اعتُبر “عملاً وحشياً عديم الفائدة” سينهار بعد 20 عاماً.. كيف صمد برج إيفل 129 عاماً؟

لكن، هل تعلم أن هذا البرج الحديدي سيمر على بنائه 129 عاماً هذا الشهر، رغم أنه بُني ليصمد 20 عاماً لا أكثر، حسب التوقعات وقتها.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/08 الساعة 09:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/06 الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش

ما الصورة التي تتبادر إلى مخيلتك عندما تسمع اسم العاصمة الفرنسية باريس؟ برج إيفل بكل تأكيد.

لكن، هل تعلم أن هذا البرج الحديدي، الذي يبلغ طوله 324 متراً، سيمر على بنائه 129 عاماً هذا الشهر، وتحديداً السبت 31 مارس/آذار 2018، رغم أنه بُني ليصمد 20 عاماً لا أكثر، حسب التوقعات وقتها.

في البداية: عمل "وحشي" لن يمكث 20 عاماً

اختير مشروع تشييد البرج من بين 107 مشروعات مقدَّمة للمشاركة في المعرض العالمي لعام 1889، بمناسبة الذكرى المئوية الأولى للثورة الفرنسية.

وقد اشترك فيه كل من المعماري ورائد الأعمال غوستاف إيفل، والمهندسون موريس كويشلن، وإميل نوغير، والمهندس المعماري ستيفن سوفيستر.

لم يكن كل شيء مثالياً فيما يتعلق بهذه التحفة المعمارية؛ إذ واجهت عمليات التشييد العديد من الانتقادات في البداية، ونشبت الكثير من الاحتجاجات في أثناء فترة إنشائه، بحسب موقع BBC الإسباني.

إذ نشرت صحيفة Le Temps الفرنسية، في 14 فبراير/شباط عام 1887، رسالةً شكَّك خلالها العديد من الفنانين والمهندسين المعماريين وعدد من الشخصيات البارزة في هذا العمل، باعتباره تهديداً للذوق والثقافة الفرنسية في قلب عاصمة النور، واصفين إياه بالعمل "الوحشي" عديم الفائدة.

وفي نَص هذه الرسالة، كتب المنتقدون: "خلال 20 عاماً، سوف نلاحظ انحسار ظل هذا البناء الحديدي الكريه عن مدينتنا".

في البداية، صدّق الكثيرون أن هذا البرج سوف يتداعى بعد 20 عاماً، ولكن كانت لدى غوستاف إيفل خطط أخرى لتحفته العظيمة.

كيف بقي صامداً كل هذه المدة؟!

منذ لحظة اقتراح المشروع في عام 1886، استعان إيفل بالعلم؛ لكونه الحامي الوحيد ضد أعداء فكرته.

لذا، منذ لحظة افتتاحه في 31 مارس/آذار عام 1889، استُخدم البرج كمعملٍ للعلوم الطبية والتجارب العلمية، كما هو موضَّح في الموقع الرسمي لبرج إيفل.

وفي الطابق الثالث، اتخذ غوستاف لنفسه مكتباً؛ لمراقبة ورصد الظواهر الفلكية والفيزيائية، فهو مخصص لهوائيات البث الإذاعي والتلفازي.

إذ يتكون البرج من 3 طوابق، فيما يحتوي كل من الطابق الأول والثاني على مطعم Le 58 Tour Eiffel، وLe Jules Verne.

للوصول إلى الطابق الأول والثاني، يمكن استعمال السلالم التي تحتوي على 1665 درجة، أما الطابق الثالث، فلا يمكن الوصول إليه إلا بالمصعد، ويحتوي البرج على 8 مصاعد.

ومع ازدياد أهمية البرج، برهن التاريخ على أنه استطاع الصمود رغم انتهاء "تاريخ الصلاحية" الذي افترضه أعداؤه منذ البداية.

برج إيفل في أرقام

سنتعرف هنا أكثر على برج إيفل الذي سيطفئ هذا الشهر شمعته الـ129 في أرقام.

1- بُني في 26 شهراً

بدأت أعمال البناء في 26 يناير/كانون الثاني 1887، واستمرت سنتين وشهرين و5 أيام، أي ما إجماليه 26 شهراً، لتنتهي في 31 مارس/آذار 1889، لكن البرج افتُتح رسمياً في 6 مايو/أيار من السنة نفسها.

2- 50 مهندساً أشرفوا على العمل

شارك في بنائه ما يقارب 50 مهندساً و300 عامل، فيما يتكون البرج من 18038 قطعة من الحديد، مثبَّتة بواسطة 2.5 مليون مسمار، ويقدر وزنه الجملي بـ10.100 أطنان.

3- بـ300 متر كان الأطول بالعالم

أما مساحته، فهي 15.625 متراً مربعاً، ووصل ارتفاعه وقت إنشائه إلى 300 متر، ثم بعد إضافة الهوائي الخاص بالبث الإذاعي والتلفازي، أصبح ارتفاعه 324 متراً، ما جعله في تلك السنوات يُعد من أطول بنايات العالم.

وظل برج إيفل أطول مبنى في العالم 41 عاماً، حتى سنة 1930، تاريخ تشييد مبنى كرايسلر في مدينة نيويورك.

4- كلَّف 8 ملايين فرنك ذهبي

بينما بلغت تكلفة بناء برج الـ300 متر -كما كان يعرف قديماً- نحو 8 ملايين فرنك ذهبي فرنسي، أي ما يعادل حالياً 34 مليون دولار أميركي.

5- 20 ألف مصباح

يحتوي برج إيفل على 20 ألف مصباح، فيما يستهلك سنوياً 7.8 ملايين كيلووات.
هناك شخص -يدعى إيفان تشتشيجلوف- حاول تفجير برج إيفل باستخدام الديناميت، والسبب هو أن إضاءة المصابيح تمنعه من النوم ليلاً، لكنه اعتُقل قبل تنفيذ العملية.

6- عدد الدرجات في سلالم الركيزة الشرقية: 1.665 درجة
7- المسافة التي تقطعها المصاعد في برج إيفل سنوياً تساوي 103 آلاف كيلومتر، أي ما يساوي المسافة للدوران حول العالم مرتين ونصف.
8- عدد زوار البرج في العام الواحد يصل إلى نحو 7 ملايين زائر.