاصد السياحية والتاريخية.
أبو الهول: على بعد أمتار من بيتزا هت وملعب الغولف في مينا هاوس
الأهرام محاطة من ثلاثة جوانب بطرق وأحياء الجيزة، وهي مدينة رئيسية يصل عدد سكانها إلى ملايين الأشخاص.
وينطبق الشيء نفسه على أبو الهول. على بعد نصف ميل تقريباً تجد مطعم "بيتزا هت" يطل على الموقع الأثري الشهير.
ففيما بدا أنه تحجيم لتوقعات كثير من محبي السفر، عرض تقرير لصحيفة The New York Times الأميركية لاحتمالات الإحباط التي قد تصيب عشاق المعالم الأثرية، إذا جمعوا مدخراتهم وحققوا هدفهم بزيارة مواقعهم المفضلة، فهناك احتمال كبير أن يكتشفوا أن الواقع مختلف عن الصورة الرومانسية التي تسكن خيالهم، وقد بدأ هذا التقرير موجة الإحباطات بوصف محيط الأهرامات لمن لم يزرها من قبل.
"لطالما اشتهر الطريق المؤدي إلى الأهرام، شارع الهرم، بالكابريهات وأشكال أخرى من الحياة الليلية سيئة السمعة في القاهرة"، هكذا يصف تقرير الصحيفة الأميركية الشارع المؤدي للأهرامات.
وعلى بعد مئات الأمتار إلى الشمال الشرقي من مجمع الأهرام، يوجد ملعب أوبروي للغولف، حيث يمكنك التمتع بإطلالة على الهرم الأكبر، وهو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، بينما تلعب الغولف. وإلى الشمال ترى فندق مينا هاوس الراقي المطل على نفس المشهد التاريخي.
يتم التقاط الصور التي يعرفها معظم الناس من زاوية محددة، وتشمل مساحة من الرمال في الجنوب. ويمكن أن تبدو الأهرامات بعيدة لأنها مبنية على هضبة من الحجر الجيري، وتقع على ارتفاع أعلى من محيطها. ولكن إذا نظرت عن كثب، سترى على الأرجح أضواء المدينة في خلفية العديد من الصور.
Pizza and pyramids. Can't go wrong. #pyramids #Egypt pic.twitter.com/CbLvBGKx2Y
— Khaled Talib (@KhaledTalib) August 16, 2017
الموناليزا: تحت حصار الزحام وكاميرات الآي فون
في زيارتك الأولى لباريس، مثل العديد من السياح، ربما ستنزل أمتعتك وتذهب مباشرة إلى تحفة ليوناردو دا فينشي، التي يرجع تاريخها إلى أوائل القرن السادس عشر.
الجانب السلبي من كونها اللوحة الأكثر شهرة في العالم هو أنها محمية بشكل هائل.
تبلغ مساحة اللوحة، التي توجد في متحف اللوفر، مجرد 30 بوصة في 21 بوصة، ويتم الاحتفاظ بها خلف طبقات متناوبة متعددة من الزجاج والبلاستيك المقوى، ثم هناك حاجز الحبال.
خلف هذا الحبل، يزور ستة ملايين زائر اللوحة كل سنة، حتى إذا اقتربت إلى أقصى حد ممكن، وتمكنت من إلقاء نظرة خاطفة من خلال فجوة ظهرت بين جهازي آيفون يلتقطان صورة لها، فربما ستضطر إلى التعامل مع وابل من ومضات الكاميرا.
لكن لا تستسلم بشأن ما يحدث في متحف اللوفر. تبلغ مساحة المتحف أكثر من 650 ألف قدم مربعة، وبه الكثير من الأعمال الفنية الهامة التي يمكن الاستمتاع بها في سلام، مثل تمثالي "فينوس دي ميلو" و"النصر المجنح".
برج بيزا المائل: وسط مدينة ملوثة لا شيء فيها يستحق المشاهدة
هذا الهيكل المعماري من العصور الوسطى في مدينة بيزا الإيطالية، يعاني أيضاً من التلوث التكنولوجي. ومن الصعب مقاومة التقاط صورة لنفسك وكأنك تمسك بالبرج لتمنعه من السقوط، حيث يميل المبنى الآن بمقدار حوالي أربع درجات (وكان يميل أكثر من ذلك). في هذه الأيام، ومع وجود الهواتف الذكية في متناول اليد، لا أحد يكتفي بصورة واحدة.
يبلغ ارتفاع البرج المائل نحو 190 قدماً، وهو ارتفاع ليس بكبير. وفيما عدا بيازا دي ميراكولي، وهو مجمع كاتدرائيات من أربعة مبان بما في ذلك البرج المائل، فإن مدينة بيزا ليس فيها الكثير يستحق المشاهدة، فمشكلتك ستكون عند النزول من البرج وانتهاء زيارته.
