في اليوم التاسع من رمضان، كان فتح جزيرة صقلية عام 212هـ، وتم فكُّ الحصار عن القاهرة بعد حصارها على أثر الحرب بين الوزير شاور وأسد الدين شيركوه عام 559 هـ، وحديثاً أعلنت إندونيسيا استقلالها عن الاحتلال الياباني عام 1364ه.
فتح جزيرة صقلية
لم يكن يدور في بال الفقيه المالكي وقاضي القيروان أسد بن الفرات، أنه سيكون على رأس أسطول بحري لفتح جزيرة صقلية عام 212هـ، وقتما كانت المعارك البحرية حلماً راود المسلمين فترة طويلة، وتحقَّق بنزول "أسد" وجيشه الجزيرة لأول مرة في التاسع من رمضان 212هـ في عهد الخليفة المأمون.
إمام المذهبين وقاضي القيروان
فالرجل الذي وُلد في حرّان (جنوب شرقي تركيا الحالية) من أصل نيسابوري (بخراسان شمال شرقي إيران الحالية)، قضى حياته مرتحلاً منذ أن هاجر به أبوه إلى إفريقية، ونشأ بالقيروان وطلب فيها العلم، ثم ارتحل إلى المشرق ليأخذ عن الإمام مالك، ثم إلى العراق ليأخذ العلم عن أبو يوسف والشيباني تلميذي أبي حنيفة، ثم ارتحل إلى مصر ليأخذ العلم عن ابن القاسم من أصحاب الإمام مالك، فأصبح عالماً مالكياً، واشتغل بتدريس المذهبين الكبيرين؛ أهل الحديث المدنيون، وأهل الرأي العراقيون.
وبعد أن اشتهر بالعلم تولى القضاء بالقيروان، قبل أن يصبح فاتح صقلية.
القائد البحري فاتح صقلية
كان فتح صقلية التابعة للبيزنطيين حلماً راود المسلمين طويلاً، فالجزيرة الواقعة جنوب إيطاليا وشمال شرقي إفريقية (تونس) تُعد أكبر وأغنى جزر البحر المتوسط، وتتميز بموقع استراتيجي مهم مشرف على خطوط الملاحة البحرية.
عيَّن الأمير زياد الله بن الأغلب، "أسد" قائداً للأسطول، فتحرك بجيشه من ميناء سوسة قاصداً صقلية عام 212هـ-827م في جيش كبير وعشرات القطع الحربية، ونزلوا في مدينة "مازارا" في مواجهة جيش صقلية الرومي المكون من عشرات الآلاف من المقاتلين، وانتصر "أسد" وجيشه وهربت فلول الروم شمالاً، وأصبحت الجزيرة تابعة للحكم الإسلامي.
فك الحصار عن القاهرة
في 9 رمضان 559هـ، تم فك الحصار عن القاهرة في الحرب بين الوزير شاور بن مجير السعدي، وأسد الدين شيركوه في أثناء خلافة العاضد لدين الله آخر خلفاء الفاطميين، للسيطرة على الوزارة في الدولة، وانتهى الحال باتفاق لم يعش طويلاً، حيث قُتل "شاور" وتولى شيركوه بدلاً منه.
كان "شاور" وزير مصر الفاطمية في عهد الحروب الصليبية، وطلب مساعدة أمير دمشق نور الدين زنكي بعد أن أخذ مُنافِسه ضرغام منه الوزارة، وأرسل نور الدين، شيركوه وصلاح الدين الأيوبي لإنقاذ مصر من خطر الصليبيين، وبالفعل أعادوا "شاور" لمنصبه، لكنه غدر بهم وتحالف مع الفرنجة ودعاهم إلى مصر.
موحّد مصر والشام
عادت قوات الصليبيين مجدداً لمصر، فعاد شيركوه بجيشه لقتالهم عام 562هـ، وهزمهم وحرَّر الإسكندرية وترك عليها صلاح الدين الأيوبي، واتجه للصعيد ثم عاد للدفاع عن الإسكندرية التي حاصرها الصليبيون، واضطر إلى مصالحتهم.
وفي الحملة الثالثة، استغاث الخليفة الفاطمي العاضد بالأمير نور الدين، فأرسل مجدداً أسد الدين شيركوه وصلاح الدين بجيش كبير، هرب على أثره الصليبيون فدخل شيركوه القاهرة وقتل "شاور"، وتولى الوزارة في مصر.
أعلنت إندونيسيا استقلالها عن الاحتلال الياباني
في 9 رمضان 1364هـ، أعلنت إندونيسيا استقلال من الاحتلال الياباني، لكن مع عودة الأطماع الاستعمارية الهولندية لم تُمنح إندونيسيا الاستقلال الفعلي إلا بعد 4 سنوات.
تَعاقَب على إندونيسيا الاستعمار البرتغالي ثم الإسباني ثم الهولندي. وفي الحرب العالمية الثانية، احتلت اليابان إندونيسيا التي كانت ترزح تحت الاستعمار الهولندي، فوعدت هولندا الإندونيسيين بالاستقلال في حال ساعدوهم على طرد الجيش الياباني.
احتلت إمبراطورية اليابان الهند الشرقية التي كانت خاضعة للاستعمار الهولندي (إندونيسيا الحالية) في أثناء الحرب العالمية الثانية منذ عام 1942م وحتى 1945م، ولم تستطع هولندا الدفاع عن مستعمراتها.
وقام نظام الحكم الياباني بأعمال قمع وحشية شملت عمل عشرات الآلاف بالسُّخرة لخدمة الإمبراطورية اليابانية، وأسَّس اليابانيون ميليشيات بإندونيسيا لتكوين جيش محلي ضد هجمات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ثم شنَّت هولندا حروباً لاسترداد المستعمرات.
وبعد انهزام اليابان ونهاية الحرب العالمية، تم إعلان استقلال إندونيسيا في خطاب رسمي صبيحة يوم الجمعة 17 أغسطس/آب 1945، وقرأه أحمد سوكارنو .
لكن بعد إعلان الاستقلال، استمر الصراع الدبلوماسي والمسلح مع هولندا، إلى أن اضطرت هولندا إلى الاعتراف باستقلال إندونيسيا أخيراً عام 1949، بعد فشل محاولة تقسيم البلاد إلى جزأين جنوبي وشمالي.