“عجائب العالم القديم” ظلَّت خالدة من قبل الميلاد حتى دمَّرتها “أسباب بسيطة”.. 5 آثار عظيمة فقدناها للأبد

تركت الحضارات القديمة لنا تراثاً عظيماً يتمثل في التماثيل والقلاع والمعابد، وغيرها من الآثار التي بالطبع لم تبقَ كما كانت في سابق عهدها، فهي إما تأثرت بعوامل التعرية، أو دمرتها الأيدي البشرية، أو الكوارث الطبيعية. وفي هذا التقرير نتعرف معاً على بعض تلك الآثار العظيمة التي دُمرت تماماً ولم يعد لها وجود مطلقاً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/19 الساعة 11:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/15 الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش

تركت الحضارات القديمة لنا تراثاً عظيماً يتمثل في التماثيل والقلاع والمعابد، وغيرها من الآثار التي بالطبع لم تبقَ كما كانت في سابق عهدها، فهي إما تأثرت بعوامل التعرية، أو دمرتها الأيدي البشرية، أو الكوارث الطبيعية.

وفي هذا التقرير نتعرف معاً على بعض تلك الآثار العظيمة التي دُمرت تماماً ولم يعد لها وجود مطلقاً.

1- عملاق رودس – اليونان

يصنف كأحد عجائب الدنيا السبع القديمة، وكان موجوداً في مدخل ميناء جزيرة رودس اليونانية الواقعة في البحر المتوسط، واستغرق بناء التمثال 12 عاماً حتى اكتمل عام 280 قبل الميلاد تقريباً.

صُنع تمثال رودس من 15 طناً من البرونز و9 أطنان من الحديد، ووصل ارتفاعه إلى 32 متراً، ويحمل في إحدى يديه شعلة، بينما نرى في يده الأخرى رمحاً، وكان التمثال يرتكز على قاعدة من الرخام.

وقد بنى اليونانيون هذا التمثال الذي يرمز عندهم لإله الشمس؛ احتفالاً بانتصارهم على أنتيغونوس الأول مونوفثالموس حاكم مقدونيا وابنه ديمتريوس، اللذين كانا ينويان اقتحام جزيرة رودس عام 305 قبل الميلاد، بعدما رفض أهل الجزيرة مساعدتهما في حملة عسكرية ضد مصر، إلى جانب تحالفهم مع بطليموس الأول حاكم مصر آنذاك.

انهدم التمثال نتيجة زلزال وقع عام 226 قبل الميلاد، ورفض سكان رودس ترميم التمثال رغم عرض بطليموس الثالث حاكم مصر القيام بذلك؛ ظناً منهم أن التمثال أساء إلى هيليوس إله الشمس؛ لذا سلّط عليه الزلزال ليهدمه.

يوجد الآن مخطط لبناء تمثال جديد في نفس المكان، ولكن سيكون حجمه أكبر من التمثال المهدوم بحوالي 5 مرات، كما ستعبر السفن من تحت رجليه، وتُقدَّر تكلفة المشروع بحوالي 250 مليون يورو، وسيُغطى بالألواح الشمسية.

2- قلعة بَم – إيران

تقع قلعة "بَم" في المدينة التي تحمل نفس الاسم في مقاطعة كرمان جنوبي شرق إيران، وتعتبر أكبر بناء شُيّد من الطوب اللبن في العالم على مساحة 180 ألف متر مربع، ويبلغ ارتفاع جدرانها حوالي 6 أمتار.

شُيدّت القلعة في الفترة ما بين القرن السادس والرابع قبل الميلاد، في عهد الإمبراطورية الأخمينية، حسبما ورد في المصادر التاريخية القديمة، ولاحقاً توسع بناء القلعة خلال حكم الإمبراطورية البارثية، أي الفترة ما بعد عام 227 قبل الميلاد.

طرأت العديد من التطورات على القلعة على مرِّ التاريخ، فمع قدوم الإمبراطور أردشير أول أباطرة الدولة الساسانية عام 224 الميلادي، بُنيت تحصينات وجدران جديدة، وبعد نهاية الدولة الساسانية ومع بداية الدولة الإسلامية عام 645 ميلادياً تعرَّضت القلعة لبعض الأضرار.

أصبحت القلعة تابعة لسلالة آل خاقان حتى عام 1211، وخلال حكم الصفويين في الفترة ما بين 1501 إلى 1722 تطورت القلعة وتحولت إلى مجمع عسكري في أواخر عهدهم، وبعد نقل مدينة "بَم" إلى موضعها الجديد عام 1900 بدأ الناس في هجر القلعة القديمة، إلى أن أصبحت موقعاً تاريخياً عام 1953، وقد خضعت لعدة أعمال ترميم للحفاظ عليها منذ عام 1973.

لكن أواخر عام 2003، دُمر حوالي 8% منها، بعدما ضرب مدينة "بَم" زلزال قوته 6.6 درجة على مقياس ريختر.

