هل يملكون الوقت للقراءة؟ قد يتبادر هذا السؤال إلى الذهن عند محاولة التعرف على الذائقة الأدبية لقادة العالم. والإجابة نعم، مِن كتب الخيال العلمي إلى الأبراج، تقدِّم كتبهم المفضلة لمحةً عن شخصياتهم المسترخية خلف الستار السياسي.
صحيفة Elpais الإسبانية نشرت الكتب والروايات المفضلة لزعماء العالم الأكثر نفوذاً، ليتبين تنوُّع ألوان تفضيلاتهم واختلافها الكبير. يجدون فيها ملاذاً ونافذة للانسحاب من ضغط الواقع إلى عالم يعجُّ بالأبطال على الأرض وفي كواكب أخرى!
بيل كلينتون: هذه السيرة الذاتية
يتذكر الجميع بيل كلينتون وهو يعزف على آلة السكسفون في أثناء حملته الانتخابية. لكن الموسيقى ليست هواية كلينتون الوحيدة، حيث يعد الرئيس الأميركي السابق من محبي القراءة.
وقال في لقاء إعلامي إن كتابه المفضل هو "أعرف لماذا يغني الطائر المسجون في قفص I Know Why the Caged Bird Sings" للمؤلفة مايا آنجيلو. والكتاب سيرة ذاتية لسنواتها المبكرة.
تعكس هذه السيرة الذاتية الوضع في أميركا أواخر الثلاثينيات. وبلغ حُب كلينتون هذه المؤلفة إلى درجة استدعائها لقراءة قصيدة خلال حفل تنصيبه سنة 1993.
جورج بوش الابن: كل ما له علاقة بالبيسبول
خلال الحملة الانتخابية لسنة 2000، أعلن الرئيس السابق جورج دبليو بوش، أنه لا يشعر بأن هناك شخصية أدبية تُمثِّله، وأكد أن نشاطه الثقافي المفضل يكمن في البيسبول.
لكنه اعترف بحبه قصص المؤلف البريطاني جون لو كاري الجاسوسية (أو لو كارييه مثلما ينطقها بوش).
باراك أوباما: قائمة سنوية للكتب المفضلة
لم يكن لو كاري من المؤلفين المفضلين لدى باراك أوباما، أحد القراء الاستثنائيين الذين حكموا البيت الأبيض. وعندما كان طالباً، تأثر جداً بقصة "لمن تدق الأجراس؟ For Whom the Bell Tolls" لإرنست هيمنغواي.
كما قرأ أوباما قصة "الحرية Freedom" للكاتب الشاب جوناثان فرانزن، الكتاب الذي ازدادت مبيعاته بشكل مهول بعد أن نصح أوباما بالاطلاع على مؤلفاته.
ونظراً إلى أنه من القراء الانتقائيين، يُعد أوباما من المؤثرين الأدبيين الذين ينشرون في نهاية كل سنة الكتاب المفضل بالنسبة له خلال الأشهر الـ 21 الأخيرة.
وفي سنة 2017، كان كتاب "القوة The Power" للكاتبة البريطانية نعومي ألدرمان، الأفضل بالنسبة للرئيس الأميركي السابق.
ترمب: لم يقرأ كتاباً منذ سنوات
بالنسبة لساكن البيت الأبيض الحالي، لا تعد الكتب من اهتماماته. وأكد الرئيس دونالد ترمب، أنه لم يقرأ كتاباً منذ عدة سنوات. في المقابل، أظهر إعجابه بكتاب "فن الحرب The Art of War" للصيني سون تزو.
بوتي: قصص الصراع النفسي
ومِن كتب الرئيس الروسي المفضلة رواية "الجريمة والعقاب" لفيودور دوستويفسكي، التي تعد أحد أهم أعماله الأدبية عن الاغتراب والتفكك الاجتماعي والنفسي في زمن التحولات السريعة.
ماكرون: موليير وبودلير وإميل زولا
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيستطيع أن يستعرض أحداث مسرحية "عدو البشر Le Misanthrope"، لصاحبها موليير، دون العودة إلى أي مرجع وأمام الصحافة.
حصل ماكرون على بكالوريوس في الفلسفة من جامعة نانتير، بعد أن قدم أطروحة مشروع التخرج حول الفيلسوف الألماني هيغل. أما الكتاب المفضل لديه، فهو "أزهار الشر Les Fleurs du mal" للكاتب تشارلز بودلير. ويفضل سلف ماكرون، فرانسوا هولاند، رواية "جرمينال Germinal" للكاتب الفرنسي إميل زولا.
جاستن ترود: قصص الخيال العلمي
من جهته، أكد رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، أنه قارئ متحمس ويميل إلى روايات ستيفن كينغ المرعبة والخيالية، مثل "البريق The Shining".
رئيس الوزراء الإسباني: الروايات البوليسية
في حوار إذاعي، أشار رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، إلى تفضيله كتاب "سر العارضة المتشردة El Secreto de la Modelo Extraviada" لصاحبه إدواردو مندوثا. وقال إن "هذه القصة ذات طابع بوليسي، كما أنها مثيرة للاهتمام، وتساعد على الشعور بالراحة والاسترخاء".
كما كشف راخوي أنه مُحب للقصص التاريخية، في حين لم يتوانَ عن طرح أحد العناوين التي قرأها، وهي قصة "فارس الكانترا El caballero de Alcántara" لصاحبها خيسوس سانشيز أداليد. ونصح راخوي بقراءة إحدى الروايات التي سجلت أفضل المبيعات، "الوطن-Patria"، للكاتب أرامبورو.
تيريزا ماي: أعمال جاين أوستن
من جانب آخر، تحبذ رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، القصص البوليسية، خاصة مغامرات إليزابيث بينيت في رواية "كبرياء وتحامل Pride and Prejudice" للكاتبة الأميركية جاين أوستن.
أنغيلا ميركل: الروايات والأبراج
وتفضِّل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، رواية "التحول في العالم La Transformaciones del Mundo" للكاتب يورغن أوسترهاميل… كما لا تمانع أن تطَّلع على كتب الأبراج.