شهرة أهرامات الجيزة لا تعني أنها الوحيدة في الواقع أو في كتاب التاريخ. ففي الحقيقة، هناك أمم أخرى قديمة بنت الأهرامات لأغراض عدة؛ كأماكن للعبادة، ومقابر لدفن الملوك والشخصيات البارزة.
الأسئلة الملغزة حول الأهرامات كثيرة: لماذا تنتشر الآلاف من الأهرامات في جميع أنحاء العالم؟ لماذا تتشابه بشكل غريب؟ لماذا تم بناء الأهرامات؟ ولو أنها بنيت كمقابر فلماذا كل هذا الجهد من الحضارات القديمة لإقامة هذه المعالم الرائعة؟ بالتأكيد يجب أن يكون لديهم سبب مهم للغاية.
والسؤال والأهم هو: لماذا انتشر الهرم كشكل معماري في كل هذه المناطق من العالم؟
الإجابة على هذا السؤال تفتح نافذة على عالم أشبه بالأساطير.
هل هناك حضارة تبني الأهرام قبل الفراعنة؟
هناك افتراضان أساسيان لا يقلان غرابة عن بعضهما البعض؛ الافتراض الأول يقول به بعض علماء الآثار وهو أن حضارة قديمة نشأت في العالم قبل الفراعنة واخترعت هذا الشكل الهرمي، وانتشر في العالم. هذا الافتراض دعمه الباحثان جيري كانون ومالكولم هاتون.
لكن الافتراض الأول يقف عند سؤال لماذا انتشر في كل الدنيا؟
وهذا ما يجيب عليه الافتراض الثاني الذي قدمه الباحث روبرت شوش في كتابه "رحلات البحارة المصريين حول العالم"، والذي يقول إن انتشار هذا الشكل عالمياً في العالم القديم، جاء بسبب رحلات البحارة المصريين ونقلهم هذا الفكر المعماري في أمريكا اللاتينية.
ويدلل الباحث على افتراضه بوجود تماثيل فرعونية في حضارة الأنكا تشبه التماثيل الفرعونية تماماً. وهناك استخدام ورق البردي المعروف في حوض النيل.
كما ان الأساطير الهندية تشير إلى ملمح فرعوني، حيث يحتفلون بأعيادهم في توقيت يتزامن مع بدء حكم الأسرة الفرعونية الأولى في مصر قبل 5 آلاف عام.
هل شاركت الكائنات فضائية في البناء؟
مجلة National Geographic تساءلت: كيف بالضبط ، بنى المصريون أهرامات الجيزة منذ أكثر من 4500 عام؟ يتعجب التقرير من أن الهرم الأكبر يتكون من ملايين الأحجار المقطوعة بدقة، وزن كل منها على الأقل طنان. "حتى مع رافعات اليوم ومعدات البناء الأخرى، فإن بناء هرم بحجم كبير مثل هرم "خوفو سيكون تحديًا هائلًا.
ثم هناك المغزى الفلكي للأهرامات، والتي يقال إنها تتوافق مع النجوم في حزام أوريون. وغالباً ما يشير المدافعون عن وجود المخلوقات الفضائية الغريبة إلى حقيقة أن هذه الأهرامات الثلاثة في حالة أفضل من غيرها التي بنيت بعدها بقرون.
وتتساءل National Geographic: هل بنَت مخلوقات فضائية أهرامات مصر فعلاً؟ وتمضي لتجيب.. ليس تماماً. صحيح أن العلماء ليسوا متأكدين من كيفية قيام المصريين القدماء ببناء الأهرامات – وخاصة كيف فعلوا ذلك بسرعة -، لكن هناك أدلة وافرة على أن هذه المقابر هي عمل الآلاف من البشر.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يدور فيها حديث أو تنشر فيها تساؤلات عن فكرة بناء الأهرامات بأيدي كائنات فضائية، فقد سبق أن أذاعت محطة فوكس نيوز الأمريكية المعروفة تقريرا في العام 1999 عن هذا الموضوع أثار جدلاً واسعاً وقتها.
قائمة أبرز الأهرامات حول العالم
1- مصر: أقدم أهرامات التاريخ
يظن البعض أن الأهرامات في مصر هي التي تتواجد بمنطقة الجيزة فقط، لكن في الحقيقة يوجد في مصر نحو 140 هرماً، موزعة في العديد من المحافظات، ويعتبر هرم الملك زوسر المدرج أو كما يطلق عليه البعض هرم سقارة أقدم هرم في مصر، حيث تم بناؤه 2648 قبل الميلاد.
فيما يعد أول هرم أملس يتم تشييده بنجاح، هو هرم الملك سنفرو، والذي سمي أيضاً بالهرم الأحمر وهو ثالث أكبر هرم في مصر بعد هرمي خوفو وخفرع. وللملك سنفرو هرمان آخران.