ضمت القلعة منطقة سكنية وثكنات عسكرية وإسطبلات للخيل، بالإضافة إلى مقر لمحافظ المدينة، ولها 4 بوابات، وبها مسجد، ومتحف، ويأمل الخبراء إعادة بناء جزء من القلعة، ولكن مدير مشروع إعادة الإعمار أكد أن القلعة لن تعود مثلما كانت في السابق، ورغم ذلك تساعد اليابان وفرنسا وإيطاليا في أعمال الترميم بالأموال، وأيضاً صنع مواد البناء التي تصمد أمام الزلازل.

3- مكتبة الإسكندرية – مصر

بعد غزو الإسكندر الأكبر لمصر عام 332 قبل الميلاد، أسس مدينة الإسكندرية، التي أصبحت مِلكاً للبطالمة بعد وفاته عام 323 قبل الميلاد، وفي عام 297 قبل الميلاد بعدما سقط "ديميتريوس من فاليروم" من الحكم في أثينا لجأ إلى مصر، وكلّفه بطليموس الأول ببناء معبد موسيون أو المتحف السكندري، وبعده مكتبة الإسكندرية الكبرى، التي أصبحت واحدة من أكبر وأهم المكتبات في العالم القديم، وكان المعبد مكاناً لإجراء البحوث العلمية، والمحاضرات، والتراجم لوضعها في المكتبة.

وفي عهد بطليموس الثالث كان يُطلب من جميع السفن التي تمر في الميناء تسليم المخطوطات الموجودة بحوزتهم لعمل نسخة عليها، وتسليمهم النسخة ووضع المخطوطة الأصلية في المكتبة.

ووفقاً للفيلسوف والمؤرخ اليوناني "بلوتارخس" فقد دمر يوليوس قيصر مكتبة الإسكندرية بإشعال النيران في سفن الأسطول المصري، التي امتدت نيرانها إلى المكتبة أثناء حصاره للمدينة عام 48 قبل الميلاد.

افتُتحت مكتبة الإسكندرية الحديثة مجدداً، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2002، بالقرب من مكان المكتبة القديمة، وذلك نتيجة مشروع ضخم بالاشتراك بين مصر ومنظمة "اليونسكو" لإعادة إحيائها.

4- القصر الصيفي القديم – الصين

بدأ بناء هذا القصر الواقع شمال غربي مدينة بكين الصينية في عهد الإمبراطور "كانغ شي" عام 1709، ويضم القصر ثلاث حدائق كبيرة وهي: حديقة "يوان مينغ يوان"، وحديقة "تشانغ تشون"، وحديقة "وان تشون"، وأُطلق على تلك الحدائق جميعاً بعد 150 عاماً اسم "يوان مينغ يوان"، بمعنى حديقة السطوع المثالي.

كان القصر مقراً للإمبراطورية، وضمَّ بين جنباته مجموعة من المباني والتلال والبحيرات، وقد أمر الإمبراطور "تشيان لونغ" عام 1744، بوضع عدد كبيرا من اللوحات الفنية الجميلة داخل طرقاته.

في أكتوبر/تشرين الأول عام 1860، تحديداً مع نهاية حرب الأفيون الثانية (1839 – 1860)، استسلمت سلالة تشينغ الصينية "المانشو" أمام الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، فأحرقتا القصر الصيفي.

ولاحقاً بدأت الإمبراطورة الأرملة "تسي شي" عام 1870 في بناء حديقة جديدة بالقرب من القصر القديم، وأطلقت عليها اسماً جديداً هو "يهيوان Yiheyuan" ويعني حديقة الصحة الجيدة.

5- حجر سنغافورة

يبلغ طول هذا الحجر الرملي 101 سنتيمتر، وكان جزءاً من حجر سنغافورة الأصلي البالغ طوله 3 أمتار، الذي كانت تغطيه النقوش بطول 1.5 متر، واكتشف في يونيو/حزيران عام 1819، عند مصب نهر سنغافورة.

جذب الحجر انتباه علماء أوروبا لمحاولة فك رموزه ولكن دون جدوى، وهناك الكثير من التفسيرات فقد تكون تلك الرموز الموجودة على الحجر دليلاً على حضارة قديمة ترتبط بإمبراطورية "ماجاباهيت" الإندونيسية في سنغافورة.

إذ نجح الباحث الهولندي "هانز كيرن" في فك رموز كلمات موجودة على الحجر، بينما رجح علماء آخرون أن لغة النقش قد تكون "السنسكريتية" التي وُجدت في عهد دولة "ماجاباهيت" ما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر.

فيما قرر الاستيطان البريطاني في عام 1843، تطوير وتوسيع الممشى عند مصب نهر سنغافورة، فأمر المهندس المسؤول بتحطيم الحجر، وتمكّن الكولونيل "جيمس لو" من إنقاذ 3 أجزاء منه، وأرسل جزئين إلى متحف الجمعية الآسيوية في مدينة كلكتا الهندية، بينما ظل الجزء الثالث موجوداً حتى اليوم في المتحف الوطني بسنغافورة.

علامات:
تحميل المزيد