ومع ذلك، إذا كنت في منطقة توسكانا، فإنها على بعد ميل واحد فقط من محطة قطار Pisa Centrale، لذا إذا كنت تريد التجول، فإن المجمع يستحق الزيارة بالتأكيد. ويمكنك حتى تسلق درجات البرج الثلاثمائة أو نحو ذلك، ولكن سيكون عليك شراء تذكرة.
نصب ستونهنج في إنكلترا: الأفضل مشاهدته أثناء قيادة السيارة
إذا كنت تتصور نفسك مستلقياً على العشب، تحدق إلى الأعلى أمام النصب التذكاري الغامض من العصر الحجري، الواقع في جنوبي إنكلترا، بينما تفكر في معنى الحياة، ستصاب بخيبة أمل. إذ يجب على أولئك الذين يزورون ستونهنج خلال ساعات العمل العادية أن يستمتعوا به من بعيد، أي على بعد حوالي 30 قدماً، ويشترط أن يكونوا مع مجموعة.
كل عام، يزور نحو مليون شخص الموقع في جنوبي إنكلترا. لكن الرحلة يمكن أن تستغرق اليوم بأكمله إذا كنت تقيم في لندن، فهي على بعد ساعتين بالسيارة.
يقول تعليق على موقع Reddit: "أقول دائماً للناس إنهم إذا أرادوا رؤية ستونهنج فعليهم فقط القيادة على طريق M3، وإلقاء نظرة عليه من النافذة أثناء مرورهم. هذا كل ما تحتاجه".
إذا كان الاقتراب من الحجارة يتصدر قائمة أمنياتك، فيمكنك حجز زيارة خاصة، الأمر الذي يتيح لنحو 30 شخصاً يومياً تجاوز الحواجز. ومع ذلك، فإن الطلب مرتفع، لذا تباع التذاكر قبل أشهر من الموعد المحدد للزيارة، وهي غير متوفرة على مدار العام.
كنيسة ألامو: ليست بالحجم الذي تتخيله وجدرانها تتدهور
ومثل برج بيزا المائل، فإن ألامو في سان أنطونيو بولاية تكساس الأميركية، ليس بالحجم الذي تتخيله. يبلغ طول الهيكل الأساسي للكنيسة التي يرجع تاريخها إلى 300 عام مضت 75 قدماً، وعرضه 62 قدماً فقط، كما تتدهور جدرانه الجيرية باستمرار منذ سنوات. وقد يكون مكيف الهواء هو السبب.
لا يُسمح بالتصوير في الداخل، وهذا قد يكون أمراً جيداً، وفقاً لما تفضله أنت. إذ قد تكون صفوف الدخول طويلة ومواقف السيارات صعبة، ولكنها مجانية.
هناك خطط لإعادة تطوير المنطقة بشكل كبير، بما في ذلك المزيد من المساحات الخضراء للزوار، على الرغم من أن هذه الخطط واجهت العديد من العراقيل.
ولكن ليس كل المعالم الشهيرة محبطة، فالكثير منها ستستمتع بها كما تتوقع، ولكنْ ثمة مزار سياحي بعينه قد يتجاوز توقعاتك:
كنيسة ساغرادا فاميليا: هناك شيء بها مختلف عن الكاتدرائيات الأخرى
إن كنيسة المعماري أنطوني غاودي المميزة في برشلونة، إسبانيا، ليست مشهورة عالمياً مثل نوتردام في باريس أو ويستمنستر آبي في لندن، ولكن حجمها الفريد وتفاصيلها الفريدة الرائعة قد تجعلك مفعماً بالمشاعر الجياشة.
وإذا كنت ستدفع ثمن ركوب المصعد إلى قمة أبراج المهد أو الآلام، فإن النزول إلى الأسفل يشتمل على سلالم حلزونية طويلة وضيقة، تمثل إثارة غير متوقعة. ويقدم كلا البرجين مناظر رائعة لبرشلونة.
على عكس العديد من الكاتدرائيات، فإن كنيسة العائلة المقدسة متجددة الهواء ومثيرة للإعجاب، مع نوافذ زجاجية مزينة بألوان رائعة وجريئة. الأجزاء الداخلية الشبيهة بالعظام تهدف إلى تقليد جذوع الأشجار في الغابة.
مكافأة أخرى: إنها تقع في قلب برشلونة. يمكنك بسهولة أن تزور الكنيسة في الصباح، وتغمس أصابع قدميك في البحر الأبيض المتوسط في فترة ما بعد الظهر، وتنهي اليوم بتناول التاباس واستكشاف الحياة الليلية الشهيرة في المدينة.