ماذا تناول المسيح في لوحة “العشاء الأخير”؟ الكشف عن افتقاد دافنشي للواقعية

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/09 الساعة 06:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/05 الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش

مات الرسام والفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي قبل 500 عام تقريباً، لكننا ما زلنا نكتشف المزيد من الأسرار عن أعماله الفنية.

لعدة قرون لم ينتبه حتى خبراء الفن إلى هذه التفصيلة الهامة في تحفة ليوناردو دافنشي "العشاء الأخير-Last Supper"، ما الذي كان يأكله السيد المسيح والحواريون الاثنا عشر في هذه اللوحة بالضبط؟ ربما يرجع عدم معرفة الإجابة إلى حالة اللوحة الأصلية التي لم تُحفظ بشكل جيد.

ورغم هذا، يرجِّح الفريق الذي عمل على ترميم اللوحة في القرن الـ20، أن هذا العشاء كان من المأكولات البحرية، بحسب ما نقلته النسخة الألمانية لـ"هاف بوست".





إلا أن جون فاريانو، أستاذ تاريخ الفن في كلية Mount Holyoke الأميركية، يرى أن المائدة كانت تحتوي على الخبز والنبيذ، وثعبان البحر المشوي المزين بشرائح الليمون والبرتقال، ويبرر افتراضه بأن هذه الأطعمة لم تكن مألوفة في زمن السيد المسيح، ولكنها كانت كذلك في وقت ليوناردو دافنشي نفسه.

وللتأكد من صحة هذا الافتراض، سافر ستيفان غيتس، الخبير في المأكولات العالمية، بناءً على طلب من شبكة BBC البريطانية، إلى المكان الذي رُسمت فيه اللوحة، وتحديداً كنيسة سانتا ماريا ديلي غراسي في مدينة ميلانو الإيطالية.

وأوضح غيتس أنه إذا كان هذا الطعام هو ثعبان البحر، فإن هذا سيكون في الواقع خطأً فادحاً لدافنشي؛ لأن ثعبان البحر لم يكن من المأكولات في زمن المسيح، كما أنه عبارة عن قِطع صغيرة جداً، ويستبعد أن يكون ثعبان البحر.

فيما يرجح أن يكون هذا الطبق هو وجبة سمك؛ وذلك لكونها رمزاً مهماً في المسيحية، فيما لم يحدد نوع السمك بالضبط أو طريقة طهيه.

وقد لاحظ غيتس أيضاً أنه "لا أحد يلمس الطعام"؛ إذ إن اللحظة التي صورها دافنشي، كانت اللحظة التي يتنبأ فيها بأن أحد الحواريين سيخونه ويخبرهم بذلك، فيما كانت وجوههم تصور حالة دهشة.

أعمال تظهر تحت الأشعة فوق البنفسجية



وبخصوص أعمال دافنشي، وعلى صعيدٍ آخر، فمن المقرر أن تُعرض 144 من أعظم لوحاته ورسوماته في 12 مدينة مختلفة ببريطانيا، في أكبر معرض من 65 عاماً، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

ومن ضمن هذه الأعمال، لوحتان حديثتا الاكتشاف، هما رسمان خفيَّان باليد، معروضتان تحت الأشعة فوق البنفسجية.





وقد ظل الباحثون يعتقدون أن عمله Study of Hands الذي درس فيه أيدي الشخصيات في لوحة، و Adoration of the Magi هو قِطع ورقية فارغة إلى أن اكتُشِف أنها رسومات، بعدما خضعت لدراسة مخبرية في جامعة أكسفورد البريطانية.

الرسومات من تقديم أمانة المجموعة الملكية البريطانية The Royal Collection، وتعكس عشق الفنان فنون العمارة والموسيقى والتشريح والهندسة ورسم الخرائط، وعلمي الجيولوجيا والنبات، كما تضم مواد الرسم كالأقلام والحبر والطباشير الأحمر والأسود والألوان المائية والرسم بالقضبان المعدنية المدببة.