“تاتا.. نُنَّه.. بح”.. تعرَّف على قصص كلمات هيروغليفية ما زال المصريون يستخدمونها

ولعل أقدم ما توصل إليه العلماء من الكتابات الهيروغليفية، هو مخطوط رسمي كُتب بين عامي 3300 و3200 قبل الميلاد

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/30 الساعة 05:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/30 الساعة 05:53 بتوقيت غرينتش

تنتشر في اللهجة المصرية التي يتحدثها المصريون حالياً، العديد من الكلمات التي لا يعرفها كثير من الدول العربية، ولم يرِد معظمها في قواميس اللغة، وعند البحث عن أصول هذه الكلمات نجد أنها إما تعود للعهد الفرعوني وأن لهذه الكلمات المستخدمة شبيهاتها في اللغة المصرية القديمة والمعروفة باللغة الهيروغليفية، وإما أنها تعود للعهد القبطي اللاحق للعصر الفرعوني مع بدايات القرن الأول الميلادي في مصر، وهي لفظة مشتقة من كلمة يونانية قديمة "ايجيبتوس " Aigyptus"، وهي الكلمة التي استخدمها اليونانيون في إشارة منهم لمصر القديمة والنيل معاً.

والهيروغليفية هي الكتابة التي استعملها الفراعنة بمصر القديمة في تدوين تاريخهم وأخبارهم بالمخطوطات البردية وعلى جدران المعابد والمسلات والتماثيل والمقابر الفرعونية، واستخدموا فيها رسومات لمخلوقات حية من حيوانات وزواحف وحشرات ونباتات.

ولعل أقدم ما توصل إليه العلماء من الكتابات الهيروغليفية، هو مخطوط رسمي كُتب بين عامي 3300 و3200 قبل الميلاد

ويرصد هذا التقرير أكثر الكلمات القديمة شيوعاً في أوساط المصريين، والتي يستخدمها العديد منهم في حياتهم اليومية إلى الآن، والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين:

الكلمات المصرية العامية المأخوذة من المصرية القديمة:


إدِّي: وتعني أعطِ (ادِّيني شيء) يعني أعطني الشيء، وأصلها يأتي من الهيروغليفية القديمة، وكانت تنطق (دي) وتُشتق من (دي ناي) بمعنى امنح أو أعطِ، وترسم هكذا في الهيروغليفية:


بُرش: تعني البقع، والبرش والبُرشة، اختلاف اللون، والتقاء نقطة حمراء وأخرى سوداء أَو غَبْراء أَو نحو ذلك، كما يطلق على نوع من أنواع الحصير الذي يُصنع من سعف النخيل.


ويطلقها المصريون أحياناً على أرضية الحجز (السجن-مكان الاحتجاز في أقسام الشرطة)، ورسمها في الهيروغليفية:

بَحْ: والتي تعني عند المصريين في اللغة القديمة (انتهى) وتنطق (بَه)، ويستخدمها المصريون حالياً بالمعنى نفسه؛ وذلك للتعبير عن انتهاء الشيء. (إذا طلب الطفل منك حلوى مثلاً، فتقول له: بَحْ.. وتعني أنها انتهت).


تاتا: وتعني في الهيروغليفية: يمشي خطوة خطوة، أو على مهل، وتُستخدم عادة عند تعليم الأطفال الصغار بداية المشي (فيقال لهم: تاتا خطِّ العتبة .. يعني امشِ بِبُطْءٍ).


بطَّط: وتعني في الهيروغليفية القديمة (سحق) وتُنطق هكذا (بطبط)، ويستخدمها المصريون لأكثر من معنى هذه الأيام، عند صنع الكعك والمخبوزات يقولون (بططته: أي سوَّته؛ تمهيداً لوضعه في الفرن للخبيز)، كما يستخدمونها عند الإشارة لضرب شخص ما ( فيقولون بططته: أي ضربته ضرباً مبرحاً).

ويتضح ذلك جيداً من رسم الكلمة الهيروغليفية:



سِتْ: ومعناها في اللغة الهيروغليفية "سيدة" وتنطق على الشكل نفسه (ست)، واستخدامها للتعبير نفسه عند المصريين الآن. ولعل أشهر لقب سِت، ذلك الذي حملته سيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي كان المصريون يلقبونها بـ"الست".

ويمثلها في الرسم الهيروغليفي صورة سيدة كرسم أساسي في الكلمة هكذا:



حَبَّة حَبَّة:
وتعني تدريجياً أو بالتدريج، وتنطق (هَب هَب)، وتُستخدم مثلاً عند شرب الطفل شيئاً، فنقول له: حَبَّة حَبَّة (يعني اشرب بالتدريج وبتمهل)، وفي العربية الفصحى "حَبة" تعني واحدة، ويستخدمها المصريون بالمعني نفسه (واحدة واحدة، وتعني أيضاً بالتدريج).


فَطْ: وتعني "قفز" في الهيروغليفية، وتنطق (فط فط)، وهي قريبة جداً من (نطّ) العربية، ويستخدمها المصريون بالمعنى نفسه في اللغتين العربية والمصرية قديماً وحديثاً.


