لكل دولة عاداتها الرمضانية المميزة، ويتجلَّى ظهور تلك العادات على مائدة الإفطار.
عند زيارتنا لمطبخ المغرب العربي لاحظنا التنوع الثقافي الذي يحظى به، إذ يمتلئ بالمخبوزات تأثراً بالمطبخ الفرنسي، واستخدام البهارات والمسكرات تأثراً بالمطبخ الشامي، وهنا نتعرف على أبرز الأطباق التي تُقدم على مائدة الإفطار في دول المغرب العربي.
1- شوربة الحريرة
بعد أن يُعلن مدفع الإفطار عن انتهاء ساعات الصيام، يبدأ سكان دولتي المغرب والجزائر في تناول شوربة الحريرة التي تعتمد في أساسها على اللحم والعدس والدقيق.
وهي وجبة من أصل أندلسي يتناولها الجزائريون عادةً بجانب طبق من "المعقودة" وهي عبارة عن كرات محشية بالجبن ومقلية في الزيت، وتتخذ شوربة الحريرة أشكال عديدة تختلف حسب البهارات والخضروات المضافة إليها.
2- البسطيلة
يرجع أصل هذه الوجبة أيضاً إلى الأندلس، وتُقدم في تونس و الجزائر و المغرب، وهي عبارة عن فطيرة محشوة من الممكن أن تقدم كطبق حلو بالحليب والمكسرات والسكر المطحون، أو حاد بأنواع اللحوم المختلفة من لحم ضأن أو دجاج باللوز أو حتى لحوم الأسماك.
تتخذ هذه الأكلة شكلًا آخر على مائدة الإفطار المغربية فتقدم "ميني-بسطيلة"، أي فطائر صغيرة، بينما تُسمى في تونس بالطاجين الملسوقة، وتُصنع البسطيلة من أوراق رقيقة من العجين تُسمى في المغرب "الورقة"، وفي الجزائر "الديول"، وفي تونس "البوراك".
3- البوراك
البوراك في الجزائر أو البوريك في تونس هي رقائق من العجين تُحشى باللحم والخضروات، أو بالمكسرات و الجبن إذا قدمت كحلوى، ثم تُقلى بالزيت أو تُخبز في الفرن، وتشبه في شكلها الـ"سبرنغ رول".
حمل الأتراك العثمانيون هذا الطبق إلى الدول العربية مع البقلاوة وغيرها من المعجنات ذات طبقة العجين الرقيقة، إذ ترجع تسمية البوريك إلى الكلمة التركية "بورماك" أي الملفوف، ويعد هذا الطبق من أقدم الوصفات التي حافظت على شكلها عبر السنين.
تقدم هذه الوجبة أيضاً في دول غير عربية مثل اليونان إذ ويسمى هناك "بوراكي"، وتكون طريقة تحضيره بفرد العجين في صينية أو مقلاة، ثم التقطيع بعد الطهي وتقدم على شكل فطائر صغيرة محلاة بالعسل.
4- الشباكية
تعتبر الشباكية من أقدم الحلوى المغربية الأصيلة التي تقدم في رمضان، وتُحضر من العجين الذي يُشبك ببعضه البعض بعناية على هيئة أشكال دائرية تُقلى بالزيت، لتُتناول مع الشاي المضاف إليه النعناع المغربي الشهير، بعد أن تُغطى بالعسل وماء الزهر والسمسم أو اليانسون.
وتعد الشباكية طبقاً رمضانياً يجمع بين دول المغرب العربي؛ لتواجدها في المغرب وتونس والجزائر.
5-السفنز
يُصنف كطبق عربي أصيل يرجع إلى القرن الثامن عشر، وهو عبارة عن فطائر طرية معجونة من الدقيق دون إضافة الحليب أو البيض، ويترك ليُخمر حتى يتزايد حجمه قرابة الثلاث أضعاف، ثم يُقسم إلى فطائر صغيرة تقلى في الزيت، وأحيانًا يُقدم على هيئة حلقات قريبة من شكل الـ "الدونات" الغربية، ويُعرف باسم "السفنج" في المغرب والجزائر وتونس.