عرب في الأناضول وتركمان في بلاد العرب.. هكذا يتوزع العرب والترك على حدود تركيا وسوريا والعراق

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/22 الساعة 01:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/22 الساعة 01:46 بتوقيت غرينتش

يشكل العرب ثالث أكبر مجموعة سكانية في تركيا، ويتوزعون في مناطق مثل أنطاكية (هاتاي ولواء إسكندرون) وماردين وأورفا ومرسين وأضنة وعنتاب وعثمانية وكلس.

وبخلاف الفكرة الشائعة عن تركز المهاجرين العرب في إسطنبول والمدن الكبرى، يعيش عرب تركيا (العرب لساناً والأتراك مواطنة) في جنوب ووسط وشرق الأناضول.

من هم عرب تركيا


وكثير من العرب الأتراك من المواطنين السنة وهناك نسبة كبيرة من العلويين خاصة في أنطاكية وهاتاي، وهناك أيضاً حي مسيحي عربي في هاتاي ومئات من المسيحيين العرب الأتراك في أنطاكية التي توجد فيها بطريركية أنطاكية التاريخية الأرثوكسية الشرقية.

في العام 2006 قدرت نسبة من يتحدثون اللغة العربية كلغة أم من المواطنين الأتراك بخمسمائة ألف مواطن تركي، ولكن تقديرات أعداد عرب تركيا ربما تكون ضعفي هذه الدراسة، ويتوقع أن تزيد الأعداد مع موجات الهجرة والتوطين الأخيرة (رابط خبر تجنيس السوريين)
إذ تتراوح الأرقام حسب إحصاءات مختلفة بين المليون ونصف والمليوني مواطن تركي عربي قبل 2011، لكن أرقام تعداد السكان التركي الرسمي لا تتضمن إحصاءات عن العرق.

ولا يستخدم مصطلح "الأقلية" لوصف العرب أو الأكراد من المواطنين الأتراك، فالأقليات المعترف بها رسمياً كأقلية هي المنصوص عليها في معاهدة لوزان وهي الأرمن واليونانيون واليهود، لكن الأكراد الذين يشكلون قرابة خمس السكان والعرب لا يعتبرون أقلية بالمعنى الرسمي والقانوني.

لهجات عرب تركيا


ويتحدث العرب الأتراك نوعين من اللهجات العربية، ففي هاتاي يتحدثون العربية الشرقية وفي جنوب وشرق الأناضول يتحدثون بلهجة بلاد ما بين النهرين العربية.

ولا يجد العرب الأتراك صعوبة في العيش مع غيرهم من المواطنين الأتراك، إذ يتكلم غالبهم التركية أيضاً التي تعتبر لغة التعليم والعمل والمعاملات الرسمية، بينما يتحدث كثير منهم في البيت ومع الأقارب بلهجات عربية مختلفة بعضها أقرب للهجات السورية في إدلب والرقة ودير الزور، وبعضها أقرب للهجات شمال العراق وغربه في الموصل.

ويلاحظ أن نسبة غير محددة من العرب الأتراك لا تجيد أو لا تستطيع القراءة بالعربية لكنها تجيد الحديث الشفوي بها.

وفي ماردين المدينة التي يكثر فيها الحديث بالعربية، يقدس الناس نظام العائلة والأسرة والبيت، فيسأل أحدهم الآخر ليتعرف عليه أسئلة (من بيت من أنت؟ أو ما هي عائلتك؟ أو من هو جدك أو كبير عائلتك؟) كطريقة للتعارف على شخص ما

من أين جاء عرب تركيا؟


قبل الفتوحات الإسلامية وقبل هجرة القبائل التركية للأناضول من آسيا الوسطى، هاجرت العشائر العربية إلى ديار بكر (نسبة لقبيلة بكر بن وائل ولا تزال تحمل الاسم نفسه حتى الآن Diyarbakır)
وتوزعوا في المنطقة المحيطة بمحافظة دياربكر الحالية، وانتشروا في المنطقة بين الموصل ودير الزور ودياربكر، ويسكن بعضهم في السهول والمناطق الجبلية ويميز هؤلاء تكلمهم بلهجة خاصة تشبه لحد ما اللهجة البدوية، بينما يقيم كثير منهم في المدن والبلدات الكبرى مثل أورفا (الرها قديماً) وماردين ويتكلمون "لهجة أهل الجزيرة" أو اللهجة الجزراوية وهي لهجة قريبة من الفصحى لاحتوائها على كلمات قديمة لكنها تأثرت حالياً باللغة التركية.


وهناك الكثير من القبائل العربية البدوية في تركيا، ومنها بنو زيد بالقرب من حرّان في أورفا، وعشيرة جميلة التي تنتشر في البادية السورية والعراق أيضاً.

أتراك سوريا والعراق


يعيش مئات الآلاف من التركمان في العراق وسوريا وغيرها من البلاد العربية منذ حكم الدولة العثمانية للشام والعراق وأحياناً قبلها، فقد بدأت الهجرات التركية لبلاد الشام والرافدين من القرن السابع واختلط التركمان بالعرب منذ ذلك الوقت وتضاعف في القرن الحادي عشر في زمن السلاجقة
ويعتبر التركمان ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق وسوريا، وتتراوح التقديرات غير الدقيقة بين نصف مليون إلى مليونين ونصف مليون تركماني عراقي، وربع مليون إلى مليون تركماني سوري لكن لا توجد إحصاءات دقيقة حول الأعداد والنسب العرقية في سوريا والعراق.

ويتكلم التركمان بلهجة قريبة من اللغة التركية في الأناضول وتكتب بالحروف اللاتينية الجديدة وتعتبر لهجة من لهجات اللغة التركية.

هاجر التركمان إلى العراق قبل حكم الأتراك السلاجقة والعثمانيين، لكن الموجات الكبرى من الهجرى كانت لتولي المسؤوليات الإدارية والعسكرية أيام السلاجقة عام 1055م.

وتوسع العثمانيون في عهد السلطان سليمان القانوني وبعده، حيث شجعت الدولة هجرة التركمان من الأناضول لشمال العراق، ولا يزال كثير من التركمان يعيشون في المناطق ذاتها التي عاش فيها أجدادهم وينتمي نصفهم للمذهب السني ونصفهم للمذهب الشيعي.

وفي سوريا كان التركمان يشاركون في الحكم بحلول القرن الثاني عشر حينما تولى عماد الدين زنكي التركي ولاية حلب وما حولها، وكانت خدماتهم العسكرية سبب استقرارهم حول حلب ودمشق وكان لديهم وجود على ساحل الشام والجولان.

وتأثر التركمان كثيراً بالعرب والكرد الذين يعيشون معهم كما أثروا فيهم، ودخلت كثير من المفردات اللغوية التركية للهجات العامية العربية، وتداخل التراث والعادات والتقاليد بين المجتمعات التركمانية والعربية والكردية، لكن الحروب في سوريا والعراق أدت لحملات تهجير وتوترات عرقية جعلت التعايش بين الجماعات العرقية أكثر صعوبة.

علامات:
تحميل المزيد