كَرْكَرْ: وهي قريبة المعنى في الهيروغليفية والعربية أيضاً، وتستخدم بالمعنى نفسه، وهي الاستغراق في الضحك، وبالعربية تسمى (قهقه)، ويقول المصريون: (كركر من الضحك.. يعني ضحك بشكل كبير وملحوظ).


كحكح: وفي الهيروغليفية تعني وصل لمرحلة الشيب، وتنطق (حه حه)، يقال: (رجل مكحكح يعني عجوز وكهل)، وتُستخدم للدلالة على الكبر في السن والعجز.

ويتضح ذلك جلياً في الرسم الهيروغليفي للكلمة والمتمثل في شكل رجل عجوز:


نُنّه: وتعني الطفل الصغير، وتنطق (نُو نة)، ويستخدمها المصريون بالمعنى نفسه فيقولون: (عيل نُنّة يعني طفل رضيع أو صغير).

ويرسم طفل في شكل الكلمة الهيروغليفية:


مَأَّأ: وتعني دقَّق النظر جيداً عند القراءة، فيقول المصريون: (مَأَّأ عنيه من القراءة.. يعني أتعبها من شدة التركيز في القراءة).

ويرسم رمز عين في شكل الكلمة الهيروغليفية كالتالي:


الكلمات المصرية المشتركة مع الفصحى:


يوجد عدد كبير من الكلمات المصرية القديمة التي استخدمها الفراعنة ومن تلاهم من سكان مصر، تشترك في الأصل والمعنى مع نظيرتها في اللغة العربية الفصحى والتي نطق بها العرب منذ القدم، ولعل من أبرز هذه الكلمات:

أسر – أسير: تحمل المعنى نفسه في المصرية القديمة، ويقصد بها الشخص الذي يقع في يد العدو ويقبض عليه عند الحرب.

وترسم هكذا بالهيروغليفية وتنطق (إسر):


أخت: وهي مؤنث أخ، وهي شقيقة الرجل من النسب، وترسم هكذا بالهيروغليفية وتنطق (إهت):


ابن: وهو الولد الذكر، ويدخل في تسمية أبناء الأقارب (ابن فلان)، وهي من الكلمات التي كانت تُستخدم عند الفراعنة للدلالة على المعنى نفسه الذي يستخدمها من أجله العرب أيضاً.

ورسمها بالهيروغليفية وتنطق (ابن):


بحر: هو النهر العظيم الذي يحوي الكثير من الماء المالح، ومنها يقولون: "اشرب من البحر": أي مُت من الغَيْظ؛ وذلك لاستحالة شرب مياه البحر.

ورسمها بالهيروغليفية وتنطق (بحر):


بئر: وهي الحفرة العميقة التي يُسْتخرج منها الماء العذب، واستخدمها الفراعنة للمعنى نفسه، كما يستخدمها العرب والمصريون الآن.

ورسمها بالهيروغليفية وتنطق (بئر):


بركة: وهي المستنقع من الماء، ورسمها بالهيروغليفية وتنطق (بركت):


بعل وبعلة: البَعْلُ هو الزوج، والجمع البُعُولَةُ، ويقال للمرأة أيضاً بَعْلٌ وبَعْلَةٌ كزوج وزوجة.

ورسمها بالهيروغليفية وتنطق (بعر، بعرت):


تل: وهو المكان الذي يرتفع من الأرض عمّا حوله، ويكون أقل من الجبل، وتُستخدم بالمعنى نفسه عند الفراعنة والعرب والمصريين حالياً.

ورسمها بالهيروغليفية وتنطق (تلت):


ختم: وهو الطابع الذي يُستخدم في ختم المكاتبات وغيرها من الطرود، وهو ما استخدمه الفراعنة كذلك.

ورسمها بالهيروغليفية وتنطق (هتم):


حقل: الأرض المزروعة أو الصالحة لزراعة النبات الطيب، وينطبق المعنى نفسه في الهيروغليفية والعربية.

ورسمها بالهيروغليفية وتنطق (هكل):


سنّ: سِن السكين، وحد السكين، سَنَّ السكين أصقله وشحذه، وهو المعنى نفسه في اللغتين، وتنطق (سنّ) في الهيروغليفية.


شونة: هي المخزن الذي توضع فيه الغلال والمحاصيل والأعلاف، وتُجمع على شُون، وتظهر الرسمة الهيروغليفية للكلمة شكل الشونة أو مكان تخزين القمح والحبوب، وتنطق (شنوت).


طير: والطير -كما هو معروف- كل ما طار في الهواء، واستخدم الفراعنة اللفظ نفسه للدلالة على الطيور، ونطقوها (طر).


عين: عين الماء هو المكان الذي ينبع منه الماء من باطن الأرض ليتدفق، وتسمى (عن) بالهيروغليفية، ويُستخدم رمز العين في رسم كلمتها القديمة.


نوم: النوم أو الغفوة، التي يكون فيها البدن والعقل في سكون، ويغيب فيها الإنسان عن الوعي بشكل جزئي، وربما لا يدرك ما يدور ما حوله، واستخدم الفراعنة اللفظ نفسه للدلالة على النوم، وتنطق (نم)، ويمثل أحد رموز الشكل الهيروغليفي جزءاً من عملية النوم، وهي الاستلقاء بشكل أفقي، كما هو موضح:

علامات:
تحميل المزيد