ولايزال البحث العلمي يكتشف حتى الآن معلومات جديدة عن بناء الأهرامات وأسرارها . ويفند عالم الآثار المصري زاهي حواس في مقال له، كيف بنى المصريون القدماء الأهرامات ردا على خرافة أن الأهرامات لم يبنها المصريون وأن حضارة كونية بنتها وأن المصريين بنوها بالسخرة، مؤكدا أن أهرامات مصر بناها مصريون يعملون طوال العام وليس في موسم الفيضان كما كان يعتقد البعض.
2- النوبة السودانية: أهرامات وادي الذهب
بعد حوالي 800 عام من بداية عصر الأهرامات المصرية بدأ بناء أهرامات مثيلة لها في مملكة كوش النوبية شمال السودان، أقل ارتفاعا من نظيرتها المصرية، وأكثر حدة في التصميم.
ورغم التشابه فإن أهرامات النوبة كانت أكثر عددا، حيث تم رصد حوالي 255 هرما في ثلاث مناطق في "نوبيا" – التي يعني اسمها أرض الذهب – (وهي منطقة تقع بين جنوب مصر وشمال السودان الحالية).
وأول هذه الأهرامات تم بناؤه في منطقة الكرو وكان ضريحا للملك كاشتا وابنه بعنخي الذي حكم مصر في يوم من الأيام في عهد الأسرة الخامسة والعشرين، والتي تعرف في الأدبيات التاريخية بالفراعنة السود، كما تصفهم مجلة National Geographic.
3- المكسيك: معابد الشمس والقمر في مدينة الآلهة
الأهرامات التي تم اكتشافها في المكسيك ربما تكون الشرارة الأولى التي أطلقت السؤال حول أصل الأهرامات وتاريخها، هي أهرامات موجودة في مدينة تيوتيهواكان الأثرية القديمة – والتي تعني مدينة الآلهة – بالقرب من مدينة مكسيكو سيتي في وسط المكسيك.
وقد تم بناء هذه الأهرامات كما تقول الدراسات التاريخية قبل 500 عام من حضارة الأزتك وهي عبارة عن أهرامات طينية فوقها معابد يتم الصعود إليها بسلالم مدرجة تشبه هرم سقارة – أول أهرامات مصر.
ويوجد في مدينة الآلهة هرمان مشهوران هما: هرم الشمس الذي يتعرض حاليا لمخاطر بيئية بسبب تعرضه للشمس وارتفاع الرطوبة، بالإضافة إلى أخطاء في الترميم، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وهو أكبر مبنى في مدينة الالهة تيوتيهواكان، وواحد من أكبر المباني في أميركا الوسطى.
أما الهرم الآخر فهو هرم القمر وهو ثاني أكبر مبنى في مدينة تيوتيهواكان، وبني في عام 200 قبل الميلاد…
ودائماً ما تجري المقارنة بين الأهرام المصرية والمسيكية نظراً لضخامتهما، إلا أنهما مختلفان من ناحية الهدف وطريقة البناء. فأهرامات مصر كانت مقابر للملوك بينما كان أهرامات المكسيك لغرض العبادة. وبينما كانت معظم أهرامات مصر ملساء، كانت أهرامات المكسيك مكونة من مصاطب.
4- اليونان: الأهرامات مقابر "فرعونية"
يروي التاريخ الكثير عن العلاقات المصرية اليونانية في العصور القديمة ولعل وجود مجموعة مجموعة من الأهرامات بنيت في منطقة أرجوليد باليونان على الطراز المصري الفرعوني، وسميت بأهرام "أرجوس"، يؤكد هذه المقولات التاريخية.
وكما أن أهرامات الفراعنة كانت مقابر أو أماكن "ينام فيها جثمان الفرعون الملك"، انتظارا للعالم الآخر، فإن الأهرامات اليونانية كانت مقابر ايضا تأثرا بذلك الفكر الفرعوني. ويعتبر أشهر هرم بهذه المنطقة هو هرم هيلينيكون.
ويعتقد أن الهرم بني لدفن جنود قتلوا في معركة خلال الصراع على عرش مدينة "أرجوس" اليونانية، كما أشيع أنه استخدم لدفن شخص يدعى أرجوس قتل في معركة وقعت أحداثها في العام 669 قبل الميلاد، وذلك وفقاً لعالم الجغرافيا والرحالة اليوناني باوسانياس.
5- إيطاليا: الهرم النوبي في سيستيوس
هرم سيستيوس هرم قديم يعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ويقع في مدينة روما بالقرب من حي سان باولو ومقبرة البروتستانت.
والهرم الذي تم بناؤه من الطوب المغطى بألواح من الرخام الأبيض له قاعدة من الحجر الجيري مربعة الشكل، طول الضلع 30 مترا، يرتفع إلى 37 مترا، وفي داخله غرفة دفن بسيطة. وقد تعرض الهرم للنهب في عصور قديمة.. وكان للقبر مدخل تم إغلاقه عند بنائه.
وقد تم اكتشاف الهرم الإيطالي في العام 1660، وهناك دراسات تاريخية تنسب هذا الهرم لأهرامات مروي السودانية، حيث يشبهها من حيث الارتفاع الحاد والقمة المدببة. ويؤكد هذا الافتراض على أن روما كانت تحتل مملكة مروي في يوم من الأيام.. وفي التاريخ القديم ما يبرر انتقال فكرة الهرم إلى إيطاليا.
