الجمع والطرح والضرب والقسمة.. من أين أتت الرموز الرياضية الحالية؟

تمتلئ الرياضيات بالرموز.. خطوط، ونقاط، وأسهم، أحرف إنكليزية أو عربية أو لاتينية.. فهي تبدو كخليط غير مقروء لمن لا يعرف قواعد الرياضيات، فيمكن أن تجد هذه الرموز المحيِّرة وتتساءل من أين أتت كل هذه الرموز؟ وهو ما يحاول هذا التقرير أن يجيب عليه بعد البحث في عدة مراجع.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/11 الساعة 08:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/11 الساعة 08:13 بتوقيت غرينتش

تبدو الرياضيات لغةً كونيةً؛ فهي تستخدم الرموز الرياضية ذاتها في كل مكان حول العالم رغم اختلاف اللغات والثقافات وحتى الأرقام.

وتمتلئ الرياضيات بالرموز.. خطوط، ونقاط، وأسهم، أحرف إنكليزية أو عربية أو لاتينية.. فهي تبدو كخليط غير مقروء لمن لا يعرف قواعد الرياضيات، فيمكن أن تجد هذه الرموز المحيِّرة وتتساءل من أين أتت كل هذه الرموز؟ وهو ما يحاول هذا التقرير أن يجيب عليه بعد البحث في عدة مراجع.

علاماتي اليساوي والقسمة وغيرهما


في القرن السادس عشر، قام الرياضي روبرت ريكورد بتأليف كتاب ليعلم الطلاب الإنكليز الجبر، ولكن تكرار كتابة كلمة (يساوي) مرات كثيرة أصابته بالإرهاق والملل من كثرة استخدامها وطولها، فكان حلُّه استبدال هذه الكلمات بخطين أفقيَّين متوازيَين، حيث اعتبر أنه لا يمكن أن يكون هناك أكثر تساوياً من شَرطتين متوازيتين متساويتين في الطول، وربما كان يمكن أن يستخدم 4 خطوط بدلاً من اثنين، وربما وضعهما بشكل رأسي، وبالفعل هناك من فعل ذلك! لا يوجد سبب واضح آخر يفسر لماذا ظهرت علامة "يساوي" بهذه الطريقة التي تبدو بها الآن..

فقد وجد ريكورد، الذي وضع علامة (=) بمعناها الرياضي الحالي، أن هناك علاقة ذهنية بين تساوي الخطين في الرمز وتساوي القيمة الرياضية، ومن هنا جاء المعنى.

وأتت علامة الضرب غالباً من حرف "x" صغير، ويُعزى استخدامها أولاً إلى ويليام أوغترد في منتصف القرن السادس عشر بملحق لمطبعة كتاب عن اللوغاريتمات.


واستخدم عالم الرياضيات السويسري يوهان راهن في عام 1659، علامة القسمة المعروفة في كتاباته عن الجبر، لكن علامة القسمة تختلف أحياناً في البلاد غير الناطقة بالإنكليزية فقد تكتب هكذا (a:b) أو ( / )

مثال آخر هو علامة (+) التي جاءت من تكثُّف طرفي (أو نهايتي) الحرف اللاتيني & الذي يعني (و) أو (أيضاً) أو بالإنكليزية and.


كريستشيان كرامب قام باستخدام علامة التعجب (!) للعدد التخيلي، وهو العدد الذي يساوي جذر السالب واحد في الأعداد المركبة.

وفي الحقيقة، فإن كل هذه الرموز الرياضية قد وُضعت بواسطة رياضيِّين أرادوا عدم تكرار أنفسهم أو استخدام كلمات كثيرة للتعبير عن معادلة رياضية ما أو فكرة رياضية.

حروف أبجدية صارت رموزاً رياضية



وتُستخدم الكثير من حروف الأبجدية اللاتينية أو اليونانية للتعبير عن رمز رياضي، فالعديد من حروف الأبجدية اللاتينية، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، تُستخدم حالياً في الرياضيات والعلوم والهندسة للدلالة على ثوابت محددة أو متغيرات من نوع معين، أو وحدات أو مضاعفات أو اختصارات أو معانٍ خاصة.

وصارت هذه الرموز تُستخدم بغض النظر عن اللغة نفسها، فهي تدمج وسط معادلة مكتوبة بلغة إنكليزية أو عربية أو إسبانية أو غير ذلك، وتسمى غالباً بأسمائها اللاتينية الأصلية مثل دلتا، وألفا، وبيتا، وإبسليون.

والرموز الرياضية تشتمل على الأرقام العشرية والحروف اللاتينية واليونانية، وهناك اتفاق حول توحيد الرموز الرياضية صار عالمياً، ويتضمن استخدام أحرف رياضية خاصة تشتمل على جميع الخصائص اللازمة للتمييز عن الأبجدية العادية، على سبيل المثال: في الرياضيات يكون حرف (A) المائل له معنى مختلف عن الحرف العادي.

ومن الرموز اليونانية المستخدمة (ألفا) و(فاي) و(أوميغا)، وغيرها من الحروف اليونانية القديمة التي كانت تُستخدم كلغة رسمية للإمبراطورية البيزنطية ومقرها القسطنطينية (إسطنبول الحالية)، ومنها امتدت أراضيها لمعظم أنحاء البحر المتوسط، وقد أعيد إحياء هذه الرموز بصفة خاصة وصارت عالمية مع عصر النهضة الأوربية في القرن الخامس عشر حينما استُخدمت لنشر الاكتشافات العلمية الحديثة حينها.

وتُستخدم أحياناً للتعبير عن رقم معين كاختصار مثل علامة (باي) التي تستخدم النسبة الثابتة (π) المعروفة باسمها، وصارت هذه الرموز الرياضية تقصر من الكتابة الرياضية.

خدمة إلكترونية تتيح كتابة الرموز


نظراً إلى صعوبة كتابة الرموز الرياضية على الحواسيب، فهناك خدمة Paperspade تتيح للطلاب كتابة الرموز الرياضية، دون الحاجة لكتابة أي رمز؛ بل مجرد الكتابة باللغة الإنكليزية كما هو الحال عند كتابة أي نص عادي باللغة الإنكليزية.