هرم سيستيوس ليس الوحيد في روما التي تحتضن هرما آخر أكبر هو هرم رومولوس الذي تعرض للهدم في القرن السادس عشر الميلادي قبل أن تعيد إيطاليا ترميمه مرة أخرى.
6- الصين: أهرامات بقمم مستوية
في العام 2017 كشف علماء الآثار عن وجود نموذج من الأهرامات في مدينة تشنغتشو بمنطقة نيهان وسط الصين، هي أهرامات بنيت كمقابر وأضرحة لأجساد أباطرة الصين الأوائل، وتتميز هذه الأهرامات بقمم مستوية، وتتشابه مع الأهرام المكسيكية الموجودة في مدينة تيوتيهواكان.
أهرامات الصين المفقودة، كانت موضوع وثائقي لقناة ناشيونال جيوجرافيك، قدم رحلة إلى "وادي الملوك" بالصين، في عصر الروائع وهو عالم الأباطرة الأوائل بالصين، وذلك لاكتشاف المقابر الضخمة للأهرامات الغنية بالثروات المدهشة استعدادًا لحياة أبعد من الخيال بعد الموت.
في عام 221 قبل الميلاد، قام الإمبراطور الأول للصين بتوحيد الممالك المتحاربة في أمة واحدة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا. ولتخليد إنجازاته، شيَّد الإمبراطور مقبرة ليس لها مثيل في الصين، وتُعتبر أحد أكبر المقابر الموجودة في العالم.
أما الأسرة الحاكمة الثانية بالصين، وهي أسرة هان، فقد توارثت هذا التحدي الكبير من الإمبراطور الأول. فكان عليهم تشييد أضرحة كبيرة لكي يحظوا بالاحترام ويبرهنوا على أحقيتهم في الحكم. ولكن كان عليهم القيام بهذا الأمر دون التسبب في إفلاس خزائن الأمة وقمع الآلاف من العمال. ليتم اكتشاف قصور كاملة تحت الأرض، ما جعل البعض يعتقد أن بناة مقابر أسرة هان عرفوا "هندسة الخلود"، وذلك عن طريق تغطية المقابر بطبقات من الفحم والطين لمنع دخول الهواء والماء.
7- اسبانيا: لغز أهرام غويمار
هي 6 أهرامات موجودة في منطقة غويمار بمدينة تينيريف الأسبانية بجزر الكناري، التابعة لإسبانيا، تم اكتشافها في التسعينيات من القرن الماضي، وما زالت تمثل لغزاً عند الكثير من علماء الآثار، الذين يقول بعضهم أنها تعود إلى 600 قبل الميلاد.
أهرامات غويمار كانت في الأصل عبارة عن 9 أهرامات لم يتبقي غير 6 منها. وهي أهرامات ذات قاعدة مستطيلة الشكل ومدرجة، وبنيت من أحجار بركانية.
ولا يزال سبب بنائها غير محدد، أو من الذي أمر ببنائها، فهي رموز حضارة قديمة جداً وغامضة ولا يعرف عنها إلا القليل.. ورغم أنها متطورة، لكن ليست هي الحضارة التي تحدث عنها أفلاطون، بما يستبعد معه أن يكون هذا هو موقع قارة أطلانتس القديمة المفقودة.
فرغم قدمها وتطور تصميمها إلا أنها لا تقدم الدليل على أنها أتلانتس، كما أشار بعض الباحثين، مستشهدا بأن أحد الأدلة يقع في جزر الكاناري أمام شواطئ شمال أفريقيا، حيث يعتقد أن هذه الجزر هي قمم جبال أطلنطا، وهي الجزء الوحيد الذي بقي ظاهراً فوق الماء.
8- العراق: الهرم ثلاثي المصاطب
زقورة أور، يصطلح عند البعض تسميته بالهرم لأنه مكون في الأصل من ثلاث طبقات أو مصاطب، وهو يعد من أقدم المعابد التي بقيت في العراق حيث يقع على نحو 40 كم إلى الغرب من مدينة الناصرية (340 كلم جنوب بغداد)، في أعلاه معبد مخصص لعبادة كبير آلهة المدينة "سن".
ومن بين أسباب بناء تلك الأهرامات، أن يهرب إليها الكهنة عندما ترتفع المياه، كونها مرتفعة، هذا إلى جانب وظيفتها لتأمين الكهنة من التلصص على طقوسهم في المعابد.
9- كمبوديا: المعابد الهرمية
براسات ثوم، هو معبد على شكل هرم موجود في كمبوديا، مكون من 7 طبقات، ويصل ارتفاعه إلى 36 متراً، تم بناؤه في عهد الملكين جيافارمان وهارشافارمان من إمبراطورية الخمير الهندية.
وفي كمبوديا أيضا تقع أهرامات أنجكور والتي أقيمت كمعابد. وهي أهرامات مدرجة تشبه الأهرامات المصرية، بنيت في عهد مملكة الخمير بين عام 900 و 1200 ميلادية.